الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

في ضيافة البروفيسورة ام وفاء قوادري حوار مع الناقد غازي احمد الموسوي

في ضيافة البروفيسورة ام وفاء قوادري:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
نص المبدعه:
*
ابتسامة..
** **
يا خيرة تْريْكي..!؟
زمن الاحتلال الفرنسي.. وبمدينتنا الجميلة أفلو.. كان يسكن أحد البشاغات (باش أغا).. وكان ثريا صاحب نعمة وجاه.. خطب هذا الوجيه فتاة بدوية من المنطقة.. فرحب أهلها بهذه المصاهرة.. وكانت أفلو عنوان للحضارة وحياة الرفاهية في نظر البدو آنذاك.
والمرأة البدوية -كما نعلم- حينما تمشي تتحدر في مشيتها وتسرع في الخطى غير آبهة بغنج أو دلال وهذا على عكس بنات المدن والحواضر..
طبعا نساء القبيلة يعرفن ذلك فيهن.. فحدثن العروس خَيْرة وقدمن لها دروسا في أساليب اللياقة عند الحضر.. سواء في طريقة الكلام أو المعاملة وحتى الطبخ.. ولم ينسين طبعا كيف ينبغي للعروس خَيْرة أن تمشي بهدوء وتبختر .. !
وجاء يوم الدّخلة وحل الكل بمدينة أفلو.. ونزلت خيرة من هودجها.. لكنها سرعان ما نسيت مشية التبختر التي نُصحَت بأدائها عند قدوم أفلو..!
وهنا صاحت إحدى قريباتها قائلة:..يا خيرة تْريْكي.. تْريْكي.. 😂😂
** **
تْريْكي: (في لهجتنا معناها) تبختري في مشيتك..




 *****
مدخل الحوار:
.................
لايكفي..او لنقل اننا لم نكتف..فمازلنا ننتظر المزيد..فقد فاجأتنا الخاتمه..
الاتحسين معنا يا استاذتنا.الجليلة ان هذه المنهجية الحكائية الرائعة التي استخدمت هنا تختط لها طريقا بالغ الخصوصية في عالم القص المحدث الاستلهامي..واعني غير المنقطع عن الموروث الحي..
ولكننا يا زميلتنا:تواً عرفنا (خيرةَ) الطيبة،وتواً تشوقنا لمعرفة ماستكون عليه الامور بعدها ،فهلا نفحت المشهد بملحق يروي العطاشى،ايتها الاكاديمية السوسيولوجية الحميمة القريبة من القلب والوعي?!
نحن بانتظار مزيدك..ان احببت..مع خالص التقدير ،سيدتي..
......................
رد البروفيسورة:
+++
حقيقة لقد أذهلني نقدك -يا مولانا- ومن أكون أنا أمام أهل اللغة منابع سحر العربية الشريفة.. أهل العراق.. !حقيقة أراني أتقزم وأتصاغر بين يدي من غاصوا في علوم العربية نقدا وسحرا وجمالا.. والله لقد شرفني مروركم.. وأسعدتني كلماتكم..وأعطتني دفعا إلى الأمام...وذكّـرَتْـني كيف كنت أتسول من كتاب (جزائريين)فقط أن يقرأوا بعض نصوصي..فيمرون بكبر غير آبهين بي.. ولكنه عشق لغة القرآن عند أهلها ..ومن ذا يعرف قيمة الدر الثمين إلا من غاص في عمق بحاره...! فائق احترامي وشكري وتقديري لكم يا سيدي..وتحية إكبار وإجلال لأهل العراق كل العراق.. هذا ولا أنكر أنني كنت تتلمذت على يد أساتذة عراقيين (في اللسانيات وفقه اللغة)ولا زلت وإلى اليوم تلميذة لديكم أطرق باب مجدكم.. دمتم بعز..مودتي💐🌷💐
......................
غازي احمد أبو طبيخ (آفاق نقديه):
+++
من تواضع لله رفعه ،ونحن ايضا نعرف اعتبارك،ونقدر مقامك،ونعلم ان جنابك تكتبين غالبا وفي ذهنك التطبيقي التربوي ابسط انماط ومستويات الشرائح الاجتماعية وعيا،بيد ان ما يكتنزربه نصك هذا وكثير مما سبقه ،يشي بدلالات بالغة الاهمية ،لايحضى بها كتاب ومبدعون كبار،فقد تعرض اللغة اسفارها والبلاغة اسرارها ،انما تطوف بنا احيانا على فقاعة كبيرة لا تختلف عن ( ملابس الامبراطور الجديدة) التي تعرفين حكايتها جيدا..
بينا تابعناك من بعيد فتلمسنا وجود حقائق اجتماعية تختص بالموروث الحي وباسرار الواقع الاجتماعي الشرقي ثم العربي ثم المحلي ،بطريقة تكشف عن الروح الانساني اللطيف الشفيف الكامن وراء الكثير من السلوك الاجتماعي العربي والمحلي..
وليتك تطلبين على محرك البحث كيف وصل رائد علم الاجتماع العالمي الكبير ..دركهايم..الى نتائجه المذهله،ولاريب انك تعرفين اكثر منا كيف اسس بن خلدون الكبير في مقدمته الشهيرة لعلم الاجتماع بمنهجيته العلمية التأسيسية الباذخة التي اذهلت المحدثين،واخيرا وليس اخرا ليتك تتصفحين النتائج المذهلة التي توصل اليها كبير علماء الاجتماع العراقيين الرائد الدكتور علي الوردي من خلال عمليات المسح التفصيلي للمجتمع العراقي العام والخاص..العراق عامة في جانب ،وبعض المواقع الجغرافية منه في جانب اخر..
من خلال هذا التقديم الموجز وددت الفات النظر الى خصوصية ماتكتبينه وجماله وفرادته مع بساطة اداءه واكتفاءك بايصال فكرتك بابسط الحوامل التعبيرية والادائية..
جديدك الرائع يتجسد في خصوصية اداءك الحكائي ذي الملامح والتفاصيل والمحمولات الاجتماعية والفولكلورية بما يعزز ثقة المواطن بوطنه والمؤمن بإيمانه والمتخلق بقيمه ،خاصة مايتعلق بطبائع الناس واعرافهم النقية وفولكلورهم الحميم الطيب الغايات ،ومستويات تفاعلهم وتواصلهم وتعاونهم ،على بساطة فاعلياتهم التي تنم عن الاخلاص وتكشف عن الفطرة النظيفة السليمة التي لاتقبل التلوث..
لقد تم عرض كل ذلك من خلال الرويّ الحكائي ذي النفس الشعبي ..ولانك تقصدين ايصال رسالتك النقية قبل كل شئ فقداكتفيت بهذه العروض المبسطة الشفيفة نعم ولكنها لاتكفي للانتقال بذات المحمول المعرفي والايديولوجي والابداعي الى المحطات التعبيرية ذات العروض الفنية الجمالية والابداعية،وهنا موضع المطالبة الاساس..
كونك اخترت (البحث في السيكولوجي السوسيولوجي من خلال الفن) هذا المركب الخطير الاهمية (سيكولوجيا الجماعات)( علم نفس المجتمع) ولكن عن طريق الابداع،والسرد الحكائي الذي يتنفس من بعيد اساليب القص .. ذلك هو طريقك المختار اذن ،وذلك ما بنبغي عليك التركيز عليه ،بغية الانتقال به من مستويات الاستسهال والرضا بالعرض الادني لمجرد الاحساس بوصول الفكرة الاوليه او حتى خامة الفكرة ،فارجو مخلصا الالتفات الى ضرورة العبور بهذا الكنز الذي هو كشفك الثر الخاص الجميل الى مرحلة النضج الابداعي الراسخ ..وهي مهمة سنوضح لجنابك كيفية العبور اليها..
ولكي لانطيل عليك ،نقول مايلي:
مع علمنا بمشاغلك الاكاديمية والاجتماعية والثقافية الكبيرة ،ولكننا ثقة منا باهمية ماتكتبينه هنا ،نتوخى من جنابك الكريم منح الوقت الكافي لقراءة القص الحديث بشكل موسع عالميا وعربيا ومحليا،مع الانتباه الاكبر الى ضرورة الحفاظ على ذات المحتوى ،وذات الاهداف ،لانهما سرك الخاص بل كشفك البالغ الاهمية والضرورة الابداعيه..امسكي بمحليتك للانطلاق الى العام..وساختم لبيان هذا المفاد بمقولة الناقد الكبير .. ارنست فيشر..:
( كلما اغرق المبدع في محليته اكثر،كلما اقترب من عالميته اكثر) مع الارتفاع باداءه الى كل ما يجعل منه راقيا بحيث بصح ان نطلق عليه اصطلاح الابداع او الفن الجميل..
البروفيسورة أم وفاء قوادري،هذا
خالص اعتزازنا وعظبم تقديرنا،والسلام....
.....
ملاحظه:
سوف تتم اضافة اي حوار تتفضل به الاستاذة قوادري،مع
الاحترام الكبير..
 
 
التعليقات
Bassma A BoAlnasr شخصكم الجميل... ا. غازي وصفحتكم آفاق نقديه...تلمسون الروح بما تقدموه... وتحليلاتكم الرائعه التي نستفيد منها كثيرا...وترسم ما يدور بخلدنا.... كلوحة فنيه بديعه....لآنك لاتترك النص الاوقد دخلت الي اغواره....وتحليله تحليلا مفصلا لاشئ سطحي في تحليلاتك.. حتي انني كلما اقرأ... فقره تحمل فكره. ....وانتقل إلى فكرة... اخري في تحليلكم....اشعر بالفرح الداخلي... لإن هذا التحليل قد تراودني فكرة منه... لمحه... ولكنكم تجعلني اقول كلما قرآت. ...الله الله الله الله...وهذا احسن مااقول ...لانه مقترن بذكر الله...اما النص فجميل رائع وبسيط ولكن يحمل في طياته الكثير كما ذكرت سيادتكم دمتم لنا ولاحبإئك
 
آفاق نقديه تسعدنا كثيرا هذه المتابعة الحثيثة الواعية استاذة Bassma A BoAlnasrفالطرح المعمق يتمنى لذاته متلقيا معمقا كذلك،وبذلك يمكن ان نقول ان المعادلة الابداعية قد تحققت ،ولو على مستوى قارئ سابر واحد..( ان يهد الله بك مؤمنا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس).. بورك العقل المتفتح والروح النقي سيدتي الفاضله..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق