السبت، 18 أغسطس 2018

رحلة نحو الأعماق دراسة لنص الاديبة نور السعيدي بقلم / الروائي أ.جمال قيسي

رحلة نحو الأعماق :
أ.جمال قيسي
،،،
مفارقة لكل المقاييس تسبح نور السعيدي في الأنواء السحيقة للموات،،،،
رحلة معاكسة،،،اتجاه العمق،،،تخلخل البنى والانساق،،للحدث الجلل،،،الفجيعة الانسانية،،،
انها عين لروح عظيمة ترقب وتسجل ،،وتقيد لحظات التلاشي،،،تحاول ان تعيد تشكيل الحدث،،لكن ليس الحدث عينه،،،وإنما بنيته التي تمور ،،وتتضارب علائقية البنى،،،معلنة التمرد على الإنساق ،،،انها ثورة على النظام برمته،،،نظام الحياة،،مايميز نور السعيدي بممارستها الثورية،،
انها القدرة عينها على اعادة الحدث كأنساق مفهومية،،في قاموسها،،الخاص بها لجردة الخواء،،
تشرح رد الفعل بحكم وعيها العبقري الملازم لروحها الكبيرة،،،نعم الجسم والضوء فعل،،،والظل رد فعل،،،تلتمس فيه ثقب،،وأي ثقب،،،انه إنسانيتنا المعطوبة،،التي يفزع منها حتى جلادينا،،من بشاعة جثتنا المحشورة،،،وياللعجب انها جثة واعية،،،نوع من الموت السريري،،،جثة تعرضت لسم العنكبوت،،الذي يفقد الإرادة ،،ولكنه لايغيب الوعي،،،
اي انواء تلك سيدتي،،،التي تطلين على جدرانها وخلالها،،،ولحظة تشيؤها ،،وعفونتها،،وزوالها،،،مراوحة ( سيزيفية ) ،،في فراغ،،،ورؤى فقدت ألوانها،،لكنها لم تبتعد عن أسانيدها ،،وهنا مؤشر الوعي ،،للشاعر والفنان،،،،تستحضر الموروث الماثل حتى الرهونية ( ثورنالمجنح برواق الأفيون ،،،) ،،انها رهونية مزمنة ،،لا تمتلك القدرة على التخطي الى ما بعد
،،،السأم،،،من كل أمل ومهما كان تشخصه،،لتعلن هويتها الإجرائية ،،،صريحة،،،ستقفل راجعة الى جحيم العدمية،،،،،ربما هو خيارافضل من اللاشيء،،،اللامعنى،،اللاجدوى،،
تجربة نور السعيدي ،،ربما تشترك مع كريم عاشور،،ولكن كل منهما في اتجاه عكس الاخر،،،هي نحو الحدث،،،وهو خارج الحدث،،هو رائي لما جرى،،،وهي رائي لما يجري،،
تجربة نور السعيدي،،وكريم عاشور وقبلهما عادل سعيد،،واخرين،،،اعادت للثقافة العراقية هويتها النوعية،،،والتي تحمل توقيع رأس النقابة. ،،،ديموزي
حياك الله سيدتي،،،ربما لم يرضيك،،،ماسبق من كلام،،،ولكني،،،هكذا قرأت قصيدتك،،،
أ.Jamal Kyse
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نص الاديبة:
..............
ظِلْ
ظِلٌ مثقوبٌ لا يقطع هَمهَمة جَلاد
هاربٌ من جثةٍ محْجورةٍ بشق
لا تقوى على هَزِ وردة
الظِل وحدهُ ،،،،
لهُ حَق التَمَّري على الأسوارِ الفَتية
لهُ حق المُراوَحة الكَليلة على الفراغِ المُنَقَط
لا ،،، للتَثْليث
ــ هلعٌ رؤيوي لا يجأر
وعجيج صلوات من خلفِ أسوارِ بيوت عنكبوت
ــ جماجمٌ مُجوقلةٌ وترياقٌ يَتَقفقفُ برؤيةِ الجَزوع
ــ ثورنا المُجنح برواقِ الأفيون لا يُمَنطق الصمت
وسمٌ مَبثوثٌ ـ منقوعٌ ينتعلُ مؤونةَ النِيام
وإن كان لي ،،،،
سقفٌ لهُ رَنَّة داسَ عليهِ كل السفاحون
بملحمةٍ عَلنية ،،
انا ،،،، وسَلْطَنتي
سأقفلني عنكَ بجحيمٍ مُزدهرٍ
لأني سئمتُ منكَ اللون الرمادي
كما سئمتُ ،،،
الشراء من سوقِ الكسادِ
أ.نور السعيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق