الثلاثاء، 22 مايو 2018

الميتا معنى وظاهراتية زكية المرموق قراءة في نص من قتل الغابة ؟ ،،، أ.جمال قيسي



تمتاز تجربة زكية المرموق ،،،بنهج ،،عجيب ،،فهي تضفي الاطر فوق الاطر،،،وحلقة تتداخل بحلقة،،في توظيف ،،وصفي ،،لمشاهد عدة ،،بالمجمل اي من هذه المشاهد لايؤدي الوظيفة المباشرة للمعنى،،وإنما تستبدل الوظيفة بطريقة فذة ،،لتدخل القارئ او المتلقي ،،في فوضى الصورة ،،التي تجيد اثارتها،،وحالما ينجلي الغبار عن ،،اول موقف تستدرك المعنى،،،هذه المحترفة تجيد التلاعب ،،في ذهن المتلقي ،،لتخلق عوالم تحكمها بصرامة،،زكية المرموق،،شاعرة ربما يصح القول عنها،،بأنها ظاهراتية ،،وهذا قول ادق في التوصيف ،،من كون الأسلوب وصفي وفق اُسلوب الرواية الجديدة ،،اذ انها تعتمد من خلال الوصف استدعاء ،،السياقات المضمرة ،،وهو الذي يدحض الرأي القائل بعدم عمق شعر زكية المرموق ،،انا شخصيًا كقارئ ،،اعتبرها رائدة في مضمارها ،،واقف حائرًا كناقد في تنسيب ،،شعرها،،مع اني استخدم توصيف الظاهراتية الشعرية ،،وسبب حيرتي،،هو انني لا أستطيع تنسيبها الى التفكيك،،او البنيوية التوليدية ،،مع ان نصوصها تنطوي على مثل هذا الامر،،،لكنه ليس بالانطواء الصريح ،،اذ ان الإطارية ،،التي تنتجها ،،بحكم تركبها وتشاكلها ،،تنتج فائض المعنى ،،،مثلا لنأخذ
" تقول الصحراء لآخر قافلة مرت من هنا
ماشردتني سوى الذاكرة
لازلت أبحث عن دمي في الريح
وعن ورثتي
لكن النهر لايعود أبدا
من حيث أتى "
تستنطق الصحراء ،،في توصيف مزدوج ،،للهجرة الافريقية الى أوربا ،،وفي لوم مزدوج للذاكرة،،،اي بمعنى التراث المتحجر على عتبة الازمنة الغابرة،،،ومن الضحية ؟ ،،انه الانسان العالق هناك،،،او المغامر في رحلة محفوفة بالمخاطر،،الى عالم النور ،،أوربا ،،الصحراء تنطق بالموروث،،،الثأري ،،وذكريات العصور الزاهية،،هي لم تتقبل الانكفاء ،،،في هذه الاطر المتداخلة إنما ،،تتحدث زكية المرموق عن الحراك الاجتماعي والتاريخي،،لشعوب المنطقة،،ولحظات الاحتضار لهذهالشعوب التي تأبى الاعتراف بذلك،،،
هناك تكمن أهمية زكية المرموق ،،،في إنجازها. الشعري،،،العمق انت مسؤول عنه،،كمتلقي،،
في المقطع الوصفي المتراكب والمكمل ،،،تشير الى تاريخانية هذه الصحراء العامرة بحقول الألغام ،،في الحرب الكونية ،،واللافظة لابنائها،،هذه الاوطان ارض منفى واقصاء،،وتاريخ دموي،،،تأبى ان تغير سيرتها ،،،
" ظهري حقل ألغام
صدري يعج بالنازحين
والعالم تاجر أعضاء 
بشرية "
حياك الله ايتها المرموقة،،،،
جمال قيسي / بغداد
من قتل الغابة؟
كأي كلام عابر بين أحد
ولا أحد
أقتفي أثرك
وأقول للهواء
ما أبعدك!
أتمدد في ليل عينيك
بالهديل اقطف رمان صوتك
أتشتت في محبرة
وأقول للمسافة
ما أوجعك!
كل الذين دخنوا دمي
دلقوا دمهم في لعبة نرد...
المشهد الآن بدون حبكة
الجمهور لا يحمل واقيا
ضد العبث
وحينما تضجر الكراسي
يابكيت
تأكل النص
فتبلع الستائر الخشبة
ترى هل هناك باب خلفي للحكاية
أيها الببغاء؟
تتساءل رصاصة جائعة
وهي في طريقها الى المدرسة
أيها الديك
حينما يحضر الجواب حصة الدرس
بكل حقوله
قبل أن يولد الجواب
يأكل الصباح لسانه
من يدري الآن ماذا يحمل الحلزون وهو يقتحم خلوة
العاصفة
بيتا
خوذة
ورما
ام حجارة؟
مرعب ما تدسه وصلات الإشهار في الوسائد
وعدد المسبحات في التكايا
أكبر عدد من عدد الدراويش...
يالله
توشوش جثة للسماء حينما نامت الجدران
من يستبدل الحصير بريش
اليمام
هو من قتل الغابة.
الصقيع
شرفة صدئة
وامرأة في اقصى زاوية على الورقة
تحرس عشب الفكرة
من قنافذ اليقين.
تقول الصحراء لآخر قافلة مرت من هنا
ماشردتني سوى الذاكرة
لازلت أبحث عن دمي في الريح
وعن ورثتي
لكن النهر لايعود أبدا
من حيث أتى
*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق