الثلاثاء، 22 مايو 2018

صحفيون عراقيون في معرض الذاكرة ــ محمود الهاشمي (ابا محسن) بعيون اهل المهنة

ولد محمود الهاشمي في محافظة بابل في احدى قرى الشارع السياحي الرابط بين قضاء الحمزة الغربي ومركز الحلة في الرابع من شهر نيسان عام 1954 وفي اليوم الذي غرقت به بغداد بسبب فيضان نهر دجلة ..
ولد لاسرة دينية اشتهرت بالعلم والزهد والتقوى .. أنتقل والده في ستينيات القرن الماضي الى بغداد واستقر في كلية الزراعة جامعة بغداد الكائنة في ابي غريب وهناك كبر وترعرع .. دخل المرحلة الابتدائية ثم المتوسطة بعدها انتقل بصحبة العائلة الكريمة للسكن في حي العامرية وفيها أكمل الاعدادية وتخرج من كلية التربية ــ قسم اللغة العربية في سبعينيات القرن الماضي ..
كان أهتمامه الاول في الادب مبكرا وكذلك الشغف بمهنة الصحافة حيث نشرت له العديد من القصائد والنقد خلال مرحلة الجامعة في المجلات التي تعنى بالادب سواء العربية أو العراقية ومنها مجلة (الطليعة الادبية) ومجلة (البيان) الكويتية بالاضافة الى الصفحات الادبية في الصحف المحلية مثل (الجمهورية) و(الثورة) .. كما وانشغل بكتابة التحقيقات والحوارات ايضا والنقد في مجال المسرح .. فهو اذن صحفي وشاعر وكاتب وناقد ..
بعد الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003 شغل الهاشمي مناصب عديدة في ادارة الصحف والمجلات العراقية حيث ترأس صحيفة (الرحاب) الصادرة عن التحالف الملكي الدستوري ثم شغل منصب مدير تحرير صحيفة (الدعوة) الصادرة عن حزب الدعوة تنظيم العراق وعلى مدى اربع سنوات ثم سكرتير تحرير صحيفة (العدالة) الصادرة عن المجلس الاعلى بعدها سكرتير تحرير صحيفة (المواطن) التابعة لاسرة بحر العلوم ثم مدير تحرير صحيفة (صوت العراق) الصادرة عن التيار الصدري ..
كما شغل الهاشمي منصب مدير تحرير صحيفة (الاحرار) الصادرة عن مؤسسة السجناء السياسيين ومدير تحرير مجلة (مزارات) الصادرة عن الامانة العامة للمزارات في ذات الوقت عمل مستشارا أعلاميا لعدد من مؤسسات الدولة ..
خلال ادارته للصحف اعلاه يكون الهاشمي قد كتب العشرات من الاعمدة والمقالات السياسية ومازل متواصلا في كتابتها حتى اللحظة سواء في الصحف العراقية أو العربية وفي المواقع الاخبارية ومراكز الدراسات العالمية كما أجرى العشرات من اللقاءات والحوارات مع الوزراء والنواب وقادة الكتل السياسية ..
بعد عام 2003 عمل في مجال التحليل السياسي ومستضاف من جميع القنوات الفضائية العراقية وأغلب القنوات الفضائية العربية الاخبارية وكذلك بعض القنوات العالمية التي تبث باللغة العربية ..
من طرائف العمل الصحفي بعد ترؤس الهاشمي صحيفة (الرحاب) وبعد ايام من الاحتلال كان انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة فكان يعمل على ضوء المشكاة (اللاّلة) ليلا ويفترش حديقة المنزل حتى أنجز يوما جميع الصفحات وحررها ودخل الى المنزل ليعاود مراجعتها فتفاجأ بالمشكاة قد أنقلب نفطها على الاوراق واحترق ما أحترق منها ..
ومن طرائف الصحافة ايضا أن الهاشمي أجرى حوارا مطولا ولاكثر من ساعة مع وكيل وزير الخارجية العراقي ايام الجمعية الوطنية لبيب عباوي .. ويبدو أن جهاز التسجيل لم يعمل لضعف البطاريات فسأله الهاشمي أن يعيد الحوار فقال له عباوي : ليس لدي وقت وحاول أن تجهز نفسك جيدا قبل أن تجري أي حوار .. فخرج الهاشمي وكان تحديا كبيرا حيث وضع الاسئلة التي سألها اياه أمامه وبدأ يتذكر أجوبته ويكتب ثم حررها جيدا وانزلها بالصحيفة بعد يوم وارسل له نسخة منها في اليوم الثاني فأتصل به عباوي وقال : كيف كتبت الحوار وقد قلت أن جهاز التسجيل كان عاطلا .. فأجابه الهاشمي وللطرفة : استاذ .. الجهاز عاطل ولكن عقلي ليس بعاطل ..
يعمل الهاشمي الان كمستشار أعلامي لاحدى المؤسسات الاعلامية وأمين سر المرصد الوطني للاعلام بالاضافة الى تواصله في الكتابة لمراكز الدراسات العربية والاجنبية ..
له تحت الطبع كتاب بثلاثة أجزاء بعنوان تحت عنوان (العملية السياسية في العراق (2003 ــ 2017) .. كما صدرت له عدة كتب عن المزارات في العراق وديوانا شعريا ومجموعة قصص قصيرة ..
مازل الهاشمي يرى في الصحافة مهنة شاقة وجميلة .. وفيها رسالة كبيرة لخدمة الوطن ويرى في العاملين بها هم اصدقاء سواء التقوا او لم يلتقوا ..
محبتنا للهاشمي انسانا وقلما وعلما عراقيا يشار له بالبنان والمحبة موصولة للجميع ..
التوقيع | صادق فرج التميمي (ابوهبة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق