الأربعاء، 28 يونيو 2017

الناقد العراقي :كريم القاسم 
______
ثنائية نقدية  في ... ماهر الامين 
..................................... 

كتب الشاعر هذين البيتين :

مضى عمري

 أشْكَلَ الدَّمْعُ على باصِرِهِ ....وكـــــــــــــــــــــذا الإصباحُ والليلُ

 ومضى عمــري إلى آخرِهِ ... فاستوى الحرمـــــــــــــانُ والنَّيْلُ

ماهر الامين .....
...................................................................

 غازي احمد ابوطبيخ
..........................
 التصريع المتلاحق اصلا لا يتحمل الاطاله.. فضلا عن كون الومضة 

العمودية المكتملة المعنى ،تغني عن مط النص الشعري العمودي الى ما 

يسقطه في الهلهله.. ذلك لأن الفكرة ..او ..اطروحة الشاعر المعنية 

بالذات قد أخذت كامل شكلها ،في اطار من الكثافة النوعية المفعمة 

بالمضمون..

في مثل هذه الحال،لا تسمية تناسب المقام الا الومضه،واتذكر ان أخي 

وزميلي الناقد الاستاذ كريم القاسم قد شخص هذا الاصطلاح ومع 

العمود الشعري بالذات ..اذ لم يسبق ان رأينا مثل هذا التشخيص مع 

القريض ..نعم قرأناه وسمعناه في الحداثات الشعريه،اما في 

العمود،فالغالب على الظن ان صفحات التواصل هي ما قاد الى مثل هذا 

الكشف الجميل رغبة في الايجاز والاختصار بما يتناسب مع طبيعتها 

الميالة الى الكثافة اصلا..

اما البحر الشعري الذي استخدمه الحبيب الاستاذ ماهر الامين.. فهو من 

البحور الحركية الدقيقة جدا والتي تستلزم اذنا موسيقية مرهفة وبالغة 

الحساسيه.. ولكنه مارس العزف عليه لاكثر من مره ،وهو اهل مؤهل 

بحكم رهافة حسه وصفاء روحه..

علما ان هذا البحر ،زاوله شعراء الموشحات والمولدات بكثره لخفة 

ايقاعه ومناسبته للتوشيح والغناء.. بحر الرمل الراقص اصلا.. تم 

تخميده بحرف مزيد رائع،ثم هذا التصريع المتكرر،الذي الزم الشاعر 

به نفسه،بحيث يقفي الصدر والعجز في آن واحد،لهو امر يدعو 

للأعجاب حقا،لأنه يدلل على قدرات الشاعر الامين المتميزه..

اطروحة النص.. ليس لنا حق في المداخلة عليها،ولكننا نفقه عمق 

اللوعة ونلمس حدة الضاغط الخارحي على سيكولوجيا الشاعر الجميل 

ابي نورا ..آملين ان يضع عينه بعين الرحمة ،ان الرحمن قريب من 

المحسنين ،والسلام..
...............................

كريم القاسم 
................

اخي الغالي الناقد الغازي الاستاذ .... غازي احمد ابوطبيخ رعاك الله...

هنا أجادَ الماهر في قريضه المكثف الومضة ... فقد اجاد البلاغة

 والجزل في اللفظ والمعنى ... فجاء به محكما يافعا شامخا مستساغا

... عندما بدأ كلامه في شطره الاول بـ (أشْكَلَ الدَّمْعُ على باصِرِهِ )

 ... حيث مَهّدَ أذن السامع وذهن القاريء الى استقبال التضاد ــ وهذا

 الذي يعجبني في ماهر ــ فهو يأتي بمطلع غاية في القوة والابتكار ...

فلقد استخدم لفظة (أشكل) فأجاد التصوير في إنحدار الدمع على

 البصر الثاقب الحاد ... فَيُشكِل عليه الرؤيا ويتخالط الضوء بالضبابية 

وهنا يعطي تشبيها هائلا ً مركّباَ ... مستخدما ً (الاصباح والليل )

ويعطي فرصة للقاريء ليقارن التشبيه في (الإشكال ) ...

ثم جاءَ الأمين بالهاء في (باصره ِ) أراد ان يجعل القاريء والسامع

 يفهم بأن المقصود هو شخص ما ... تخاطبه اشجان شاعرنا المقدام

... لكنه في شطره الثاني ... غلبت عليه العاطفه ... وأراد ان يريحنا

 من الضمير الغائب ... فأحضره شاخصاً ... فرسم الياء في (عمري)

 ... عندها بانَ المراد ... واشتبك السهاد ... وأحسن التعامل مع

 الأضداد ... (الاصباح والليل) ... (الحرمان والنَيل ) ... مما جعله

 ممهداً لهذا اللون التضادي ... لكنه اجاد مرة اخرى ... في شطره

 الخاتمة ... عنما استخدم التضاد ... تشبيهاً (للإستواء) لا تشبيهاً

(للإشكال) ... هنا لو لاحظنا ... ان الشطر الاول من البيت الثاني

 قد أوضح مسيرة حياة ... عندما استخدم (ومضى عمــري إلى آخرِهِ)

 ... فأردفها بـ (فاستوى الحرمـــــــــــــانُ والنَّيْلُ) مما حدا بالقاري

 الحصيف ... ان يفهم ان مسيرة الحياة ... مُلَخَصَة ... بتضادين هما

... حرمانٌ أو نَيلٌ .

أقول :

إن كل القدماء وأهل البلاغة والفصاحة ... يشددون على حسن

 التعبير ... أي يجب أن يأتي الكاتب بالألفاظ ... مُقاسة على قدر

 المعاني ... وهذا من البديع والإبداع ... ونادرون من يأتون بمثله هذه

 الايام .

تقديري الكبير ... لأخي الحبيب الأستاذ الناقد الغازي

 وتحياتي لحسن السبك للأستاذ ... ماهر الامين الذي ماإنفك َ يهتم 

بالصياغة والنسج اللفظي ... وتسخير المعاني لغاياتها ... وهو لايترك 

مرحلة تهذيب النص ... ويشبعه تدقيقا وتمحيصا وتشذيبا ... حتى 

يظهر للناظر وهو في أحس حُلة وبهاء ... وهذا مانلاحظه كنقّاد وانتم 

ايها الغازي من اصحاب الخبرة الوافية بالتفعيلة والبحور ...

وختاماً ... ياحبيبنا الماهر ... ازاح الله عنك الهموم ... وأزال عنك

 الغموم ... وأيدك بنهار ٍ مشرق بالنعمه ... وليل ٍ محاط بالرحمه ...

وجعل كفة نيلك للرزق والعافيات ... راجحة على كفة حرمانك من

 الحظوات ............

 والحمد لله عل نعمه
........................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق