الخميس، 14 مارس 2019

( مقدمة بحث ) بقلم / الاديب كريم القاسم

( مقدمة بحث )
************
بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على خير الانام محمد صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين واصحابه المنتجبين .
فلقد ادلهمت الخطوب وانخلعت من مكامنها القلوب وبات الرأي العاقل في غربة ورأي الجاهل في رحبة ، وللباطل قرن بارز وللحق طرف غامز، فلا صرخة تطيح بالخذلان ولا سيف يجابه الشيطان ، حتى اختلط الحال بالحال وتكالبت على جراحنا النبال والنصال ، فصارت شعوبنا جوازات قهر وحكوماتنا حقائب سفر وجيوشنا تجيد الفر لا الكر ، حتى ضاع الدليل وتشرذمت قوافل الرحيل ، وصرنا كحاطب الليل لانقدر على كشف ألأمور ولا نفرق بين القلم والساطور . 
ديننا بيننا غريب ونداس كهوام الدبيب ، حتى أثخن الغباء جراحنا وخنجر الغدر يصول بين جوانحنا ، ومازال حالنا منذ ذلك الزمن كحال يومنا ... 
ولمّا راجعتُ وتفحصتُ ملياً ثنايا كتب التراث والجدود ، وبما جاء على لسان السلف بما يجود ... وجدتُ عروشاً سادتْ ثم انحرفتْ عن الحق فبادتْ ، وتركوا الناس عتادا للمحن وحطبا للفتن ، وهي مقبلة كظلام ليل بهيم يشيب لها اليافع والفطيم ، فما من مخرج الا العدل ، وما من خلاص الا الفصل .
وحينما استوقفتني هذه العبارة ــ طالما أبكتني كلما قرأتها ــ لسيدنا الامام علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه) :
" أما والله لقد رقعتُ مِدرعتي حتى إستحييتُ من راقعها ... حتى قال لي قائلٌ أَلا تنبذها عنكَ ؟ فقلتُ أَعزِبْ عني فعند الصباح يحمدُ القوم السرى * ، ما لِعَليٍّ ونعمة لا تبقى ، ولذة تفنى "
عندها قررت ان اغوص في فلسفة سياسته للرعية ، وماتنطوي عليه رؤيته الثاقبة الجليّة في حلِّ المعضلات ووضع أسس السياسات لراحة الناس والعباد ... لأرصفها في كتاب بحثي (القيادة علم وعمل) . 
مايمر به بلدي والعالم الملتهب ، بسبب سلوكيات حكومية معظمها ذاتية شخصية ، تتمثل بالشخص الحاكم ، تتحمل تبعاتها ونكباتها شعوب ومجتمعات الكرة الارضية قاطبة . 
هذا الامر جعلني اتفحص سيرة الكثير ممن حكموا عبر التاريخ العربي الاسلامي وغير العربي الاسلامي علَّني أقف براحلتي عند واحة خضراء تنبض بالحياة وسط هذا السفر البشري الموحش الموغل بالجفاف والجفاء ، وأخيرا ً ، ومن بين هذا الجمع ، اجد التاريخ العالمي يعيش جدلية كبرى حول شخصية انسانية أَغنَتْ التاريخ الانساني بالفكر والعلم والمعرفة ، مخترقة الزمكان ، لتضع بذور حضارة انسانية لم تُزرَع بعد ، فالأرض لازالت بورا . 
تلك الشخصية ، هو الامام علي بن ابي طالب (كرَّم الله وجهه) .
كعادتي وبفعل تركيبتي وثقافتي التربوية العائلية ، لم اتعَود القراءة العمياء ، بل مازلت اتلمس والتمس طريق الحق بفضل الله تعالى ، مستنيرا بالحقائق والدلائل والشواهد ، ورغم كل السواتر والسدود التي اقيمت حول الورود الى هذه الروح الكبيرة ، لكننا مازلنا نراها مشرقة على الجهات الاربع ، حتى وصل الحال الى ان تُطرِّزَ كلماته جدران المحافل الدولية والامم المتحدة ، ويتشرف بدراسة عطاءه ، معظم علماء ومفكري الارض على مرِّ العصور ، حتى شهد له الاعداء بذلك قبل المحبين والاصدقاء . ومازال عرشه متفرداً بالانسانية التي لانظير لها في الوجود المتمدن .
احترامي وتقديري ....
.............................................................................
* هذا المثل يأتي بمعنى ...ان النائمين حين يستيقظون صباحا ويجدون السارين ـ السائرين ليلا ـ قد وصلوا الى مبتغاهم وانهوا الطريق ، فإنّهم يمدحونهم ويذمون انفسهم لبقائهم نائمين .
الاستاذ كريم القاسم..بغداد..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق