البطل وطواحين الهواء / قراءة في قصيدة (الى صديقي صلاح ) للشاعر خالد العزاوي
لم يكن صلاح بالشخص المهم لدى الآخرين ،،بل ربما العكس،،انه من رهط المنبوذين،،بوهيمي... متمرد،،ومسالم،،عكس تمرده على نفسه،،،مارس جلد الذات،،حتى مات في قارعة الطريق،،،وهو يحمل حلمًا غير مكتمل،،محتجًا على كل مقدس،،هو من النوع اللامنتمي ،،حاله حال الملايين عبر التاريخ ،،يدخلون الحياة،،وتلفظهم ،،ليشكلوا مجتمع الهامش ،،مقوماتهم يسحقها الاقصاء،،وجنود الاستغلال ،،صلاح سبعيني نموذجي،،ابن بغداد ،،ومنطقة البتاوين،،،وبغداد مع كل مقومات ومظاهر المدنية،،كانت تنطوي على صراعات قوية ،،في لحمتها الاجتماعية ،،حيث المد البدوي والمتريف،،الذي لم تنجح مؤسساتها المدنية من احتوائه،،بل العكس ،،واذا كان هناك ضابط ومعيار للمدنية في بغداد،،فهو متمثل بمنطقة البتاوين،،ذات الأغلبية المسيحية،،،لانهم كانوا ،،صِمَام الامام للقيم المدنية،،وخسارة بغداد لهذه الشريحة ( المسيحيين ) هي اعظم ما تعرضت له من كوارث،،،اذ فقدت هويتها المدنية. بفقدهم،،
وصلاح كما قلنا ،،بوهيمي متأثر بالحركات التي ازدهرت في سبعينات القرن الماضي مثل حركة ( الهبييز ) ،،وغيرها. اذ كانت رمزًا للشباب في المظهر والسلوك والتمرد ،،بالاضافة الى ما شكلته بيروت حينها عندما كانت رمزًا ثقافيًّا لكل العرب ،،حيث اكتست بثقافة الهبييز ،،وعنفوان المقاومة الفلسطينية،،،ان ما اريد ان أقوله من كل هذا ،،ان مسعى الشباب كان،،،اتخاذ دور الشهيد،،،وصلاح كان متطلعًا طموحًا ،،وجامحًا،،اصطدم بعوائق المجتمع،،،الاول،،المتمثل بالاسرة المحافظة،،مع تاثيرات بيئية هائلة وغنية،،واتخذ من عشق الأنثى ،،ثيمة لكي. يعيش دور الشهيد،،،
القصيدة ،،للشاعر( خالد العزاوي) لم تكن بالحقيقة هي مرثاة لصديقه ( صلاح ). بقدر ما هي مرثاة ،،له ،،هو يواسي نفسه،،،فالعين المراقبة لهذا الحيّز. الزمني هي عين الشاعر،،وهو من يتقلب ويتألم،،،ويتأسى،،،متخذًا من شخصية بطله التراجيدي ( صلاح ) رمحًا ( دون كيشوتيًا ) ينغز فيه خواصر مدينته الجحود ،،وتاريخه الهارب مع احلامه،،يحاجج به ،،كل باطل،،
مثل هذه النصوص،،،ذات قيمة عالية وثمينة،،،لانها لاتترك الوقائع للنسيان،،،وتمسك ما تم إغفاله. عن عمد او حمق ،،او خذلان للوعي الجمعي المنهزم،،،ومع ان ظاهر النص. هو مجرد مواساة،،الا انه يحمل روح المقاومة،،للانسان الحقيقي لهذه الارض ،،ومفادها ان لاحياة لنا الا بالمقاومة. لكل المشاريع الانهزامية ،،هذه المقاومة ابطالها الناس. الطبيعيين ،،والعاديين ،،والرافضين للباطل،،،تحياتي للثائر المغوار ( خالد العزاوي ) ،،الوفي لقضيته المتمثّلة بالوطن،،،ومحورها الانسان ،،،وهو يسعى الى رتق ،،الذاكرة المثقوبة ،،والتي يبدو ان سعة الثقب،،اكبر من كل مسعى،،،ولو ادار عينيه الى الخلف لأدرك ،،اننا كلنا عبارة عن ثقوب،،اندلقت منها ،،الاوطان والمشاعر والأنثى برمزيتها ،،،للحياة
وأننا. نصارع طواحين للهواء
لم يكن صلاح بالشخص المهم لدى الآخرين ،،بل ربما العكس،،انه من رهط المنبوذين،،بوهيمي... متمرد،،ومسالم،،عكس تمرده على نفسه،،،مارس جلد الذات،،حتى مات في قارعة الطريق،،،وهو يحمل حلمًا غير مكتمل،،محتجًا على كل مقدس،،هو من النوع اللامنتمي ،،حاله حال الملايين عبر التاريخ ،،يدخلون الحياة،،وتلفظهم ،،ليشكلوا مجتمع الهامش ،،مقوماتهم يسحقها الاقصاء،،وجنود الاستغلال ،،صلاح سبعيني نموذجي،،ابن بغداد ،،ومنطقة البتاوين،،،وبغداد مع كل مقومات ومظاهر المدنية،،كانت تنطوي على صراعات قوية ،،في لحمتها الاجتماعية ،،حيث المد البدوي والمتريف،،الذي لم تنجح مؤسساتها المدنية من احتوائه،،بل العكس ،،واذا كان هناك ضابط ومعيار للمدنية في بغداد،،فهو متمثل بمنطقة البتاوين،،ذات الأغلبية المسيحية،،،لانهم كانوا ،،صِمَام الامام للقيم المدنية،،وخسارة بغداد لهذه الشريحة ( المسيحيين ) هي اعظم ما تعرضت له من كوارث،،،اذ فقدت هويتها المدنية. بفقدهم،،
وصلاح كما قلنا ،،بوهيمي متأثر بالحركات التي ازدهرت في سبعينات القرن الماضي مثل حركة ( الهبييز ) ،،وغيرها. اذ كانت رمزًا للشباب في المظهر والسلوك والتمرد ،،بالاضافة الى ما شكلته بيروت حينها عندما كانت رمزًا ثقافيًّا لكل العرب ،،حيث اكتست بثقافة الهبييز ،،وعنفوان المقاومة الفلسطينية،،،ان ما اريد ان أقوله من كل هذا ،،ان مسعى الشباب كان،،،اتخاذ دور الشهيد،،،وصلاح كان متطلعًا طموحًا ،،وجامحًا،،اصطدم بعوائق المجتمع،،،الاول،،المتمثل بالاسرة المحافظة،،مع تاثيرات بيئية هائلة وغنية،،واتخذ من عشق الأنثى ،،ثيمة لكي. يعيش دور الشهيد،،،
القصيدة ،،للشاعر( خالد العزاوي) لم تكن بالحقيقة هي مرثاة لصديقه ( صلاح ). بقدر ما هي مرثاة ،،له ،،هو يواسي نفسه،،،فالعين المراقبة لهذا الحيّز. الزمني هي عين الشاعر،،وهو من يتقلب ويتألم،،،ويتأسى،،،متخذًا من شخصية بطله التراجيدي ( صلاح ) رمحًا ( دون كيشوتيًا ) ينغز فيه خواصر مدينته الجحود ،،وتاريخه الهارب مع احلامه،،يحاجج به ،،كل باطل،،
مثل هذه النصوص،،،ذات قيمة عالية وثمينة،،،لانها لاتترك الوقائع للنسيان،،،وتمسك ما تم إغفاله. عن عمد او حمق ،،او خذلان للوعي الجمعي المنهزم،،،ومع ان ظاهر النص. هو مجرد مواساة،،الا انه يحمل روح المقاومة،،للانسان الحقيقي لهذه الارض ،،ومفادها ان لاحياة لنا الا بالمقاومة. لكل المشاريع الانهزامية ،،هذه المقاومة ابطالها الناس. الطبيعيين ،،والعاديين ،،والرافضين للباطل،،،تحياتي للثائر المغوار ( خالد العزاوي ) ،،الوفي لقضيته المتمثّلة بالوطن،،،ومحورها الانسان ،،،وهو يسعى الى رتق ،،الذاكرة المثقوبة ،،والتي يبدو ان سعة الثقب،،اكبر من كل مسعى،،،ولو ادار عينيه الى الخلف لأدرك ،،اننا كلنا عبارة عن ثقوب،،اندلقت منها ،،الاوطان والمشاعر والأنثى برمزيتها ،،،للحياة
وأننا. نصارع طواحين للهواء
جمال قيسي / بغداد
الى صديقي صلاح ...
*******************
في بلاد الغرائب
يبقى المتوهمون بدرب الحرية
انا
انت
نبقى مبهورين بشكل الالوان
في اللوحات المعلقة على الجدران
جميلة هي الالوان
اليس كذالك ايها البويهمي
الذي اختزل الطريق الى الصدق
بالدموع تنهمر من اجل المساكين .. الفقراء
الذي تشربت خلاياه
بالعرق العراقي المصنوع في بيوت في( البتاويين )
مملوءة بالفئران
كنت تحلم بالحرية
وكان يبهرك (الحصيري)
وهو يتموج في باب ( شريف حداد )
متوسلا بالوجوه ان تمنحه ( ربعية )
في تلك الساعة المنافذ تغلق بوجهك
اعرف نبض قلبك يسرع مثل خيل في سباق
تفتش في جيوبك
آه لوكنت املك مخازن العرق !!
ما تركت الحصيري مكسور الخاطر
ها انت ..
وجدتك الشرطة مرميا
قرب جدار احد المساجد
لا ادري هل كنت تبحث عن مغفرة
ام انك كما تعودت جوابا في الطرقات
لا تملك ماوى
مثلك لا يصح ان يرحل
فانت لست فاسدا مثل حكام المنطقة الخضراء
مثلك يقطن في الارواح النقية
اعرف انك رحلت من دون ان تودع طفلتك ( شيماء )
نادرا ما كنت تراها لان الحرب اخذت منك كل جميل
واعرف ان الحكام الفاسدين
كانوا مبهورين
لبراعة البكاء المخزون بقلبك
ما اجمل ما يقرا الناس ... وجهك.. قلبك
هذا الدامع العينين
رحلت ولم تشهد ما يفعله الفاسدون
ايها النائم .. تحت التراب
ولم تزرك الانثى التي ضيعت من اجلها الطرقات
لم تزرك شيماء
لكن ...قربك ... ظلت تحوم الفراشات
خالد العزاوي
التعليقات
Jenan Mohammad أدركتُ من بداية تورطي بالقراءة ههنا -وأقول تورطا لا بالمعنى السلبي أو الاعتيادي بل لأني علمت أن الوجع الكامن في النص سيجعل من برميل الدمع خاصتي يندلق - أدركت من تلك الدموع التي انحدرتْ تلقائيًّا من عينيّ، كيف يغادرون هذه الدنيا في سلامٍ هكذا..أولئك البسطاء أمثال "صلاح " -الذي لا نعرفه لكن في حياة كل منا روح تشبهه -
إنّهم يتركون المرافئ في رعاية خالقها؛ وينسلّون لسباحةٍ تبدو عاديّة كأيّ يومٍ عاديّ، وحين يبتعدون كفاية ويغيب الشاطئ عن أنظارهم؛ يقطعون حبل المرساة في هدوء.. وينفلتون إلى الأبد، بابتسامة خالدة..
ذلك المزيج من الشجاعة، والتّوْق، والشغف والتوكّل.. يأخذهم إلى ما أعجز عنه..
لروحه الرحمة .....
كل التقدير للشاعر الذي أحسن الرثاء ولك ناقدنا الفذ اذ كانت قراءتك عظيمة بحجم الأسى الذي يخلفه الفقد..
وختاما لك أستاذي الغالي غازي يامن أدين لك بالكثير ..
Jamal Kyse يالبهائك سيدتي،،،،رصعت النصين،،بالجواهر،،،ارفع لك قبعتي،،،تحياتي
الى صديقي صلاح ...
*******************
في بلاد الغرائب
يبقى المتوهمون بدرب الحرية
انا
انت
نبقى مبهورين بشكل الالوان
في اللوحات المعلقة على الجدران
جميلة هي الالوان
اليس كذالك ايها البويهمي
الذي اختزل الطريق الى الصدق
بالدموع تنهمر من اجل المساكين .. الفقراء
الذي تشربت خلاياه
بالعرق العراقي المصنوع في بيوت في( البتاويين )
مملوءة بالفئران
كنت تحلم بالحرية
وكان يبهرك (الحصيري)
وهو يتموج في باب ( شريف حداد )
متوسلا بالوجوه ان تمنحه ( ربعية )
في تلك الساعة المنافذ تغلق بوجهك
اعرف نبض قلبك يسرع مثل خيل في سباق
تفتش في جيوبك
آه لوكنت املك مخازن العرق !!
ما تركت الحصيري مكسور الخاطر
ها انت ..
وجدتك الشرطة مرميا
قرب جدار احد المساجد
لا ادري هل كنت تبحث عن مغفرة
ام انك كما تعودت جوابا في الطرقات
لا تملك ماوى
مثلك لا يصح ان يرحل
فانت لست فاسدا مثل حكام المنطقة الخضراء
مثلك يقطن في الارواح النقية
اعرف انك رحلت من دون ان تودع طفلتك ( شيماء )
نادرا ما كنت تراها لان الحرب اخذت منك كل جميل
واعرف ان الحكام الفاسدين
كانوا مبهورين
لبراعة البكاء المخزون بقلبك
ما اجمل ما يقرا الناس ... وجهك.. قلبك
هذا الدامع العينين
رحلت ولم تشهد ما يفعله الفاسدون
ايها النائم .. تحت التراب
ولم تزرك الانثى التي ضيعت من اجلها الطرقات
لم تزرك شيماء
لكن ...قربك ... ظلت تحوم الفراشات
خالد العزاوي
التعليقات
Jenan Mohammad أدركتُ من بداية تورطي بالقراءة ههنا -وأقول تورطا لا بالمعنى السلبي أو الاعتيادي بل لأني علمت أن الوجع الكامن في النص سيجعل من برميل الدمع خاصتي يندلق - أدركت من تلك الدموع التي انحدرتْ تلقائيًّا من عينيّ، كيف يغادرون هذه الدنيا في سلامٍ هكذا..أولئك البسطاء أمثال "صلاح " -الذي لا نعرفه لكن في حياة كل منا روح تشبهه -
إنّهم يتركون المرافئ في رعاية خالقها؛ وينسلّون لسباحةٍ تبدو عاديّة كأيّ يومٍ عاديّ، وحين يبتعدون كفاية ويغيب الشاطئ عن أنظارهم؛ يقطعون حبل المرساة في هدوء.. وينفلتون إلى الأبد، بابتسامة خالدة..
ذلك المزيج من الشجاعة، والتّوْق، والشغف والتوكّل.. يأخذهم إلى ما أعجز عنه..
لروحه الرحمة .....
كل التقدير للشاعر الذي أحسن الرثاء ولك ناقدنا الفذ اذ كانت قراءتك عظيمة بحجم الأسى الذي يخلفه الفقد..
وختاما لك أستاذي الغالي غازي يامن أدين لك بالكثير ..
Jamal Kyse يالبهائك سيدتي،،،،رصعت النصين،،بالجواهر،،،ارفع لك قبعتي،،،تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق