- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الى عروش الطغاة المُبعثرة /
- كل عام وانتم ( فقط ) بخير ...
- كل عام وانتم بخير ، مادامت عروشكم مزركشة بشظايا العار والشَنار .
- كل عام وانتم بخير ما دام ابنائكم البررة يجاهدون خارج اسوار البلاد .
- كل عام وانتم بخير مادام خير البلاد منهوب من جيوب العباد .
- تحية من طفلةٍ ترضع شفاهها كل يوم علّها ترتوي من ظمأ .
- تحية من طفلةٍ نذرَتْ ظفائرها لوجه الله ، كي يغفو الوطن .
- تحية من طفلةٍ تلوك كبدها صباح مساء ، فما في السلة إلا الدم .
- تحية من طفلٍ يحوكُ دمهُ حروفاً ، كي يوقظ ضمير الكون .
- تحية قلمٍ يبحث عن حقيقةٍ ، فوجدها مصلوبة عند بابكم الخاوي .
- ياصاحب العرشِ والصولجان :
- إعلَمْ إن عَرشَكَ من ورق ، وإعلمْ بأن التاج عِقالُ ضلالة .
- لاشكَّ أن كلابك تعرفني ، فهي تتحصَّن خلف سجادتك الحمراء ، وكِنانتي جَفَّتْ إلا من
- أحرفٍ ساخرة .
- ياسيدي :
- أنا حرفٌ نَما بين حقول القمح ، إرتفعَ كهاماتِ النخيل ، أَنهَلُ من نيلي وفراتي ،
- أَلعَقُ جراحي كلَّ صباح ، وأنبشُ قبري كلّ حين ، كي لا أفقد جذوري . ماعدتُ
- امتلكُ الحياة ، فهي عنوان هويتكم .
- الدم المسفوح قد ملأ الكأس ، كيّ يَخلُدَ تاجكم ، ويزهو عرشكم ، وترفلُ بالعزِّ مدافعكم .
- شعوبكم عراة إلا من إزارٍ بالٍ ، وأزرارٍ تشدُّ عُرى ماتبقى من حياء ، وكأنهم في
- طواف حول قصوركم المقدسة ، خمص البطون ، زُرق الشفاه ، سُمل العيون ،
- ابنائهم جياع ، قلوبهم ضياع ، فلما ضاعت القلوب والالباب ، باتوا لايفقهون إلا عادات
- البداوة ومبدأ الغاب ، الغدر شيمتهم والبغض سِمَتهم والحقد مَرتَعَهم ، لادين يجمعهم ولا عِظَة
- تصلحهم ولارب يرحمهم ، فقد ران على قلوبهم الخَبَث .
- ياسيدي المُبَجَّل :
- (بيضٌ صنائعنا سودٌ وقائعنا..... خضرٌ مرابعنا حمرٌ مواضينا ) * .
- انا العربي الذي جاعَ بحضرتكم ، وذَلَّه وريث عرشكم . أنا العز الذي أشارَ اليه
- الاجداد ، وأنا اللسان الذي نطق بالضاد ، وأنا من هشَّم الثريد كالاجداد ، انا من
- عَقِمَتْ النساء عن الإتيان بمثله ، انا من يفخر الاحفاد بنسله .
- لافرق بيننا وبينكم سوى اننا عبيد وانتم الفراعنة .
- نسأل الله تعالى ان يستجيب دعاء عباده فيكم وأن يجعلكم عِضَة لما بعدكم .
- نسيت ان اقول لكم ياسيدي ، بأني توض أت قبل كتابة هذه الرسالة ، لأنها أطهر من
- رسائلكم .
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- * من قصيدة للشاعر صَفيّ الدين الحلي .
النقد
- شعر (16)
- شعر حر (6)
- قصص قصيرة (6)
- قصيدة النثر (7)
- لغة (1)
- مقالات (15)
- مقالات نقدية (39)
- نصوص نثرية (1)
- نقد (73)
الخميس، 29 يونيو 2017
الأربعاء، 28 يونيو 2017
الناقد العراقي :كريم القاسم
______
ثنائية نقدية في ... ماهر الامين
.....................................
كتب الشاعر هذين البيتين :
مضى عمري
أشْكَلَ الدَّمْعُ على باصِرِهِ ....وكـــــــــــــــــــــذا الإصباحُ والليلُ
ومضى عمــري إلى آخرِهِ ... فاستوى الحرمـــــــــــــانُ والنَّيْلُ
ماهر الامين .....
...................................................................
غازي احمد ابوطبيخ
..........................
التصريع المتلاحق اصلا لا يتحمل الاطاله.. فضلا عن كون الومضة
العمودية المكتملة المعنى ،تغني عن مط النص الشعري العمودي الى ما
يسقطه في الهلهله.. ذلك لأن الفكرة ..او ..اطروحة الشاعر المعنية
بالذات قد أخذت كامل شكلها ،في اطار من الكثافة النوعية المفعمة
بالمضمون..
في مثل هذه الحال،لا تسمية تناسب المقام الا الومضه،واتذكر ان أخي
وزميلي الناقد الاستاذ كريم القاسم قد شخص هذا الاصطلاح ومع
العمود الشعري بالذات ..اذ لم يسبق ان رأينا مثل هذا التشخيص مع
القريض ..نعم قرأناه وسمعناه في الحداثات الشعريه،اما في
العمود،فالغالب على الظن ان صفحات التواصل هي ما قاد الى مثل هذا
الكشف الجميل رغبة في الايجاز والاختصار بما يتناسب مع طبيعتها
الميالة الى الكثافة اصلا..
اما البحر الشعري الذي استخدمه الحبيب الاستاذ ماهر الامين.. فهو من
البحور الحركية الدقيقة جدا والتي تستلزم اذنا موسيقية مرهفة وبالغة
الحساسيه.. ولكنه مارس العزف عليه لاكثر من مره ،وهو اهل مؤهل
بحكم رهافة حسه وصفاء روحه..
علما ان هذا البحر ،زاوله شعراء الموشحات والمولدات بكثره لخفة
ايقاعه ومناسبته للتوشيح والغناء.. بحر الرمل الراقص اصلا.. تم
تخميده بحرف مزيد رائع،ثم هذا التصريع المتكرر،الذي الزم الشاعر
به نفسه،بحيث يقفي الصدر والعجز في آن واحد،لهو امر يدعو
للأعجاب حقا،لأنه يدلل على قدرات الشاعر الامين المتميزه..
اطروحة النص.. ليس لنا حق في المداخلة عليها،ولكننا نفقه عمق
اللوعة ونلمس حدة الضاغط الخارحي على سيكولوجيا الشاعر الجميل
ابي نورا ..آملين ان يضع عينه بعين الرحمة ،ان الرحمن قريب من
المحسنين ،والسلام..
...............................
كريم القاسم
................
اخي الغالي الناقد الغازي الاستاذ .... غازي احمد ابوطبيخ رعاك الله...
هنا أجادَ الماهر في قريضه المكثف الومضة ... فقد اجاد البلاغة
والجزل في اللفظ والمعنى ... فجاء به محكما يافعا شامخا مستساغا
... عندما بدأ كلامه في شطره الاول بـ (أشْكَلَ الدَّمْعُ على باصِرِهِ )
... حيث مَهّدَ أذن السامع وذهن القاريء الى استقبال التضاد ــ وهذا
الذي يعجبني في ماهر ــ فهو يأتي بمطلع غاية في القوة والابتكار ...
فلقد استخدم لفظة (أشكل) فأجاد التصوير في إنحدار الدمع على
البصر الثاقب الحاد ... فَيُشكِل عليه الرؤيا ويتخالط الضوء بالضبابية
وهنا يعطي تشبيها هائلا ً مركّباَ ... مستخدما ً (الاصباح والليل )
ويعطي فرصة للقاريء ليقارن التشبيه في (الإشكال ) ...
ثم جاءَ الأمين بالهاء في (باصره ِ) أراد ان يجعل القاريء والسامع
يفهم بأن المقصود هو شخص ما ... تخاطبه اشجان شاعرنا المقدام
... لكنه في شطره الثاني ... غلبت عليه العاطفه ... وأراد ان يريحنا
من الضمير الغائب ... فأحضره شاخصاً ... فرسم الياء في (عمري)
... عندها بانَ المراد ... واشتبك السهاد ... وأحسن التعامل مع
الأضداد ... (الاصباح والليل) ... (الحرمان والنَيل ) ... مما جعله
ممهداً لهذا اللون التضادي ... لكنه اجاد مرة اخرى ... في شطره
الخاتمة ... عنما استخدم التضاد ... تشبيهاً (للإستواء) لا تشبيهاً
(للإشكال) ... هنا لو لاحظنا ... ان الشطر الاول من البيت الثاني
قد أوضح مسيرة حياة ... عندما استخدم (ومضى عمــري إلى آخرِهِ)
... فأردفها بـ (فاستوى الحرمـــــــــــــانُ والنَّيْلُ) مما حدا بالقاري
الحصيف ... ان يفهم ان مسيرة الحياة ... مُلَخَصَة ... بتضادين هما
... حرمانٌ أو نَيلٌ .
أقول :
إن كل القدماء وأهل البلاغة والفصاحة ... يشددون على حسن
التعبير ... أي يجب أن يأتي الكاتب بالألفاظ ... مُقاسة على قدر
المعاني ... وهذا من البديع والإبداع ... ونادرون من يأتون بمثله هذه
الايام .
تقديري الكبير ... لأخي الحبيب الأستاذ الناقد الغازي
وتحياتي لحسن السبك للأستاذ ... ماهر الامين الذي ماإنفك َ يهتم
بالصياغة والنسج اللفظي ... وتسخير المعاني لغاياتها ... وهو لايترك
مرحلة تهذيب النص ... ويشبعه تدقيقا وتمحيصا وتشذيبا ... حتى
يظهر للناظر وهو في أحس حُلة وبهاء ... وهذا مانلاحظه كنقّاد وانتم
ايها الغازي من اصحاب الخبرة الوافية بالتفعيلة والبحور ...
وختاماً ... ياحبيبنا الماهر ... ازاح الله عنك الهموم ... وأزال عنك
الغموم ... وأيدك بنهار ٍ مشرق بالنعمه ... وليل ٍ محاط بالرحمه ...
وجعل كفة نيلك للرزق والعافيات ... راجحة على كفة حرمانك من
الحظوات ............
والحمد لله عل نعمه
........................................
الثلاثاء، 27 يونيو 2017
دراسة نقدية للناقد شاكر الخياط:العراق
حدود الابداع ، شعرا...
قراءة في نصوص ( فتاة الياسمين) سارة الاشقر انموذجا...
هناك فرق بسيط لغويا بين النموذج والانموذج لكنه يختلف من ناحية المعنى فالنموذج هو الشكل الذي نريد استلهامه من بين اشكال متعددة يتم عرضها لنتاج ما، لكن الانموذج بطبيعة الحال سيكون حاملا للتميز بين تلك النماذج التي انتجناها والاشكال التي عرضناها، فيكون اشبه او اقرب الى الامثل او الاكثر ابهارا، وفي الشعر ومهما تعددت مشارب المبدعين واختلفت رؤاهم الا ان القاسم المشترك الاول او الاوحد وهو الاكثر جمعا لشتات المبدعين على اعتبار تعدد مواقع سكناهم كل في بلده، هذا القاسم المشترك ( الابداع) يلغي الحدود والمسافات ويجمع الكل في باحة واحدة وفي قاعة واحدة تنتهي وتزول فيها الفوارق واختلاف الانتماءات وهذا اجمل مايحتويه ويشتمل عليه الابداع...
ان اشكال الابداع وجوانبه التي يستلهمها المبدعون متعددة ولا حصر لها بتلك السهولة التي يعهدها الاخرون ظنا ان حدود الابداع بالامكان ان تقف عند سماء واحدة او ان تتمسك بارض واحدة او ان ترتدي لونا واحدا، قطعا...
والشعر هنا ما اعنيه كجانب من جوانب الادب، وهو ساحة واسعة لتعريف الابداع او لنشر الابداع لما لها من وسعة في مساحات قبول الاشكال مهما اختلفت اقلام المبدعين..
لو تجردنا عن المسميات وعن الالقاب والكنى وتوحد الكل في بوتقة واحدة اسمها ( الابداع) دون النظر الى غيرها من المسميات، ودون العودة الى مايمتلك المبدع من نياشين ومن رتب اجتماعية ومناصب وظيفية، ووضعنا النصوص على طاولة النقد وجردنا قلم الناقد من اقربيته او ابعديته عن القلم المنتج، لخلقنا نهضة متميزة وانتجنا من خلال مايقدمه النقد من فائدة عظيمة ومرجوة يتقبلها المبدع حتى دون معرفة من الناقد بتجرده ايضا في ذات الوقت عن المسميات الاخرى...
لهذا فقد توحدنا جميعا في الابداعع / النص الشعري والنص النقدي / لاحظ اننا لم نقل الشاعر او الناقد، لانني قد قدمت مسبقا الى قبول الشعر كنص دون معرفة الشاعر، وقبول النقد كنص دون معرفة الناقد، وهذا مادفعنا الى استلهام روح الابداع في كتابات سارة الاشقر او ( فتاة الياسمين ) كما يحلو لها ان تتخذه لقبا فنيا لها والتي لم تدفعني معرفتي بها ( لانني لا اعرفها) ولا قربي منها او بعدي عنها وما الى ذلك الى ان استلهم نصوصها واناقش الابداع فيها من وجهة نظر فنية بحتة ربما سابتعد فيها عن السايكولوجية والسوسيولوجية والعقائدية وحتى الانثروبولوجية للمبدعة، وساركز هنا على نصوص استوقفتني كثيرا، ولابد من ايضاح فحوى هذه الدراسة وما الهدف منها كشرط لاستكمال جوانب التعريف لكل دراسة او بحث يقدم عليه اي ناقد، لذا سيكون التركيز على الابداع في ( روح النص، وبنائية النص)،
بنائية النص:
جاءت النصوص كلها تقريبا على منوال واحد وهو القصر في عدد الابيات او الاشطر لكل نص، مع الاخذ بنظر الاعتبار ان هذا القصر في بناء النص وقلة الابيات لم يجرح روح النص بل حافظ على الروح المبدعة التي تالقت بها الشاعرة الاشقر،وهذا اوحى بل انبأ بحداثة اسلوب جديدة استحدثتها الشاعرة عن قصد يقينا، رغم محاولات اخرين على شاكلتها، ولاثبات ان ذلك عن قصد هوالتزامها ذلك منذ بدء نشرها الى ما اتحفتنا به على صفحتها الشخصية، واذا جاز لنا التعبير واعطينا لانفسنا كمحبين للنقد الحرية بالتعبير فاننا سنقول ان الشاعرة تبشر بولادة ( النص الشعري القصير او القصيد القصير جدا او الومضة الشعرية) والذي يتماثل مع ( القصة القصيرة جدا)، وهذا لوحده عمل جميل ومقبول شرط تحقق باقي المستلزمات والتي سيكون من شأنها الزام الشاعر بان يقول في القصير مثلما يقول في طوال القصائد، على انه ليس الزاما بالتزامه من قبل احد لكنه بادرة ابداعية موفقة قد نجحت فيها السيدة الاشقر نجاحا يجعلنا نترقبها كنقاد مستقبلا الى نتاج ثر ينهمر علينا لكي تُعضَّد حالة التجديد هذه في عالم الحداثة الذي لايعرف حدودا للابداع والابهار...
والجانب الثاني ان الشاعرة لم تخرج عن العروض وقواعد الشعر العربي في كلا الوجهين اللذين اعتمدتهما واعني هنا
( العمود والتفعيلة)، وهذا ماسرني انا شخصيا، بل مادفعني الى ان اقف عند شعرها واحترم هذا اللون المنضبط من وجهة نظري لانه ينسجم مع تطلعاتي وما اشجع عليه، وانا اجزم ان ماجاء من شعر في صفحات السيدة الاشقر على اختلاف الوانه واغراضه كان مبنيا على وعي ثقافي ودراسة متفهمة لعروض واشتراطات الشعر المتعددة...
قد يختلف معي في هذا الاعجاب اخرون، فمرحى بهذا الاختلاف، وهنا اكون انا قد حققت محركا وحافزا للنقد ومثارا للبحث سيصب في منفعة البحث وصاحبته او حتى صاحب النقد الذي سيجعلني مفتخرا بل ممتنا لكل قلم اراد ان يدلي بمشاركة للنص، وحرصا على روح النقد التي تقوِّم الابداع لاي شكل ادبي يعتمده المبدع دون شرط الاجبار لانه مامن سلطان لاحد على احد وهذا مانوصي به على الدوام، والابتعاد بطبيعة الحال عن الشخصنة قبل المنجز، من ناحية اخرى وهذا يحسب للشاعرة في الجانب الايجابي عدم التزام قافية واحدة او موضوع واحد او تفعيلة واحدة...
ومما تقدم فان الشاعرة اعطت ما ارادت في بيت واحد فقط وهذه امكانية تدعو للتفائل :
سَأُشْهِد كل أهل الإرضِ أني
فتنت بحبكم وازدنت عيدا
،،،،،،،
الى ربي ندمت وفاض ذنبي
فهل لي توبة تمحو كسيل؟!!
واعطت في بيتين كذلك :
سأعلو- كلما حقدوا- لأني
كمثل الشمس لو غابت تعود
ويشدو من ضياء الله شعري
يردده مدى الدهر الوجود
على ان كل ما تمت قراءته ومتابعته بنيويا يكاد يكون متشابها لذات البناء في كل بيت او شطر، ويعتبر هذا من الناحية الاكاديمية منهجا وسياقا يؤدي الى اسلوب قد يكون مرتبطا بهذا القلم وواعدا الى بنائيات قادمة نحن والقراء والنقاد الافاضل سنكون بالانتظار، لا لكي نمسك خناجرنا انما لكي نشعر بالسعادة وتغمرنا الغبطة والفرح على ان ما توقعناه لم يكن جزافا وانما هو ديدن ستتخذ منه الشاعرة منحى جميلا وياله من منحى مشرف حد اعتقادي.
وهكذا تلونت اعداد ابيات انشادها التي جعلتها متنوعة الطعم والذوق والموضوعة في بنائيات رائعة لم اسجل عليها هنة او خلة من الناحية البلاغية او العرؤوضية، وادناه ما استطعت الحصول عليه من شعرها:
أيا كفّ الهوى يا ماءَ ملحٍ
أتانا غائرا كضمادِ جرحِ
ليوقفَ نزفَ غلٍ قدْ تمادى
بنفسٍ روحها عاثتْ بقبحِ
دموعٌ سالها وردُ المنايا
وقلبٌ ماتَ من ويلاتِ ذبحِ
كطيرٍ أطلَقوكَ جناح فكر
لتمضي طاوياً ليلاً بصبحِ
فتجتاز المسافةَ قيد دمعٍ
لِيُروى سرها بجنون قدحِ
) وقع بثغرك فوق خد قصيدتي)
واغزل بأطياف الهوى أشواقي
واهمس لقلبك إنه المسحور بي
يا أيها المغروس في أعماقي
فجبينك الوضاء نورٌ يقتفي
أثر الجمال ويستقي بعناقِ
وانثر رضاب الشوق فوق صبابتي
لتكون زادا في سبيل تلاقِ
قالوا حسدنا فيكِ
قلبا مشرقاً
متفائلاً
في عتمة الأزمانِ
لم لا
وقد شرب الجمال
تعفّفي
وسما إلى ملكوتهِ
إحساني
لم لا
وتلك عواطفي فوّاحة
ويفيضُ من طهرٍ بها
وجداني
لم لا
وقد أبدعتُ
في عزفِ الهوى
من مهجتي
فتألقت ألحاني
لم لا
وما دنستُ روحيَ
مطلقاً
وحفظتُ من كل العيوب
كياني
ولسوف أُنصف
في غدٍ
ولسوف
أُسعد من يدٍ
نبضاتها تهواني
أشتاقهُ مطراً يذيب هواجسي
فأتوب من قلقٍ يؤرق مضجعي
يندى على خد القوافي حبّهُ
ينسابُ عطرا ً في حنايا أضلعي
ويميتني عشقاً بفيض حنانه
فتزول عن شعري حروف توجعي
نامَ أحبابي وليلي لمْ ينم
واستباحَ الهمُ فكرى والسّقمْ
هل أرى في وصلهمْ طيبَ الهوى؟!!
!!! لانبثاقِ الفجرِ من ليلٍ أصمْ؟
أم تُذلّ الروحُ بالعشقِ العتي؟!
تنتهـــــي كل الرؤى غمّا بهمْ
كنْ لي سماءً كي أطير محلقاً
بينَ الغيوم ووجهتي مرضاتُكْ
وابسط أماني الشوق منك ترفّقاً
حتى تسير إلى الهنا خطواتُكْ
خذ ماتبقى من رفات حبيبةٍ
أكرم بها فجنونها كلماتُكْ
يامالكا روحي إليكَ قصيدتي
رتل فإن حروفها نبضاتُكْ
جاء الصباح بحفنة من ياسمين
وعلى القلوب محبة تعلو الجبين
فاهنأ بما ترضى وكن متفائلا
فسلامة النفس العفيفة باليقين
واسلك طريق الخاضعين لربهم
واستمطر التقوى تعش كالهانئين
أغارُ عليكَ من نفسي
ومن همسي ومن عنتي
ومن لحنٍ لفيروزٍ
ومن شطحاتِ محبرتي
فهاتِ الحزن عن عينيك
خذ شوقاً بأوردتي
وسافر في مدى روحي
وعانق جلّ أخيلتي
لك الأحلامُ ياروحي
وكلّ نقاءِ أدعيتي
صلّى عليكَ الله يا رمز التّقى
عدّ البحار وعدّ حبّات المطرْ
صلّوا عليهِ وسلّموا وُسعَ المدى
ما خط حرف أو زها فينا القدرّْ
رقصتْ على شطّ الظّنونِ وساوسي
واستيقنتْ من كسرها أبياتي
حتى اذا مارمت وصلا أينعت
في الروح ذكرى أهرقت عَبَراتي
مجنونة وأرى بسحرك لوعتي
طوفان حبك زادني إغراقا
زدني احتراقا واتئد ياملهمي
واغدق عليَ محبةً وعناقا
مقتولةٌ لكنّني أتنفّسُ
ومخاوفي في القلب باتت تهجسُ
عبثا أحاول ردعها ببسالة
لكنها بين الضلوع تُوسوسُ
تجتاح روحي مثل سيل غامر
فتعانق الأفكار....فيها تحبسُ
مصلوبة بين الغرام وغدرهِ
مابيْن بيْن والحياة تمرسُ
روح النص:
سلكت شاعرتنا مسلكا افضى الى دواخلها وذاتها دون ادنى تكلفة، على ان البوح الدائم لها جعلنا نرى ونتلمس تلك الشفافية الراقية لانثى ارادت ان تقول فنجحت فيما قالت، وانا هنا اذ احاول كشف دواخلها وما تفكر فيه لاجدني وكاي متتبع لاعمالها انها انسانة ولدت لكي تكون شاعرة وهذا ليس باليسير او الهين على من بدات مثل هذا الخط الذي سميزها مستقبلا،
الروح واحدة في كل النصوص، لكن المذاقات تعددت واختلفت وحملت النصوص بمختلف مواضيعها لكنك عندما تقرا لها في موضوع اول تجدها ذات الروح في الموضوع الثاني والثالث وهكذا دواليك لذلك اسجل ان هذا الامر استوقفني بل وابهرني...
وانا ادعو كافة الاخوة النقاد الى متابعة نصوص هذه الشاعرة ومتابعتها بكل جدية فيقينا هي بحاجة الى الدعم الذي سيمنحها الثقة بعد ان تمكنت من ادواتها وناقشت مواضيع شتى تنم من خلالها عن دراية بما تكتب...
وما هذا الاستعراض البسيط الا لانني وجدتها تستحق ذلك...
اتمنى لها التوفيق...
شاكر الخياط
------------------
تعقيب الناقد غازي أحمد أبو طبيخ:العراق
لاريب انك قد وضعت اليد علي صيد ثمين اخي الاستاذ الناقد شاكر الخياط العزيز..
خاصة ونحن نعلم ان الصبر علي الموزون من الشعر يحتاج الى دربة ومران وجهد علمي حثيث فضلا عن بعدي الموهبة والوعي النوعي..
فكيف اذا كان الامر مرتبطا بشاعرة وليس بشاعر..فالمعلوم ان المراة بشفافيتها التي نعلم ميالة بحكم طبيعتها الى السلاسة التعبيرية البعيدة عن الاشراط والقيود والضوابط الضاغطه..من هنا كانت الندرة النادرة من النساء اللواتي يتوجهن الى هذا الاتجاه حد قدرة متابعي تاريخ الادب العربي علي حصر العدد بسهولة كبيره..بينما لو حاولنا حصر الشواعر اللواتي يكتبن النثر في العصر الاخير لشق علينا ذلك..
من هذا المنطلق نحن نشد على يديك زميلي الناقد العزيز كونك ابرزت ما يستحق الابراز ولفت النظر الى شاعرة يبدو انها قد بذلت الكثير من الجهد والمتابعة حتي وصلت الي مدرج بستحق الاكبار فعلا..بدليل انني شخصيا خلال متابعتي لما جمعته لنا من اشعارها قد علق في ذهني بيتان رائعان بشكل عفوي ومن دون ان اقصد حفظهما عن ظهر قلب..
.....
ساعلو كلما حقدو لاني
كمثل الشمس لو غابت تعود
..
ويشدو من ضياء الله شعري
يردده مدي الدهر الوجود
.......
سيما وهما بيتان بومضة مفعمة كما اشرتم ايها الناقد الحصيف
بحكم ما اكتنزا به من الوعي وعبق الحكمة وبحكم ما تماحكا مع لمحات من الذري العالية في التراث العربي ..كما هي الحال في الشطر الاخير الذي يتلاقح بذكاء مع بيت المتنبي الشهير..
وما الدهر الا من رواة قصائدي
ادا قلت شعرا اصبح الدهر منشدا
...
ولكنها تمكنت من استلهامه باداة تعبيرية بالغة الخصوصيه نات بنفسها عن الوقوع بحذق ودقة في شرك الاتكاء..
احسنتم ثانية اخي ابا عبدالله المنصف النزيه , انما من زاوية نظر اخري انت تعرفها جيدا..كون منهجنا الخاص ينحاز الى الشعرية كشرط اساس في الانتماء الى الادبية , فالشعر هو الشعر باية ثياب نزل , بغض النظر عن شكله او طرازه..
خالص التقدير وبالغ الاحترام شقيق روحي وزميلي المبدع الكبير..وهذه تحية خاصة الى شاعرتنا الاشقر ..موضوع الحوارالجميل..والسلام..
الأربعاء، 21 يونيو 2017
(المدينة الفاضلة) بقلم / كريم القاسم
(المدينة الفاضلة)
.............................
ميلادنا ... مُدن الرذيلة ،
ومسقط رأسكَ المدينة الفاضلة .
...
.............................
ميلادنا ... مُدن الرذيلة ،
ومسقط رأسكَ المدينة الفاضلة .
...
جِئنا مِنْ مُدنِ الأشباحِ ،
مُتمَلقين عرشكم ،
ونستجدي الوسيلة .
في دستورِكم ياسيدي ...
دَمُـنا مُباح ،
العِرضُ غير مُصان ،
الحرفُ يُغَـرّدُ خارج الأوطان ،
الماء زُعاق ،
والزاد منزوع السلاح .
**********
افلاطون يصرخُ كُلّ صباح :
سلطانكم لايفهم الفضيلة ،
والعدلُ إمتطى صهوة الريح ،
ودمُ عَليّ عانقَ محراب الصلاةِ ،
والفرات لايُشبـِع العَطشى ،
والنيل يجوعُ ... وما حوله عِجاف ،
والعاشقون رابضون على ضلوعهِ الهزيلة .
وفي المدينة الفاضلة ، برأسِ الحسينِ يُطاف .
**********
الطوفان ساريّ المفعول .
نوح يدعو كل يوم بدعائه المأثور .
والتنور مازالَ يفور.
لاسفينة تنقذنا ...
كل الغَرقى يبحثون عن قِشَّةٍ تطفو ،
ونحنُ نبحثُ عن بلدٍ غريق .
ياسيدي السلطان :
أَعجَبُ كيف تُباع بحضرتك الأوطان ،
وكيفَ يُباع الناس بالمَجَّان ،
وأَعجَبُ كيفَ لاتعشق قمحي وتقتات على الكافيار ،
واعجبُ كيف تعشقُ تمثالَ الحرية .
**********
فينيسيا ليست هويتي .
قاربي يَغارُ من الجندول .
إحرقْ ذاكرتي ،
سَينطقُ الرماد عن فاتنةٍ تعشقني ...
تُبَعثرُ في زمني فَرْقَ التوقيتِ ،
وتعشقُ طعمَ الرُطَبِ الأشقر .
تَـقَـبّلني صباح مساء .
ياسلطانيّ الأبله :
عانِقْ رأس النخلةِ ،
وتَذَوّقْ طعمَ الحرية ،
وتَعَلَمْ كيف تقود شفاه الحبِ ،
فالناس نيام ،
والوقت ظلام ،
وماء المَكرِ يسقي جذور الهمجية .
**********
كل السلاطين نِعاج .
عروشهم تحت رَحمةِ جزارٍ في مسالخِ العَبَـثـيّة .
والشعب مسلوخ الإرادة والقرار.
اصحابُ الفخامةِ
ظيوفٌ على مائدة المؤامره
يفترشون عرش عروبتي ...
يرضَعون ثَدياٌ بلا هوية .
قِـبلَتهُم البيت العتيق ،
ومَكَّـتهُم تمثال الحرية .
ثغاءٌ ومأماةٌ ...
لاصهيل بينهم .
الكل ينتظر السَلخ .
الدينُ لعبةٌ مفروضة ،
والعروبة باتَتْ عَربون خيانة .
..........................................................
مُتمَلقين عرشكم ،
ونستجدي الوسيلة .
في دستورِكم ياسيدي ...
دَمُـنا مُباح ،
العِرضُ غير مُصان ،
الحرفُ يُغَـرّدُ خارج الأوطان ،
الماء زُعاق ،
والزاد منزوع السلاح .
**********
افلاطون يصرخُ كُلّ صباح :
سلطانكم لايفهم الفضيلة ،
والعدلُ إمتطى صهوة الريح ،
ودمُ عَليّ عانقَ محراب الصلاةِ ،
والفرات لايُشبـِع العَطشى ،
والنيل يجوعُ ... وما حوله عِجاف ،
والعاشقون رابضون على ضلوعهِ الهزيلة .
وفي المدينة الفاضلة ، برأسِ الحسينِ يُطاف .
**********
الطوفان ساريّ المفعول .
نوح يدعو كل يوم بدعائه المأثور .
والتنور مازالَ يفور.
لاسفينة تنقذنا ...
كل الغَرقى يبحثون عن قِشَّةٍ تطفو ،
ونحنُ نبحثُ عن بلدٍ غريق .
ياسيدي السلطان :
أَعجَبُ كيف تُباع بحضرتك الأوطان ،
وكيفَ يُباع الناس بالمَجَّان ،
وأَعجَبُ كيفَ لاتعشق قمحي وتقتات على الكافيار ،
واعجبُ كيف تعشقُ تمثالَ الحرية .
**********
فينيسيا ليست هويتي .
قاربي يَغارُ من الجندول .
إحرقْ ذاكرتي ،
سَينطقُ الرماد عن فاتنةٍ تعشقني ...
تُبَعثرُ في زمني فَرْقَ التوقيتِ ،
وتعشقُ طعمَ الرُطَبِ الأشقر .
تَـقَـبّلني صباح مساء .
ياسلطانيّ الأبله :
عانِقْ رأس النخلةِ ،
وتَذَوّقْ طعمَ الحرية ،
وتَعَلَمْ كيف تقود شفاه الحبِ ،
فالناس نيام ،
والوقت ظلام ،
وماء المَكرِ يسقي جذور الهمجية .
**********
كل السلاطين نِعاج .
عروشهم تحت رَحمةِ جزارٍ في مسالخِ العَبَـثـيّة .
والشعب مسلوخ الإرادة والقرار.
اصحابُ الفخامةِ
ظيوفٌ على مائدة المؤامره
يفترشون عرش عروبتي ...
يرضَعون ثَدياٌ بلا هوية .
قِـبلَتهُم البيت العتيق ،
ومَكَّـتهُم تمثال الحرية .
ثغاءٌ ومأماةٌ ...
لاصهيل بينهم .
الكل ينتظر السَلخ .
الدينُ لعبةٌ مفروضة ،
والعروبة باتَتْ عَربون خيانة .
..........................................................
زادُ نقديّ في مائدة سيد الصبح- قراءة نقدية لقصيدة الشاعر جبرائيل السامر بقلم الناقد كريم القاسم
زادُ نقديّ في مائدة سيد الصبح)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النصوص الادبية المتينة هي التي تعين الناقد على الاشارة الى مواطن الجمال والبيان... والبلاغة فيها . والنص الذي امامنا رغم كثافته وقصره إلا انه إكتنز عناصر وفوائد نقدية جميلة تحتاج الى البيان والكشف والافصاح ، وسنكتفي بما يفيد المتتبع واصحاب الشأن .
أنا أميل الى عرض النص ابتداءً ، كي يتمكن القاريء من التشبّع بما يلزم من حيثيات ومعلومات تسمح بفهم وإدراك التالي من الفوائد النقدية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النصوص الادبية المتينة هي التي تعين الناقد على الاشارة الى مواطن الجمال والبيان... والبلاغة فيها . والنص الذي امامنا رغم كثافته وقصره إلا انه إكتنز عناصر وفوائد نقدية جميلة تحتاج الى البيان والكشف والافصاح ، وسنكتفي بما يفيد المتتبع واصحاب الشأن .
أنا أميل الى عرض النص ابتداءً ، كي يتمكن القاريء من التشبّع بما يلزم من حيثيات ومعلومات تسمح بفهم وإدراك التالي من الفوائد النقدية .
النص /
(الى سيد الصبح علي)
الشاعر / جبرائيل السامر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من بُعدِ ألفٍ
سنينٍ كحْلُها جرحُ
أبصرتُ طيفَك فيها بلسماً يصحو.
(أبناءُ مَن هم؟ ) أرادوا الليلَ مملكةً
ومِزْقُ ثوبِك منهُ يبزغ الصبحُ.
أنتَ اليتيمُ
كبيتٍ شحَّ مشبِهُهُ
والشحُّ -ياسيدي- في كفِّكم قمحُ.
ربُّ اليتامى
إذا ماالجوع أغرقهم
لضفّة الخبز يسعى، إذ لهم لوحُ.
ياسيدَ الصبحِ
كم من ظلمةٍ هتكتْ شمسَ العراقِ
وصلّى تحتها الذبحُ.
وألفُ صفّينَ قد عادتْ
وذا جَمَلٌ
ولا عليَّ لكي يسمو به الفتحُ.
عُدْ ياعليُّ فهذا التيهُ يأكلنا
ذلاً شربنا....
كفى، قد يخجل الشرحُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ قال اصحاب الحرفة وأرباب الشعر : إن محاسن الشعر ثلاثة (المقابلة والجناس والطباق ) ومحاسن المعاني ثلاثة (الاستعارة والمثل والتشبيه) . هذه المحسنات البديعية تفاعل معها اصحاب الحرفة قديماً وجعلوها ملاصقة لنظمهم ونثرهم .
وقد يتسائل سائل : هل يجوز ان نُلزَم بذلك في شعرنا الحديث ؟
نقول : نعم ... فالمحسنات ليس لها علاقة بالقافية . وعندما ينتبه الشاعر لهذه الامور نجد نصّهُ يشع ذاتياً ويفرض قيمته في ساحة العرض .
الذي يعجبني في نصوص الشاعر جبرائيل السامر ، انها تُعرَض وهي مهذبة مُشذَّبة ، وهو يجهد نفسه في الاستغراق بهذه المرحلة كي تصبح الالفاظ اكثر جودة ويصبح النص أكثر نضارة وبهجة ، بحيث يستميل الاسماع والقلوب . وهذا واضح من خلال قوة السبك وفصاحة الالفاظ وبلاغة المعاني .
هكذا نص لايمكن التعامل معه بانعطافة نقدية سريعة ، لاقتناص فائدة واحدة او فائدتين ، بل قوة النسج ورصانة السبك هي التي أفرزت الكثير من الفوائد النقدية والتي سنغوص فيها ونتفحص ما يستوجب منها تباعاً لعرض مايفيد .
• إن كثافة هذا النص وقصره دليل على إن (المَلَكَة) رَعَفَتْ بما ينبغي من صور شعورية وخيال خصب ومتدفق حتى انقطع الى الحد الذي هو عليه . وهذا من مقومات وادوات الصنعة الكتابية ، فلو أضاف الشاعر اجباراً ، لجاءَ بالاطالة إرضاء لذاته ، ولنتج نص غير متماسك ، وستظهر منطقة الفصل واضحة بين الرعاف الذاتي والرعاف الاجباري . وخير التأليف ما جاء على ماجاءت به الذات لحظة تأثرها والمَلَكَة حين قدحها ، فتعطي عصارتها على قدر انفعالها .
• الفكرة التي بُنيَّ عليها هيكل النص ومضمونه هو جرح الأمة الكبير والاستنجاد بنهج (علي بن ابي طالب) كرّم الله وجهه ، كونه الاكثر شمولية واقتداراً لمحاربة الفتنة واستئصالها . وهذا ما أثبتت صحته نتائج التاريخ . وأظهر الشاعر هذه المقدرة وهذا النهج من خلال رسمه صوراً شعرية لبعض صفات (علي) حتى تعين القاريء على الاستدلال والمعرفة .
• اختار الشاعرعنوانا للنص (الى سيد الصبح عليّ) وكان موفَّقاً في هذا الاختيار ، وللأسف مازال الكثير لايولي اهمية لهذا الركن الاساسي في التأليف ولما له من اهمية في إبراز قيمة النص ، رغم اهماله على مدى طويل من الزمن ، والعنوان يعتبر نصاً متكاملا بحد ذاته ، وخاصة إذا تضمن التركيز والتكثيف والاثارة والاشارة بحيث يحمل القاريء الى البحث عما يتضمنه العنوان من خلال النص .
العنوان هنا (الى سيد الصبح عليّ) أراد الشاعر فيه تعريف شخصية (سيد) التي تنطوي عليها فكرة النص من خلال اضافة لفظة (الصبح) اليها . الشخصية هنا هو (عليُّ بن ابي طالب) كرَّمَ الله وجهه ــ وكان بودي لو ان الشاعر اكتفى بعبارة (الى سيد الصبح) فقط دون إضافة لفظة (علي) الى العبارة ، لكان عنصر الشوق اكثر إثارة في النفس للبحث عن هذا السيد ــ وقد تسيدتْ هذه الشخصية (عليّ) عروشاً كثيرة على السُنِ الاعداء والعاشقين لما لها من قوة تأثير في النفوس . ومن خلال هذا العنوان وربط السيادة بالصبح اعطى اشارة قوة الى ان علاقة ما ستظهر بين (عليّ والصبح) لحظة وقوع الجريمة في محراب الصلاة عند الفجر . والصبح على مَرِّ الدهور هو ظاهرة يحدث فيها مايحدث ، واذا كان المضاف يُعَرَّف بالصبح ، فـ (علي) هنا هو الذي زاد الظرف الزماني (الصبح) تعريفاً وتشريفاً.
• ابتدأ الشاعر نصَّهُ بحرف الجر (مِن) للتوكيد على الزمن ، وقد تناوله مباشرة دون مقدمات ، كي يقطع التأويل ، وهذا من بلاغة المعنى وحسن التأليف .
" من بُعدِ ألفٍ
سنينٍ كحْلُها جرحُ
أبصرتُ طيفَك فيها بلسماً يصحو "
كفى، قد يخجل الشرحُ "
• إختتم الشاعر نصه بمقطعٍ يبدأ بفعل الامر (عُد) :
" عُدْ ياعليُّ فهذا التيهُ يأكلنا
ذلاً شربنا....
كفى، قد يخجل الشرحُ "
وكأنما يستنفر الدعاء بالنداء الى (علي) للتخلص من المحنة ، وهذا الدعاء بدعوى التمني لحضور نهج علي ، ليفقأ عين الفتنه ، فهو الأجرأ والأقدرعلى ذلك بشهادة التاريخ . ثم جاء الشاعر بالأجمل عندما ابتدأ شطره الاخير بفعل الامر (كفى) واتبعها بالفاصلة (،) فهو اعطى انطباعا للقاري بأن (كفى) هو أمر لسد الباب على التصريح بانواع الدمار وصفات الاذى الاخرى التي لحقتْ بالأمة ، وأَيَّدَها بعبارة مَجازية بليغة (قد يخجل الشرحُ) ــ ولَنْ يخجل الجرح ــ حيث جاء بالمضارع (يخجل) بعد (قد) فصار المعنى يفيد التقليل . وهذا دليل استنجاده بنصرة منهج (عليّ ) ، فلوكان الجرح يخجل مما حدث ويحدث ، لما استوجب مخاطبة (سيد الصبح) من قبل الشاعر .
• لنعد الآن الى مفاصل النص ، ولنتفحَّص الالفاظ التي نَسجَها الشاعر، سنجد الظهور والبيان قد تمثل بها ، حتى ابتعد عن الإتيان باللفظ المتوعر والوحشي والتي تحتاج الى قاموس او مصدر لشرحها . وهنا تكمن مقدرة الشاعر في التأليف، فلم يأتِ بما لايستوجب . وهذا هو مفهوم الفصاحة والتي سنتطرق اليها في حلقة خاصة من سلسلة صناعة الكتابة ـ إن شاء الله ـ .
فلو قرأ المُتلقي المُتَصَفِح للشعر لا الخبير باللغة ، لربما سيتوقف عن لفظة ( مِزْق) في :
" (أبناءُ مَن هم؟ ) أرادوا الليلَ مملكةً
ومِزْقُ ثوبِك منهُ يبزغ الصبحُ "
لكن عند التوقف على اصلها الفعل (مَزَّقَ) سيجد ان المعنى قد بانَ وظهر وخاصة عندما يردفه الشاعر بعبارة (منهُ يبزغ الصبحُ ) . الفائدة النقدية والبلاغية تظهر هنا في استعمال الشاعر لفظة (يبزغ) فهي تفيد اول الطلوع او بدايته وهذا اللفظ مقرون بالشمس في الاية الشريفة (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي) الانعام 78 ، والصبح مصاحب لبزوغ الشمس ، ثم ان البزوغ ينتظره الرائي والمشاهد من جهة الافق لا الى الاعلى ، فالتصوير هنا (ومِزْقُ ثوبِك منهُ يبزغ الصبحُ ) كان أدق تصوير بل وخير خيال . ولو استعمل الشاعر لفظة (يطلع) لما اختل الوزن والسياق لكن بلاغة المعنى ستضيع وتتشوش . كون الطلوع لايرتبط بالافق ، فمهمة الشعر لا تقديم الالفاظ الفصيحة فقط ، إنما مصاحبة المعنى المناسب للفظ حتى يبو اللفظ كالجسد المرتدي ثوبا عل قدر مقاسه ، والمؤلف عندما يكون عارفا بالمعاني سيكون قادرا على الاتيان بالالفاظ ، وهذا ماتمثل به أرباب الحرفة واهل الصنعة . وهنالك معنى خفي في هذا التصوير الرائع . فعندما استعمل الشاعر لفظة (مِزق) فهو قد قصد ذلك ، فالامام عليّ طالما ردد عبارة :
(وَ اَللَّهِ لَقَدْ رَقَّعْتُ مِدْرَعَتِي هَذِهِ حَتَّى اِسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَاقِعِهَا وَ لَقَدْ قَالَ لِي قَائِلٌ أَ لاَ تَنْبِذُهَا عَنْكَ فَقُلْتُ اُعْزُبْ عَنِّي فَعِنْدَ اَلصَّبَاحِ يَحْمَدُ اَلْقَوْمُ اَلسُّرَى ) ـ نهج البلاغة نهاية الخطبة 160 ــ
وهل في الكون قائد يقدّم نموذجاً ومعيشة بهذا الزهد ...؟؟؟
مِن هنا استنبط الشاعر صورته الشعرية هذه . فهو اراد ان يوضح بأن القائد الذي يتصف بهذا الزهد كفيل بأن يكون قادراً على إظهار النصر .
• في المقطع التالي :
" أنتَ اليتيمُ
كبيتٍ شحَّ مشبِهُهُ
والشحُّ - ياسيدي- في كفِّكم قمحُ. "
ــ استوقفتني نباهة الشاعر هنا ، فالقاريء لربما يتسائل :
ماالداعي مخاطبة الشاعر للامام علي بـ (أنتَ اليتيمُ) ؟
نقول : إن ماتلاها من كلام يوضح ذلك . فعبارة (كبيتٍ شحَّ مشبِهُهُ) تثبت بأن الشاعر قد أجاد التصوير ، وأجاد في تصوير المعنى الخفي . فقد وصف العرب الدرّة التي لامثيل لها بـ (الدرة اليتيمة) أو (بيت شعريّ يتيم ) اي لانظير له ، وهذا من جمال الاستنباط وتُسَجَّل علامة قوة في صفحة الشاعر وتاريخه الادبي يجب الاعتراف بها ، فهو قد عنى بذلك (ان نهجك ياعلي لانظير له ولا شبيه ) وقد أوضحه بما تلاه.
• وفي المقطع أعلاه توجد كذلك فائدة بديعية أخرى وهي (الاشتقاق ) ، والاشتقاق نوع من التجانس الذي يهتم بالصناعة المعنوية للّفظ ، وهذا النوع من الصناعة في النسج الشعري يعطي رونقاً الى الالفاظ ، وقد اهتم العرب به كثيرا ً، حيث يأخذ المؤلف أصلاً من الاصول فيأتي بصيغ وتراكيب مختلفة مُشتقة من الاصل بمعاني مشتركة . وهنا اشتقَّ الشاعرلفظة (الشحُّ) من (شَحَّ) فتصبح العبارة اقوى وأجلى معناً للقاريء والمستمع . راجع المقطع اعلاه وستجد اشراق المعنى ووضوحه .
• النص احتوى على التقابل والطباق ، ولقد اهتم اصحاب الحرفة في هذا الباب ، حيث ان الطباق في الكلام يعني الجمع بين الشيء وضده او بغيره (قريب من المعنى او بمثله). ونقتطف شيء من هذه المحسنات البديعية لغرض الاشارة لها لا للإسهاب فيها .
ومن الالفاظ التي جاء بها الشاعر والتي تنضوي تحت هذا الباب المهم في هذا النوع من السبك الشعري هي ( الجرح والبلسم ــ الليل والصبح ــ الظلمة والشمس ــ الأكل والشرب ــ الجوع والخبز ) ومن المعلوم ان هذه المحسنات البديعية تأتي بصور بلاغية تعين الكاتب على تصوير المشهد بما يؤثر في نفس المتلقي على شرط ان تكون بعيدة عن الاكثار او التكلف ، كي لاتضيع جمالية وبلاغة النص بين طياتها ، وهذا ما يُعرف بعجز الكاتب وعدم خبرته ودرايته بهذه الصنعة ، والشاعر هنا كان مقتصداً غير متكلف .
• من محاسن الشعر المتواجدة في النص ، هو ازدحامه بالمجاز والتشبيهات والاستعارات الرائعة أبرزها (كحْلُها جرحُ ـ أرادوا الليلَ مملكةً ــ كبيتٍ شحَّ مشبِهُهُ ــ ماالجوع أغرقهم ــ ظلمةٍ هتكتْ شمسَ العراقِ ــ صلّى تحتها الذبحُ ــ يخجل الشرحُ ـ وغيرها ) . ونحن نعلم ان التشبيه يكون رديئاً إذا كان بين المُشبَّه والمُشبَّه بهِ تباعدا وتبايناً في التشبيه ، ولكن الحال هنا جاء يحمل الحسن والقوة . فمثلاً نجد تشبيه المفرد بالمركّب :
" أنتَ اليتيمُ
كبيتٍ شحَّ مشبِهُهُ "
حيث شبه ندرة وجود مثل (عليّ) كالبيت الذي قلَّ مثيله ، وهذا التشبيه بالغ القوة عندما جاء بالمركّب (كبيتٍ شحَّ مشبِهُهُ ) ولفظة البيت تعني التجمع والاحتضان والسقف الحامي . ويستعمل أرباب الصنعة المجاز والتشبيه لتقريب الحقيقة بل ولتثبيتها في ذهن المتلقي وتصبح اكثر بلاغة وقوة في الافهام .
• نلاحظ ان الشاعر استخدم في معظم المقاطع الفاظاً تدل على الزمن الماضي ، كون طبيعة الفكرة وزمن الحدث هو الماضي ، ولكن في المقطع التالي يأتي بالفعل الماضي (عادَتْ) ولكن عندما وصل الى مرحلة الذروة والتي تتطلب حضور لفظة (عليّ ) استخدم الفعل المضارع (يسمو) فقال :
" وألفُ صفّينَ قد عادتْ
وذا جَمَلٌ
ولا عليَّ لكي يسمو به الفتحُ "
ــ وهذا من الاستحضارات القديرة والتي تحمل سمة الابداع ، فاستعمال المضارع بعد الحدث الماضي يحيل القاريء والمتلقي الى معايشة الحدث وكانه في الحاضر، فقد جاء في قوله تعالى : ( والله الذي ارسلَ الرياح فتثيرُ سحاباُ)
فجاءت (تثير) بعد (أرسلَ) كي يعلم القاريء بأن اثارة السحاب فعل مستمر .وكما معلوم ان الإخبار بالمضارع ابلغ من الإخبار بالماضي . اما الاخبار بالماضي عن المضارع فله شأن آخر ليس هذا موضعه .
• وللنظر الى فائدة اخرى يعتبرها أرباب النقد والنظم من اشرف التأليف واكثره علواً ومنزلة ، وقليل من يأتي بجودته هذه الايام وهو الايجاز(حذف زيادات الكلام) ، فعندما قال الشاعر :
" كم من ظلمةٍ هتكتْ شمسَ العراقِ "
فلفظة (كم) اختصرتْ على المتلقي الدخول في عالم الاعداد اللامتناهي ، وقد جاء في قوله تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ) البقرة 249 ، وهذا شأن العرب سابقاً ، فهم يستغنون بالحرف الواحد عن كثير الكلام . والغرض من الايجاز هو دلالة اللفظ على المعنى من أقرب طريق . ولتعلق العرب بهذا الباب ، فهم وجدوا له اربعة عشر نوعاً ، وهذا الباب لايصح في الخطابة وبعض ضروب النثر لان الخطابة تحتاج الى التطويل والايضاح وسيكون بيان ذلك في شرحٍ آخر .
• استعمل الشاعر التكرار في لفظة (سيد) وجاءت بصيغة المنادى ، فمرة (ياسيدي) في عبارة :
"والشحُّ -ياسيدي- في كفِّكم قمحُ."
ــ ومرة (ياسيد الصبح) في عبارة :
" ياسيدَ الصبحِ
كم من ظلمةٍ هتكتْ شمسَ العراقِ "
ــ والتكرار جاء هنا بصيغته الحسنة وليست الرديئة المرفوضة ، فالتكرار هنا افاد الايضاح والتأكيد وبيان فخامة اللفظ والمعنى للأسم .
ثم نجد التكرار في لفظتي (الف) في :
1- " من بُعدِ ألفٍ
سنينٍ كحْلُها جرحُ "
2- " وألفُ صفّينَ قد عادتْ
وذا جَمَلٌ "
ــ المتأمل لهذا العدد (الف) يجد تكراره مقصود من لدن الشاعر فقد قصد الكثرة لتأكيد الجرح العميق الذي شلَّ حركة الأمة . ففي العبارة الاولة جاء بها مجازاً وفي الثانية اوضحها عندما جعل المعدود (صفين) ، فهو قد عنى بذلك فتنة الدين ، ولو جاء بلفظة (صفين) وحدها ، لكان ادراك القاريء يستقر عند معركة صفين لاغير ، لكن العدد جعل صورتها اكثر فهما وادراكاً ، وهذا لعمري من جميل الايحاء والاشارة .
ــ ولدينا تكرار آخر يجدر الاشارة اليه هو لفظة (عليّ) ، فقد ورد هذا اللفظ في موضعين :
1- " ولا عليَّ لكي يسمو به الفتحُ. "
2- " عُدْ ياعليُّ فهذا التيهُ يأكلنا "
نلاحظ الشاعر هنا قد رسم صورة شعرية رائعة بهذا التكرار ففي الاولى ، يتألم الشاعر لعدم وجود (عليّ) في هذا المقطع الزمني الحالي لكي يكسر قرن الفتنة ، وفي الثانية كأنما يدعو (علياً) لهذا الامر بعد ان اوضح حجم اللوعة والضياع (فهذا التيهُ يأكلنا) وهذا من جمال التكرار في الانشاء والنظم . حتى نلاحظ العبارة أرسخ في الوجدان واقرب الى الذات والفهم . وكان الشعراء العرب كثيراً مايأتون بالتكرار للمراد الآنف الذكر .
ــ وفي النص فوائد اخرى كثيرة ، لكننا نكتفي بما اوردناه من فوائد بارزة ، كي تعم الفائدة واعطاء النص حقه .
• النص الذي امامنا يعتبر من النصوص المشحونة بالفوائد النقدية ، وقد جاء مُحَّمَلاً بفوائد بلاغة وفصاحة جلية واضحة انتثرت بين مفاصل النص ، حتى اننا لنجد المقطع الواحد يحتوي على اشارة فصاحة وبلاغة ، وعناية في السبك والتهذيب ، وينم هذا الامر عن دراية الشاعر جبرائيل السامر بصنعته ، وتمكنه منها ، اضافة لرعايته نصوصه واحتضانها هندسة وبناء .
• المراقب لهذا النسج الشعري سيجد الشاعر قد اهتم بنسجه منذ العتبة الاولى (العنوان) وحتى مسك الختام ، بحيث اهتم بالافتتاح بما يناسب قصد وفكرة النص من مدحٍ وشكوى ، ونجاحه في المزج بين القصدين بحيث لانشعر بفصل مقطع عن مقطع آخر وهذا من جودة السبك ، ثم ان المقطع الواحد يأتي مُحمَّلاً بالمعاني المتكاملة ، بحيث لانحتاج طفرة الى المقطع الذي يليه لتوضيح معناه ، فهي آخذة برقاب بعضها ، وهذا مايتطلع اليه الكاتب الذكي الحصيف لكي يصل بحرفته الى مرتبة الخبرة التي تُمازِج الذات والمَلَكَة ، ويصبحان كانهما جسد واحد .
فالالفاظ يستعملها الجميع لكن ابتكار المعاني هو مايميز هذا الكاتب عن ذاك .
تقديري الكبير ........
.......................................................................................
تعقيب غازي احمد الموسوي
وقد يتسائل سائل : هل يجوز ان نُلزَم بذلك في شعرنا الحديث ؟
نقول : نعم ... فالمحسنات ليس لها علاقة بالقافية . وعندما ينتبه الشاعر لهذه الامور نجد نصّهُ يشع ذاتياً ويفرض قيمته في ساحة العرض .
الذي يعجبني في نصوص الشاعر جبرائيل السامر ، انها تُعرَض وهي مهذبة مُشذَّبة ، وهو يجهد نفسه في الاستغراق بهذه المرحلة كي تصبح الالفاظ اكثر جودة ويصبح النص أكثر نضارة وبهجة ، بحيث يستميل الاسماع والقلوب . وهذا واضح من خلال قوة السبك وفصاحة الالفاظ وبلاغة المعاني .
هكذا نص لايمكن التعامل معه بانعطافة نقدية سريعة ، لاقتناص فائدة واحدة او فائدتين ، بل قوة النسج ورصانة السبك هي التي أفرزت الكثير من الفوائد النقدية والتي سنغوص فيها ونتفحص ما يستوجب منها تباعاً لعرض مايفيد .
• إن كثافة هذا النص وقصره دليل على إن (المَلَكَة) رَعَفَتْ بما ينبغي من صور شعورية وخيال خصب ومتدفق حتى انقطع الى الحد الذي هو عليه . وهذا من مقومات وادوات الصنعة الكتابية ، فلو أضاف الشاعر اجباراً ، لجاءَ بالاطالة إرضاء لذاته ، ولنتج نص غير متماسك ، وستظهر منطقة الفصل واضحة بين الرعاف الذاتي والرعاف الاجباري . وخير التأليف ما جاء على ماجاءت به الذات لحظة تأثرها والمَلَكَة حين قدحها ، فتعطي عصارتها على قدر انفعالها .
• الفكرة التي بُنيَّ عليها هيكل النص ومضمونه هو جرح الأمة الكبير والاستنجاد بنهج (علي بن ابي طالب) كرّم الله وجهه ، كونه الاكثر شمولية واقتداراً لمحاربة الفتنة واستئصالها . وهذا ما أثبتت صحته نتائج التاريخ . وأظهر الشاعر هذه المقدرة وهذا النهج من خلال رسمه صوراً شعرية لبعض صفات (علي) حتى تعين القاريء على الاستدلال والمعرفة .
• اختار الشاعرعنوانا للنص (الى سيد الصبح عليّ) وكان موفَّقاً في هذا الاختيار ، وللأسف مازال الكثير لايولي اهمية لهذا الركن الاساسي في التأليف ولما له من اهمية في إبراز قيمة النص ، رغم اهماله على مدى طويل من الزمن ، والعنوان يعتبر نصاً متكاملا بحد ذاته ، وخاصة إذا تضمن التركيز والتكثيف والاثارة والاشارة بحيث يحمل القاريء الى البحث عما يتضمنه العنوان من خلال النص .
العنوان هنا (الى سيد الصبح عليّ) أراد الشاعر فيه تعريف شخصية (سيد) التي تنطوي عليها فكرة النص من خلال اضافة لفظة (الصبح) اليها . الشخصية هنا هو (عليُّ بن ابي طالب) كرَّمَ الله وجهه ــ وكان بودي لو ان الشاعر اكتفى بعبارة (الى سيد الصبح) فقط دون إضافة لفظة (علي) الى العبارة ، لكان عنصر الشوق اكثر إثارة في النفس للبحث عن هذا السيد ــ وقد تسيدتْ هذه الشخصية (عليّ) عروشاً كثيرة على السُنِ الاعداء والعاشقين لما لها من قوة تأثير في النفوس . ومن خلال هذا العنوان وربط السيادة بالصبح اعطى اشارة قوة الى ان علاقة ما ستظهر بين (عليّ والصبح) لحظة وقوع الجريمة في محراب الصلاة عند الفجر . والصبح على مَرِّ الدهور هو ظاهرة يحدث فيها مايحدث ، واذا كان المضاف يُعَرَّف بالصبح ، فـ (علي) هنا هو الذي زاد الظرف الزماني (الصبح) تعريفاً وتشريفاً.
• ابتدأ الشاعر نصَّهُ بحرف الجر (مِن) للتوكيد على الزمن ، وقد تناوله مباشرة دون مقدمات ، كي يقطع التأويل ، وهذا من بلاغة المعنى وحسن التأليف .
" من بُعدِ ألفٍ
سنينٍ كحْلُها جرحُ
أبصرتُ طيفَك فيها بلسماً يصحو "
كفى، قد يخجل الشرحُ "
• إختتم الشاعر نصه بمقطعٍ يبدأ بفعل الامر (عُد) :
" عُدْ ياعليُّ فهذا التيهُ يأكلنا
ذلاً شربنا....
كفى، قد يخجل الشرحُ "
وكأنما يستنفر الدعاء بالنداء الى (علي) للتخلص من المحنة ، وهذا الدعاء بدعوى التمني لحضور نهج علي ، ليفقأ عين الفتنه ، فهو الأجرأ والأقدرعلى ذلك بشهادة التاريخ . ثم جاء الشاعر بالأجمل عندما ابتدأ شطره الاخير بفعل الامر (كفى) واتبعها بالفاصلة (،) فهو اعطى انطباعا للقاري بأن (كفى) هو أمر لسد الباب على التصريح بانواع الدمار وصفات الاذى الاخرى التي لحقتْ بالأمة ، وأَيَّدَها بعبارة مَجازية بليغة (قد يخجل الشرحُ) ــ ولَنْ يخجل الجرح ــ حيث جاء بالمضارع (يخجل) بعد (قد) فصار المعنى يفيد التقليل . وهذا دليل استنجاده بنصرة منهج (عليّ ) ، فلوكان الجرح يخجل مما حدث ويحدث ، لما استوجب مخاطبة (سيد الصبح) من قبل الشاعر .
• لنعد الآن الى مفاصل النص ، ولنتفحَّص الالفاظ التي نَسجَها الشاعر، سنجد الظهور والبيان قد تمثل بها ، حتى ابتعد عن الإتيان باللفظ المتوعر والوحشي والتي تحتاج الى قاموس او مصدر لشرحها . وهنا تكمن مقدرة الشاعر في التأليف، فلم يأتِ بما لايستوجب . وهذا هو مفهوم الفصاحة والتي سنتطرق اليها في حلقة خاصة من سلسلة صناعة الكتابة ـ إن شاء الله ـ .
فلو قرأ المُتلقي المُتَصَفِح للشعر لا الخبير باللغة ، لربما سيتوقف عن لفظة ( مِزْق) في :
" (أبناءُ مَن هم؟ ) أرادوا الليلَ مملكةً
ومِزْقُ ثوبِك منهُ يبزغ الصبحُ "
لكن عند التوقف على اصلها الفعل (مَزَّقَ) سيجد ان المعنى قد بانَ وظهر وخاصة عندما يردفه الشاعر بعبارة (منهُ يبزغ الصبحُ ) . الفائدة النقدية والبلاغية تظهر هنا في استعمال الشاعر لفظة (يبزغ) فهي تفيد اول الطلوع او بدايته وهذا اللفظ مقرون بالشمس في الاية الشريفة (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي) الانعام 78 ، والصبح مصاحب لبزوغ الشمس ، ثم ان البزوغ ينتظره الرائي والمشاهد من جهة الافق لا الى الاعلى ، فالتصوير هنا (ومِزْقُ ثوبِك منهُ يبزغ الصبحُ ) كان أدق تصوير بل وخير خيال . ولو استعمل الشاعر لفظة (يطلع) لما اختل الوزن والسياق لكن بلاغة المعنى ستضيع وتتشوش . كون الطلوع لايرتبط بالافق ، فمهمة الشعر لا تقديم الالفاظ الفصيحة فقط ، إنما مصاحبة المعنى المناسب للفظ حتى يبو اللفظ كالجسد المرتدي ثوبا عل قدر مقاسه ، والمؤلف عندما يكون عارفا بالمعاني سيكون قادرا على الاتيان بالالفاظ ، وهذا ماتمثل به أرباب الحرفة واهل الصنعة . وهنالك معنى خفي في هذا التصوير الرائع . فعندما استعمل الشاعر لفظة (مِزق) فهو قد قصد ذلك ، فالامام عليّ طالما ردد عبارة :
(وَ اَللَّهِ لَقَدْ رَقَّعْتُ مِدْرَعَتِي هَذِهِ حَتَّى اِسْتَحْيَيْتُ مِنْ رَاقِعِهَا وَ لَقَدْ قَالَ لِي قَائِلٌ أَ لاَ تَنْبِذُهَا عَنْكَ فَقُلْتُ اُعْزُبْ عَنِّي فَعِنْدَ اَلصَّبَاحِ يَحْمَدُ اَلْقَوْمُ اَلسُّرَى ) ـ نهج البلاغة نهاية الخطبة 160 ــ
وهل في الكون قائد يقدّم نموذجاً ومعيشة بهذا الزهد ...؟؟؟
مِن هنا استنبط الشاعر صورته الشعرية هذه . فهو اراد ان يوضح بأن القائد الذي يتصف بهذا الزهد كفيل بأن يكون قادراً على إظهار النصر .
• في المقطع التالي :
" أنتَ اليتيمُ
كبيتٍ شحَّ مشبِهُهُ
والشحُّ - ياسيدي- في كفِّكم قمحُ. "
ــ استوقفتني نباهة الشاعر هنا ، فالقاريء لربما يتسائل :
ماالداعي مخاطبة الشاعر للامام علي بـ (أنتَ اليتيمُ) ؟
نقول : إن ماتلاها من كلام يوضح ذلك . فعبارة (كبيتٍ شحَّ مشبِهُهُ) تثبت بأن الشاعر قد أجاد التصوير ، وأجاد في تصوير المعنى الخفي . فقد وصف العرب الدرّة التي لامثيل لها بـ (الدرة اليتيمة) أو (بيت شعريّ يتيم ) اي لانظير له ، وهذا من جمال الاستنباط وتُسَجَّل علامة قوة في صفحة الشاعر وتاريخه الادبي يجب الاعتراف بها ، فهو قد عنى بذلك (ان نهجك ياعلي لانظير له ولا شبيه ) وقد أوضحه بما تلاه.
• وفي المقطع أعلاه توجد كذلك فائدة بديعية أخرى وهي (الاشتقاق ) ، والاشتقاق نوع من التجانس الذي يهتم بالصناعة المعنوية للّفظ ، وهذا النوع من الصناعة في النسج الشعري يعطي رونقاً الى الالفاظ ، وقد اهتم العرب به كثيرا ً، حيث يأخذ المؤلف أصلاً من الاصول فيأتي بصيغ وتراكيب مختلفة مُشتقة من الاصل بمعاني مشتركة . وهنا اشتقَّ الشاعرلفظة (الشحُّ) من (شَحَّ) فتصبح العبارة اقوى وأجلى معناً للقاريء والمستمع . راجع المقطع اعلاه وستجد اشراق المعنى ووضوحه .
• النص احتوى على التقابل والطباق ، ولقد اهتم اصحاب الحرفة في هذا الباب ، حيث ان الطباق في الكلام يعني الجمع بين الشيء وضده او بغيره (قريب من المعنى او بمثله). ونقتطف شيء من هذه المحسنات البديعية لغرض الاشارة لها لا للإسهاب فيها .
ومن الالفاظ التي جاء بها الشاعر والتي تنضوي تحت هذا الباب المهم في هذا النوع من السبك الشعري هي ( الجرح والبلسم ــ الليل والصبح ــ الظلمة والشمس ــ الأكل والشرب ــ الجوع والخبز ) ومن المعلوم ان هذه المحسنات البديعية تأتي بصور بلاغية تعين الكاتب على تصوير المشهد بما يؤثر في نفس المتلقي على شرط ان تكون بعيدة عن الاكثار او التكلف ، كي لاتضيع جمالية وبلاغة النص بين طياتها ، وهذا ما يُعرف بعجز الكاتب وعدم خبرته ودرايته بهذه الصنعة ، والشاعر هنا كان مقتصداً غير متكلف .
• من محاسن الشعر المتواجدة في النص ، هو ازدحامه بالمجاز والتشبيهات والاستعارات الرائعة أبرزها (كحْلُها جرحُ ـ أرادوا الليلَ مملكةً ــ كبيتٍ شحَّ مشبِهُهُ ــ ماالجوع أغرقهم ــ ظلمةٍ هتكتْ شمسَ العراقِ ــ صلّى تحتها الذبحُ ــ يخجل الشرحُ ـ وغيرها ) . ونحن نعلم ان التشبيه يكون رديئاً إذا كان بين المُشبَّه والمُشبَّه بهِ تباعدا وتبايناً في التشبيه ، ولكن الحال هنا جاء يحمل الحسن والقوة . فمثلاً نجد تشبيه المفرد بالمركّب :
" أنتَ اليتيمُ
كبيتٍ شحَّ مشبِهُهُ "
حيث شبه ندرة وجود مثل (عليّ) كالبيت الذي قلَّ مثيله ، وهذا التشبيه بالغ القوة عندما جاء بالمركّب (كبيتٍ شحَّ مشبِهُهُ ) ولفظة البيت تعني التجمع والاحتضان والسقف الحامي . ويستعمل أرباب الصنعة المجاز والتشبيه لتقريب الحقيقة بل ولتثبيتها في ذهن المتلقي وتصبح اكثر بلاغة وقوة في الافهام .
• نلاحظ ان الشاعر استخدم في معظم المقاطع الفاظاً تدل على الزمن الماضي ، كون طبيعة الفكرة وزمن الحدث هو الماضي ، ولكن في المقطع التالي يأتي بالفعل الماضي (عادَتْ) ولكن عندما وصل الى مرحلة الذروة والتي تتطلب حضور لفظة (عليّ ) استخدم الفعل المضارع (يسمو) فقال :
" وألفُ صفّينَ قد عادتْ
وذا جَمَلٌ
ولا عليَّ لكي يسمو به الفتحُ "
ــ وهذا من الاستحضارات القديرة والتي تحمل سمة الابداع ، فاستعمال المضارع بعد الحدث الماضي يحيل القاريء والمتلقي الى معايشة الحدث وكانه في الحاضر، فقد جاء في قوله تعالى : ( والله الذي ارسلَ الرياح فتثيرُ سحاباُ)
فجاءت (تثير) بعد (أرسلَ) كي يعلم القاريء بأن اثارة السحاب فعل مستمر .وكما معلوم ان الإخبار بالمضارع ابلغ من الإخبار بالماضي . اما الاخبار بالماضي عن المضارع فله شأن آخر ليس هذا موضعه .
• وللنظر الى فائدة اخرى يعتبرها أرباب النقد والنظم من اشرف التأليف واكثره علواً ومنزلة ، وقليل من يأتي بجودته هذه الايام وهو الايجاز(حذف زيادات الكلام) ، فعندما قال الشاعر :
" كم من ظلمةٍ هتكتْ شمسَ العراقِ "
فلفظة (كم) اختصرتْ على المتلقي الدخول في عالم الاعداد اللامتناهي ، وقد جاء في قوله تعالى (كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ) البقرة 249 ، وهذا شأن العرب سابقاً ، فهم يستغنون بالحرف الواحد عن كثير الكلام . والغرض من الايجاز هو دلالة اللفظ على المعنى من أقرب طريق . ولتعلق العرب بهذا الباب ، فهم وجدوا له اربعة عشر نوعاً ، وهذا الباب لايصح في الخطابة وبعض ضروب النثر لان الخطابة تحتاج الى التطويل والايضاح وسيكون بيان ذلك في شرحٍ آخر .
• استعمل الشاعر التكرار في لفظة (سيد) وجاءت بصيغة المنادى ، فمرة (ياسيدي) في عبارة :
"والشحُّ -ياسيدي- في كفِّكم قمحُ."
ــ ومرة (ياسيد الصبح) في عبارة :
" ياسيدَ الصبحِ
كم من ظلمةٍ هتكتْ شمسَ العراقِ "
ــ والتكرار جاء هنا بصيغته الحسنة وليست الرديئة المرفوضة ، فالتكرار هنا افاد الايضاح والتأكيد وبيان فخامة اللفظ والمعنى للأسم .
ثم نجد التكرار في لفظتي (الف) في :
1- " من بُعدِ ألفٍ
سنينٍ كحْلُها جرحُ "
2- " وألفُ صفّينَ قد عادتْ
وذا جَمَلٌ "
ــ المتأمل لهذا العدد (الف) يجد تكراره مقصود من لدن الشاعر فقد قصد الكثرة لتأكيد الجرح العميق الذي شلَّ حركة الأمة . ففي العبارة الاولة جاء بها مجازاً وفي الثانية اوضحها عندما جعل المعدود (صفين) ، فهو قد عنى بذلك فتنة الدين ، ولو جاء بلفظة (صفين) وحدها ، لكان ادراك القاريء يستقر عند معركة صفين لاغير ، لكن العدد جعل صورتها اكثر فهما وادراكاً ، وهذا لعمري من جميل الايحاء والاشارة .
ــ ولدينا تكرار آخر يجدر الاشارة اليه هو لفظة (عليّ) ، فقد ورد هذا اللفظ في موضعين :
1- " ولا عليَّ لكي يسمو به الفتحُ. "
2- " عُدْ ياعليُّ فهذا التيهُ يأكلنا "
نلاحظ الشاعر هنا قد رسم صورة شعرية رائعة بهذا التكرار ففي الاولى ، يتألم الشاعر لعدم وجود (عليّ) في هذا المقطع الزمني الحالي لكي يكسر قرن الفتنة ، وفي الثانية كأنما يدعو (علياً) لهذا الامر بعد ان اوضح حجم اللوعة والضياع (فهذا التيهُ يأكلنا) وهذا من جمال التكرار في الانشاء والنظم . حتى نلاحظ العبارة أرسخ في الوجدان واقرب الى الذات والفهم . وكان الشعراء العرب كثيراً مايأتون بالتكرار للمراد الآنف الذكر .
ــ وفي النص فوائد اخرى كثيرة ، لكننا نكتفي بما اوردناه من فوائد بارزة ، كي تعم الفائدة واعطاء النص حقه .
• النص الذي امامنا يعتبر من النصوص المشحونة بالفوائد النقدية ، وقد جاء مُحَّمَلاً بفوائد بلاغة وفصاحة جلية واضحة انتثرت بين مفاصل النص ، حتى اننا لنجد المقطع الواحد يحتوي على اشارة فصاحة وبلاغة ، وعناية في السبك والتهذيب ، وينم هذا الامر عن دراية الشاعر جبرائيل السامر بصنعته ، وتمكنه منها ، اضافة لرعايته نصوصه واحتضانها هندسة وبناء .
• المراقب لهذا النسج الشعري سيجد الشاعر قد اهتم بنسجه منذ العتبة الاولى (العنوان) وحتى مسك الختام ، بحيث اهتم بالافتتاح بما يناسب قصد وفكرة النص من مدحٍ وشكوى ، ونجاحه في المزج بين القصدين بحيث لانشعر بفصل مقطع عن مقطع آخر وهذا من جودة السبك ، ثم ان المقطع الواحد يأتي مُحمَّلاً بالمعاني المتكاملة ، بحيث لانحتاج طفرة الى المقطع الذي يليه لتوضيح معناه ، فهي آخذة برقاب بعضها ، وهذا مايتطلع اليه الكاتب الذكي الحصيف لكي يصل بحرفته الى مرتبة الخبرة التي تُمازِج الذات والمَلَكَة ، ويصبحان كانهما جسد واحد .
فالالفاظ يستعملها الجميع لكن ابتكار المعاني هو مايميز هذا الكاتب عن ذاك .
تقديري الكبير ........
.......................................................................................
تعقيب غازي احمد الموسوي
آفاق نقديه احسنتم المتابعة النقدية اخي الاستاذ كريم القاسم , فقد عودتنا علي هذا الحس العلمي الدقيق, والحصافة الأكاديمية الإسلوب والمنهج..فبارك الله تعالى بهذا الجهد الخير, وهنيئا لشاعرنا العزيز جبرائيل السامر هذه العناية الكبيرة التي نالها بحكم جودة ابداعه وروعة عطاءه..تحياتي وتقديري..والسلام..
رد كريم القاسم
كريم القاسم واحسن الله اليكم اخي العزيز الاستاذ الناقد ابانعمان ... ان الشاعر جبرائيل السامر يبشر بمستقبل شعري واعد ، والنص الذي امامنا من النوع الذي يحتاج الى هكذا ايضاحات نقدية لقوة السبك وفصاحة اللفظ وبلاغة المعنى ... محبتي واحترامي .
تعقيب غادة الباز
Ghada El Baz ماشاء الله حقا ولد الشعر عراقيا أية بلاغة هنا كالنقش الثمين من صائغ ماهر استمتعت بالنص واﻹضاءة النقدية من اﻷديب البارع الكبير اﻷستاذ كريم القاسم ولكم فائق التقدير وجزيل الشكر القدير المحترم أ. غازي احمد ابوطبيخ آفاق نقديه
رد كريم القاسم
كريم القاسم خالص احترامي ست غادة مع تحيات استاذ غازي .... تقديري
الاثنين، 19 يونيو 2017
قراءة في نص جمعة الفاخري ،،
أنا_وَظِلَالِي_الضَّالَّةُ..
شاكر الخياط
النص:
* أَيُّهَا الرَّاكِعُ، ظِلُّكَ مَسْتَقِيمٌ..!
* لِمَاذَا يَبْدَو ظِلُّكَ بِاهَتًا أَيُّهَا الْعَبْدُ.!؟
لِكَثْرَةِ مَا دُسْتَهُ يَا سَيِّدِي.!؟
* أَنَا مُسْتَقِيمٌ، أَمَّا صَاحِبِي فَهْوَ الأَعْوَجُ..!
ضَحِكَ الرَّجُلُ، شُكْرًا يَا صَاحِبَ الأَعْوَجِ؛ قُلْ لِي مَنْ تُخَالِلُ أَقُلْ لَكَ مَنْ أَنْتَ..!
* أَنَا ظِلُّكَ الْمُسْتَقِيمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ الأَعْوَجُ.!
* أَنَا الْمُعْوَّجُ أَبَدًا... يَا ظِلِّيَ الْمُسْتَقِيمَ.!!
* تَمْنَحُنِي الشَّمْسُ قَامَةً لِظِلِّي، لَكِنَّهُ يَفْزَعُ مِنِ انْحِدَارِي نَحْوَهُ لِلْعِنَاقِ.!؟
* كَلْبٌ مُطِيعٌ ظِلِّي.
* ظِلالُنَا تُخْبِرُنَا أَنَّنَا مُلاحَقُونَ أَبَدًا بِنَا!
* نَدُوسُ ظِلالَنَا، إِنَّهُ مِرَانٌ عَلَى سَحْقِ (أَنَانَا) الْوَضِيعَةِ الْمُتَكَبِّرَةِ.!
* مَعَ أَنَّ لَنَا أَلْوَانًا تُمَيِّزُنَا، إِلاَّ أَنَّ ظِلَالَنَا تَظْهَرُ بِلا لَوْنٍ...
* حِينَ تَتَحَاوَرُ الظِّلَالُ الْبَكْمَاءُ، تَسُودُ لَغَةُ الصَّمْتِ الْبَلِيغِ..
* أَطْلُبُ مِنْ ظِلِّي أَلاَّ يُلَطِّخَ قَامَتَهُ بِالْوَحْلِ، فَيَرْتَدِي سَمَاقَتَهُ، يَنْفُضُ جِذْعَهُ وَيَعُودُ لأُمِّهِ الشَّمْسِ.!
* سَأَلْتُهُ عَنْ لَوْنِهِ، فَقَالَ: أَنَا عَارٍ، وَلا أُغَيِّرُ لَوْنِي...
مَبَادِئُ ظِلِّيَ الرَّاسِخَةُ تُعْجِبُنِي جِدًّا...
* الظِّلُّ يُظْهِرُكَ بِلُونٍ وَاحِدٍ؛ عَارِيًا كُنْتَ أَمْ مُتَخَفِّيًا فِي مَلابِسِكَ.
* كُنْتُ مُلَوَّنًا، فِيمَا كَانَ ظِلِّي رَمَادِيًّا، إِذًا هُوَ لا يُشْبِهُنِي أَبَدًا! ؟
* الرَّجُلُ الَّذِي يُشْبِهُنِي، الرَّجُلُ السَّاكِنُ ظِلِّي، يُقَلِّدُنِي لَيْسَ إِلاَّ، إِذًا لَمْ يُشْبِهْنِي قَطُّ.!؟
* دِسْتُ ظِلِّي فَصَرَخْتُ، شَعَرْتُ أَنِّنِي دِسْتُ مَوْقِعَ الضَّمِيرِ فِيهِ..!
* بِنَا تَتَشَبَّهُ ظِلَالُنَا!
* بَعْضُ الظِّلَالُ تَخُونُ، أُقْسِمُ لَكُمْ إِنَّ ظِلِّي الخَؤُونَ قَدْ تَخَلَّى عَنِّي ذَاتَ حِلْكَةٍ وَتَسَلَّلَ لِعِنَاقِ ظِلِّ أُنْثَى، كُنْتُ أُفَتِّشُ عَنْهُ مِنْ حَوْلِي، لَوْلَا أَنَّ شُرَطِيَّ النُّورِ أَعَادَهُ إِلَيَّ؛ لَظَلَّ ظِلِّي ضَالاًّ عَنِّي..!؟
* ظِلالُنَا هِيَ نَحْنُ بِلَا أَلْوَانٍ .. بِلَا ظِلَالٍ ..
* ظِلَالُنَا هِيَ هُرُوبُ قَامَاتِنَا أَمَامَ الضَّوْءِ ..!
* صَنَعَ الضَّوْءُ ظِلَالاً، الظِّلَالُ وَأَصْحَابُهَا عُيُونٌ مُبَحْلِقَةٌ فِي ظِلِّ الضَّوْءِ نَفْسِهِ..!
* أَيُّنَا وُلِدَ أَوَّلاً؛ أَنَا أَمْ ظِلِّي ..!؟
* نُخْلَقُ ثمَّ تُرَكَّبُ لَنَا ظِلَالُنَا ..!
* نَحْنُ ظِلَالٌ لأَرْوَاحِنَا، أَمَّا أَرْوَاحُنَا فَهْي ظِلَالُنَا ..!
* الظِّلُّ خُطُوَاتُنَا المُجَسَّدَةُ، نُسْخَةُ كَيَانَاتِنَا الأَصْلِيَّةُ، صُوَرُ ذَوَاتِنَا الْمُسِتَتِرَةِ.
* ظِلَالُنَا مُسَوَّدَاتُنَا قَبْلَ أَنْ نَكُونَ ..!
* مُنْكَسِرُونُ أَبَدًا أَيَّتُهَا الظِّلَالُ، فَلَا تَسْتَقِيمِي عَلَى قَامَاتِنَا الحَدْبَاءِ..!!
* لَا ظِلَّ مِنْ ظِلَالِي يُشْبِهُ ظِلِّي؛ لَقَدْ ضَلَّتْ ظِلَالِي عَنِّي ..!
* مُتَشَابِهَاتٌ وَمُشْتَبِهَاتٌ هَذِهِ الظِّلَالُ الضَّالَّةُ، لَيْسَ بَيْنَهُنَّ ضَالَّتِي ..!؟
* فِي زَحْمَةِ الظِّلَالِ الضَّلِيلَةِ يَتِيهُ ظِلِّي ..
فِي هَدْأَةِ الظِّلِّ أَتِيهُ عَنْ ظِلِّي ..
* عِنْدَ وَقْدَةِ الحَرُورِ يَسْتَظِلُّ بِي ظِلِّي ..
أَوَانَ اشْتِدَادِ البَرْدِ نُفَتِّشُ مَعًا عَنْ قَصَفَةِ دِفْءٍ..!!
* لِلْأَرْوَاحِ ظِلَالُهَا .. التَي تَتَعَلَّقُ بِهَا وَإِلَّا أَوْغَلَتْ سَحِيقًا فِي ضَلَالِهَا..!؟
لهذا النص الجميل ميزة عالية وراقية نادرا ما تشابه سواها من نصوص اخرى تمتلك ربما جمالية لكنها لاتتشابه في روح النص...
وروح النص هنا بؤرة ولب تدور حوله كثير من التساؤلات مثلما تدور حوله كثير من التأملات بل كثير من التوقعات، اذهلني النص وحاولت ان اسبر كنه كاتبه لكن التطلعات والهدوء القاتل في انسيابية النص اذهب عني التركيز لشخص الكاتب الذي اود ان اعرفه واعرف عنه لكي اتخذ من ذلك اسسا مستقبلية ابني عليها ما ساقراه له ان شاء الله...
هناك فرق بين قاريء ناقد وناقد قاريء، فالناقد يقرأ لكي يقوم بعملية النقد وهذا صلب واجبه.. اما القاريء الناقد فهو مخير في ان يبدأ عملية التحليل او يتخلى عنها مكتفيا بحلاوة وعذوبة النص...
ودائما ما يقف القاريء الناقد، عند نقاط الجمال اكثر مما يقف عندها الناقد القاريء، وهذا ماجعلني انتمي الى الهوية الاولى وان اكون قارئا يحب الجمال لا ناقدا يبحث عن اكاديميات النقد ومقوماته في شتى المجالات وهي ليست بمثلبة بطبيعة الحال لانها تعتبر واجبه وهي امانة كبيرة يقع جلها عليه لا على القاريء، فانا مع الاول لكي اهتم بجماليات النص وابحث عن كينونة صاحب النص بل ربما وصلت الى الاستعانة بهذا النص لكي ابحث في حيثيات القرابة منه لا الغرابة وان كان الناقد القاريء سيجعلها نصب عينيه كاولى مهماته في عملية استلهام النص المقروء لتقديم نص اخر يساويه ويعادله في كفة الميزان الادبية والنقدية على وجه الخصوص ...
والقرابة التي اعنيها ماتلمسته بين سطور هذا النص من تمعن متعمد في الاس الفلسفي الذي حكم النص دون ان يؤثر هذا الاس على الروح الشاعرية للكاتب وان طغى السرد الجميل عليه،
فكل متتبع للشان الفلسفي والمعرفي يدرك مدى الافتراق بين الفن والفلسفة، ومدى الابتعاد في خطيهما ومدى الالتزام بمبادئهما التي عهدناها من خلال تجربة البحث المعرفي منذ ان منحنا الله طاقة المتابعة وحب القراءة...
لي مع هذا النص وما يتوجب ان اكون عليه اكثر من اتجاه يلهمني ان اتناوله لكن الفسحة المتاحة لي وللقاريء لا تسمح بان نطيل اكثر من المقرر لئلا يتسرب مانخشاه الى روح القاريء فيبتعد عما نريد ايصاله اليه خدمة للنص والنقد المقدم من اقلام الاعزة الاساتذة الاخرين، وتعدد الاتجاهات تلك تقودني ان افرد نصا نقديا لكل اتجاه بدءا من النحو والمعنى والفرق بين ( ظل وضل) وما ينتابهما من المزيد من المعاني التي اوقعت ربما البعض في دوامة تفكير عربية بحتة عانى منها غير العربي، فـ ( ظل وتوابعها هي غيرضل وتوابعها) وهنا اتوقف لان الموضوع هذا لوحده هو موضوع متشعب ممتليء بما يدعو الى الامعان والاطالة بالقراءة وربما سيخرجني هذا عن ثمرة ما انا ذاهب اليه....
اتجاه اخر هو منشأ الظل، وليس هناك من ظل دون خالقه، ومهما كان الظل فهو نسخة لمن جاء الضوء من خلاله، وهذا الامر فيزيائيا لا غبار عليه ولا نقاش فيه، على اعتبار ان الضوء المنبعث والذي تخلل الجسم اي جسم كان هو من سيطبع على الارض او على الجدار شكل من اتى من خلاله...
اما ان يتخلى الكاتب هنا بتساؤلاته عن هذه الحقيقة ويذهب الى (( هل الظل الاعوج من الشخص المستقيم؟ ام الشخص بامكان ظله ان يكون مستقيما)) بل يتعدى الى ابعد من هذا فنا ومداعبة لادواته في السؤال من سيتيه عن الثاني؟؟ ومن سيتخلى عن الثاني؟؟؟ ونحن نعرف بلا ادنى شك ان التخلي ماذا يعني!! لكن الجمالية الراقية هي التي دعت هذا النص بان يكون مميزا في تساؤلات الفاخري، فمرة يتيه عن ظله ومرة يتيه الظل عنه او بمعنى التخلي، واي ظل انه الظل الضليل لمن لا ضلالة له، هذا السبك والدمج بين الظل وضالته وبين مبعث الظل واستقامته هو بيان قدرة الكاتب على القصد بل العمد في ان يقول انا والثاني الذي يتابعني، وكأني به يريد ان يقول (مالايعقل) غير مستند الى من سبقه من كتّاب وفلاسفة اخرين الذين قالوا (( بالانتماء ( ماديا او معنويا) وبعد الانتماء واللاانتماء وما بعد اللاانتماء))، هنا سيكون الابحار الى عوالم جديدة لم ينتبه اليها ( كولن ولسون) لانه كان يبحث في جدار سميك لم يستطع اختراقه وقد اصطدم به مثلما اصطدم به غيره من قبله انه "جسد الثقافة"، الفاخري هنا لم يأبه بهذا الجسد فكان يحمل بيد قوية ورباطة جأش عالية ازميلا معبرا راقيا كرقي عقله (لا اشك في هذا ابدا) ليس كسواه في اختراق المديات، فانسل بما يملك من ادوات ليذهب الى (روح الثقافة) مخلفا كولن ولسون ومتابعاته في الجنس والروح والجسد عابرا بذلك الى ابعد، لقد اقدم الفاخري هنا على مايصعب تقبله من الاخرين لكنه باليقين سيكون في متناول الفهم بالنسبة للعارفين وهذا ما اريده انا شخصيا،، ان يتناول ظل الروح فهذا مبحث فلسفي لكنه استلهمه بنص فني نثري عال يرتقي الى مصاف الشعر في كثير من زواياه، فقد اوحى لنا هذا التساؤل عن قلم صادق فيما ذهب اليه، فهو ابدا لم يساوره الشك فيما كتب من انه سيكون مقتدرا على خلقه من عدمه، لذلك خُلق النص مثالا لاطروحة، وايقونة لجمال قل نظيره...
الحوارية الاولى لوحدها مدعاة بحث طويل لاتفك عقدته وتشابكه صفحات مجلد:
* أَيُّهَا الرَّاكِعُ، ظِلُّكَ مَسْتَقِيمٌ..!
* لِمَاذَا يَبْدَو ظِلُّكَ بِاهَتًا أَيُّهَا الْعَبْدُ.!؟
لِكَثْرَةِ مَا دُسْتَهُ يَا سَيِّدِي.!؟
* أَنَا مُسْتَقِيمٌ، أَمَّا صَاحِبِي فَهْوَ الأَعْوَجُ..!
ضَحِكَ الرَّجُلُ، شُكْرًا يَا صَاحِبَ الأَعْوَجِ؛ قُلْ لِي مَنْ تُخَالِلُ أَقُلْ لَكَ مَنْ أَنْتَ..! هذا المونولوج الساخر والباحث بالروح الفلسفي في الاطار الادبي المعهود يخفي خلفه وبين طياته الكثير لعل الفاخري اراد عدم اظهارها ونحن تيمنا بما اراد لن نكشف عن الروح وما يدور حولها فهي لذاتها مبحث مستقل..
*أَنَا ظِلُّكَ الْمُسْتَقِيمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ الأَعْوَجُ.!
* أَنَا الْمُعْوَّجُ أَبَدًا... يَا ظِلِّيَ الْمُسْتَقِيمَ.!!
* تَمْنَحُنِي الشَّمْسُ قَامَةً لِظِلِّي، لَكِنَّهُ يَفْزَعُ مِنِ انْحِدَارِي نَحْوَهُ لِلْعِنَاقِ.!؟
* كَلْبٌ مُطِيعٌ ظِلِّي.
* ظِلالُنَا تُخْبِرُنَا أَنَّنَا مُلاحَقُونَ أَبَدًا بِنَا!
* نَدُوسُ ظِلالَنَا، إِنَّهُ مِرَانٌ عَلَى سَحْقِ (أَنَانَا) الْوَضِيعَةِ الْمُتَكَبِّرَةِ.!
* مَعَ أَنَّ لَنَا أَلْوَانًا تُمَيِّزُنَا، إِلاَّ أَنَّ ظِلَالَنَا تَظْهَرُ بِلا لَوْنٍ...
* حِينَ تَتَحَاوَرُ الظِّلَالُ الْبَكْمَاءُ، تَسُودُ لَغَةُ الصَّمْتِ الْبَلِيغِ..
* أَطْلُبُ مِنْ ظِلِّي أَلاَّ يُلَطِّخَ قَامَتَهُ بِالْوَحْلِ، فَيَرْتَدِي سَمَاقَتَهُ، يَنْفُضُ جِذْعَهُ وَيَعُودُ لأُمِّهِ الشَّمْسِ.!
* سَأَلْتُهُ عَنْ لَوْنِهِ، فَقَالَ: أَنَا عَارٍ، وَلا أُغَيِّرُ لَوْنِي...
مَبَادِئُ ظِلِّيَ الرَّاسِخَةُ تُعْجِبُنِي جِدًّا...
* الظِّلُّ يُظْهِرُكَ بِلُونٍ وَاحِدٍ؛ عَارِيًا كُنْتَ أَمْ مُتَخَفِّيًا فِي مَلابِسِكَ.
* كُنْتُ مُلَوَّنًا، فِيمَا كَانَ ظِلِّي رَمَادِيًّا، إِذًا هُوَ لا يُشْبِهُنِي أَبَدًا! ؟
* الرَّجُلُ الَّذِي يُشْبِهُنِي، الرَّجُلُ السَّاكِنُ ظِلِّي، يُقَلِّدُنِي لَيْسَ إِلاَّ، إِذًا لَمْ يُشْبِهْنِي قَطُّ.!؟
* دِسْتُ ظِلِّي فَصَرَخْتُ، شَعَرْتُ أَنِّنِي دِسْتُ مَوْقِعَ الضَّمِيرِ فِيهِ..!
* بِنَا تَتَشَبَّهُ ظِلَالُنَا!
كم هي انسيابية سلاسة هذا الروي غير المتكلف، كأني بالكاتب يتحدث مع نفسه او يتحدث في هدوء لاحد لا كمن يحمل اوراقه باحثا عن شيء ما...
وتارة اراه كما ارى (دياجونيس) في حواره مع (هرقل او مع الاسكندر):
* بَعْضُ الظِّلَالُ تَخُونُ، أُقْسِمُ لَكُمْ إِنَّ ظِلِّي الخَؤُونَ قَدْ تَخَلَّى عَنِّي ذَاتَ حِلْكَةٍ وَتَسَلَّلَ لِعِنَاقِ ظِلِّ أُنْثَى، كُنْتُ أُفَتِّشُ عَنْهُ مِنْ حَوْلِي، لَوْلَا أَنَّ شُرَطِيَّ النُّورِ أَعَادَهُ إِلَيَّ؛ لَظَلَّ ظِلِّي ضَالاًّ عَنِّي..!؟
* ظِلالُنَا هِيَ نَحْنُ بِلَا أَلْوَانٍ .. بِلَا ظِلَالٍ ..
* ظِلَالُنَا هِيَ هُرُوبُ قَامَاتِنَا أَمَامَ الضَّوْءِ ..!
* صَنَعَ الضَّوْءُ ظِلَالاً، الظِّلَالُ وَأَصْحَابُهَا عُيُونٌ مُبَحْلِقَةٌ فِي ظِلِّ الضَّوْءِ نَفْسِهِ..!
* أَيُّنَا وُلِدَ أَوَّلاً؛ أَنَا أَمْ ظِلِّي ..!؟
* نُخْلَقُ ثمَّ تُرَكَّبُ لَنَا ظِلَالُنَا ..!
* نَحْنُ ظِلَالٌ لأَرْوَاحِنَا، أَمَّا أَرْوَاحُنَا فَهْي ظِلَالُنَا ..!
* الظِّلُّ خُطُوَاتُنَا المُجَسَّدَةُ، نُسْخَةُ كَيَانَاتِنَا الأَصْلِيَّةُ، صُوَرُ ذَوَاتِنَا الْمُسِتَتِرَةِ.
* ظِلَالُنَا مُسَوَّدَاتُنَا قَبْلَ أَنْ نَكُونَ...
هذا الذي حصل عليه الكاتب قبل كتابة النص وهذا الذي دعاه ان يقول، اقرا معي : مُتَشَابِهَاتٌ وَمُشْتَبِهَاتٌ هَذِهِ الظِّلَالُ الضَّالَّةُ، لَيْسَ بَيْنَهُنَّ ضَالَّتِي ..!؟
* فِي زَحْمَةِ الظِّلَالِ الضَّلِيلَةِ يَتِيهُ ظِلِّي ..
فِي هَدْأَةِ الظِّلِّ أَتِيهُ عَنْ ظِلِّي ..
* عِنْدَ وَقْدَةِ الحَرُورِ يَسْتَظِلُّ بِي ظِلِّي ..
أَوَانَ اشْتِدَادِ البَرْدِ نُفَتِّشُ مَعًا عَنْ قَصَفَةِ دِفْءٍ..!!
* لِلْأَرْوَاحِ ظِلَالُهَا .. التَي تَتَعَلَّقُ بِهَا وَإِلَّا أَوْغَلَتْ سَحِيقًا فِي ضَلَالِهَا..!؟
انه ليس منهن بشيء،هذه المتشابهات لفظا والمختلفات بل المفترقات معنى لا تعنيه، انه يريد ابعد!! اذا ماذا يريد؟؟ انا ايضا تأملت ماذا يريد ولو كان الخيار لي بالاجابة لقلت ماذا يعنيني، لكن الامر هذا من الصعب فك عقدته الا على لسان اديبنا الرائع الفاخري العزيز..
متى يتيه عن الظل في هدأة وليس في غياب!! فهو يتيه عن الظل وفق ارادته وهذا " اللامعقول" المقبول شعرا امتطى صهوة النثر فنزل شعرا بين سطور النثر التي احسن الكاتب سباكتها ورصها،،
انه ليصرخ بل يستصرخ الناس كمن يريد اللجوء الى معاونته فيما هو فيه:
* عِنْدَ وَقْدَةِ الحَرُورِ يَسْتَظِلُّ بِي ظِلِّي ..
ياسلام ياسلام، من يتجرأ ان يقول هكذا وهي لا تعني سوى بضع لحظات من الوقت مابين الحرور وزواله.. نسبيات تختلف عن اينشتاين في نسبيته، استطيع الجزم بلا ادنى شعور غيره ان الفاخري كان يعني مايقول وليس كما ندعي اننا نقول مالانعي ( شعرا طبعا)، وهذه بوابة اخرى لوحدها تتطلب المزيد...
اثبت هنا اعجابي بالنص وهو الذي دفعني ان اتامله، كما اشدد على تناوله كل من منظوره ليكون حلقة تامل ونضج لمن يريد الابحار دون خشية في عوالم النقد ومتابعة الادب...
ساكتفي وساترك المجال عودا على بدءالى من لديه مايدلي به نفعا للاخرين، ولو كان المجال والفسحة مثلما تفضلت السيدة نائلة بان يكون الاعداد اكاديميا لطال بنا المآل...
تحياتي
شاكر الخياط
- القصة الجميلة للفيزياء ،،هي الضوء / الظل،،،تشيء،،،المواد،،في بصرنا،،،ليكون وعينا مرآة للواقع ،،لكن الادب في منحى الشعرية ،،يتلاعب بهذه الصورة المنعكسة ،،بعملية الانزياح ،،في نسق التجريد،،،لنقل كلامًا اوضح ،،،،انت ترى صورتك مشوهة،،استطالة ،،أفقية او عمودية ،،او متشظية،،تتداخل الملامح ،،حتى تشعر ان صورتك غيرها،،طبعًا هذا الامر يتم ،،اذا كانت المرآة ،،متموجة،،او متشظية،،،هكذا هو وعينا،،في الفن والأدب ،،،وهكذا رأى وعي بيكاسو مثلًا ،،للواقع،،،،او فان كوخ،،،،او جورج سورات
- هذا التجريد،،او الانزياح،،هو التعبير،،عن الوعي عندما يؤطر،،سايكلوجيًا ،،في جوهره أسئلة ،، تثيرها الذات الواعية بالدرجة الاولى،،لانها الحقيقة المركزية الوحيدة التي نتيقن منها،،،وتتكاثف الضبابية كلما تعالقنا موضوعيًّا ،،اي عندما نبحث عن تموقعنا ،،في هذا الكون ،،،ومع الآخرين ،،الذين نستشعر وجودهم ،،بوقوع الظلم علينا من قبلهم ،،او العكس،،بشكل،،عملية الأخذ ،،والعطاء ،،اليومية ،،،
- للأدب خصيصة ،،لايدركها،،الكثير،،،هو انه يلبس الأمكنة والاشياء المادية الحياة،،من خلال الوصف ،،بالكلمات،،إذًا هناك عالم مُتَخلَّق ،،في دواخلنا،،،وإعادة ،،صياغة ،،للواقع والوقائع ،،في عملية تعويضية ،،للإجابة عن الاسئلة التي ذكرنا،،وفِي مقدمتها عن معنى الوجود وجدواه،،ومن ثم المصير،،
- إذًا الادب،،،هو الهروب الى الامام، ،،تهويل وتخييل،،،علنا ننسى ،،كارثة اسمها الحياة لأغلبنا،،،واذا كنا استطعنا تبرير الوجود،،بالآيهام ،،والمواربة ،،،فإننا لانقدر ،،ان نتلمس صورة المصير،،،
- المشتغل بالأدب ،،،شخص متضخم النرجسية ،،محب للحياة ،،لدرجة مثيرة للشفقة،،،لانه خالق ،،ومبدع،،،يتقمصه دور الإله ،،لكن عيبه،،انه بلا خلود،،،فتراه يتحول الى مأساوي للعمق،،ويشكوا،،ويتشكى،،،يلفق التبريرات ،،ليخفي فزعه،،،ويضلل الآخرين ،،لانه هو نفسه ،،ضال
- ،،في رؤيته للمآل ،،،لايحصد غير الخيبات
- في اقدم أسطورة ،،مدونة عرفتها البشرية،،،يطرح كلكامش ،،القضية،،بوضوح ،،،البحث عن الخلود ،،وتماهى العقل الإغريقي ،،من خلال،،خلق التداخل ،،في عملية ارجاء ،،للنهاية المحتومة للانسان،،،بان جعل الآلهة الوهميين ،،قريبين للبشر،،في كل شيء،،الا الخلود،،،
- في نهاية المطاف،،،تكفي بضعة سنين لنكتشف،،،ان كل شيء هو عبارة عن عبث،،،وهذا الوعي الذي نتبجح به،،،هو رواق للحزن،،،
- قضية الانشطار الحاد،،،بين وعينا،،والواقع ،،يتجلى في الادب،،،هذا الانشطار في الموقف،،والانفصام الذي يقابله ،،في بعدنا السايكلوجي ،،،ربما انتج روائع الادب،،،من هذا المضمار انطلق الشاعر الفاخري بنص
- بمحاكاة جميلة،،،وحوارية ،،،لاهم نتاجات الادب،،،المتمثّلة بمسرحية ( في انتظار غودو ) ،،ومدرسة العبث المتمثّلة بأقطابها الرواد،،،والاصدقاء في آن واحد وهم (. صموئيل بيكت،،وفرانز كافكا،،وجميس جويس ) ،،،
- وآخرين اوغلوا،،في البحث عن المصير،،،ولما أعياهم ،،البحث،،،قرروا إيقاف مهزلة الحياة،،بالانتحار ،،،لانهم شعروا ،،بان وعيهم ،،سيزيد من الآمهم ،،،مثلما فعل،،همنغواي ،،وڤرجينيا وولف،،وفينسنت فان كوخ ،،وغيرهم،،،،
- في هذه المنطقة،،،يتحرك الفاخري،،،ليتكلم ان الانشطار الذي اصاب الانسان جراء تقسيم العمل ،،،وثمن جرأته بمغادرة الكهف،،،المتمثّلة بمغادرة آدم وحواء ،،للجنة،،،،وقتل احد ولدي آدم لشقيقة،،،ليعلن بداية تقسيم العمل،،،،لتنفصم الروح،،كانفصام الظل عن الجسم،،وفق تصوير الفاخري،،،،بالمحصلة،،انها عملية الاغتراب،،،،
- النص بشكل عام،،ينتمي لمدرسة مابعد الحداثة،،،مع النمط العبثي،،،تفكيكي،،على هيئة تقويض،،،مسالم وغير حاد،،هو يبدأ بأسئلة حادة،،ومحمولات ،،،يحيلها الى قضايا،،،وهذ بحد ذاته يؤشر فعالية خطابه،،،الا انه يستسلم ،،اخيراً ،،لمنطق سردياتنا الكبرى،،،،
- تخطيت القراءة ،،وفق المنهج البنيوي والتفكيكي،،،لكي لا يصاب القارئ بالضجر،،،،مع ان مثل هذا التحليل ،،يخدم في توضيح مرامي النص،،ويرشدك،،الى الإنساق ،،الإطارية ،،والمحيطية،،،التي ينهل منها الشاعر،،،،
- جمال قيسي / بغداد
- نص الشاعر جمعة الفاخري
- #أنا_وَظِلَالِي_الضَّالَّةُ..
- جمعة الفاخري
- * أَيُّهَا الرَّاكِعُ، ظِلُّكَ مَسْتَقِيمٌ..!
- * لِمَاذَا يَبْدَو ظِلُّكَ بِاهَتًا أَيُّهَا الْعَبْدُ.!؟
- لِكَثْرَةِ مَا دُسْتَهُ يَا سَيِّدِي.!؟
- * أَنَا مُسْتَقِيمٌ، أَمَّا صَاحِبِي فَهْوَ الأَعْوَجُ..!
- ضَحِكَ الرَّجُلُ، شُكْرًا يَا صَاحِبَ الأَعْوَجِ؛ قُلْ لِي مَنْ تُخَالِلُ أَقُلْ لَكَ مَنْ أَنْتَ..!
- * أَنَا ظِلُّكَ الْمُسْتَقِيمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ الأَعْوَجُ.!
- * أَنَا الْمُعْوَّجُ أَبَدًا .. يَا ظِلِّيَ الْمُسْتَقِيمَ .!!
- * تَمْنَحُنِي الشَّمْسُ قَامَةً لِظِلِّي، لَكِنَّهُ يَفْزَعُ مِنِ انْحِدَارِي نَحْوَهُ لِلْعِنَاقِ.!؟
- * كَلْبٌ مُطِيعٌ ظِلِّي.
- * ظِلالُنَا تُخْبِرُنَا أَنَّنَا مُلاحَقُونَ أَبَدًا بِنَا.!
- * نَدُوسُ ظِلالَنَا، إِنَّهُ مِرَانٌ عَلَى سَحْقِ (أَنَانَا) الْوَضِيعَةِ الْمُتَكَبِّرَةِ.!
- * مَعَ أَنَّ لَنَا أَلْوَانًا تُمَيِّزُنَا، إِلاَّ أَنَّ ظِلَالَنَا تَظْهَرُ بِلا لَوْنٍ..
- * حِينَ تَتَحَاوَرُ الظِّلَالُ الْبَكْمَاءُ، تَسُودُ لَغَةُ الصَّمْتِ الْبَلِيغِ..
- * أَطْلُبُ مِنْ ظِلِّي أَلاَّ يُلَطِّخَ قَامَتَهُ بِالْوَحْلِ، فَيَرْتَدِي سَمَاقَتَهُ، يَنْفُضُ جِذْعَهُ وَيَعُودُ لأُمِّهِ الشَّمْسِ.!
- * سَأَلْتُهُ عَنْ لَوْنِهِ، فَقَالَ: أَنَا عَارٍ، وَلا أُغَيِّرُ لَوْنِي..
- مَبَادِئُ ظِلِّيَ الرَّاسِخَةُ تُعْجِبُنِي جِدًّا..
- * الظِّلُّ يُظْهِرُكَ بِلُونٍ وَاحِدٍ؛ عَارِيًا كُنْتَ أَمْ مُتَخَفِّيًا فِي مَلابِسِكَ.
- * كُنْتُ مُلَوَّنًا، فِيمَا كَانَ ظِلِّي رَمَادِيًّا، إِذًا هُوَ لا يُشْبِهُنِي أَبَدًا.!؟
- * الرَّجُلُ الَّذِي يُشْبِهُنِي، الرَّجُلُ السَّاكِنُ ظِلِّي، يُقَلِّدُنِي لَيْسَ إِلاَّ، إِذًا لَمْ يُشْبِهْنِي قَطُّ.!؟
- * دِسْتُ ظِلِّي فَصَرَخْتُ، شَعَرْتُ أَنِّنِي دِسْتُ مَوْقِعَ الضَّمِيرِ فِيهِ..!
- * بِنَا تَتَشَبَّهُ ظِلَالُنَا.!
- * بَعْضُ الظِّلَالُ تَخُونُ، أُقْسِمُ لَكُمْ إِنَّ ظِلِّي الخَؤُونَ قَدْ تَخَلَّى عَنِّي ذَاتَ حِلْكَةٍ وَتَسَلَّلَ لِعِنَاقِ ظِلِّ أُنْثَى، كُنْتُ أُفَتِّشُ عَنْهُ مِنْ حَوْلِي، لَوْلَا أَنَّ شُرَطِيَّ النُّورِ أَعَادَهُ إِلَيَّ؛ لَظَلَّ ظِلِّي ضَالاًّ عَنِّي..!؟
- * ظِلالُنَا هِيَ نَحْنُ بِلَا أَلْوَانٍ .. بِلَا ظِلَالٍ ..
- * ظِلَالُنَا هِيَ هُرُوبُ قَامَاتِنَا أَمَامَ الضَّوْءِ ..!
- * صَنَعَ الضَّوْءُ ظِلَالاً، الظِّلَالُ وَأَصْحَابُهَا عُيُونٌ مُبَحْلِقَةٌ فِي ظِلِّ الضَّوْءِ نَفْسِهِ..!
- * أَيُّنَا وُلِدَ أَوَّلاً؛ أَنَا أَمْ ظِلِّي ..!؟
- * نُخْلَقُ ثمَّ تُرَكَّبُ لَنَا ظِلَالُنَا ..!
- * نَحْنُ ظِلَالٌ لأَرْوَاحِنَا، أَمَّا أَرْوَاحُنَا فَهْي ظِلَالُنَا ..!
- * الظِّلُّ خُطُوَاتُنَا المُجَسَّدَةُ، نُسْخَةُ كَيَانَاتِنَا الأَصْلِيَّةُ، صُوَرُ ذَوَاتِنَا الْمُسِتَتِرَةِ.
- * ظِلَالُنَا مُسَوَّدَاتُنَا قَبْلَ أَنْ نَكُونَ ..!
- * مُنْكَسِرُونُ أَبَدًا أَيَّتُهَا الظِّلَالُ، فَلَا تَسْتَقِيمِي عَلَى قَامَاتِنَا الحَدْبَاءِ..!!
- * لَا ظِلَّ مِنْ ظِلَالِي يُشْبِهُ ظِلِّي؛ لَقَدْ ضَلَّتْ ظِلَالِي عَنِّي ..!
- * مُتَشَابِهَاتٌ وَمُشْتَبِهَاتٌ هَذِهِ الظِّلَالُ الضَّالَّةُ، لَيْسَ بَيْنَهُنَّ ضَالَّتِي ..!؟
- * فِي زَحْمَةِ الظِّلَالِ الضَّلِيلَةِ يَتِيهُ ظِلِّي ..
- فِي هَدْأَةِ الظِّلِّ أَتِيهُ عَنْ ظِلِّي ..
- * عِنْدَ وَقْدَةِ الحَرُورِ يَسْتَظِلُّ بِي ظِلِّي ..
- أَوَانَ اشْتِدَادِ البَرْدِ نُفَتِّشُ مَعًا عَنْ قَصَفَةِ دِفْءٍ..!!
- * لِلْأَرْوَاحِ ظِلَالُهَا .. التَي تَتَعَلَّقُ بِهَا وَإِلَّا أَوْغَلَتْ سَحِيقًا فِي ضَلَالِهَا..!؟
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)