(اللغة بين التدني والأبداع)
لغتنا تتآكل وتتراجع ويطوقها الصدأ من كل جانب ولم يعد بها مكانا يتحمل أعداءا جدد؛ تجارب حديثة عولمية وعصرية معفاة من الضرائب والجمارك والقواعد والصرف ومعفاة من كل فنون اللغة وجماليتها بحيث لاترى امامك سوى أكوام من غبار الكلام يزكم الأنوف ، وهاهي القصائد العابرة للقارات تتواصل صفحاتها على الخريطة العصرية دون مقابل ودون رقيب يطلقها العاطلون والمكتبئون والمراهقون، أن هذه المواقع الملبدة بهؤلاء الهواة تدق ناقوس الخطر وتطعن جسد الأدب والشعر بمزيد من الط...عنات مصرين على تحويل الأبداع العربي الى آفة جديدة تأكل ماتبقى من لحمنا وتستنزف آخر قطرات دماءنا؛ أنها بالطبع جهود سائبة تحتاج الى كثير من الضبط والسيطرة لأنها جرافات تمارس دورا في غاية الخطورة والبشاعة في الهدم والتشوه وأن لانبقى متفرجين وكمن خرج ولم يعد؟.
كان اللون الانساني الى جوار اللون الثقافي التوعوي كثير ما كشف لنا عن تفسخ بعض الموروثات التي لم تعد قادرة على مواكبة الحياة والجزء الأعظم من خريطة الرؤية الابداعية لذلك يجب ان سلط الأضواء عليها ونستغل الحوار لتطور الحدث وردم تولد التوتر والنظر الى الابعد والاوسع . ان على الذين يكتبوا ان يبدعوا من خلال الاعمال الجاذبة القادرة على الفن والتاثير بما فيه من عناصر التشويق حتى يشعر المتلقي انه جزء من الموقف وليس مجرد شاهد زور. ان كثرة القراءة وادامتها والغوص في الكتب التي تمنحنا الصحة الاسلوبية وسلامة التراكيب وسلاستها على طول الدربة والممارسة كفيلة بتطويع الاسلوب والدراسة الاسلوبية يمكن ان تكشف كثيرا من سمات وشخصية المبدع لان الملامح الواضحة مطلوبة حتى تنضج فتنفي عن نفسها جوانب الضعف في التركيب وحتى تكون الخطوط الراسية المتكاثرة تحقق احساسا ثابتا بعيدا عن التوتر والقلق وعدم الاستقرار لان أمتداد الأفق يعكس حالات الهدوء والطمأنة . نحن بأختصار يجب ان نعود الناس على حب الجمال عن طريق ما يسطره المبدع في الرواية والقصة والنقد والقصيدة واللوحة حتى تدور معارك الابداع بين الجمال والجلال ؛ والتعبير عن كل ما يعتمل في النفس من مشاعر واحاسيس وهي بأختصار العودة الى الملهم الاول للحياة الا وهو الحب باعتباره كائنا طبيعيا اجتماعيا كامل الصلة بالتقاليد الادبية وبالتاريخ ؛ والادب والتاريخ نتاج صراع الأنسان مع الطبيعة ومحاولته تحويل المادة المجردة الى شكل انساني محسوس قصائد ومدن ومشاعر مركبة من الفرح والحزن وبوجود الطبيعة وجمالها دون أن ننكر فعالية العقل ومركزيته ذلك العقل الذي يصعد المحال حاملا الحيرة والخوف وهموم الأرض والرعب والهزيمة...وغيرها من مفردات القاموس السوداوي؟ ومن جهة أخرى تفيض في قلبه الموسيقى لأنها المعرفة والمعرفة غربة والغربة شجاعة..؟!!!
التعليقات
غازي احمد أبو طبيخ الموسوي آفاق نقديه كنت احسك..اعلم انك وشيك الانهمار..انما اخفقت في التشخيص..اعني تشخيص الجنس الابداعي المنتظر..حتى لمحت الشريط الناقل على مطارنا الالكتروني الحافل باسفاركم النافعة الراقية يمر بطائرته المضيئة قبالة نظري،قلت لقد فعلها كما توقعت،ولكنه غير خطه الجوي الى خط مسار حيوي اخر،وما احسن ما فعل ،وما اروع ما قدم..
فمرحبا بجديدك اخي ابا ليث الاستاذ الباحث والشاعر الكبير Jassim Alsalman العزيز،تحياتي ومحبتي والسلام..
فمرحبا بجديدك اخي ابا ليث الاستاذ الباحث والشاعر الكبير Jassim Alsalman العزيز،تحياتي ومحبتي والسلام..
Jassim Alsalman دائما نحظى بالأولوية منكم ومن تفكيركم وبكل يقين يسعدني توجهك الذي يساعدنا على تجنب التحديات والمضي في مشروعنا واساس رؤيتنا المشترك ولأننا متحدين اساسا وجوهرا من اجل واقع مثمر محقق للمصلحة العليا والتي تمثل وتتمثل قيمة متسقة من التوجهات الهادفة من اجل ثراء المشهد الثقافي وتساميه.. قبلة لجبينك وسلام لقلبك والف سلام..تحياتي
Bassma A BoAlnasr رإئع جدا جدا... ماخطه نبض قلبك... خوفا علي اللغة العربيه... من التدني واندثار جماليتها....ومعك الحق كل الحق فهناك الكثيرو الكثير يكتب مااطلقت عليه سيادتكم غبار الكلام... الذي يزكم الانوف... واحيانا تعف النفس... وتخجل من قرأ ته... والحل كما قلت سيدي. القراءه ...ثم القراءه ثم القراءه... والدوام عليها... هي الطريق الامثل... لمنح من يري.. في نفسه الموهبه... الخاصه بالكتابه.... سواء شعرا اوقصة اونثرا اوزجلا... الخ...ان ينهل من نبع... الكتب والغوص فيها ...ليكتسب من دررها ...صحة الاسلوب وسلامة التركيب اللغوي....وانا سيدي عاجزة عن الشكر... فكأنما هذه الرساله... تخصني ايضا فانا سيدي ...اكتب خواطر منذ... زمن بعيد لقد كتبت ابياتا منذ كنت في التاسعة من عمري... واحب القراءة جدا جدا تكاد تكون هي... كل هواياتي... بجانب التذوق الفني والموسيقي... وكتبت فتره... ولكن لاسباب بعدت عن الشئ... الوحيد الذي... احبه وعندما عدت كانني طفل يحبو... بداخلي الكثير.....ولكن مفرداتي بسيطة جدا.... لاترقي لمستويات.... من اقرإ لهم مثلكم سيدي... وجميع الادباء.. التي قرآت لهم علي هذه الصفحه وغيرهم...انا اخجل... ان انشر خوفا من ان يكون مااكتبه.... غير جدير بالنشر... واكتبه علي صفحة احدهم... ولكنها بعيدة جدا.... عن مرآي ومسمع الجميع... ولكن احس انها... متنفس لي ومايدور بمكنونات نفسي... معذرة قصتي لا تهمك كثيرا ولكن بالفعل احتاج... الي القراءه ثم القراءه ثم القراءه ليتحسن.... اسلوبي وتصبح.... مفرداتي اكثر عمقا... صحيح ان مااكتب... ليس بغث ولكن يحتاج الي صقل..فبما تنصحوني بقرآته.... انا احب الشعر الرومانسي جدا... والشعر الذي يحكي عن عذابات الوطن.... بارك الله فيكم يامن...تحملون جماليات... وعذابات... لغتنا الجميله... اللغه العربيه... دمتم لنا سيدي ناصحا... وناشرا اجمل ماتكتبون ...لكم الود والشكر الوفير.. سيدي ا. جاسم السلمان
Suhair Khaled جيل لايعرف الاملاء يطغي على الساحة لايفرق بين الكسرة والياء ..يكتب قصيده يستهلها باهداء ..فيكتب :اليكي اهدي قصيدتي .
هذا مايطغى على الساحة الأدبية
هذا مايطغى على الساحة الأدبية
MA FA هذا انت تعيد لنا تاريخاً من الحب والعشق للغتنا السامية وكأني بك تعيد لنا كيف اختار علماؤها في منتخباتهم ما كان ناصعا منها بعد تفشي اللحن المفضليات الاصمعيات الحماسة الكبرى لحبيب بن أوس ذلك كان من آلياتهم في الحفاظ عليها وفي نكسة أخرى لها انبرى لنا ابن منظور مثالا على طريقة اخرى لسان العرب في المحافظة عليها وانت اخي المبدع الرائع تحفز على أساليب جديدة تضمن لنا الرقي بها مما يعتورها في الوقت الحاضر أحسنت شكرا جزيلا لك
كريم القاسم اخي العزيز استاذ جاسم السلمان ... يبدو ان مراصدك الفضائية مازالت ترصد الاهداف المحلقة في فضاء الادب وبأنواعها ، فمنها ماتطير بجناحين ومنها بأربع ومنها عديمة الجناح ، ورغم إغبرار الاجواء وتلبد السماء بالغيوم فمازالت مطاراتنا الادبية تسمح بهبوط وطيران كل انواع المركبات الطائرة وحتى الزاحفة ، وبمختلف المناشيء جيدها ورديئها ، وهنا تكمن الطامّة الكبرى ، والمشكلة الاكبر ان المنتديات الادبية تحتفي باقلام مازالت في دور المراهقة او ترضع (حليب نصف دسم) ، وهنا يُقتَل الابداع ، لان هذا الهاوي سيظن بأن قلمه قلم محترف لا يُقهَر ، ويظن انه قد وصل عتبة اهل الصنعة والخبرة ، لكنه سيبقى يراوح في مكانه ويدور كالناعور لايغادر مركزه دون ان يدري او يعلم ، وكذلك وجود قيادات في بعض المنتديات الادبية لاترتقِ الى مستوى الحكم والنقد والتقييم ، ولاتفهم في معيار الانتقاء ، اي مجرد أوعية فيسبوكية تعمل دعاية لاصحابها مستغلة اقلام بسيطة التركيب هلامية القوام ، اما السبب الذي يخص اصحاب الاقلام فهو انهم لايقبلون التعلم او هضم الزيادة المعرفية ، ويرفضون دعوة الحضور الى مأدبة افطار اوغداء او عشاء ادبي معرفي يجد فيها مالذَّ وطاب من الزاد والماء والعصير الادبي والجو المعطر بنكهة الصدق والفصاحة والبلاغة ، ويخجل من الحضور والالتهام ، كي لايقول عليه الحاضرون بأنه جائع ... وهذا هو الجهل بعينه . فكل الاوعية تمتلأ الا وعاء العلم .... بالغ الاحترام لهذا الانتقاء ولقلمك الابداع والعطاء ... تقديري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق