السبت، 19 أغسطس 2017

قلوبٌ مَبثُورة . بقلم الشاعر / منذر الغباري

قلوبٌ مَبثُورة .
في اللحظة التي كانت خلالها في خِضمِّ الألم والقلق بعد ليالٍ طويلة من الأرق الكاسر قضتها وحيدةً على سرير المشفى المتهالك ، والميقاتُ الضّاغطُ يلقي بكلكلهِ على صدرها المثقل بالهموم فاجأها صوت الطبيب المشرف قائلاً :
- أيّتها الحاجّة الفاضلة عليك الاستعداد للمغادرة
- لماذا يا ولدي ? ...

- لأنّكِ تلقّيتِ كلّ ما يلزم من العلاج في حدود طاقة هذا المشفى الحكومي المجاني
… قالها ببرودٍ شديدٍ ثمّ غادرها بلطف

دَعَتْ أبناءها إليها ، خاطَبَتْهُم بثقة لا يشوبها شكٌّ أو ريبة :
- إنَّ الحربَ قَضَمَتْ والدكم ومنزلي وقَدَمَيَّ ، وإنِّي مدركةٌ تماماً مدى حُزنِكم عليَّ ومحبّتكم لِي، ولأنني أريدُ تحصيلَ بعض الإثابة من خلال بِرِّكم بي وإحسانكم إلي تحقيقاً لبعض أحلامكم ووعودكم السَّابقة ، فقد قَرَّرْتُ أنْ أُوَزِّعَ إقامتي بينكم بالتَّساوي...
فمنْ منكم سيحرز قصب السبق ليفوزَ باستضافتي أولاً؟
قالتها وهي تحدِّقُ إليهم والابتسامةُ تملأُ مُحياها المتعب الطيّب
قالتها ولمْ تكنْ تعلم أنّ ثلاثَتَهم ما زالوا مختلفينَ على شراء كرسيٍّ مُتحرِّكٍ لها، لا يتجاوز ثمنهُ ثمن قارورةَ عِطرٍ واحدةٍ من عشراتِ القوارير ِ التي يقدّمونها لزوجاتهم كلّ شهر… منذُ أنْ طَلَبتْ منهم دارُ العَجَزَة هذا الشَّرط أثناء تقديمهم الأوراق المطلوبة لإيداعها هناك.

15/8/2017
منذر الغباري
.

تعقيب غازي احمد أبو طبيخ الموسوي
آفاق نقديه الادب الهادف الملتزم بالغايات الانسانيه..طريق خاطف التعجيل لتحقيق المعادلة الابداعية بين المبدع وجمهوره..فكيف اذا احكم الاداء،بحيث يوصل اراداته الفكرية عبر منجز ابداعي محترف وناضج الادوات بحسب جنسه الذي اختاره بنفسه..
الطريف في هذا السرد الطيب هو استخد
امه لاسلوب ( الصعقة اللدنية) ذات اللفتة المفاجئه..خاصة اذا كانت هذه اللفتة الصاعقة تحمل من الادانة والاحتجاج مايعلم المتلقي بحيثياته وتفاصيله..فكل منا يعلم الى اين وصل اهتزاز الثوابت القيمية في الواقع الاجتماعي المصاب بالهزال..بارك الله هذا الروح الطيب عزيزنا الاستاذ منذر الغباري..،والسلام..
 
رد منذر الغباري
منذر الغباري شكراً أستاذنا الغالي... شكراً لهذا التعقيب الجميل والمداخلة الرائعة من ناقد فذ نفتخر به في الأوساط الأدبية نتعلم منه لنرتقي بالأدب بكل جوانبه وفروعه على مستوى الساحة العربية والدولية.
لك كل الحب والاحترام والتقدير.. تحية تليق بكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق