الجمعة، 12 أكتوبر 2018

مناخات سردية بقلم / الشاعر غازي احمد الموسوي

"الشعر هو الشعرُ بأيّةِ ثيابٍ نزلَ،ذلكَ لأنّ جميعَ الاشكالِ والطرازاتِ الشعريةِ ليست سوى أجسادٍ مختلفةٍ لروحٍ واحدة"...
عن مقدمة
الملف الاول
قراءات على مسرح التواصل
،،،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،،،
مناخات سردية
............................
في الطريقِ
الى دارةِ الكلمةِ
كانَ كلُّ شئ ساكناً
وخطيراً معاً!!
الشطُّ الوسطيُّ
ما فتئَ
في موضعهِ القديمِ
وسطياً أيضاً
ولكنَّ لونَهُ
أمسى رماديّاً
قيلَ ،
والعهدةُ على الراوي،
أنهُ مُصابٌ بالعينِ!!
العينِ القريبةِ
والعينِ البعيدةِ
ولقد تهشّمَ
حلمُ فينيسيا الشرقِ
ربما دخلَ في المحاقِ
والعلمُ عندَهُ وحدَهُ
قلتُ أتدحرجُ
رويداً
في دروبِ "الصبخةِ" القديمةِ
علِّي أنسى
مذبحةَ الضفافِ اليابسةِ
قلتُ..
انحدرُ جهةَ "حَمْدانَ"
ودروبِ القريةِ العتيقةِ
ويا لهذا القلبِ
النابضِ
في جزائرِ الفراتِ
والراتعِ برائحةِ القصب
تعال معي
انتَ ايضاً
خطوةً
فخطوةً
ها انا أسمعُ
بعضَ همهماتٍ
تزيدُ شعوري
بالوحشةِ!!
لاصوتَ يُقلِقُ السكونَ
غيرُ حفيفِ
خطواتِ الماشيةِ!!
ماعادتْ أقمارُ جيكورَ
غرقى يا أبا غيلانَ
أنا
والماشيةُ
والشطُّ الذي امسى رمادياً
كلٌّ مِنّا
يشكو لصاحبهِ
من العطشِ
لستُ أنسى
بعضَ زمجراتٍ
تُشبِهُ
سُعالَ عجوزٍ
أدْمنَ الدخانَ
منذُ أولِ الحروبِ
بينا نحنُ الانَ
في الألفيةِ الواعدةِ
كلابٌ تتبعُها كلابٌ
فيما يخصُّني
لم أعدْ اعبأُ
بما يفعلُهُ القطيعُ
ما يرهقُني
شدةُ حذري
ويقظتي المكهربة!!
اسمعُ صوتَ انفاسي
ووقعَ اقدامي
فقدْ انهى الجميعُ
رحلةَ العودةِ،
الا انا!!
هذا منتصفُ الطريقِ
الى غابةِ الإرزِ
بالهدأةِ المقلقةِ
هدآةٌ..
أكبرُ احلامِها الأمانُ
ولاشيئَ في الأفقِ
الّا ما ترسمُهُ
الظلالُ الموحشةُ
من اشباحِ الكائناتِ
وحيثُ لابدّ من الأوْبةِ
الى أرشيفِ القاعِ
وإنْ كانَ نائياً،
فلايوجدُ امامي
خيارٌ اخرُ
الّا دعوةَ السيدِ بودليرَ
مع انّي
لا انسجمُ معهُ كثيراً،
راءٍ آخرُ
اعرفُهُ جيداً
اكثرُ بهاءً
وابعدُ منالاً
لا اظنّهُ سيلبّي دعوتي
لكنّني سأحاولُ
أعلمُ انّ الأولَ
يمنحُ السردَ أفقاً مفتوحاً...
لكنّ الثاني
يمنحُ الساردَ
حريتَهُ الكاملةَ...
هكذا،
كنّا نحَلِّقُ معاً
هناااك...
حيثُ الأقاصي البعيدةِ
لا أُنْكِرُ أنني
كنتُ لجوجاً قليلاً
ليس قليلاً
في واقعِ الحالِ
ربّما تلبّستْني
جِنّيةٌ نيتشويةُ القسماتِ،
ولست أكيداً أيضاً،
كانا يُحدّقانِ
في ملامحي
بنوعٍ من الاستغرابِ!!
ربّما
لم أخْفِ رِبْكَتي جيداً
وربما
لم أُلبِسْ شغَفي
قناعاً سميكاً
وربما
كنتُ أطرقُ بأسئلتي
بإلحاحٍ غريبٍ
على سقوفِ المدائنِ الخبيئةِ
مدينةً
إثرَ مدينةٍ
بينا كانَ الصباحُ حالكاً
وماعدتُ اسمعُ
رُغاءَ المواشي
ولاسُعالَ
المصانعِ المحترقةِ
من أيامِ الحربِ الألفِ!!
حينها فقط
ماعدتُ أرى غيرَكِ
في مركزِ النشاطِ،
ربما حبّاً
ربما رغبةً
أوربما آليّةً للإحساسِ
أو وسيلةً للتذكرِ
فأعينيني
بشهوةٍ منكِ
تشبهُ جنوني
ما زلتُ اتذكرُ
كيفَ كنا نحرقُ
دكاكينَ الميقاتِ
بدمٍ باردٍ
وزمنٍ لا يزيدُ
عن شهقةِ عصفورٍ!!
أدري أنّكِ تتذكرين
بكلِِّّ وضوحٍ،
اعلم ذلك جيداً...
فهلّا أتيتِ معي ?!
لستُ بحاجةٍ محضةٍ
إنها جهةٌ
لم ارَها قبلَ الانَ
أظنني
أحتاجْ عنصرَ حوارٍ
ليسَ غير،
فلقد رأيتُ البارحةَ
أمراً عجبا،
الناسُ هنا
لايشبهونَ الذئابَ!!
ليس ذلكَ وحسب،
انّهم لايتكلمونَ
الّا الّلممَ?!
كدتُ اختنقُ
في بدايةِ المشوارِ
وكادَ المَشْعَرُ الدفينُ
يتداعى
رغماً عني
فعادةً ما أُصابُ
بالبكمةِ
في مواسمِ الحنَقِ الشديدِ!
لكنّ ذلكَ لم يحدثْ
هذه المرةَ!!
كانتْ كلُّ خليةٍ
في جسدي النازحِ
تريدُ انْ تتكلمَ
قلتُ لهم:
-ايتها الخليقةُ
التي لاتشبهُنا
لماذا لا تتكلمون?!
قالوا:
-ولماذا نتكلمُ?!
ولم أحِرْ جواباً...
ذهبوا محتشدينَ
بالارتيابِ?!
وكانتْ عودتي حلماً
وكانتِ القريةُ هادئةً
وعناقيدُ الكرومِ
متدليةً
والنسوةُ ذواتِ الظفائرِالطويلةِ
ينسكبْنَ رويداً
نحوَ اطرافِ المزارعِ
كنتُ قرّرتُ الهروبَ
الى ذاتِ الاتّجاهِ
بينا كانَ الشطُّ
القديمُ الحميمُ
والنخيلُ
والقططُ الباحثةُ
مثلي
يتبعونَ ظلِّي
خطوةً إثْرَ خطوةٍ
فهلّا تأتين معي?!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق