حسنا،
فلنخالف القاعدة،
أ.دنيا حبيب
،،،
لنعيد قراءة النص من "النهاية للبداية" .. ولعل صاحب النص أول من سيدرك سبب طلبي. لأنه يعرف جيدا، أن كشفه؛ وعلى الرغم من أنه كشف غير صعب، وعلى الرغم من أن "خاطره" أخذنا نحو الشعور "السهل الممتنع" .. والذي به تغنى ونثر وتفلسف الشعراء والكتاب والمفكرون، ولازلنا نبحث إلى الآن عن معنى وتعريف له، كشف الكانب هو ببساطة "الحب" .. لكن حذار من هذا الشعور، لأنه كما وصفناه هو "السهل الممتنع" .. ولا يغرنكم هذا الإفصاح عنه في نهاية النص؛ لأن لهذا الشعور خفايا في كل سطر، لا يدركها حق الإدراك إلا صاحبها، وطبعا لنا أن نخمن كقراء.
قلت أننا سنقرأ النص من النهاية للبداية وهذا ما سأفعله، وبعدها لنتساءل سويا لم؟ ولم لم يكتب كاتبنا نصه من النهاية للبداية؟
"الحب.. به يتصير العالم كبيراً، جميلاً.. لولاه لضاق التنفس..هو القادر على الإحياء..لا تستوعبه اللغات..هو الحقيقة الأكثر شخوصا"..
والآن لنعيد القراءة مرة أخرى لكن من البداية للنهاية..
سنجد أن الفارق الوحيد هو أننا في المرة الأولى قلنا "الحب" ثم استرسلنا.. أما في الثانية..استرسلنا ثم تساءلنا..ثم استغرقنا في التفكير..ثم تمنينا أن نحصل على هذا الشيء.. ثم أخيرا وجدناه..وجدنا "الحب".. الكاتب الذكي، الذي حرّكَنا باتجاه مكاشفته، بطريقة "الترغيب"..تلك الطريقة التي تثير في نفس القارئ الفضول..
بداية من عنوانه "خاطر حي" ذلك الاختيار الذي يختلج الأنفس، ويرغبها في الاطلاع على هذا الخاطر والذي اتصف بأسمى الصفات، ألا وهي صفة "الحياة" ... وبعدها يزيد في رحلة التشويق ويكمل ما بدأه في العنوان
"يكتبني أرقا طويلا" .. ثم يزيد .. ثم يزيد... ولم يتخل أبدا عن تصعيد عملية الترغيب..إلى أن يلقي ما ضج في صدره وهو صابر طوال هذا الوقت.. ولعل ذات الكاتب نفسه، عاشت هذه اللحظات حقيقة، عاشت مرحلة التساؤل، والقلق.. والمعاناة للبحث عن الحقيقة.. عن "السر" .. إلى أن اهتدت نفسه وتجلت الرؤى نحو ما أراح به أسئلة الأولين والمعاصرين، بل والقادمين في المستقبل! .. -الحب!-
أكثر ما شدني، هو ذلك التبجيل، والتعظيم الذي يكتظ في روح الشاعر اتجاه شعور الحب. ولا بد من إشارة مهمة أن الحب الذي قصده وعناه واعتنى به، ليس مجرد الشعور بين الحبيب والحبيبة؛ لا أبدا. بل هو حب أشمل وأعم وأكثر ا تساعا، ولعلني في نهاية الأمر قد اتضح لي أن الحب المقصود هنا هو "الحب الإلهي الاعمق" لذا، حدث ولا حرج، لذا قل ثم زد ثم أفض..!!
من ينظر في أعماق النص، والذي هو مرآة لأعماق الكاتب، سيجد أن في دخيلته صرخة.. وأنة.. صرخة العارف وأنة العارف، ولو كان الأمر بيده لصرخ بوجه الناس جميعا، لكن الأمر بقلبه -لا بيده- فيأبى إلا رهافة الشعور، وجمال الحكمة حتى يصل بالناس لمراده السامي النبيل..
لغته وشاعريته التي أصفه وأصفها (بأنهم يسيرون على الماء جميعا) لديه لغة روحية رشيقة تسير على الماء، ورهافة شعور من رقتها، لا تسبب وزنا على الماء، فتطفو كبتلات الورد.. لكن هذا لا يعني أنه فارغ من الحكمة ورصانة المنطق، لا ابدا.. فهو يرى الحاضر بعين حاضرة.. مثلا في وصفه "جديدنا المبرقع بالألوان" .. "الحقيقة الاكثر شخوصا
في هذا الهزيع البارد" .. فهنا من خلال هذي الرؤى، هو يقول ويدلي بنظرته ودواخله نحو الحياة والكون..
سأكتفي بهذه الزاوية البسيطة.. لكن هذا لا يعني أن الحديث انتهى.. وللكاتب الأستاذ العراقي الموسوي جزيل سلامي
أ.دنيا حبيب
،،،
نص الكاتب:
،،،
خاطر حي:
،،،
كان يكتبُني
أرقاً طويلاً
ويفتحُ لي
في كلّ شهقةٍ
باباً من القلقِ..
اعلمُ أننا ما فتئنا
نلوكُ اسئلةَ الغابرينَ
حتى جديدُنا المبرقعُ بالالوانِ
ليس الا مناورةْ
الحقيقةُ
الاكثرُ شخوصاً
في هذا الهزيعِ الباردِ
ليستْ سوى هذهِ اللغةِ
فالارضُ لغةٌ
والانسان لغةٌ
والزمكانُ لغةٌ
كلُّ العناقيدِ
التي بينها لغةٌ ايضا
شئٌ واحدٌ
خارجُ السياقِ الرتيبِ
وحدَهُ
ما يمنحُنا
الشعورَ بالجدوى..
إنّما لا تستوعبُه
كلُّ لغاتِ العالمِ
ولو اجتمعتْ!!
بينا يستوعبُها جميعاً
حتى لتكادُ تنحلُّ فيهِ..
هو القديمُ ذاتَهُ
القديمُ المُتجدّدُ أبدا
الجديدُ الحيُّ
الحيُّ القادرُ على الإحياءِ
وبثِّ الحياةِ في المواتِ..
ولولاهُ
لولا مداهُ الرحيبُ
لضاقَ علينا التنفسُ
هذا العالمُ الغريبُ
اصغرُ بكثيرٍ
مِنْ أنْ يُقنِعَنا
لكنَّهُ بالحبِّ وحدَه
يستحقُّ انْ نعيشَ فيهِ
فبهِ دونَ غيرِهِ
يتصيّرُ جميلاوكبيرا...
فلنخالف القاعدة،
أ.دنيا حبيب
،،،
لنعيد قراءة النص من "النهاية للبداية" .. ولعل صاحب النص أول من سيدرك سبب طلبي. لأنه يعرف جيدا، أن كشفه؛ وعلى الرغم من أنه كشف غير صعب، وعلى الرغم من أن "خاطره" أخذنا نحو الشعور "السهل الممتنع" .. والذي به تغنى ونثر وتفلسف الشعراء والكتاب والمفكرون، ولازلنا نبحث إلى الآن عن معنى وتعريف له، كشف الكانب هو ببساطة "الحب" .. لكن حذار من هذا الشعور، لأنه كما وصفناه هو "السهل الممتنع" .. ولا يغرنكم هذا الإفصاح عنه في نهاية النص؛ لأن لهذا الشعور خفايا في كل سطر، لا يدركها حق الإدراك إلا صاحبها، وطبعا لنا أن نخمن كقراء.
قلت أننا سنقرأ النص من النهاية للبداية وهذا ما سأفعله، وبعدها لنتساءل سويا لم؟ ولم لم يكتب كاتبنا نصه من النهاية للبداية؟
"الحب.. به يتصير العالم كبيراً، جميلاً.. لولاه لضاق التنفس..هو القادر على الإحياء..لا تستوعبه اللغات..هو الحقيقة الأكثر شخوصا"..
والآن لنعيد القراءة مرة أخرى لكن من البداية للنهاية..
سنجد أن الفارق الوحيد هو أننا في المرة الأولى قلنا "الحب" ثم استرسلنا.. أما في الثانية..استرسلنا ثم تساءلنا..ثم استغرقنا في التفكير..ثم تمنينا أن نحصل على هذا الشيء.. ثم أخيرا وجدناه..وجدنا "الحب".. الكاتب الذكي، الذي حرّكَنا باتجاه مكاشفته، بطريقة "الترغيب"..تلك الطريقة التي تثير في نفس القارئ الفضول..
بداية من عنوانه "خاطر حي" ذلك الاختيار الذي يختلج الأنفس، ويرغبها في الاطلاع على هذا الخاطر والذي اتصف بأسمى الصفات، ألا وهي صفة "الحياة" ... وبعدها يزيد في رحلة التشويق ويكمل ما بدأه في العنوان
"يكتبني أرقا طويلا" .. ثم يزيد .. ثم يزيد... ولم يتخل أبدا عن تصعيد عملية الترغيب..إلى أن يلقي ما ضج في صدره وهو صابر طوال هذا الوقت.. ولعل ذات الكاتب نفسه، عاشت هذه اللحظات حقيقة، عاشت مرحلة التساؤل، والقلق.. والمعاناة للبحث عن الحقيقة.. عن "السر" .. إلى أن اهتدت نفسه وتجلت الرؤى نحو ما أراح به أسئلة الأولين والمعاصرين، بل والقادمين في المستقبل! .. -الحب!-
أكثر ما شدني، هو ذلك التبجيل، والتعظيم الذي يكتظ في روح الشاعر اتجاه شعور الحب. ولا بد من إشارة مهمة أن الحب الذي قصده وعناه واعتنى به، ليس مجرد الشعور بين الحبيب والحبيبة؛ لا أبدا. بل هو حب أشمل وأعم وأكثر ا تساعا، ولعلني في نهاية الأمر قد اتضح لي أن الحب المقصود هنا هو "الحب الإلهي الاعمق" لذا، حدث ولا حرج، لذا قل ثم زد ثم أفض..!!
من ينظر في أعماق النص، والذي هو مرآة لأعماق الكاتب، سيجد أن في دخيلته صرخة.. وأنة.. صرخة العارف وأنة العارف، ولو كان الأمر بيده لصرخ بوجه الناس جميعا، لكن الأمر بقلبه -لا بيده- فيأبى إلا رهافة الشعور، وجمال الحكمة حتى يصل بالناس لمراده السامي النبيل..
لغته وشاعريته التي أصفه وأصفها (بأنهم يسيرون على الماء جميعا) لديه لغة روحية رشيقة تسير على الماء، ورهافة شعور من رقتها، لا تسبب وزنا على الماء، فتطفو كبتلات الورد.. لكن هذا لا يعني أنه فارغ من الحكمة ورصانة المنطق، لا ابدا.. فهو يرى الحاضر بعين حاضرة.. مثلا في وصفه "جديدنا المبرقع بالألوان" .. "الحقيقة الاكثر شخوصا
في هذا الهزيع البارد" .. فهنا من خلال هذي الرؤى، هو يقول ويدلي بنظرته ودواخله نحو الحياة والكون..
سأكتفي بهذه الزاوية البسيطة.. لكن هذا لا يعني أن الحديث انتهى.. وللكاتب الأستاذ العراقي الموسوي جزيل سلامي
أ.دنيا حبيب
،،،
نص الكاتب:
،،،
خاطر حي:
،،،
كان يكتبُني
أرقاً طويلاً
ويفتحُ لي
في كلّ شهقةٍ
باباً من القلقِ..
اعلمُ أننا ما فتئنا
نلوكُ اسئلةَ الغابرينَ
حتى جديدُنا المبرقعُ بالالوانِ
ليس الا مناورةْ
الحقيقةُ
الاكثرُ شخوصاً
في هذا الهزيعِ الباردِ
ليستْ سوى هذهِ اللغةِ
فالارضُ لغةٌ
والانسان لغةٌ
والزمكانُ لغةٌ
كلُّ العناقيدِ
التي بينها لغةٌ ايضا
شئٌ واحدٌ
خارجُ السياقِ الرتيبِ
وحدَهُ
ما يمنحُنا
الشعورَ بالجدوى..
إنّما لا تستوعبُه
كلُّ لغاتِ العالمِ
ولو اجتمعتْ!!
بينا يستوعبُها جميعاً
حتى لتكادُ تنحلُّ فيهِ..
هو القديمُ ذاتَهُ
القديمُ المُتجدّدُ أبدا
الجديدُ الحيُّ
الحيُّ القادرُ على الإحياءِ
وبثِّ الحياةِ في المواتِ..
ولولاهُ
لولا مداهُ الرحيبُ
لضاقَ علينا التنفسُ
هذا العالمُ الغريبُ
اصغرُ بكثيرٍ
مِنْ أنْ يُقنِعَنا
لكنَّهُ بالحبِّ وحدَه
يستحقُّ انْ نعيشَ فيهِ
فبهِ دونَ غيرِهِ
يتصيّرُ جميلاوكبيرا...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق