الجمعة، 12 أكتوبر 2018

فائدة نقدية ــ 35 ــ لــغــةُ الــنــا قــــــد بقلم الاديب كريم القاسم

فائدة نقدية ــ 35 ــلــغــةُ الــنــا قــــــد
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثير من القرّاء والمتلقين يعيبون على اللغة النقدية الشائعة في كثير من المقالات ، كونها تحمل الفاظا ومفردات عسيرة على الفهم ، ومعظمها تصبها مغارف الترجمة غير الرصينة في صحون الادب ، او تقليد اعمى لتجاربٍ لاتفقه ، فتتركب الجملة بمفردات مرصوفة لايُفهَم معناها ، حتى يضيع المتلقي في عالمٍ لغوي فوضوي .
أتذكر قول شيخ النقاد الدكتور (محمد مصطفى هدارة) حيث يلزم الكاتب أن يكتب ما يُـقـرَأ و يُـفـهَم ، وحتى الدكتور (طه حسين) ينتقد هذه الظاهرة ويعتبر ان البعض (يرطن ولايفصح) ، حتى اصبح الكثير يقلد هذا المنوال وكأنه هو لغة النقد لاغير .
فمثلاً عندما تقع بين أيدينا هذه العبارة لناقد ما :
" ان الجملة هنا يتيسر قياسها على وقف عنيف خارج التقدير والتسريب للتجربة الغير منضبطة "
ــ هل نفهم شيئاً من هذا القول ؟ وماهو الحاصل من معنى هذه العبارة ؟
ثم يتفضل علينا آخر بعبارات متزحلقة تجلب الغثيان فيقول :
" ان تكرار الحرف ( ا ) في كلمة (هيااااااامي بها) هو تعبير استنفاري قافز فوق إحساس رؤيوي قد خلق حافزا اسلوبيا دلاليا مجرداً "
ــ مالذي يُفَهم مِن هذا الغثيان ؟؟ وكيف يتذوق فن النقد ويستلذ بطعمه مَن طلبَ الفائدة والدرس ؟؟؟
ــ إن من أولويات لغة الناقد ان تكون فاعلة ومتفاعلة مع الفهم والادراك للقاريء . وأن تكون الشروحات والتفاسير تتسم بالعقلانية لا الرمزية الطلسمية ، وهذه وصية ــ اساتذتنا رحمهم الله ــ حيث لاينبغى أن تنقدَ قولاً بقولٍ لايُفهَم فتنفي الفائدة وتبطل الحجة .
تقديري الكبير ....
.
.......................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق