الأربعاء، 6 فبراير 2019

ضرورة الادب،،،، قراءة في نص ( مساء المحبة ) للشاعرة سعاد محمد،، بقلم الناقد/ جمال القيسي

تميد الارض بك،،جسدًا فيزيقيًا ،،وترتعد الفرائص ،،شيء من الخوف والرعب ،، للحفاظ على الحياة،،أمر طبيعي ،،بحكم احدى الغرائز الأساسية ،،عند الكوارث،،او التحديات،،ربما أمر مشترك عند كل الأحياء ،،ميزة الانسان فوق هذا الامر،،،هو بامتلاكه الذات الواعية ،،والفاعلة ،،إزاء الواقع ،،او الحدث ،،لكن هذه الميزة ( الوعي ) ،،لها مردودها السلبي،،بسببها يتألم الانسان ويفقد كرامته ،،عندما تكون في حيّز الإستغلال ،،والعبودية ،،او عندما يكون مجرد شيء،،مقوض الشعور،،وليس العيش البايولوجي ،،اشبه بالموت السريري،،
لعنة كبيرة هي الحياة ،،حينما تحاول استيعابها شعوريًّا ،،وعلى الفطرة الاولى ،، وهناك من بني جنسك،،يسلب منك كل شيء،،وبكل وحشية،،باسم الحق العام،،او الدين او العرف او الوطن،،او مصلحة الجماعة ،،،في هذا الهدر الانساني،،وتقالب القيم،،،وأفول الآدمية ،،تنهض الارواح الكبيرة لمقاومة الظلم،،في محاولة لتعديل المسار المنحرف،،،والكشف عن الواقع وبؤسه ،،لتنتشل الانسان من الاغتراب والتشيؤ ،،هنا هي المنطقة التي يشتغل فيها الادب ليكون ضرورة وجودية ،،انها منطقة النور الساطع ،،في النص الذي سنتناوله لشاعرة العصر وبجدارة ( سعاد محمد ) ،،علينا أن نبحر في عوالم الكبار ،،،كارل ماركس،،وبالذات في قضية التشيؤ،،وكذلك لوسيان غولدمان ،،وفي طروحاته بالبنيوية التوليدية ،،وأخيرًا نقف مع أهم النقاد الأدبيين في القرن العشرين. نورثرب فراي،،،في قضية المماثلة والتوحد ،،لكي نكتشف عملية الربط،،للنص،،وكل هذه المصطلحات سنتطرق لها مع تعريفها،،وتطبيقاتها على النص النثري للشاعرة ( سعاد محمد ) من هنا ،،كانت قضية الصعوبة في قراءة النص،،،وقبل كل هذا وذاك،،،سنتناول قضية مهمة،،وهي جدوى الادب،،،او بمعنى ادق لماذا نكتب ادبًا،،وهل هو ضرورة ،،،
يذكر باختين (( إن القول الحي الناشئ عن وعي في لحظة تاريخية ما وفي وسط أجتماعي ما ،لايمكن إلا أن يلامس آلاف الخيوط الحوارية الحية التي ينسجها الوعي الاجتماعي الايديولوجي حول موضوع هذا القول ))
هذه القاعدة في مفهوم الخطاب ذهب بول ريكور ،،الى تفسيرها في قضية تحقق محفل الخطاب،،عندما تتوفر او تتحقق وظيفتين أساسيتين هما وظيفة الأسانيد ووظيفة الهوية،،،عندها سيكون لدينا خطاب ذَا هدف،،وربما يتحقق لاحقًا ،،فائض معنى،،وحتى لايكون كلامنا ملغزًا،،او ذات عسرة أكاديمية،،نصوغه كالآتي ،،
ماهو القول الحي،،،؟ نتناول في حياتنا ،،الكثير من الكتب المتنوعة،،وكل واحد منها هو خطاب ،،اتخذ صفة النص،،والخطاب قول ،،ببساطة ،،يتحول الى نص متى ما تم. تدوينه او مارس وظيفة ،،اي بمعنى تفاعل معه المتلقي ،،نحن نقرأ كتابًا في التاريخ،،يذكر وقائعًا واحداثًا،،جرت،،في تحقيب زمني معين،،او كتابًا في علم الاجتماع يتناول ،،تحليلًا،،لحركة الجماعة،،وطبيعة العلاقات القائمة بين الفرد والجماعة او الجماعات بينها،،ونقرأ كتابًا في علم النفس،،يتناول طبيعة اشتغال الدافعية والغرائز،،الاولى لدى الفرد،،وانعكاساتها،،ونقرأ كتابًا في الفيزياء ،،يتناول العلاقة بين المادة والطاقة،،وتحولاتهما ،،وهكذا لكل ،،العلوم الذي امتلكت منهجًا،،ولانستطيع بمطلق الاحوال،،ان نعتبر اي من هذه النصوص،،هو خطاب حي،،حتى خطاب الاعلام الذي يعتمد التوثيقية،،لانه يتسمر مع الحالة ذات العلاقة،،،لكن الامر مختلف،،مع خطاب الادب،،،في كل اجناسه،،لانه حي ومتواصل،،،نحن لحد اللحظة،،نتفاعل مع طللية أمرئ القيس،،او إشعار ابو الطيب المتنبي ،،لحد اللحظة نحن نقرأ ديستوفسكي ويترك فينا أثرًا تفاعليًا ،،ونعيش مع ابطاله ،،ونتموقع. داخل. قصصه ،،اذًا مالسر في ذلك ؟ ،،في ان يبقى الادب،،خطاب حي ؟ ،، انها ببساطة قضية ( الشاعرية ) ،،
جمال قيسي / بغداد
،،،
نص الشاعرة:
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مساءُ المحبّةِ لسكانِ العيدِ والمطلّينَ عليه..
،،،
غداً يحملُ العيدُ حقيبتَهُ ويسافرُ
تكنسُ الرّيحُ الزّينةَ..
وتتوجّسُ الأشجارُ مصائرَها على أيدي عمالِ النّظافةِ
يفقد التبارز بالثّرواتِ شراستَهُ
وتتلاسنُ الماركاتُ في الخزاناتِ المنسيّةِ
باسمِ الفرحِ الإنساني.
لا تُوجعني البيوتُ المكتومةُ الفرحِ خجلاً من موائدِها الشّحيحةِ
ولا الثيابُ المتوارثةُ من جيلٍ إلى جيلٍ
وحتّى من بيتٍ إلى بيتٍ درءاً للعريِّ
إنّما توجعني العلكةُ الإنسانيّةُ المتداولةُ بكثرةٍ
بطعمِ الشّعورِ العامِّ والتّحابِ والتّضامنِ,وقدْ فقدِتْ سُمعةَ السّكَرِ
توجعني حالةُ العماءِ..
عن شبهِ التّوسّلِ من حماةِ الدّيارِ المصابينَ لأهلِ ديارِهم بعضاً منَ العلاجِ!
وجسورِ المعوناتِ الّتي تزربُ في مكانٍ ما
تزربُ قصوراً وسياراتٍ.
إنّ أمّةً تنسى رجالاتها ستبقى دميةً في أيدي الحروبِ
الجسدُ يحتاجُ النزرَ اليسيرَ ليعيشَ
وكلُّ ما يفيضُ عنه ادّخارٌ للدّودِ!
فالفرحُ كائنٌ متقشّفٌ ورشيقٌ!
فلنسندْ صلواتِنا وأمانينا بضمائرِنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق