السبت، 18 أغسطس 2018

تقديم موجز،لاخر قصائد كاظم الحجاجا لتي قرأها في مهرجان الجواهري الاخير..بقلم / الاديب الناقد غازب احمد الموسوي



تقديم موجز،
لاخر قصائد كاظم الحجاج
التي قرأها في مهرجان الجواهري الاخير..
،،،
لايفهم مبنى هذا الشاعر المنهمر الا شريحة بالغة الخصوصية ،اما مضامينه فلا أظن عراقياً على وجه الخصوص لا يحس عميقاً بأن كاظم الحجاج كان في إجماله الشعري يلامس دخيلته بل ويعبر عن اخص هواجسه،ولكن بلغة الشعب كله الذي كان ومايزال مصراً على مخاطبته محورياً،بعيداً عن التكلف والتعسف والتقعيب والتقعير والزخارف الاستعراضية الفارغة..انه لايغترف الا من روح الواقع ،بكل احزانه وخواطره الدفينة التي يطرحها بجرأة وبسالة نادرة،في اعماق الحدث الراهن بقلب الوطن الراعف، ليس في السياسة ولا انطلاقا منها،بل فضحاً وكشفا لاحابيلها ودفائنها ،يقول كل مايقول ممثلا عن بلده تاريخاً وفولكلوراً واحساساً عراقياً محضاً،بصياغات عالية الموسيقى ولكنها حرة من دون قيود مسبقة،كاسراً بها المعتاد،مقارباً المحكية موازياً لها صاعداً بها،الى روح الوعي النوعي بالسرد والدراما والحوار والادانة والاحتجاج ..
وكثيراً ما قرأت استغراب البعض من هذه الخصوصية الكاظمية،حد سوء الفهم لهذا الشاعر الكبير..ولا اكشف سراً حين اقول ان بساطات الحجاج التعبيرية هي سره العميق لانها تنطوي على اعماق الشعور الانساني الجمعية الدفينة ..
بالاجمال ان شجاعة الحجاج التعبيرية نابعة في حقيقتها من عدم رضوخه للانوية الاستعراضية،واصراره على الوصول الى اوسع الشرائح الاجتماعية نازلاً الى الناس،متمسكاً بألاصل الحداثوي الذي ينحاز الى ان غاية الفن عموما والادب خصوصاً هي الانسانية الطيبة..وليس بعيداً عن الذاكرة مقولة فيشر" كلما اقترب الشاعر من محليته اكثر اقترب من عالميته اكثر"..
وهاهو يغترف من التاريخ المحلي اسطورة وواقعاً،ومن الفولكلور والمناخات الشعبية من اقصى الشمال الوطني الى اقصى اهوار الجنوب،بروح عاشقة دافقة لاوصف يناسبها الا جغرافية العراق وشعب العراق..
حفظ الله الحجاج النبيل،وبارك الله الناشر والمنشور ،والسلام..
قصيدة الشاعر كاظم الحجاج التي القاها في مهرجان الجواهري الذي عُقِدَ في بغداد مؤخراً:.
نشيد أخير
كاظم الحجاج
هذا في المتحف :
نايٌ من قصب الأهوار، رفيعٌ شبرين، بطول رضيع .. 
وحزين ، كيف غناءُ المعدان.
كانت شفتا ( ننسونَ) – إلهةِ سومر – تنفخه فيَئنّ لها:
(( العاليات انزلن . والمايطيرن طرَن ..)).
وقيثارة ، في أصابع عذراءَ – حفيدةِ ( فدعه) - ..
... وهي تمسح قبر أخيها الشهيد الوسيم - :
(( بعدَكْ حلو . لو جالك الدود ؟ )) ..
.. ووقوراً يفيض الفراتُ ، نزولاً من الله ، لا مِن بلاد الجبال – الشمال .. 
( لم تكن ولدتْ بعد تلك البلاد) ..
وما كان ( كارون) – في الشرق – نهرَ أَحد ..
* * *
والآن :
لا في المتحف ، بل بعد سبعة آلاف عام ؛
لون الماء صغير في النهرين وفي الأهوار ..
والمشحوف – الحوت الأوّل – مغروس في الطين ..
والأسماك :
الشبوّط . الكطّان . البنّي . الحمري ..
تبحث في أنهار الجيران العطّاشينْ
.. عن لقمة ماء !
* * *
يا أيّها النوّاب . أيّها ( المجرَّبونَ)
والذين لم يُجرَّبوا . يا أيّها النوّاب .
ولا تقتربوا من نصب ( جواد سليم) . بعد الآن !
عودوا الى مطابخ بيوتكم ..
ولْتخجلوا . إن كان بها جِبنٌ أو لبن ..
من ( سدّ أليسو ) ..
أو تمرٌ أسود ، من نخل الجيران ْ ..
حزنانُ على سيّدهِ .. تمرِ البصرة .. يا نوّاب !
* * *
وأنا . سوف أصيح . بعلوّ الناي . وحزن المعدان :
يا أحزاب الشيعة . يا أحزاب السنّة . يا أحزاب الأكراد :
ألف عوافي !..
فلْتقتسموا بغداد !
لكنْ. لن تقتسمونا!
وأنا . – بين القيثارة والناي - ..
سأصعد فوق الزقّورة ؛
أتلو نشيدي الأخير :
في البدء كان الرافدانْ
وكانت الدنيا دخان
لا بارقٌ خلف المدى . والأفق ضاقْ
حتى بدا – مثل الندى وجهُ العراق!
2018/6/24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق