قراءة اسلوبية
في أنطولوجيا الحيدر:
.................................
كنّا بٱنتظارٍ مشوبٍ باللهفة جدياً لمثل هذا النص وذلك لسببين:
الاول: ...
لغاية الفصل الضروري بين منهجين يكتب عليهما (النص النثري)،فقد شاع كثيراً استخدام اصطلاح السرد على جميع ( قصائد النثر)وهو وهم كبير في الواقع ..
ذلك لأن هذا اللفظ تحديداً لايصح الّا مع النص الذي تنطبق عليه اشراط السرد ذاتها ،تلك المتعلقة بعوالم ومناخات التأليف الروائي والقصصي والمسرحي والدرامي عامة..ثم حين نستلهم بنيتها بوعي ودربة ومران من اجل صياغة نص شاعري او شعري او رؤيوي وفق اشراطه المعلومة،عند ذاك يمكن لنا اطلاق اصطلاح السرد الشعري على اي نص تحت المعاينة،كهذا النص الرائع إنموذجاً..
الثاني :لم يكن هذا النص الذي بين ايدينا مجرد مثال شكلي عابر..وإنما كان جديداً في بنيته وفي اسلوبه وفي مناخاته وعوالمه..بما ينطوي عليه من الخصب والرؤى الدفينة والشاعرية المعمقة ..
أمر آخر نود الإشارة اليه:
ان طبيعة هذا النص الإجمالية شكلاً ومضموناً تشي بأن شاعرنا عبدالعزيز الحيدر ،لم يتوقف بقراءاته ومطالعاته واستلهاماته عند حدود المنجز العربي والشرقي ،وانما تعداه الى متابعة المنجز الغربي والامريكي الى حدود المخامرة والقدرة على الاستلهام الحيوي المائز..
ولاريب اننا نطمح ان نقرأ له ما يشتمل على مناخات محليته الخاصة التي ستطبع نصوصه بطابع الخصوصية البالغ الضرورة..
ختاماً..تجدر الإشارة الى ان مخيال شاعرنا بأفقه الواسع،قد تمكن من صنع قناع استعاري اسلوبي فخم ودفين وتغريبي،ولم تكن بعض المحطات الغرائبية عن النص ببعيدة ايضاً، للإلماح بما وراءٍ سيكولوجي اجتماعي وفكري بعيد المدى..وهذا ما يعطي لهذا النص اعتباراً كبيراً..
خلاصة القول : ليس كل نص نثري سرداً،الا بأشراط السرد المعلومة ،والسلام..
.................................
النص:
........
مراجعات اميلي في انطلوجيا السرد العربي:
.................................
العزيزة أميلي.... لقد جاؤوا الأمس بالعربة
هربت إلى الغابة ....
في أنطولوجيا الحيدر:
.................................
كنّا بٱنتظارٍ مشوبٍ باللهفة جدياً لمثل هذا النص وذلك لسببين:
الاول: ...
لغاية الفصل الضروري بين منهجين يكتب عليهما (النص النثري)،فقد شاع كثيراً استخدام اصطلاح السرد على جميع ( قصائد النثر)وهو وهم كبير في الواقع ..
ذلك لأن هذا اللفظ تحديداً لايصح الّا مع النص الذي تنطبق عليه اشراط السرد ذاتها ،تلك المتعلقة بعوالم ومناخات التأليف الروائي والقصصي والمسرحي والدرامي عامة..ثم حين نستلهم بنيتها بوعي ودربة ومران من اجل صياغة نص شاعري او شعري او رؤيوي وفق اشراطه المعلومة،عند ذاك يمكن لنا اطلاق اصطلاح السرد الشعري على اي نص تحت المعاينة،كهذا النص الرائع إنموذجاً..
الثاني :لم يكن هذا النص الذي بين ايدينا مجرد مثال شكلي عابر..وإنما كان جديداً في بنيته وفي اسلوبه وفي مناخاته وعوالمه..بما ينطوي عليه من الخصب والرؤى الدفينة والشاعرية المعمقة ..
أمر آخر نود الإشارة اليه:
ان طبيعة هذا النص الإجمالية شكلاً ومضموناً تشي بأن شاعرنا عبدالعزيز الحيدر ،لم يتوقف بقراءاته ومطالعاته واستلهاماته عند حدود المنجز العربي والشرقي ،وانما تعداه الى متابعة المنجز الغربي والامريكي الى حدود المخامرة والقدرة على الاستلهام الحيوي المائز..
ولاريب اننا نطمح ان نقرأ له ما يشتمل على مناخات محليته الخاصة التي ستطبع نصوصه بطابع الخصوصية البالغ الضرورة..
ختاماً..تجدر الإشارة الى ان مخيال شاعرنا بأفقه الواسع،قد تمكن من صنع قناع استعاري اسلوبي فخم ودفين وتغريبي،ولم تكن بعض المحطات الغرائبية عن النص ببعيدة ايضاً، للإلماح بما وراءٍ سيكولوجي اجتماعي وفكري بعيد المدى..وهذا ما يعطي لهذا النص اعتباراً كبيراً..
خلاصة القول : ليس كل نص نثري سرداً،الا بأشراط السرد المعلومة ،والسلام..
.................................
النص:
........
مراجعات اميلي في انطلوجيا السرد العربي:
.................................
العزيزة أميلي.... لقد جاؤوا الأمس بالعربة
هربت إلى الغابة ....
لم أترك أثرا
وقفوا أمام البوابة الأولى بما يكفي
ثم أمام الباب الداخلية .... نزل طفل صغير بمعطف أحمر..... طرق الباب بما يكفي
خلف الأشجار هلعا....
كنت أردد صلاة ودعاء
كل ما أعرفه إنك ومن هذا البعد الزمكاني .. أرسلت العربة بنية طيبة
مثل الأشباح الصديقة
لا أدري ما ينقصكم هناك ....
هل هو الهواء النقي؟
أم المطر؟
أم علب الألوان ؟
لكننا هنا الآن نملك أدوية كثيرة.. ومعدات علاج منوعة
نحن لا نملك قلوبا صحيحة النبض....
الحب عملة صعبة التصريف ...
أثر من الماضي...
تحياتي أميلي.... وعندما يحين الموعد.. فأنا سأكون بصدري العاري أمام البوابة الأولى في مواجهة الشمس... ستدركين عندها إني مستعد لركوب العربة وإن خوفي من همهمة الخيل لم يعد له أثر
....
ملاحظة ..... لا أخبار عن انتصار
لقد قطعت كل أتصال بيننا منذ سنه.... غاضبة... طفلتك الرقيقة صارت صلبة
سألت عنها مرة أو مرتين ... ذهبت إلى الغابة بحثا عنها..... كانت جهمة ...
أعطتها إحدى الساحرات أنفا طويلاً ... عالياً ... صلباً ومغلقاً... لذلك لم تعد هي.......
في إنتظار ردودك أقلب الورق في المدفئة بأصابع من حديد...
.................................
- أميلي : أميلي دكنسن الشاعرة الأكثر توغلا في الروح المغتربة.
- انتصار: انتصار دوليب... الشاعرة الأمريكية ذات الأصول الشرق أوسطية المعاصرة أسيرة الصوفية...
وقفوا أمام البوابة الأولى بما يكفي
ثم أمام الباب الداخلية .... نزل طفل صغير بمعطف أحمر..... طرق الباب بما يكفي
خلف الأشجار هلعا....
كنت أردد صلاة ودعاء
كل ما أعرفه إنك ومن هذا البعد الزمكاني .. أرسلت العربة بنية طيبة
مثل الأشباح الصديقة
لا أدري ما ينقصكم هناك ....
هل هو الهواء النقي؟
أم المطر؟
أم علب الألوان ؟
لكننا هنا الآن نملك أدوية كثيرة.. ومعدات علاج منوعة
نحن لا نملك قلوبا صحيحة النبض....
الحب عملة صعبة التصريف ...
أثر من الماضي...
تحياتي أميلي.... وعندما يحين الموعد.. فأنا سأكون بصدري العاري أمام البوابة الأولى في مواجهة الشمس... ستدركين عندها إني مستعد لركوب العربة وإن خوفي من همهمة الخيل لم يعد له أثر
....
ملاحظة ..... لا أخبار عن انتصار
لقد قطعت كل أتصال بيننا منذ سنه.... غاضبة... طفلتك الرقيقة صارت صلبة
سألت عنها مرة أو مرتين ... ذهبت إلى الغابة بحثا عنها..... كانت جهمة ...
أعطتها إحدى الساحرات أنفا طويلاً ... عالياً ... صلباً ومغلقاً... لذلك لم تعد هي.......
في إنتظار ردودك أقلب الورق في المدفئة بأصابع من حديد...
.................................
- أميلي : أميلي دكنسن الشاعرة الأكثر توغلا في الروح المغتربة.
- انتصار: انتصار دوليب... الشاعرة الأمريكية ذات الأصول الشرق أوسطية المعاصرة أسيرة الصوفية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق