الاثنين، 4 فبراير 2019

ومضة على ومضة: بإزاءالشاعر الفلسطيني أ.معتز أبوشقير.. الناقد/ غازي أحمد أبو طبيخ

النص:
.......
أخبرتك،
أني لن أرحل أبداً
وأنا صامتْ ..
هذا الولدُ الهمجيُّ
سيحتل شوارعَ شِعري
ويبلّل جدرانَ الدنيا
بظلال عويلي
أخبرتُكِ،
حين تجفُّ
على "فوهة" الناي الأنغامُ
أجفُّ وحيداً ..
أنبض وحدي
مثل فراشاتٍ زرقاء
تموتُ،
على أطراف (الراين) وحيدةْ ..
.................................
نقول:
ليس سهلاً أن يتحول العروض الى وحيب دم يجري تلقائياً في عروق النص..
من يقرا هذا القصيد سيظنه سرداً بعيداً عن الموسيقى..
لكنه ليس مموسقاً وحسب ،وانما مكتوب على واحد من اكثر البحور الشعرية حركيةً ،ونعني به بحر الخبب..فعْلن..ساكنة العين..مع جوازاتها..
لكن كيف روّضه الشاعر حد السلاسة والدفق العفوي في سردية شعرية مميزة حقاً..
ومع ان شاعرنا ،لايريد التشدد في موضوعة العروض،انما لانجد بأساً من استبدال مفردة .."فوهة"..الناي.. ب "شفة" الناي مثلا،من اجل استمرارية الايقاع بدفقه الرائع المتواصل..
.
هذا هو التمكن الذي نبحث عنه جدياً،في القصيد الموزون..بحيث لا نحس بقعقعة الموسيقى ،ولا بجلاجلها التي تكاد تضعف كثيراً من شان المبنى الجمالي او المعنى العميق..بينما تمكن شاعرنا من عبور هذا المفترق ،بملكة وشاعرية وتلقائية تستحق منا وقفة اكثر تفصيلا،لولا ضيق المجال:
*
اخبر..فعْلن..
تك ان..فعِلن..
ني لن..فعْلن..
ارحل..فاعلُ..
ابدا..فعِلُن..
وانا..فعلن..
صامت..فاعلُ..
هذٱل..فعلن..
ولدل..فعلن..
همجي..فعلن......الخ
*
فما اروع هذا السلسال الموسيقي المتخفي ببراعة شاعر واضح الرسوخ..تقديري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق