الذرائعية نظرية عربية في النقد:
==================
من خلال الكثير من المطالعات التي تتحفنا بها المنابر الثقافية عموما والأدبية بشكل خاص ,وهو ما يهمنا هنا , نجد أنّ الكثير من النصوص تكاد تفقد جنسيتها وهذا بسبب الكثير من المنظرين الذين , في رأيي , تآمروا على الجنس الأدبي بأكذوبة النصّ . الأمر الذي أدّى إلى أن يفقد النصّ توازنه وهويّته الأدبيّة , والخطر الحقيقيّ هنا أنّ أغلب الذين يكتبون النقد ( ولا أقول نقاد ) عكفوا على الدّراسات النقدّية الغربيّة واتّخذوها إماماً لهم فيما يذهبون إليه في دراساتهم النقديّة هذه . أي راحوا يحاكمون النّصوص العربية و اللسان العربيّ وفقاً لما فهموه ودرسوه من بنيويّة وما بعد البنيويّة وتفكيكيّة ونظريات كثيرة تتّصل بالحداثة وما بعد الحداثة . وكلّها دراسات غربيّة تفتقر إلى الحسّ العربيّ بحجج واهية .
==================
من خلال الكثير من المطالعات التي تتحفنا بها المنابر الثقافية عموما والأدبية بشكل خاص ,وهو ما يهمنا هنا , نجد أنّ الكثير من النصوص تكاد تفقد جنسيتها وهذا بسبب الكثير من المنظرين الذين , في رأيي , تآمروا على الجنس الأدبي بأكذوبة النصّ . الأمر الذي أدّى إلى أن يفقد النصّ توازنه وهويّته الأدبيّة , والخطر الحقيقيّ هنا أنّ أغلب الذين يكتبون النقد ( ولا أقول نقاد ) عكفوا على الدّراسات النقدّية الغربيّة واتّخذوها إماماً لهم فيما يذهبون إليه في دراساتهم النقديّة هذه . أي راحوا يحاكمون النّصوص العربية و اللسان العربيّ وفقاً لما فهموه ودرسوه من بنيويّة وما بعد البنيويّة وتفكيكيّة ونظريات كثيرة تتّصل بالحداثة وما بعد الحداثة . وكلّها دراسات غربيّة تفتقر إلى الحسّ العربيّ بحجج واهية .
الذرائعيّة لغة :
=========
مصدر صناعيّ من الذرائع , والذرائع جمع ذريعة وهي : الحجّة والتّعلّة . هي أيضاً السبب والوسيلة إلى الشيء .
والذرائعيّة في الأدب هي : نظريّة نقديّة عربيّة متكاملة جاءت لتدحض ما قاله مفكّرو الغرب من أنّ الأمّة العربيّة بعيدة عن إنتاج مذاهب عقليّة وفلسفيّة مستقلّة . وقد جاءت هذه النظريّة لتؤكّد أنّ الأمّة العربيّة فيها قامات فلسفيّة وعلميّة قادرة على إنتاج مذاهب مستقلة وابتكارها على أن تكون نابعة من لغة هذه الأمّة وحضارتها .
رائدها :
======
رائد هذه النظريّة النقديّة الأستاذ عبد الرزاق عودة الغالبيّ من عراقنا الحبيب وقد جاء بنظريته هذه ليؤسس للنقد العربيّ ويحمي النصّ العربيّ ولغته العربيّة من التشويش الذي لحق بهما نتيجة لتبني بعض كتاب النقد مناهج غربيّة لا تليق بالنصّ العربيّ الذي يتميّز بأثوابه الخاصّة ومداخله , وكذلك للغة العربية آلياتها الخاصّة التي لا يمكن فهم النصّ إلاّ بإلقاء الضوء عليها وكشف أسرارها . وقد صدر له كتاب بعنوان " الذرائعية في التطبيق في تحليل النص الأدبي " وهو يفتح الباب لنقلة نوعية في آليات النقد من زاوية التحليلات النفسية والفلسفية في تحليل النصوص الأدبية . نظريته النقدية هذه تطوف بنا بدءاً من قشرة النص إلى أعمق نقطة فيه فترانا متنقلين ما بين :
- الاحتملات المتحركة في النصوص شكلاً وموضوعاً - المنظور الاستنباطي – المدخل السلوكي – البناء الجمالي والبلاغي – المدخل العقلاني – المدخل اللساني – درجة العمق و الانزياح نحو الخيال – الموسيقا الشعرية – المدخل البصري – الخلفية الأخلاقية – تجنيس النصوص – البؤرة الأساسية الثابتة في النصوص .
خصائص الذرائعيّة :
============
الذرائعيّة ترى أن النقد علم كبقية العلوم كالرياضيات والكيمياء وغيرهما من العلوم
يجب أن تكون له قواعده الدقيقة التي تضبط كل حركاته وسكناته ومن خلالها توضع قوانين للأدب من شأنها أن تحدد مراميه ومقاصده وغاياته ومنطلقاته .ولعلّ أهم دور أنيط بهذه النظريّة هو التفريق بين الأدب و اللاأدب وهي تضع المعايير الدقيقة لاختبار بنية النصّ الأدبيّ وتمنح الأديب أدواته التي يمكنه أن يكتب بها . ولهذه النظرية سبع خصائص هي :
=========
مصدر صناعيّ من الذرائع , والذرائع جمع ذريعة وهي : الحجّة والتّعلّة . هي أيضاً السبب والوسيلة إلى الشيء .
والذرائعيّة في الأدب هي : نظريّة نقديّة عربيّة متكاملة جاءت لتدحض ما قاله مفكّرو الغرب من أنّ الأمّة العربيّة بعيدة عن إنتاج مذاهب عقليّة وفلسفيّة مستقلّة . وقد جاءت هذه النظريّة لتؤكّد أنّ الأمّة العربيّة فيها قامات فلسفيّة وعلميّة قادرة على إنتاج مذاهب مستقلة وابتكارها على أن تكون نابعة من لغة هذه الأمّة وحضارتها .
رائدها :
======
رائد هذه النظريّة النقديّة الأستاذ عبد الرزاق عودة الغالبيّ من عراقنا الحبيب وقد جاء بنظريته هذه ليؤسس للنقد العربيّ ويحمي النصّ العربيّ ولغته العربيّة من التشويش الذي لحق بهما نتيجة لتبني بعض كتاب النقد مناهج غربيّة لا تليق بالنصّ العربيّ الذي يتميّز بأثوابه الخاصّة ومداخله , وكذلك للغة العربية آلياتها الخاصّة التي لا يمكن فهم النصّ إلاّ بإلقاء الضوء عليها وكشف أسرارها . وقد صدر له كتاب بعنوان " الذرائعية في التطبيق في تحليل النص الأدبي " وهو يفتح الباب لنقلة نوعية في آليات النقد من زاوية التحليلات النفسية والفلسفية في تحليل النصوص الأدبية . نظريته النقدية هذه تطوف بنا بدءاً من قشرة النص إلى أعمق نقطة فيه فترانا متنقلين ما بين :
- الاحتملات المتحركة في النصوص شكلاً وموضوعاً - المنظور الاستنباطي – المدخل السلوكي – البناء الجمالي والبلاغي – المدخل العقلاني – المدخل اللساني – درجة العمق و الانزياح نحو الخيال – الموسيقا الشعرية – المدخل البصري – الخلفية الأخلاقية – تجنيس النصوص – البؤرة الأساسية الثابتة في النصوص .
خصائص الذرائعيّة :
============
الذرائعيّة ترى أن النقد علم كبقية العلوم كالرياضيات والكيمياء وغيرهما من العلوم
يجب أن تكون له قواعده الدقيقة التي تضبط كل حركاته وسكناته ومن خلالها توضع قوانين للأدب من شأنها أن تحدد مراميه ومقاصده وغاياته ومنطلقاته .ولعلّ أهم دور أنيط بهذه النظريّة هو التفريق بين الأدب و اللاأدب وهي تضع المعايير الدقيقة لاختبار بنية النصّ الأدبيّ وتمنح الأديب أدواته التي يمكنه أن يكتب بها . ولهذه النظرية سبع خصائص هي :
1- علميّة النقد : ما لاشك فيه أنّ أغلب الكتابات النقديّة تتسم بالانطباعيّة والإنشائيّة ولا تستند إلى علم . والذرائعيّة استبدلت المنهجيّة بهذه الرؤى الانطباعية . وهذا ما يجعل النقد علماً له أسس و أركانٌ .
2- رؤية نقديّة ميكانيكية : الذرائعية لديها آليات ممنهجة يستطيع الناقد من خلال هذه الآليات أن يكشف مواطن الجمال في قشرة النصّ الخارجيّة وأيضاً إماطة اللثام عن المعاني الباطنيّة .
3- الوسيط الحتمي : المقصود بهذا الوسيط هو اللّغة العربية التي تختلف عن بقيّة لغات العالم بالكثير من الخصائص البنيوية والشكليّة و التّعبيريّة , وبالتالي فإن النص العربي يختلف عن بقية النصوص التي كُتبت بلغات أُخرى .
4- التجنيس الأدبي : نتيجة للفوضى الحالية في النقد والتي سبّبها عدد كبير ممن يتعاطون النقد باستخدامهم مفاهيم ومصطلحات غربية , ومحاولتهم تطبيقها قسراً على النصوص العربيّة وتطويع النص لخدمة المصطلح وخلقهم تأويلات للكلمة ورفضهم أو تمردهم على تجنيس بعض النصوص جاءت الذرائعية لتقف أمام هذا المدّ الفوضويّ ولتضع الأمور في نصابها الصحيح .
5- التحليل الأدبي : الذرائعية كنظرية نقدية عربية تحمي المتلقي من التعمّق في النصّ إلى درجة التكلّف و البحث عن التأويلات التي لا تغني النص بقدر ما تزيده إبهاماً وغموضاً وبعداً عن المتلقي الذي هو أساس العمليّة الأدبيّة . وهي تولي اهتماماً بشكل النصّ ومضونه وقد يظهر الاهتمام بالمضمون أكثر أو بالشكل أحياناً ( القشرة الجمالية ) وهي بذلك تختلف عن التفكيكيّة التي وقعت في الكثير من مشكلات التناقض لأنها باختصار تكسّر النصّ وتُشظيه وتشرخه وتدمره . والذرائعية فوق هذا تؤمن بمبدأ التدرّج في الأفكار وهذا يعني أن الأفكار يكمل بعضُها بعضاً في تعاقب مستمر والتي يحظى بها الناقد حين يغوص في نصّه ولا ينتهي به المطاف إلى التناقض .
6- إمكانية التطبيق : هذه النظرية النقديّة ليست مجرد تنظير غير قابل للتطبيق . بل هي نظرية قابلة للتطبيق على النصوص العربيّة وقد قامت الدكتورة عبير يحيى بالكثير من التطبيقات على هذه النظرية وهي بذلك تؤسس لمن سيبدؤون الجهد والعمل و البحث و التدقيق مطبقين أساليب وتحليلات هذه النظرية المهمة .
7- الأخلاقيّة : في اعتقادي أن من أهم خصائص الذرائعية هي هذه الخصيصة , فهي ترى أنّ أي عمل أدبي لا ينتمي إلى الأخلاق عملٌ يخرج عن نطاق الأدب لأنها تعدّ مهة الأدب الحقّ تثبيت القوائم الأخلاقية والمثل الإنسانيّة العليا في المجتمع , وهي لا تسمح للأديب أن يتعرّض للأديان و الأعراف والقوانين بشكل هدام وينشر الفوضى والعداء والفرقة بين أفراد المجتمع .
2- رؤية نقديّة ميكانيكية : الذرائعية لديها آليات ممنهجة يستطيع الناقد من خلال هذه الآليات أن يكشف مواطن الجمال في قشرة النصّ الخارجيّة وأيضاً إماطة اللثام عن المعاني الباطنيّة .
3- الوسيط الحتمي : المقصود بهذا الوسيط هو اللّغة العربية التي تختلف عن بقيّة لغات العالم بالكثير من الخصائص البنيوية والشكليّة و التّعبيريّة , وبالتالي فإن النص العربي يختلف عن بقية النصوص التي كُتبت بلغات أُخرى .
4- التجنيس الأدبي : نتيجة للفوضى الحالية في النقد والتي سبّبها عدد كبير ممن يتعاطون النقد باستخدامهم مفاهيم ومصطلحات غربية , ومحاولتهم تطبيقها قسراً على النصوص العربيّة وتطويع النص لخدمة المصطلح وخلقهم تأويلات للكلمة ورفضهم أو تمردهم على تجنيس بعض النصوص جاءت الذرائعية لتقف أمام هذا المدّ الفوضويّ ولتضع الأمور في نصابها الصحيح .
5- التحليل الأدبي : الذرائعية كنظرية نقدية عربية تحمي المتلقي من التعمّق في النصّ إلى درجة التكلّف و البحث عن التأويلات التي لا تغني النص بقدر ما تزيده إبهاماً وغموضاً وبعداً عن المتلقي الذي هو أساس العمليّة الأدبيّة . وهي تولي اهتماماً بشكل النصّ ومضونه وقد يظهر الاهتمام بالمضمون أكثر أو بالشكل أحياناً ( القشرة الجمالية ) وهي بذلك تختلف عن التفكيكيّة التي وقعت في الكثير من مشكلات التناقض لأنها باختصار تكسّر النصّ وتُشظيه وتشرخه وتدمره . والذرائعية فوق هذا تؤمن بمبدأ التدرّج في الأفكار وهذا يعني أن الأفكار يكمل بعضُها بعضاً في تعاقب مستمر والتي يحظى بها الناقد حين يغوص في نصّه ولا ينتهي به المطاف إلى التناقض .
6- إمكانية التطبيق : هذه النظرية النقديّة ليست مجرد تنظير غير قابل للتطبيق . بل هي نظرية قابلة للتطبيق على النصوص العربيّة وقد قامت الدكتورة عبير يحيى بالكثير من التطبيقات على هذه النظرية وهي بذلك تؤسس لمن سيبدؤون الجهد والعمل و البحث و التدقيق مطبقين أساليب وتحليلات هذه النظرية المهمة .
7- الأخلاقيّة : في اعتقادي أن من أهم خصائص الذرائعية هي هذه الخصيصة , فهي ترى أنّ أي عمل أدبي لا ينتمي إلى الأخلاق عملٌ يخرج عن نطاق الأدب لأنها تعدّ مهة الأدب الحقّ تثبيت القوائم الأخلاقية والمثل الإنسانيّة العليا في المجتمع , وهي لا تسمح للأديب أن يتعرّض للأديان و الأعراف والقوانين بشكل هدام وينشر الفوضى والعداء والفرقة بين أفراد المجتمع .
خاتمة ورأي :
===========
ثم اختلاف بين صاحب نظرية التفكيك ( دريدا ) والذي يمركز نظريته على الصوت , وصاحب نظرية البنيوية ( سوسير ) والذي يمركز نظريته على العلامة اللّسانيّة , و السبب في هذا الاختلاف يعود إلى عدم التفريق بين " عند كليهما طبعاً " الأدب و اللّغة . وقد استغلت الذرائعيّة هذه الثغرة , وتمركزت بين البنيويّة والتفكيكيّة و الشكلانيّة و السيميائية لتأخذ النص العربي غير المعني بهذه الاختلافات الفلسفية المتجذرة لكونها ترتكز على الديناميكية في اللّغة الأدبية التي تفضي نحو سلسلة من المعاني المقروءة بتعابير النص المصنوعة والمتكشفة بالتحليل .
===========
ثم اختلاف بين صاحب نظرية التفكيك ( دريدا ) والذي يمركز نظريته على الصوت , وصاحب نظرية البنيوية ( سوسير ) والذي يمركز نظريته على العلامة اللّسانيّة , و السبب في هذا الاختلاف يعود إلى عدم التفريق بين " عند كليهما طبعاً " الأدب و اللّغة . وقد استغلت الذرائعيّة هذه الثغرة , وتمركزت بين البنيويّة والتفكيكيّة و الشكلانيّة و السيميائية لتأخذ النص العربي غير المعني بهذه الاختلافات الفلسفية المتجذرة لكونها ترتكز على الديناميكية في اللّغة الأدبية التي تفضي نحو سلسلة من المعاني المقروءة بتعابير النص المصنوعة والمتكشفة بالتحليل .
إن الكثير من النقاد ينبهرون بما قرؤوا من نظريات غربية و أكثرها لا يتفق مع النص العربي فيلبسون النص أثواباً لا تليق به مسوّقين لما يمكن أن يئد حتى مجرد التفكير في ظهور نظرية نقدية عربية .
يقول الناقد الدكتور محمد عبد المطلب : “ كثير من النقاد يقولون : قال فلان الغربي كذا وكذا ولا يقولون قال الناقد العربي محمد مندور أو صلاح فضل أو عبد القادر القط …..”.
يقول الناقد الدكتور محمد عبد المطلب : “ كثير من النقاد يقولون : قال فلان الغربي كذا وكذا ولا يقولون قال الناقد العربي محمد مندور أو صلاح فضل أو عبد القادر القط …..”.
=======================
المراجع : مجموعة مقالات كتبت عن هذه النظرية النقدية ودراسات ولقاءات .
المراجع : مجموعة مقالات كتبت عن هذه النظرية النقدية ودراسات ولقاءات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق