الثلاثاء، 12 مارس 2019

..قصيدة (.ايام سميح. ) بقلم الاديب حميد العنبر الخويلدي

.
هكذا اعمال ابداعية لاتشبه الا صاحبها، واروع مافيها انتماؤها الى منهج الشاعر الإبداعي ذاته،وهي مطالبة لابد منها لإثبات عملية هذا التنظير التطبيقية،بحيث نجد تجليات افكاره ومقترحاته النظرية واضحة على سيمياء وتفاصيل وحتى مضمون النص..مع الصديق الشاعر الناقد حميد العنبر الخويلدي..خالص تقديري..

غازي احمد الموسوي


..ايام سميح............
......................رَحَلَ سميح

لمحتُ من على الشريط،، سميحا مات،، قلتُ لم يمتْ ،، سميحُ زُفَّ بالخيل واللليل والمزامير....
هو ذاته، شخصانياته، صفاته،الشاعر العروبي ذو الشهرة العظيمة في العالم جوازه للعبور اسمه،ان اردت العالم الكوني ذا الدول والاقطار والحدود والاعلام والبحور ،او اردت عوالم القلوب والمشاعر،فكلاهما ميسور في قواميس حروف التفسير عند سميح القاسم واسفاره ورحلاته ،كان رزم حقيبته ، ورتّب قمصانه البراقة واربطة عنقه الزاهية،ام لكزَ جواده للخيال لحظة السفر المعرفي، حيثما شاء استجاب الواقع ،حتما يستجيب
طوعا وكرها، فعند نشور حُمّى الصيرورة الابداعية، من ذاته السامية ،اول ماينهدم جسده تحت عنوان اخراج البطاقة الشخصية وهيولى الكنه، كي يمر الهيكل والجثمان الاثيري ،يحدد الشفرات ويثبت الخطوط،لتَعرِفَهُ النجمةُ والزهرةُ، والغزال،ونواح القطا، وزءير الاسد الليث، وهمهمات الحالم، وبكاء العاشق،وحماسة المناضل ولهيب الثورة ،ودمعة الطفل وجوع الفقراء ودوي التظاهرات وطموح الرفاق وتصادم الكتل الفكرية ولعنات الفلاسفة وتَاَفُّفاتهم..وكل شيء يسمعه سميح لو اراد الدخول على الوجود وكاَنّ سميحا هو الوجود ، والوجودُ سميحٌ ، وحدة متكاملة من طين خاص مشع...
الاسم الكامل في بطاقة التعرفة...
سميح محمد القاسم...
من ال حسين في الرامة..
الولادة ..11...5...1939 في مدينة الزرقاء الاردنية. ابوه ضابط..حيث كانت العاءلة في طريق العودة لفلسطين في القطار..ابان نشوب الحرب العالمية الثانية ونظام التعتيم..
هنا بكى الطفل سميح،،فذعر الركاب
فخافوا ان تهتدي اليهم الطاءرات الالمانية،، وبلغ بهم الذعر درجة التهديد بقتل سميح...الامر الذي اضطر ابوه ان يشهر سلاحه بوجههم للدفاع عن هذا الصوت العظيم..والذي هبط توا ..ماكانوا ليفسروا بكاءه الذهين في ولادته.. وايما ولادة ،لايما طفل نعم ،،يبكي الطفل من هول الرؤيا، انه استلم ويستلم تجربة الوجود، تامّةً كاملةً من نقطة البداية حتى مختتم الفهرس الكوني ،له منها ماخصه..في سِجِلٍّ مثل النور المنير الراهج..
وهنا حضورية كلكامش ذو العظمة
السابقة اللاحقة...
هو الذي راى كلَّ شيء فغني بذكره
يابلادي..وعندما حلَّ به الظنى والنَّصَب دَوَّنَ كلَّ ما راهُ على نَصْب من الحجر....
بكاء سميح نشور متقدم سبق جوارحه..وحين كبر وحكوا له الرواية ذي، تبسّمَ بذي تلاميحه الجميلة..
حسناً لقد حاولوا اخراسي..منذ طفولتي..
ساريهم ساتكلم متى اشاء وفي اي وقت وباعلى صوت..
لن يقوى احد على اسكاتي.....
هكذا كان اصراره ، قضى دراساته
الابتداءية والثانوية والكلية في تيرا سانطه، وفي البلدية في الناصرة درس الفلسفة والاقتصاد السياسي
في موسكو...
دخل معترك الحياة كالنمر تارة يكتب لقضيته وتارة يُسْجن،، وتكررت عليه سجونهم وفرضت عليه الاقامة الجبرية والاعتقال المنزلي
وطرده من العمل..بسبب نشاطاته الشعرية والسياسية...
اشتغل معلما وعاملا وصحفيا ومارس كل الكدح والمعاناة
تصدى للوقت كالبطل في الصف والخط الاول قاءدًا وموجّهاً وثاءراً
انتج عشرات الدواوين والمسرحيات والبحوث،، بما يثري المكتبة العربية والعالمية، ترجم انواع الشعر والنصوص..
سميح موسوعي داءرة تامة 360درجة،،فلعله لو اراد الدخول في وقته النظيف..استعدَّ صَفَنَ تامّلَ،حكَّ حنكه او مفرقَ شعره ..او حتى ان به زيادة في التلفت حد القلق.وقد يشعر في وجع في عَصَبه وعظمه او تجده متوترا في حديثه مع صحبه في النادي او المؤسسة في العمل..يخلط الجد في المزاح ..هنا من تساله مابك ياسميح ليس انت المعتاد..
يرد عليك لقد اقبلت السحب الحافلة بالبرق والرعد والخصب المغيث ،،
انها قُرْبي من نافذة القدر ،استلم من المطلق على طريقتهم ،،لِاُخالطَ النور بالنور ،واختار اللفظ المجيب العحيب، واجهز وانجز الصيغ المتقدمة من الفعل المطلوب والمرام المقصود،، اُقدِّمه نتاجات او خِلْقة واعية ،الى العرض المشع في مسرح الحياة،، بعدما كان في ظلمات العدم،
يفقه سميح معادلة العدم والوجود، ومد الجسور لتَعْبُرَ من خلاله واحساسه خليقةُ البهاء،، التي يطمح ويزيّن ويرشّق في موقفه الخِلْقة قبل الخروج ،،
يعرف كيفية التعامل مع شفرات الطبيعة ليستلم من يدها البديع والصنيع الفني عبر هجسات روحه
ليخرج العمل منغمسا بصراحات سميح تحمله اراداته..
سميح تجربة وصلت حدود البلوغ العالي الاعتباري..بحيث يُجْرى له ما 
يشاء.. وايسر ماعنده في موقف الفتون البكر موقف اللقاء المستحيل مع عناصر الخلق الاُوَل التي تصعب وتعسر على غيره..
انما معه يستجلبها كالراعي الفطن ،، مقطرةً مسربةً وراءه يحدو بها الى المنصة الى اعطاء المحدثاث الجديدة،،
سميح تكاشفه الطبيعة والواقع على طبق ومدار،، حتى تَنبّهَ الى ربوبيةٍ
تملك لوازم حريتها الخاصة الخالصة،، بمجرد ان ينوي وكانه يملك السر،،تاتيه مطيعةً مادّةً رقابَها...
فقط عليه ان يؤشر محدداته فلسفيا
كنقطة البداية ..وخط الشروع التصاعدي. حتى دفع الطاقة ومستوى قدرة موضوعته ،،اذ نصل الى تعاليق مدار الذروة،هنا ينصب خطا لا اراديا هو التهافت الايجابي او الارجاعي حتى وصولنا الى خط استواء قاعدة الهرم وعموده موازاةً وامتدادا مع معادل البدء الاولى..
والتي اقول عنها ..
انها لحظة الهدم في الكتل او اوتكسير القشرة الصلبه للعمل حتى تاخذ الصورة حيّزَها التام من الوجود..والتي تُعْنى في النقد عند الاكاديميين بالمطلع..فيستصعبوه اغلب الشعراء.،،اذ القصيدة بمطلعها 
فكلما كان المطلع ذا طاقة حمّالة نشيطة سَحَب مابعده من ترابطات شعرية ومركبات وهذا يثبت ان النص مخلوق حي يتحرك اراديا وهو في الرحم التكويني..ريثما يستلهم أصالاته وزحزحأته في ألزمكان..وهكذا دواليك الى ان يكتمل الفعل ..
.وقد تجده، واعني سميحا ،،حينما يعاقر الاشياء يدخل عليها، عاقدا قران النتاج النصي ،،تراه او لاتراه
فهو موجود، كيفما اردتَ الصورةَ 
يُكنّي يعيدُ الكينونات يمحي الاثر ويزرع اثرا اخرا ،قابلا لان يجتهد بالمُحْدِثات التي تناسب وتتعالى مع مستوى الجمال الفكري المطلوب والذي ياخذ الحياة وهي باجمل واجلّ الحُلَل...فلعله الصارخ ...ا.ا.
كان لي بيت على رابية
كان من صخر هذي الجبال
كان من خشب السنديان
كان ...ياناس...كان
واقعا راءعا كالخيال
فاتركوني اذن
استعيد الحساب....
اؤثرُ الموت ، ام هدم هذا الجدار...
ومثل هكذا اغنية للجمال الكوني وفي شهودية الوقايع والاحداث يلقي سميحٌ مزاميره ...
حاملا الهم والضيم بجنب وضاربا العود والقيثار بجنب ...
ياتُرى هل هذا التخالط مقصود... التخالط بين جو الملحمة النضالية التي يسوق بها الشاعر تلقاءيا وبين الانشاد الطربي الراقص ايقاعيا..
نعم الجواب هي هكذا طبيعة الشعر
وردة ورصاصة..الرصاصة للخصم والوردة للمنتصر...
هذا متاع مقطعي من قصيدة ملحمية، تجده وضع الاسَّ المرادَ حتى في عنوانها ايمانا منه ،ان للشيء دلالة،ً في اسمه وهي التعرفة
ولطالما تعودت العرب ذلك ..سعد ، وزيد،هذي اسماء لها ما لها من مداليل،
في فاكرة الوعي وفي خلفية الذهن الجمعي..فتراه ،يُسمّي..
اَعِدُكم....
بان ترثوا جيادا نفاثة...
هذا عنوان نص القاسم سميح...
اتركوني اصلي قليلا...
لاباء لحمي
لاباء وجهي وصوتي
لاباء كينونتي الباقية
هذا التاصيل هو الدفق الحيوي الذي يسقي ويروي شجرة العقيدة وخامة الايمان لصنع سلوكيات حركية ذات حاصل عال في الاعتبار..
ومايمت بصلة من هذا الدور الى اظهار الصورة في العرض ..عند ذاك تكون الغلبة وفق النواميس للنوعي ..عندها نقول جرى الارسال الذي نطمح، والايعاز الذي نستود حثَّه وخطاه...
بقلمي...من العراق 
.............حميد العنبر الخويلدي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق