الجمعة، 3 نوفمبر 2017

الشهيد والهوامش،،،قراءة في نص الشاعرة سعاد محمد بقلم الروائي الناقد جمال قيسي

الشهيد والهوامش،،،قراءة في نص الشاعرة سعاد محمد


حينما تقذفنا الحياة .. في أروقة ،،يختطها ،،غيرنا،،نسلب ،،في وضح الضوء،،مفارقة مؤلمة عندما يتفق السارق،،والضحية،،موقف لم يستطع اي خطاب ان يعبر عنه،،الا في النص القرأني ،،ولا اقصد هنا تشابه الوقائع،،وإنما ،، ما يخص المشاعر،،عندما يقرر النبي ابراهيم تقديم أسماعيل كأضُحية ،،تفسيرًا للحلم الشهير،،،ففي رمزية ابراهيم،،وهو الرب ( ولي الامر) ،،. كأن يكون الأب ،،او الزعيم ،،او المجتمع أحيانًا ،،ومنذ ان طرقت مسامعي هذه الآية ،،اي عندما ...وعيتها،،أخذ امر يشاغلني،،،ويقض مضجعي،،،هذا الامر،،عبارة عن سؤال،،عن المشاعر التي كانت تعتمل عند اسماعيل وهو بهذا الموقف،،والاستسلام،،،لحظة امتزاج الخوف،،بالرهبة ،،ونظرة تسرب الحياة،،عن دون وجه حق،،،لان الاخر يعتبرها تضحية،،،وعمل من اجل استمرار الآخرين ،،في حياة اكثر أمنًا ،،حسب ما يسطر ،،من قيم ،،هذه الزاوية الضيقة،،من المشاعر،،وسبب ضيقها التعتيم الذي يتلبسها ،،هي مناطق قصية،،وعصية على البحث،،او البوح،،وهنا الشاعرة سعاد محمد،،كعادتها ،،تمارس الفعل الأركيولوجي ( الحفر) باتجاهين ،،من حيث الوقائع الظاهرة،،في التفخيم المراسيمي،،فهي تنقل لنا تشييع الشهيد،،ومشاعر امه ،،وكمدها المكتوم،،فأبنها اسماعيل ،،أخر،،لكن رحمة الرب قد تخطته،،ليس لها الا ان تشارك مراسيم الجنازة،،وفي مشهد ،،موازي تظهر النيجاتيف من المشهد،،حيث الشهيد يرى ويشارك،،وهنا نلاحظ،،،ان الشهيد،،فاقد للفعل الحياتي ،،وهو مؤشر دقيق وذكي للشاعرة،،على خسارة الحياة المعيشة،،بلا طائل في زمن الحرب،،وكعادتها سعاد محمد،،نصوصها،،لاحدود لجاذبيتها،،في عملية الانزياح والإحالة ،،اذ تمارس التفخيم والتهويل،،،بعبارات مثقفة ووعي شديد،،هذه الكبيرة ،،مهندسة نصوص،،لانظير لها،،،تعرف متى تسترسل،،ومتى تقتصد،،لاتفرط بالملفوظات ،،لتنجح بامتياز في حساب الكلفة ،،مع تشييد ،،معمارية جميلة،،في السرد والحجاج،،،والانساق الايديولوجية،،سواء في النص،، وما يرتبط خارجه،،هي تحفر في مدونتها ،،التاريخ الحقيقي لزمن الحرب،،وكمية الحيوات المهدورة،،لمبررات لم تعد مقنعة،،،
جمال قيسي / بغداد
تمشي به الطريقُ..
ورقةً خضراءَ على كتفِ ساقيةٍ من بشر
طريقٌ نحتَها دمع ُ أمِّهِ لتتصدَّقَ بشمسٍ على السَّوسناتِ المهجورةْ.
للتوِّ علمَ..
أنَّ شجرَ الزّمانِ لا يلتفتُ لمن ترديهم خيلُ الموتِ
فالحيواتُ في شريعة الغيبِ محضُ أرقام!.

لم يفكرْ بنوايا الطّريق
تشغفُهُ آلافُ القضايا الأكثرَ يقظةً:
كلونِ فاكهةِ الحريّةِ الإسطوريّة
والعصافيرِ أقاربِ الحزنِ
الّتي تمشي في الجنازاتِ دونَ أنْ تفتشَ في هويّة صاحبِها
عدواً كانَ لجدِها أم صديق!

كصوامعِ السّحابِ..
الّتي نسيها صاحبُها مغلقةً..ونام
والحكاياتِ المشوّقةِ الّتي يبستْ على يدِ النّصيب

كالصّفصافِ المارقِ على الرّصيف
ينحني ليسلّم على الغريب
و أمّهِ الّتي ستردّدُ ما لُقِّنَ لها:
نذرْتُ جسدَهُ سوراً
مخافةَ ألاّ يصفّقَ المتفرجونَ
و يهجرَها الرّغيف

كرسالةٍ عادتْ قبلَ أنْ تذهبَ
حاولَ شطبَ كلمةِ (انتظريني..)
لم يجدْ يدهُ..فضحكَ
كبيتٍ نُكّستْ عيونُهُ
وولدٍ لم يولدْ
كسرِّ العوسجِ الأبدي
ورحيلِ الأشجارِ الكريمةِ باكراً!

يا الله ما دمتَ ستمحونا لِمَ كتبتنا
وكلفتنا ضريبةَ هذا الحبرِ المرّ؟!
لِمَ في لاهوتِ الحربِ
يقفُ الإلهُ متفرجاً
والرّاعي يحابي الذّئبَ بذبح ؟!
إنَّ الهوامشَ في مسرحيةِ الحقِّ تضيقُ على لعبةِ الحياة!
---------------------------------------------------------------
مقتطفات من نص طويل بعنوان(جواز سفر
)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق