الجمعة، 19 أكتوبر 2018

بين الحقيقة والاطياف.. اضاءة على نص الشاعر محمد جاسم الشمري ( الى قديسة) بقلم غسان الحجاج

بين الحقيقة والاطياف.. اضاءة على نص:
( الى قديسة)
للشاعر محمد جاسم الشمري..
بقلم  غسان الحجاج
،،،
تبادرت الى ذهني هذه التسمية بمجرد قراءة النص الذي نحن بصدد تسليط الضوء على مكنوناته و في محاولة الدخول بغية المواءمة الشعورية او الوصول الى حالة الرنين التي تحدث بين الأجسام التي تتساوى تردداتها وعلى نفس النسق يتكون الرنين الشعوري عندما يتلذذ القارئ بقراءة نص ما حيث تسافر روحه في عالمٍ من الاندماج اللاإرادي
ولكن ما يثير الدهشة هو تداخل الحقيقة والطيف ليُكوّنا منطقة مأهولة بالحرية الشعرية والبوح الذي يتغلب على حواجز الصمت مثلما صرح الشاعر بذلك..
وعلى غرار السبب والنتيجةوكأنما هو اتباع الإشارات ومقابلتها بردود الأفعال ذلك ان التأثير هو الحب العذري في أبهى صوره وهي قداسته فلابد ان يقابله صدى وهذا الصدى يتأرجح مع قرينه التأثير او المؤثر كالبندول فتتكون المداليل الشعرية المختزلة والمبتكرة والمتجلية ،والتصريح المباشر ان لزم الامر.
ولو دققنا في النص لوجدناه مكوناً من ومضتين ممكن فصلهما او دمجهما حتى انه يمكننا قراءة النص من الأسفل الى اعلى
الومضة الاولى :
"مرغما ان ابوح لك هذا المساء
برغم هيجان الروح
برغم اكتساح المأسي
فهكذا هي الايام
تأخذ اكثر مما تمنح
فلولا تواجدك هنا
بين اوردتي
بين حروفي ونصوصي
لما اختزلت ملكوت النساء"
وهو ما أشرنا اليه في عمليتي السبب والنتيجة كسلم موسيقي تتدحرج عليه النغمات .
الومضة الثانية :
"هكذا انت
تأتين بلا موعد برأسي
كنص قديم اختلط به مداد القدر "
تعبير سلسل معبر يشي بنكهة هذه الآصرة الغرائبية التي يصعب تفسيرها الا بطريقة التماهي أوالتوازي او المماحكة الشعورية .
اذن هذا النص هو مركب إبداعي لانه مجسم مرن روحه تتمثل في موسيقى داخلية متناسقة وصور شعرية مبتكرة فالتوافقات بين اجزاء النص كان مهندسها حضور الوعي والذي لم يكن مقيداً لها بل كون نسيجاً محكماً مع نظيره اللاوعي .
وعودة على الحقيقة والأطياف او (الخيال) فالحقيقة هي قاعدة الانبثاق او الجذر التكويني او المحفز للعملية الإبداعية ومن ثم الانتقال الى الخيال الشعري المتماهي مع الشعور في لحظة ولادة النص بما يشبه انطلاق المكوك من الارض الى الفضاء (في محاولة البحث عن عوالم اخرى ).
خالص تقديري واحترامي
أ.غسان الحجاج
،،،
نص الشاعر:
...............
الى قديسه ) .....
مرغما ان ابوح لك هذا المساء
برغم هيجان الروح
برغم اكتساح المأسي
فهكذا هي الايام
تأخذ اكثر مما تمنح
فلولا تواجدك هنا
بين اوردتي
بين حروفي ونصوصي
لما اختزلت ملكوت النساء
هكذا انت
تأتين بلا موعد برأسي
كنص قديم اختلط به مداد القدر 

أ. محمد الشمري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق