(اعادة قراءة)!!!
لنص هاك قلبي للأستاذ حميد العنبر الخويلدي..
سمعي يلتقط اصواتا تختلط، نفثات أنفاس وحفيف حركات آدمية، ائتلقت أنوارا، أنها ضبط الهوية بالمساحة الدلالية تصوير مباشر للبعد الوجودي والدلالات التي تحولت إلى تاريخ والأصرار على الحب والطموح والتضحية، أنا هنا لازلت على احتراسي كلما تقدمت واجهت كثافة الشعر وأتساع الأماد،وما أن لمعت الفكرة بضوء قمر ساطع، كان السكون مطبق والسير مرهق، وأني وأيم الله واثق من صعوبة مهمتي صرخات أسئلة واسئلة صرخات لعل أعثر على أجوبة، الى أين يريد أن يصل بنا الخويلدي مع هاك قلبي انا أعرفه لأنه كان صاحبي السجن أعرف نواياه هواجسه طيبته وعيه وفهمه أدميته وخلقه وأخلاقه؟غير انه هنا بأبهى بريقه هو هيك لما يبدع، وعليه ربما تزول الوساوس وتستقر الأنا، ولاتتعجلوني بالحديث وأنا صنمي في الكتابة وغير مسؤول عن أدمية الكلم. عندما تدهشني الصورة وتصعقني العبارة المذهبة وعند الأفاقة وبعد الزوغان، رأيت وأدهشني مارأيت فوانيس ملونة علقت على زوايا الجدران تنثال عليها واليها الأنظار والأنوار هذا ذا دار الأنس والطرب ورشف الدنان بعدما يأتي معتقا بعد الصيام وبعد طول انتظار سورات الحان وأنغام تفيض في أرجاء المكان شنفت أسماعنا السكرى فأردتنا أسارى،الأذهان محلقة والنفوس شبقة والأبصار مدققة، تدفقت كحمامة ترف ترتجيك حروفا هي النبع وكل شئ في غاية العشق والأبهة.. فلعل فيك من تحبك تعشقك،هي ادراك للفكر القومي المطلوب وحقيقة لابد أن تستحثه نحو المزيد من التعمق في فهم التحديات المترسخة والمتأصلة والمشرقة التي تتشوف عطاءات متميزة ونتاجات تزخر بأختراق الموروث ضمن سياق سردي أو نصي واحد ومغامرة تشير في الحقيقة الى بداية العد التنازلي الحاسم لنضوب الحس القومي وأفتقاره الى الخلق حتى ولو بجهد ابداعي او حلمي استنساخي ينتفض والروح ينتفض حتى على الأقل تكتب شعرا أو نصا لذلك التاريخ وحلكته الدامسة..
أنا تعشقني الطيور
تعشق هند
تعشقها
الفراشات والنهر
أنا فيٌ منهن
وفيهن مني
يارغيف القمح
يارفة الله في الجفن
يابعض كبدي
أحاكيك أن هذا الجناح هدية
من رجل من العراق
يحب الدمشقيين
يحبهم حد
التشكر جدا
جامع صورهم بوجهي كلهم
انه الالتصاق ولاغرابة ان تعشقك الطيور وتعشق هند وأنت وهند ابناء عمومة وحقائكم في المخيلة والخطاب والتفكير الجمعي فهي ابنة الصحراء وأبنة المحار والزيتون وأبنة اول وأقدم عاصمة في العالم والسلوك المتجذر في العلاقات وتجترح لنفسها تيارا عارما ومهما،وانت وجهدك الوسيم فديتها وتفديها بروح الأنتماء المخلص، رغم أنها تغلبك في كل شاردة وواردة في الجمال والياسمين مثلا رغم أنك وماعندك من الهلم كعشتار وليلى العطار وبنت المعيدي وبلقيس!! أتذكر لما غلبتك بصفين هي اختارت الداهية ابن العاص وانت اخترت الأشعري الذي خلعك في أول جولة مثلما يخلع الخاتم من الأصبع وكان كالحمار يحمل اسفارا؟اذن هي الجمال والسلطة تعشقها الفراشات والنهر حد الأثارة والعشق والتوحد لتكون قارة فسيحة تصل إلى أخر مديات الحلم، وأنت فيك منهن، وفيهن منك حتى اتسع رغيف القمح من حولك ،واحتفظ باسمك وكنيتك لما تراه مناسبا. ماعليك تدثر بثوب فرحها هي الربيع كله والشموع والألحلن ودبكة الضيعة الشامية المحفزة للنشاط، وانت المهوس بها حد الثمالة والجنون تحب شقائق نعمانها الحمراء وزنابقها البرية وعصافيرها وخصرها ونعاسها الذي يتسلل إلى الجفون وهذا (البله ابوك يعگاب )حتى تكتمل اللوحة وتمنحك القوة العجيبة لتسترد بها كل شئ مغتصب ومحتل.
احتسي قهوتك من مطبخها فالفنجان يفوح منه النشاط ولتبقى رفة الله في الجفن يابعض كبدي، فلاعليك من الأنفجارات والرصاص والخوذ المثقوبة والوجوه الابليسية البشعة انها فصل مؤلم لكنه خاب وانتهى، تمترست بعده دمشق دفاعا عن الحياة..والان جاء دورك، اهديها في العيد ماتشاء من خيرات حسان ومن برحي التمر ومن وردالخزامى ونماذج من طيبة أهلنا وفلسفة النقاء، وأذهب اليها مقاتلا كي تعمق ابداعك وايمانك وتطير بجناحك وتحب الدمشقيين تصفر حدود الجسد..
جامع صورهم بوجهي كلهم
مانع المكرهين
باصق عليهم
لم يقف عند جدارهم
ليس لديهم
جدار
دفعتها بحدة فأرتدت اليك متشبثة،
لتقول لك أنا وأنت لسنا في وطن اخر كي نقول ان الحرب لاتستهدفنا، فانغرز فحيحها في الرأس يحرق هشيم الأسئلة، ولماذا كل هذه الصور تتجمع في وجهك، هل النوارس متعبة وهل عادت الطائرات من جديد؟وتفجرت الحواس ارتعادا، لاتخف انها انهمار الطفولة في غرفتك البيضاء كأن الثلج في قلبك يلمس الجدار فيذوب وتسقط الأقنعة، والمكرهين نبصق عليهم رغم انهموا لايملكون جدارا وكلما يسقط كان قد سقط!!ولأنهموا أشكالهم شاحبة وجوهم صفراء بدون عله فاحذرهم في أنى وقت. يخافون منك لأنهم سينحشرون بواد غير ذي زرع يأكلون من خمط وينضحون نحو مصير مجهول، ،طيار سيار يجيد الدواليب في سريانها الليلي وكمثل شجر مهرولا الى الهجرة،
ذاك انظره
واقفا امام دارنا
نحيفا مثل شعاع منفلق كالعمود
ذاك اشد بالخيزرانة على يده
مساحة من قمر اقبل
لاعب الليل
مثل فتى
وعروس مشتهاة
تبتسم بشفتين كالورد ضمئتين،
هذا غناء عذب ومبارك تجيده حنجرتك سيما وانت سيار طيار بهلوان تعرف كيف تنجو من الموت وتقصف حصار العقوبات بوابل من الحب وشجرك المهرول عاد من الهجرة والناس في قلبك وقلبك فيه كل الناس، شعاعك النحيف المنفلق كالعمود نشيد وكورال وزمكان أفتت به الأذاعات مع الذكريات فارتعش مابين الحب والحرب مضطربا كالمواعيد التي يتهامس بها العشاق لحبيباتهم، مساحات قمرك اكتملت وقصائدك كانت قد ودعت القرن العشرين وهي الان في قرنها الواحد والعشرين اصبحت اكثر صوفية واكثر حلولا واكثر هوىًٌ ،وانت تحمل هداياك مع النوارس تزيد الضوء في بقع الظلام وانت تنثر شعرك وظفائر حبيتك القرمزية فوق ضريح السياب وابي الطيب، ثم ادلفت الى الفتى الذي لوى من الزمن العنانا حيث هو ودمشق تحتضنه انتزعت وعيه الذاتي ورموز ذلك العالم المرسوم على الطريقة الأنتيكية ثم حاولت وحاولت أن تنظر ببصيرة لاببصر ثم
تحسر مرتين اثنتين فاتحا كنفك
للهواء الرغيب
حيي قاسيون
الشام العتيقة المزة حلق
مقهى الرشيد
خط بالأخضر القدسي
وبالأحمر
مثل الدم العبيط ضاحكا
ضحك من نحتوا جسد الوقت
هم الان مزارات هم الان مدارات
هم الان مثل النجوم،
انت الان تمارس سورياليتك تقف عند سواحل هواءك الرغيب ثم تحسر مرتين اثنتين فاتحا كنفك للهواء ولما تغرق بعد، ، يقول الحلاج رأيت طيرا من طيور الصوفية عليه جناحان وأنكر شكلي حين بقى على الطيران، فسألني عن الصفاء، فقلت له اقطع جناحك بمقارض الفناء والا فلا تتبعني، فقال بجناح أطير؟فقلت له ويحك ليس كمثله شئ وهو السميع البصير فوقف يومئذ في بحر الفهم وغرف، ، لذا حييت قاسيون الشام العتيقة وانت في التشهد الاخير للصلاة تتمتع بالمسحة الميتافيزيقية ،اذن انت والشام العتيقة موسيقى فيروزية ونواقيس انجليكية ومصابيح ملونة تملأ النوافذ ضوءا وبهرجة وكركرة طفل وطعم قبلة وحرارة لهفة وعربدت ليالي في الحانات وأغفاءة جفن وتغريدة عندليب، ومقهى الرشيد خط بالأخضر القدسي، ولماتكتمل بعد والفرات عند خوانق بردة امرأءة ولاكل النساء هي كشف لبواطن النفس ولذات الوجود؟ لب لبيب أخضر متميز مثل خضر الياس هو أخضرك القدسي نكهته تنحاز للعطاء الثر.. صحيح انت ليس وحدك من اماط اللثام عن الكنز، كنز الحب المألوف والحميمية فكان جهدك مزجا معنويا وخارطة طريق صحيحة مهيأة للغد المتلاحم القوي المنظم.
فلولاه ما مات غصن
ولولاه مانام جفن
ولولاه هبت أعاصير أشد
فكن في ظله برتقالة
وكن كما صرنا حياة
مثل تلك الغزالة،
مثل هذا وكل ما تمنحه من دلالات معنوية ونفسية يثير الدهشة والأعجاب، هكذا كان النسيج الشعري لأبي سراج الدين الخويلدي موسيقيا وبيانيا اصطف وأتراصف ومعطياته وقلقه لانها وبالمعنى العريض ارادة شاعر اراد في بواعث القول والحال وحلاوة وغلاوة الشعر وانماط الصور والموروث الفني المؤثر حتى كان مؤثرا وبليغا.
مع أني كمتلقي بسيط كنت اتمنى ان لايكون للسلطان او الحاكم دور او اسم يذكر لأنهم في شعوبنا العربية اكثرهم كانوا نقمة وليس رحمة وكانوا علينا وليس معانا وبسببهم شاع الفساد وكثرالجهل ومات الناموس وعم التخلف والحرمان، فالجدار قوي والغصن لايموت اذا كانت التربة خصبة وفيها الزرع مختلفا الوانه والسنابل تنحني بحملها الدسم، واما لولاه لهبت اعاصير اشد، فربما بسببه هبت أعاصير شتى وضاعت الاوطان والعباد، غير أنه أخذنا مرة أخرى في ظل برتقالة كما صرنا حياة مثل تلك الغزالة، وكنااندمجنا مع القيم الجمالية الفنية مع ماينسجم والرؤى الابداعية التي تتقبل المستويات الطاغية وتنجذب للبساطة والتشذيب الذي هو أس متميز يتمظهر فيه النص مثل ارتباط اللوحة الجدار، وكانت الوظائف التعبيرية ذات نكهة جمالية متفردة متصلة اتصالا وثيقا بالدور الاساس للفن وكنهه، وكل ما كان كان مكانا للقيم محتويا المظاهر والتشكيل الخالص واموره وأدواته الحسية وابعاده الفلسفية وفيزيائته الفكرية وحركةفضاءه وقيمه التي يحتويها المضمون والشكل والمعادل الموضوعي المبتكر...!!! شكرا ابا سراج..؟!!
لنص هاك قلبي للأستاذ حميد العنبر الخويلدي..
سمعي يلتقط اصواتا تختلط، نفثات أنفاس وحفيف حركات آدمية، ائتلقت أنوارا، أنها ضبط الهوية بالمساحة الدلالية تصوير مباشر للبعد الوجودي والدلالات التي تحولت إلى تاريخ والأصرار على الحب والطموح والتضحية، أنا هنا لازلت على احتراسي كلما تقدمت واجهت كثافة الشعر وأتساع الأماد،وما أن لمعت الفكرة بضوء قمر ساطع، كان السكون مطبق والسير مرهق، وأني وأيم الله واثق من صعوبة مهمتي صرخات أسئلة واسئلة صرخات لعل أعثر على أجوبة، الى أين يريد أن يصل بنا الخويلدي مع هاك قلبي انا أعرفه لأنه كان صاحبي السجن أعرف نواياه هواجسه طيبته وعيه وفهمه أدميته وخلقه وأخلاقه؟غير انه هنا بأبهى بريقه هو هيك لما يبدع، وعليه ربما تزول الوساوس وتستقر الأنا، ولاتتعجلوني بالحديث وأنا صنمي في الكتابة وغير مسؤول عن أدمية الكلم. عندما تدهشني الصورة وتصعقني العبارة المذهبة وعند الأفاقة وبعد الزوغان، رأيت وأدهشني مارأيت فوانيس ملونة علقت على زوايا الجدران تنثال عليها واليها الأنظار والأنوار هذا ذا دار الأنس والطرب ورشف الدنان بعدما يأتي معتقا بعد الصيام وبعد طول انتظار سورات الحان وأنغام تفيض في أرجاء المكان شنفت أسماعنا السكرى فأردتنا أسارى،الأذهان محلقة والنفوس شبقة والأبصار مدققة، تدفقت كحمامة ترف ترتجيك حروفا هي النبع وكل شئ في غاية العشق والأبهة.. فلعل فيك من تحبك تعشقك،هي ادراك للفكر القومي المطلوب وحقيقة لابد أن تستحثه نحو المزيد من التعمق في فهم التحديات المترسخة والمتأصلة والمشرقة التي تتشوف عطاءات متميزة ونتاجات تزخر بأختراق الموروث ضمن سياق سردي أو نصي واحد ومغامرة تشير في الحقيقة الى بداية العد التنازلي الحاسم لنضوب الحس القومي وأفتقاره الى الخلق حتى ولو بجهد ابداعي او حلمي استنساخي ينتفض والروح ينتفض حتى على الأقل تكتب شعرا أو نصا لذلك التاريخ وحلكته الدامسة..
أنا تعشقني الطيور
تعشق هند
تعشقها
الفراشات والنهر
أنا فيٌ منهن
وفيهن مني
يارغيف القمح
يارفة الله في الجفن
يابعض كبدي
أحاكيك أن هذا الجناح هدية
من رجل من العراق
يحب الدمشقيين
يحبهم حد
التشكر جدا
جامع صورهم بوجهي كلهم
انه الالتصاق ولاغرابة ان تعشقك الطيور وتعشق هند وأنت وهند ابناء عمومة وحقائكم في المخيلة والخطاب والتفكير الجمعي فهي ابنة الصحراء وأبنة المحار والزيتون وأبنة اول وأقدم عاصمة في العالم والسلوك المتجذر في العلاقات وتجترح لنفسها تيارا عارما ومهما،وانت وجهدك الوسيم فديتها وتفديها بروح الأنتماء المخلص، رغم أنها تغلبك في كل شاردة وواردة في الجمال والياسمين مثلا رغم أنك وماعندك من الهلم كعشتار وليلى العطار وبنت المعيدي وبلقيس!! أتذكر لما غلبتك بصفين هي اختارت الداهية ابن العاص وانت اخترت الأشعري الذي خلعك في أول جولة مثلما يخلع الخاتم من الأصبع وكان كالحمار يحمل اسفارا؟اذن هي الجمال والسلطة تعشقها الفراشات والنهر حد الأثارة والعشق والتوحد لتكون قارة فسيحة تصل إلى أخر مديات الحلم، وأنت فيك منهن، وفيهن منك حتى اتسع رغيف القمح من حولك ،واحتفظ باسمك وكنيتك لما تراه مناسبا. ماعليك تدثر بثوب فرحها هي الربيع كله والشموع والألحلن ودبكة الضيعة الشامية المحفزة للنشاط، وانت المهوس بها حد الثمالة والجنون تحب شقائق نعمانها الحمراء وزنابقها البرية وعصافيرها وخصرها ونعاسها الذي يتسلل إلى الجفون وهذا (البله ابوك يعگاب )حتى تكتمل اللوحة وتمنحك القوة العجيبة لتسترد بها كل شئ مغتصب ومحتل.
احتسي قهوتك من مطبخها فالفنجان يفوح منه النشاط ولتبقى رفة الله في الجفن يابعض كبدي، فلاعليك من الأنفجارات والرصاص والخوذ المثقوبة والوجوه الابليسية البشعة انها فصل مؤلم لكنه خاب وانتهى، تمترست بعده دمشق دفاعا عن الحياة..والان جاء دورك، اهديها في العيد ماتشاء من خيرات حسان ومن برحي التمر ومن وردالخزامى ونماذج من طيبة أهلنا وفلسفة النقاء، وأذهب اليها مقاتلا كي تعمق ابداعك وايمانك وتطير بجناحك وتحب الدمشقيين تصفر حدود الجسد..
جامع صورهم بوجهي كلهم
مانع المكرهين
باصق عليهم
لم يقف عند جدارهم
ليس لديهم
جدار
دفعتها بحدة فأرتدت اليك متشبثة،
لتقول لك أنا وأنت لسنا في وطن اخر كي نقول ان الحرب لاتستهدفنا، فانغرز فحيحها في الرأس يحرق هشيم الأسئلة، ولماذا كل هذه الصور تتجمع في وجهك، هل النوارس متعبة وهل عادت الطائرات من جديد؟وتفجرت الحواس ارتعادا، لاتخف انها انهمار الطفولة في غرفتك البيضاء كأن الثلج في قلبك يلمس الجدار فيذوب وتسقط الأقنعة، والمكرهين نبصق عليهم رغم انهموا لايملكون جدارا وكلما يسقط كان قد سقط!!ولأنهموا أشكالهم شاحبة وجوهم صفراء بدون عله فاحذرهم في أنى وقت. يخافون منك لأنهم سينحشرون بواد غير ذي زرع يأكلون من خمط وينضحون نحو مصير مجهول، ،طيار سيار يجيد الدواليب في سريانها الليلي وكمثل شجر مهرولا الى الهجرة،
ذاك انظره
واقفا امام دارنا
نحيفا مثل شعاع منفلق كالعمود
ذاك اشد بالخيزرانة على يده
مساحة من قمر اقبل
لاعب الليل
مثل فتى
وعروس مشتهاة
تبتسم بشفتين كالورد ضمئتين،
هذا غناء عذب ومبارك تجيده حنجرتك سيما وانت سيار طيار بهلوان تعرف كيف تنجو من الموت وتقصف حصار العقوبات بوابل من الحب وشجرك المهرول عاد من الهجرة والناس في قلبك وقلبك فيه كل الناس، شعاعك النحيف المنفلق كالعمود نشيد وكورال وزمكان أفتت به الأذاعات مع الذكريات فارتعش مابين الحب والحرب مضطربا كالمواعيد التي يتهامس بها العشاق لحبيباتهم، مساحات قمرك اكتملت وقصائدك كانت قد ودعت القرن العشرين وهي الان في قرنها الواحد والعشرين اصبحت اكثر صوفية واكثر حلولا واكثر هوىًٌ ،وانت تحمل هداياك مع النوارس تزيد الضوء في بقع الظلام وانت تنثر شعرك وظفائر حبيتك القرمزية فوق ضريح السياب وابي الطيب، ثم ادلفت الى الفتى الذي لوى من الزمن العنانا حيث هو ودمشق تحتضنه انتزعت وعيه الذاتي ورموز ذلك العالم المرسوم على الطريقة الأنتيكية ثم حاولت وحاولت أن تنظر ببصيرة لاببصر ثم
تحسر مرتين اثنتين فاتحا كنفك
للهواء الرغيب
حيي قاسيون
الشام العتيقة المزة حلق
مقهى الرشيد
خط بالأخضر القدسي
وبالأحمر
مثل الدم العبيط ضاحكا
ضحك من نحتوا جسد الوقت
هم الان مزارات هم الان مدارات
هم الان مثل النجوم،
انت الان تمارس سورياليتك تقف عند سواحل هواءك الرغيب ثم تحسر مرتين اثنتين فاتحا كنفك للهواء ولما تغرق بعد، ، يقول الحلاج رأيت طيرا من طيور الصوفية عليه جناحان وأنكر شكلي حين بقى على الطيران، فسألني عن الصفاء، فقلت له اقطع جناحك بمقارض الفناء والا فلا تتبعني، فقال بجناح أطير؟فقلت له ويحك ليس كمثله شئ وهو السميع البصير فوقف يومئذ في بحر الفهم وغرف، ، لذا حييت قاسيون الشام العتيقة وانت في التشهد الاخير للصلاة تتمتع بالمسحة الميتافيزيقية ،اذن انت والشام العتيقة موسيقى فيروزية ونواقيس انجليكية ومصابيح ملونة تملأ النوافذ ضوءا وبهرجة وكركرة طفل وطعم قبلة وحرارة لهفة وعربدت ليالي في الحانات وأغفاءة جفن وتغريدة عندليب، ومقهى الرشيد خط بالأخضر القدسي، ولماتكتمل بعد والفرات عند خوانق بردة امرأءة ولاكل النساء هي كشف لبواطن النفس ولذات الوجود؟ لب لبيب أخضر متميز مثل خضر الياس هو أخضرك القدسي نكهته تنحاز للعطاء الثر.. صحيح انت ليس وحدك من اماط اللثام عن الكنز، كنز الحب المألوف والحميمية فكان جهدك مزجا معنويا وخارطة طريق صحيحة مهيأة للغد المتلاحم القوي المنظم.
فلولاه ما مات غصن
ولولاه مانام جفن
ولولاه هبت أعاصير أشد
فكن في ظله برتقالة
وكن كما صرنا حياة
مثل تلك الغزالة،
مثل هذا وكل ما تمنحه من دلالات معنوية ونفسية يثير الدهشة والأعجاب، هكذا كان النسيج الشعري لأبي سراج الدين الخويلدي موسيقيا وبيانيا اصطف وأتراصف ومعطياته وقلقه لانها وبالمعنى العريض ارادة شاعر اراد في بواعث القول والحال وحلاوة وغلاوة الشعر وانماط الصور والموروث الفني المؤثر حتى كان مؤثرا وبليغا.
مع أني كمتلقي بسيط كنت اتمنى ان لايكون للسلطان او الحاكم دور او اسم يذكر لأنهم في شعوبنا العربية اكثرهم كانوا نقمة وليس رحمة وكانوا علينا وليس معانا وبسببهم شاع الفساد وكثرالجهل ومات الناموس وعم التخلف والحرمان، فالجدار قوي والغصن لايموت اذا كانت التربة خصبة وفيها الزرع مختلفا الوانه والسنابل تنحني بحملها الدسم، واما لولاه لهبت اعاصير اشد، فربما بسببه هبت أعاصير شتى وضاعت الاوطان والعباد، غير أنه أخذنا مرة أخرى في ظل برتقالة كما صرنا حياة مثل تلك الغزالة، وكنااندمجنا مع القيم الجمالية الفنية مع ماينسجم والرؤى الابداعية التي تتقبل المستويات الطاغية وتنجذب للبساطة والتشذيب الذي هو أس متميز يتمظهر فيه النص مثل ارتباط اللوحة الجدار، وكانت الوظائف التعبيرية ذات نكهة جمالية متفردة متصلة اتصالا وثيقا بالدور الاساس للفن وكنهه، وكل ما كان كان مكانا للقيم محتويا المظاهر والتشكيل الخالص واموره وأدواته الحسية وابعاده الفلسفية وفيزيائته الفكرية وحركةفضاءه وقيمه التي يحتويها المضمون والشكل والمعادل الموضوعي المبتكر...!!! شكرا ابا سراج..؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق