السبت، 10 فبراير 2018

قلقٌ أعمى.. بقلم الشاعر/ غسان حجاج

لا يتوفر نص بديل تلقائي.

تدحرج عمري 
صخور سباقٍ عقيمٍ 
سعتْ دون غايٍ 
خيوط الدخان التي مزقتها الرياحْ 
فلا لهفة الطامحين لها مخلبٌ 
يتوثب فوق الرماحْ 
ولا ضفة النهر
فيها انتعاشة موجٍ 
يلاعب ناعورها المستباحْ
وينعى تراتيل ذكرى خريرْ 
ككلبٍ عقورٍ عوى
يشمئز الصدى 
من تلعثمهُ بالنباحْ
انا زهرةٌ نبتت
في جحيم الشتاء الضرير
تكفِّنُها بالثلوج العواصف
ما لثمتْ وجنتيّ الصباحْ
اذن كيف ننجو ؟
أيا بسمةً ولدتْ في زحام النواحْ
كلانا أسيرْ...
بقضبان هذا الردى المستطير 
فهل اكتفي 
بالفضاء النقيِّ بياضاً هوىً 
واليراع الجناحْ
انا واهنٌ
كالعناكب اغزل من حشرجات الضجيج 
شباك السكوت الاخيرْ 
على غفلةٍ من شراك الزمان
كمثل بذور اللقاح
التي تمتطي صافنات الرياحْ 
فهل استطيع النجاح!
انا قلقٌ لا يرى
سار فوق رصيف الهجير 
ويبحث عن كسرة الارتياحْ 
انا نازحٌ من عجاج الرحى 
خطوتي غصةٌ من دخانٍ الضميرْ
انا تيه شعبٍٍ 
تسوّل من سارقيه السماح
اصبتُ بعدوى التجهم من ضجرٍي المسْتبدِّ
ولكنني أرتدي شحنةً من جلود المزاحْ 
انا عندليبٌ بدون افانينَ غاباتهِ الضائعات
برغم الجراحْ
الى اخر النبض باقٍ اطير 
................

اللوحة للفنان فان كوخ

هناك تعليق واحد:

  1. بحر المتقارب بحسب تلمسنا هو اقدر البحور سعة على أن يكون بنية حمل مع عموم ادوات النص التعبيرية لأكثر النصوص عمقا فكريا او رؤيويا او كثافات شعورية دفينة مع رديفه المتدارك كماهي الحال مع هذه القصيدة المميزة حقا فكرا واحساسا وموسيقى..
    المهندس الشاعر غسان الحجاج يمكنه كسابقيه من عصر التفعيلة الاغر الستيني والسبعيني والثمانيني ان يفكر من خلال القصيد الحر،ويبث نجواه واحساسه المعمق ذاتيا وموضوعيا بسياقات بالغة الخصوصية عالية النبرة قوية التأثير..تقديرنا الكبير..(الناقد/ غازي الموسوي)

    ردحذف