السبت، 18 أغسطس 2018

قراءة في نص شاعر- قصيدة ( سياحة الى عالم الغرب ) للشاعر حسين ديوان الجبوري بقلم / الاديبة نور السعيدي

قراءة في نص شاعر ،،،،
قصيدة ( سياحة الى عالم الغرب ) للشاعر حسين ديوان الجبوري تناولها الأستاذ الناقد غازي أحمد أبو طبيخ على أنها ،، التوجة الروحي المشوب بالوَجد ــ تحديداً
المطلع المرَّوع كما تفضلت السيدة الناقدة بلسم الحياة ، فعلاً مرَّوع ( أيها المشرط ، تمهل لا تفسك دمي ، كومة من القش قلبي ) ،،،
لكن ،،،، لكنهُ .
لكن ،،، لم يوحي النص أن شاعرنا مُريد ومبتلى بالله ومن الله ولم يُقدم جسدهُ قُربان كنيزكٍ سقط بمحرابٍ دائم بقلبٍ لاهب ــ ولم يُخرجنا من كينونتهِ البشرية ليصل بنا لمعراجهِ الروحي بل ( ينفصل ـ ويتصل ) بالعلم الكَسْبي أي بما أكتسبهُ من ثقافة معرفية للأصل والفرع ( أية قرأنية وحديث نبوي ) ولم يصل بنا لإصول الإصول ألآ هو ـ العلم اللَدُني ـ ليأخذنا بسياحة لملكوت التجلي ـ بل هو أطلق العَنان للمطلق لمخيلتهِ كشاعر بمسافات مختلفة في البُعد والقرب من خلال كشف المشاهدة بعين البصر لا البصيرة ،، ويستمر بالسياحة ليضع القارئ بسَلةِ منجنيق ويقذف به من دار الدنيا بدون المرور بالبرزخ لدار الآخرة وما بها من أهوال ومن ثَمَّ فريقيين ـ نعيم وجحيم ولا أدري مدى يقينهُ المطلق من أنهُ صائر للنعيم وهو يمتطي صهوة ( جعفر الطيار رض ) وبطاقتهُ المرورية هو الولاء المطلق ،
المريد هو الغريب في الدنيا والآخرة حتى لقاء المحبوب ( الله سبحانهُ وتعالى ) وإن كان هذا هو الوَجد وهو الأحساس الأولي باللذة أو الألم مع خَلجات النفس ومشاهدة خارج الذهن المألوف مع التوقيع من القلب ببصمة ربانية ليكون المريد بين طَبقي الرَحى ( مجاهدة وعلم ـ أمل ورجاء ـ إلهام وكشف ) فلم أقرأ ولا بين السطور من إيحاء للوَجد .
/ الوجوه أثقلتها أنوار التقوى / ،،،
إنَّ مَن ساحَ بملكوت الله ويأخذ الألهام من الله ( وينثر دراهم الله ـ الحلاج ) والمَرْمي بالحضرة الربانية حتى الجسد لم يَعدْ يدري ( أريدُ أن لا أريد ــ ألآ ما يريد ـ البسطامي ) والمُسلَّح بإيمان ينقل به جبال والغائص بطُهْرانية لُجة الذات الآلهية وإزدهارهُ بنارِ العشق والمقتول ـ المسكون بالعدم وهم ضفوة الصفوة ،، أتُثقل وجوههم الأنوار وقد أستحموا بالأنوار الرحمانية ؟؟؟؟؟
/ قيل هنا مكانكَ حتى ينفخ أسرافيل / ،،،
أشطحٌ هذا أم ماذا ؟؟ وشاعرنا وإن كان طائرٌ طيفورياً ليُحلق بنا على رؤوس الأشهاد ويخبرنا بمكانهِ كما فعلَ الحلاج ( أنا ،،، الحق ) ورَّد عليهِ الجُنيد ( لقد أحدثت ثغرة في الأسلام لا يسدها ألآ راسك ) !!!! أم هي سَكْرةٌ من سكرات الجيلاني ( سقاني الحب كاسات الوصال ـ فقلتُ للخمرة في نحوي تعالي ) ( كلما قلتُ يا هُوُ ،، اتاني غوثهُ كالبُراقِ ) الوجدُ العشق وهنا عندهم تعطيل عيون الرؤوس وفتح عيون القلوب .بِهيام الأرواح بالملكوت ـ وشاعرنا يقف على حافة القبور ليسألهم / هل رأيتم تلك القصور / لأعود لمطلع القصيدة لا للقفلة ،، قلبي كومة من القش .
لكنهُ ،،،،
نص من تواشيح بمحراب الشاعر بإقاعٍ جمالي ـ معيارهُ الوحيد هو الذوق المحصور بالجانب السامي من خلال مُحرضات العاطفة وبخضوع مناسب لهذا الجمال وبجهدٍ للوصول لإنعاش المعنى لديهِ بشمولية المعنى الخطابي ليُبرز صوفية النص وهو ليس بنص صوفي قطعاً كما تفضل أستاذنا الناقد غازي أحمد ابو طبيخ .
شاعرنا ( المُتعاقل ) أي المُكابر كنص حضاري أكثر صُدقاً ـ أنساناً وشاعراً ـ وكم وددْتُ وأُبارك هكذا نصوص لأننا ،،،،
كم ضقنا ذرعاً مِن أَننا أجسادٍ ولُغات نسقط أمام كل توبة وحوبة وإنابة بعالم لعين وحماقة إيمان وأعظم الفِخاخ هو فخ أننا مخلوقات نذر وحصتنا كل أنواع العذابات وزنابقنا لم تَعدْ تُرمم مساءاتنا اليتيمة .
أما موسيقى القصيدة ـ رائعة جداً بَدتْ مسترسلة لا مستقطرة ، كما أُحسد الشاعر على هذا النفس الطويل بكتابة النص وتحياتي لكل الأساتذة ولشاعرنا الرائع / تحيات نور السعيدي
سياحة في عالم الغرب
*****************************
إيها المشرط الدامي
مهﻻ ....
ﻻ تسفك دمي
كومة من القش قلبي
فﻻ تظرم النار جنبي
رغبتي خنقتها العبرة
وأدمت ساحل الجفون شهقة
وقاربني الموت بالتمني
أشتهي فﻻ أستجيب لشهوتي
مجرد قطعة حلوى تميتني
فيتهاوى عرشي المتهالك
حتى يتﻻشى بين ذرات التراب
ويعلن السياحة في عالم الغرب
هناك سنبوح بكل ذنب
هناك تتقلب القلوب
بين أنهار من لبن
او في حفر من نار
في ذلك الزحام تتطاول اﻷعناق
وهنيئا لمن ينتشله النور
من بين تلك الجموع المسمرة العيون
تهبط الشفاعات لمن يأذن بها الرحمن
يبرز اﻷتقياء لينتشلوا مواليهم من الواقعة
هناك تتصفح الوجوه
ينادي المنادي يا فﻻن بن فﻻن هلم إلينا
ترجف القلوب ويشيب الولدان
وتشخص اﻷبصار للواحد القهار
والكل إلى رحمته صائرون
مثقلة أجسادنا من كثرة الذنوب
تتهاوى من وقع الهجير
يأمل الموالون أنقاذهم
وأذا بفارس بﻻ كفين
يظم راية بين الزند والوتين
رجﻻه تخطان اﻷرض
نوره يسعى بين يديه
أشار ﻷصعد خلفه
ألم تكن أنت من الموالين
أي والله
فذهب الروع عني وهزني بكاء و عويل
فقادني إلى ذلك المكان الرهيب
وجوه أثقلتها أنوار التقوى
ﻻتسمع فيها إﻻ سﻻما قوﻻ من رب رحيم
ولدان مخلدون
وحور لم ترى مثلها العيون
وحدائق غناء بالتين والزيتون
وأنهار ﻻ يصفها الواصفون
جنة كما وعد النبيون
قيل هنا مكانك
حتى ينفخ أسرافيل
وزارني كل عاشق جميل
أذهلني أن الكل متشابهون
وجوه ناعمة إلى ربها راغبة
هذا هو الوعد المكتوب
وكل ذنب هناك مغفور
يا من في القبور
هل رأيتم حقا تلك القصور
نعم يسكنها المتقون
الراكعون الساجدون
اللهم أجعلنا من الراكعين الساجدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق