الجمعة، 14 يونيو 2019

النموذج السردي،،،في قصيدة النثرعلى حافة القراءة،،لنص الشاعرة سعاد محمد ( سرد واقعة )بقلم الروائي الناقد جمال قيسي

النموذج السردي،،،في قصيدة النثر
على حافة القراءة،،لنص الشاعرة سعاد محمد ( سرد واقعة )
ربما سأكون غير منصف،،لتناولي قصيدة ،،( سرد واقعة ) للشاعرة سعاد محمد،،بحكم المحمولات التي تظمنتها القصيدة ،،والتكنيك الشاعري الساحر،،لهذه الشاعرة المتألقة ،، اذ ربما سأتناول ،،مواضيع. اثارتها في داخلي ،،أقول. ربما كل هذ سيكون. على حساب. النص ،،فالعنوان بحد ذاته ،،محاكاة سيمولوجية مدهشة ،،سيرة مشاعر تمت سرقتها،،اعتبرتها الشاعرة ،،مجرد واقعة ،،نوع من التهكم ،،في هذا الموغل العميق ،،هناك وحش كاسر،،يتمرد بعنفوان ،،يكسر الأغلال ،،لكنه يتمنع عن الخروج،،فالضوء ،،سيحرقه،،لانه مودع في سجن عميق،،لايملك الا ان يعبث،،في محتوياته،،هذا السجن،،هو المجتمع الشرقي وتقاليدة،،مع احكام إضافية ،،من الكبرياء،،والتمنع الذي يمليه الاعتداد بالنفس والشرف الشخصي،،
طوبوغرافية. الفضاء النصي ،،هو اللاشعور
هذا النص هو رسالة امرأة،،،من الشرق ،،ولكن احدنا لم يسأل ماهي المرأة ؟ ،،،اي ماهو جوهرها ؟،،بعيدًا عن التوصيف الاجتماعي والجنوسي،،الخ.
مع. اني لا ادعي،،اني اعرف،،لأَنِّي كما قلت سابقًا ،،من عرف المرأة،،امتلك الحياة،،،المرأة برأي،،،هي جوهر الحياة،،وسافسر ذلك،،وهذا ليس توصيف شاعري،،،في النظرة الاولى،،بمأخذ فيزيقي ،،مورفولوجية المرأة،،يكمن فيها بعض السر،،فجملة المنحنيات الساحرة للمرأة ،،ذات الجذب ،،الذي يستسلم له اي رجل،،ونحن هنا نتكلم عن الرجل الطبيعي. في ميوله الهرمونية،،المتوازنة،،والتنشئة ،،الاجتماعية المعتدلة ،،ذات النزعة الخلاقة،،اي بمعنى صنع الحياة وديمومتها ،،في جانبها البايولوجي ،،والإحساس. المحايث له ،،في الحفاظ على النوع ،،بصرف النظر عن مايترتب لهذا الميل والتنافس الذكوري ،،الذي أخذ بتراتبية ،،اجتماعية وأعراف ،،تجتهد الى تنظيم هذه العلاقة،،والتي انعكست شرطيًا ،،في تاريخانيتها،،على التقنين والضبط الذي أدى ،،الى صنع كوابح ،،للنزعة الفردية ،،وازدادت تعقيدًا،،كلما تشعب تقسيم العمل،،في نهاية المطاف ،،تخطت المجتمعات الغربية،،هذا الامور بثورة جنسية،،وهو امر طبيعي لتخطي المجتمع الرعوي الأبوي الذكوري،،فعندما وجدت المجتمعات الصناعية وما بعدها،،تشكلت منظومة علاقات جديدة،،مفارقة ،،لكن هذا كله لم يغير من حقيقة الامر شيء،،،المرأة هي جوهر الحياة،،في هذه الطبيعة ذات المنحنيات اللطيفة،،رافقتها مشاعر بذات اللطف ،،والشكل وان كان مظهر،،الا انه ذات صلات وثيقة في توليد ،،النظرة للمحيط الخارجي،،فالاطار ،،هو يتاثر ويؤثر في العمق،،انا هنا اؤكد ،،على الجانب البري للانسان،،المهمة الاولى،،لصناعة الحياة،،بالشبكة الهرمونية التي تبثها المرأة،،لاينجو ،،منها احد،،هي المهمة الاولى بصرف النظر عن ما راكمته الحضارة،،يبقى الرجل صيد،،مهما حاول ،،لاينجو من الشبكة الهرمونية ،،للمرأة،،انها الدعوة للسيرورة الحياتية ،،دعوة بدء الخلق،،تهيأها المرأة،،وتتقن طقوسها،،من اجل اللحظة التاريخية الحقيقية،،،وهي لحظة الخلق،،والديمومة،،،
اذًا نحن نتكلم عن الوظيفة الاساسية التي جهزت بها المرأة،،فكل تعويق لهذه المهمة او الوظيفة،،هو تعويق للحياة ،،شيء ضد الحياة،،،
في اي حضور اجتماعي ،،يخلو من المرأة،،سيكون جافًا ،،فالتجمع الذكوري،،هو تجمع عدواني،،مهما ،،كانت صفته،،حتى الديني منه،،،لكن تواجد المرأة في اي تجمع،،يعطي صبغة أخرى،،،انها صبغة الحياة،،فكل نزعة للحياة سببها المرأة ،،في المضمار الأدبي كانت هناك نماذج رفيعة المستوى،،للتعبير عن هذا الامر وتشخيصه ،،ففي الجزء الثاني من رواية الكبير كولن ولسن ،،( عالم العناكب ) ،،المعنون ب ( الدلتا ) ،،يتألق في وصف الامر لدرجة ساحرة،،وهنا بالضبط يقصد بالدلتا كرمز للعضو التناسلي للمرأة،،وكرمز للخصوبة ،،
وفي هذا النص. الباهر. تطل علينا ( سعاد محمد ) بفخامة ،،لتوريد تاريخانية المرأة الشرقية،،اي بمعنى الحياة في جوهرها ،،ومعاناة هذه المرأة ،،هنا تكشف ( سعاد محمد ) عن الصراع الداخلي ،،والصراع الخارجي للمرأة،،اي الحياة،،في تموقعها بهذا الشرق البائس ،،تختزل الصراع المتراكب ،،بواقعة،،مجرد واقعة،،تحترق فيها الامال والمشاعر،،
أقول ان هذا المقال ،،ليس دراسة للقصيدة على الإطلاق ،،وإنما اتخذتها نموذج إسنادي،،وكما قال تودوروف ،،النص اذكى من الكاتب ،،وأذكى من القارئ،، اي بمعنى. ان النص. يمتلك. عالمه الخاص. وقاموس دلالاته ،،التي تتخطى. احيانا. مقاصد. الكاتب،،و يتنوع التأويل ،،في عملية. تداولية. من قارئ الى أخر ،،فنص ( سعاد محمد ) نص في غاية الروعة وبحاجة الى دراسة متأنية،،وتحليل،،ومن ثم الاستمتاع بالشاعرية ،،المبهرة التي تمتاز بها نصوصها،،وربما سأتناوله ،،لاحقًا ،،،
جمال قيسي / بغداد
سَرْدُ واقعةْ!
(عساكِ بخير؟)
فقط لا غير...
اخضرَّ الهاتفُ ورنَّ قلبي
كلمتانِ بلباسِ النومِ..
بيجاما منقطّةٌ بالألغازْ
والفاعلُ مجهولْ!
العقلُ على البابْ يرمقني بعصا
والقلبُ لبِسَ لوحةَ(الطّفل الباكي)
جائعٌ بينه وبين طيفِ الوليمةِ سوطْ
أوشكَ الوقتُ على حربٍ
والّليلُ محايدٌ كالحظّْ
نجمتان مستعارتان وقعتا في خرائبِ الذّاكرةْ
عدوّتان كصدعٍ في معنى السّحابِ
يهربُ منه السنونو
بل صديقتان..
وإلّا لمِ كرجَتْ برتقالاتُ أمي في دمي
ورقصَ الرعدُ فوق حقولِ البنفسجْ؟!
من الفاعلْ؟
لا يملكُ أرقامَ هواتفِنا إلّا من داسَ بساطَ العمر ِ
ولا يقتحمُ هذه المنطقةَ الحرجةَ من اللّيلِ..
إلّا من عرفَ حُرمةَ المفاتيحْ
حشدْتُ الأرقامَ المتّهمةَ في قبوِ الظّنِّ
وبدأتُ باستجوابِها
كلُّ من مرّوا بالقلبِ قتلْتُهمْ
أيردُّ الموتُ أمانةْ؟!
آخرُ الأحبابِ نعتني(بالشّمسِ الباردةْ)
قبلَ أن يدفعَني عن جسرِ النّبيذِ
إلى سحيقِ الصّحوِ, وماتْ
حدثَ هذا منذُ نسيانٍ ونَيّفْ!
والّذي سبقَهُ بدهورٍ..
كانَ مصاباً بالرّحيلِ
فقضى دربَهْ
وما بينهما أقلُّ من وحمةٍ على كتفٍ منسيّ!
في آخرِ سَكَراتِ الوجدِ
وجدٌ لأحدٍ أرتّبُ لهُ غزوةً
استعجلُ بها أجَلَ صمتهِ
يتقطّرُ دمُ الصّمتْ..
يرنُّ الهاتفُ
يركضُ قلبي
ذات الرّقمِ..
تضحكُ صديقتي:
تَقبّلي تمرينَ اللّهفةِ هذا!.
سعاد محمد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق