(القوس البنائي لعلياعيسى،
والديسكو الليزري لنص خانة الفقد )
أ.جاسم السلمان
.............................................
كمهرة مجنحة تطير في الفضاء اللانهائي ويطرق الشوق الحلبية الممشوقة التي دائما ما تخلع ثوب المنام وتركض في الممرات المزدحمة كأنها الوباء الأبيض يحضن خيام الفقراء والشجر ويعتقل كل الأيام الهاربة وكل الأشياء والأشكال التي تختمر فيها رائحة الشعر وقدسيته وطعمه العبق.
يقول الناقد الكبير طراد الكبيسي "لما كان الشعر نقدا للحياة مشروطا بقانوني الصدق الشعري والجمال الشعري فأن روح جنسنا البشري سوف تجد فيه نعم السلوان والسند على مر الدهر"
في خانة الفقد تبدو المبدعة عليا عيسى أمراة من لون خاص وطعم لذيذ ورائحة الخزامى رغم أن جسدها ينضخ بالياسمين الشامي؛إنها هنا أمرأة تتفجر أحاسيس ومشاعر محترقة من أخمص قدميها حتى هامتها وكأن قلبها يحوي كل عذابات الزمن الى حد الأنسياق والتوغل في مجاهل اللحظات المشبوبة بالوجع المميز هذا الوجع الذي يتوهج هنا ويعكف منذ البدء أن يسطر صورا مجنونة فيها الكثير من الإرهاب الشعري وفيها كل ماهو مدفون في أعماق الشاعرة وغريزتها المتبولة والجريئة والتي تتفجر شوقا ولهبا وحسا وألما عارما لاتنطفئ جذوته ولاتخفت نيرانه حتى لوسكبنا عليها كل خراطيم المياه وكل دموع الثكالى ستظل في أي لحظة من اللحظات موسيقى هائجة وصمت مسعور وكل مسافاتها مفخخة لتمثل قمم هذا الذهن المؤسس لروح الغطرسة الحبيية وصوت الدعوة الطموحة المتعالية للحد من نشاطات عزرائيل ورفاقه اللذين يصرون على تفصيل جلودنا احذية صالحة لكل المواسم وبكل أنواع المودة والموديليست.!!
يستعير صمتي
يزعق جدران المسافات
الطرق عجائز خرفة
تشي للمقابر عناوين الخطى
وتفصل الشوك
أحذية
للأمسيات كلما واعدها العناق
تصحرت محطات اللهفة
تحت شبابيك
شاخ الأنتظار فوق مقابضها
لم يعد يغري الليل
صوت الجنادب؛
...
حرصت أن ابكر في الحجز وأن احصل على مقعد في المقدمة لحضور محفل هذا النص وعروضه كي أتمكن أن أقف طليقا لأصفق كما لم أصفق من قبل ويمكنني القول ان هذا النص كان ومازال مشبعا بتجسيد المواقف ذات النفس التقشفي الذي ينقل لنا الصورة الفوتغرافية من مهدها الى لحدها وبالاسود والابيض بدون رتوش ومكياج عند ثنية مختفية بعض الشئ حيث تندفع شوارع وجادات وازقة ينتصب فيها الوقت ديكتاتورا وحشيا يبدو أكثر براعة من الصمت وزعيق الجدران والمسافات مصمما على تكريس الأغتراب وتجميد الطرق وجعلها عجائز خرفة بدون ذاكرة مصابة بالرعاش والزهايمر؛ لم تكن الشاعرة هنا جريئة فقط وهذا ما معروف عنها لكنها كانت هاربة مع انبعاثتها الروحية وأختلاجاتها النفسية لتتقاطر مع فورانها الشعري الذي ينثر جراحها وشوقها الملتهب بقضية وطنها المحترق بنيران الأعداء والأخوة الأعداء والطائفيين والركع السجود!!..
وحينما تشي للمقابر بعناوينها الخطأ ومزادها الصفيق الذي طالما يدوس جبين الفجر ويدعو اليوم والحياة والحب للموت. هكذا تعتاد عليا على اصطفاف الكلمات دائرة حول الشوك لتفصل منه أحذية متعمدة تكبير النص بأسمها وهذا ليس وهما أو هزوا بل محتوى والنص لايكبر الابمحتواه، وهذه حقيقة راسخة مثلما هي الامسيات كلما واعدها العناق كأنها تريد ان يرتعش النور على الشفاه وترد الصاع الى الظلمة حتى يستفيق الوقت الحاضر الى المستقبل مع استدعاء النور والقضاء على محطات التصحر لتبدو اللهفة جحافل مستقبلية والخيال لحظات تشكل أضاءة وظلالاً تحت شبابيك شاخ الانتظار فوق مقابضها ،وتكلف الشاعرة وسيلة انقاذ مع سلامة وصدقية ودهشة وفطنة الرؤى ونوع اللفظ المستخدم؛
والمعنى هنا أن القول أعلى من الأداء فمقابلة النهار والشمس والياسمين وعودة الروح الى الليل وتلقح الحياة بمصل الاحلام واستمرار التشكيلات الفسيفسائية لتظل السنين تمتلئ بالغد والهواء والليل والنهار والصبايا والحب والشامبيين المسكر حتى تبقى الأخيلة تغرق مع الصحو وتمتص الحاضر والآتي مع الرؤى والاحلام والجد والجهد ويكون هناك درب واحسان ومنظومة حياتية،تكون فيها العلاقة وطيدة والافكار والمشاعر صامدة بوجه التقلبات وطفولة المجتمع المتمدن!!
ليمارس عادة السهر السرية
فقد خلع الوقت
جدواه
رماه في مصح ذاكرة يهذي فاقة الأدمان
كيف تكثبنت أصابعك؟
ذرتها الحسرات رمالا على خصري
فساتين أنوثتي لمن؟
حاكها عزرائيل
والماشطة تجدل ثكلى
بطاقة عرس منتهية الدعوة
خياط الحي
رصاص
يزأر متبضعا جلودنا
يفصلها بردة لنبي دجال
على هامش كتابه
الحدائق تساق أضاحيَ للعيد؛
...
وتستمر الشاعرة في ممارسة هوايتها التصعيدية مع تشكيلة السهر السرية والوقت وجدواه ومصح الذاكرة الذي يهدب فاقة الأدمان تشكيلة لرصف وصف واصطفاف لمجموعة هذيان هو في الحقيقة مجموعة العمر والزمن والدهر؛؛ في عدة عليا الفسيفسائية عدة التشكيك النافعة لكل الأغراض والموضوعات وبالفاظها وعباراتها التهويمية وبكل حدثها وتجريبها وما مقطع الأصابع وتكثبنها على الخصر وتحول ذرات الرمال حسرات على الخصر وتحول الشاعرة فيها الى لوليتا تستنشق الأحلام بعناوين عبيطة ورغبة يقظة تريد ان تبيع الحب بضاعة غير بضاعة الليل ومفهوها التقليدي ولانها لاتريد أن تكون هي الصبية الياسمينية المنسية؟ او المبتعدة خارج اسوار التذكر ولان الوقت عندها لايجف الا على قيثارة خصرها المطعون من أحلام فراشها وعتمة ليلها الذي لم يدعْها تميز حتى فساتين أنوثتها؟ التي حاكها او ساعد في حياكتها عزرائيل وكومها ونثرها بدون آثام وبدون رعشة كاسحة للزمن، وجولة ضد الباطل والآلة الغول والماشطة الثكلى مع انتهاء دعوة بطاقات العرس فبالتأكيد ليس هناك ما يبرر أنتفاء الدعوة على الأقل جماليا لأنها لابد أن تدخل في فهرس الوجود والذي لابد أن يستمر رغم سرفات الدبابات وأفيون الموت المجاني والرهبة من المجهول مع مضاعفة الاحساس بالآثام والخروج بلاذنوب وهذه العلاقة الجدلية بين فكر الشاعرة وبين محيطها وبين هموم الشاعرة ومشاكلها، لتبين لنا مادة دسمة لفهم المجتمع ونمط الحياة وفي أي زمان ومكان وخارج قوانيين وفرمانات الملوك والسلاطين والقصور وثقافة البلاطات والصالونات وكل ماسفطه وسفسطه المؤرخون البرجوازيون؛ وهكذا يرفع الشعر همومنا ومتطلباتنا الى السماء ولنلق بالأرهاب ورواده ومدارسه الى جهنم.
خياط الحي رصاص يزأر متبضعا جلودنا؛ حافز آخر لتسليط الضوء الانساني على نمط السلوك الذي يحدث وفق معايير اللحظة وماتكشفه الشاعرة وتكشفه الابحاث الميدانية النفسية والأكليكينية مع جوقة هذه الأمراض التي يكابدها الأنسان ويعانيها ليل نهار ويفصل منها بردة لنبي دجال على هامش كتابه.
الحدائق تساق اضاحيَ للعيد، عينة آخرى من تلك الأرواح وغلواءها وأعماقها وأغوارها ومقاييسها وأبعادها وفجورها وتقواها وصعودها ونزولها تلك الأرواح التي تسبح ضد الحياة وضد الناموس هي نفسها الحيتان والتماسيح واسماك القرش وتنانين الرعب والسعالي ،أنها انعكاسات الهم اليومي على النفس وحلم الانسان المفقود بالبحث عن الفردوس لان هذا الانسان كلما تقدم صعودا تعقدت الحياة اكثر وتعرض لشتى صنوف الأضطهاد والعبودية؛ !!
الأناشيد تسحل على سجادة
قالوا ركعتي رعب
سترتق كفر الركام في مدينة بلا تمدن
ياصحبي النبض
لاتنسى
هوية الشتات
حيث تقطع
زمنا مزدحما بالخطوط الحمراء
علقها لقيمة على كفر الشهيق
أتعلم!
الأسود يليق بنهاري الحاسر على شفتيك
يرتلها قلبي
كلما تنبت كمنجات كنائسي الدمشقية
سوناتا مآذنك المقدسة رهاب التخالف
نرد حظ
درب صوتك أن يلقيه في خانة التنكر
ولاتنسى
نعوة استرحام
دسها بجيب نعشك
الخلفي الزاحف بي ؛
يقول بيكوك في كتابه عصور الشعر الأربعة " لقد اصبح الشاعر في عصرنا هذا أشبه بالبربري في مجتمع متحضر؛ وهنا ينطبق على شاعرتنا التي يبدو أن ينابيع الحياة أجدبت عندها حقا حيث سحلت اناشيدها وتوهن عزمها وتجهد عقلها لتركع للرعب بتقليد مزخرف لاقبلة له ولانية تحفظ طهارة الوضوء هو وسوسه ولوثة ترتق الركام في المدينة التي بلا تمدن والجهد هنا ليس سوى بقايا من رحلة الطفولة التي ابتلعها العنف والسواد الأعظم من المدنية الفاشية وفي عصر العلم وسيطرة المادة والمعاصرة والعقول الكمبيوترية الآلية، إن محاولات الشاعرة لترتيق الركام في مدينة بلا تمدن والتكلفة الباهضة للعيش وازدياد المتاعب وصفرة الوجودة وخيبة الامل انه الثمن المدفوع سلفا لهذه الفسحة القلقة من الحياة؛ ياصاحبي النبض استغاثة مرة أخرى لعفوية الموقف امام العالم وتفسيره كما هي" ياصاحبي السجن "..
انها وثيقة صدق في رسالة القضاء والقدر وأسطورة عن تعبير لاشعوري من الموقف العفوي للإنسان في أي وقت يكون فيه الفكر غير مفصول عن الحياة؛لذلك نشاهد تكرار النداءات من قبل الشاعرة فهي تذكر لاتنسى هوية الشتات حيث تقطع زمنا مزدحما بالخطوط الحمراء علقها لقيمة على كفر الشهيق ان للغموض في الشعر اسباب ربما هي العملية الابداعية نفسها او ربما أن الغموض لايأتي الا للعمق الفكري ورؤاه ومن خلال وسائل التعبير واللغة بشكل خاص؛ وهكذا لاتحرج الشاعرة هنا حينما تذكرنا أن هويتنا الشتات والضياع والقلق والتفكك وعليه فأن هذه الهوية تعبير عن الانانية وتتجاوز الخطوط الحمراء وتقترب من سواحل العائمين في بحيرات الضياع ؛
أتعلم!.. انبعاثات روحية تتقاطر مع النفس الشاعري وتتسأل عن اسرار وخفايا النفس المعتقلة خلف قضبان الواقع الذي لايرحم؛ الاسود يليق بنهاري الحاسر على شفتيك يرتلها قلبي أي أسود هذا الذي يليق بحزنك ونهارك الحاسر الذي يرفضه حتى مزاج ومذاق القصيدة فالاسود احيانا مميز ودليل عافية واغراء لونه وحرارته تتفاعل طواعية رغم انه لون الحزن بلا منازع لكنه بريد الانجذاب والذي دائما ما تفرضه عاطفة غير عاقلة مجنونة الاغراء لكنها في نفس الوقت مفترسة خاصة اذا كانت الشفتان يرتلها القلب مثل كمنجات الكنائس الدمشقية الغارقة بجسدها الابيض البض والصحيح التقاسيم ليعود ذاكرة غنائية حد الغنج والدلال الماص نادر وثمين؛ سوناتا مآذنك المقدسة رهاب التخالف نرد حظ تماسك في محيط التجربة وامتد بايقاع رصين واندمج في بنية النص الفنية ليرجع لتلك المأذن المقدسة انفاسها ومنلوجاتها بحثا عن الحقيقة ونصيبها من الحياة وحتى لايكون الحظ نرد تتدحرج ارقامه بميوعة وتفرض عليك ارادتها لابد من توطينها مثل ضفاف الانهار وليس مثل الغيوم التي لم تلتصق عمرها بالسماء؛ لذا درب صوتك أن يلقيه في خانة التنكر ولاتنس نعوة استرحام دسها بجيب نعشك الخلفي الزاحف بي!! هنا حاولت الانطلاق متجاوزا تلك المواقف وصعوبة اللحظات التي قد تشوش على شاشة النص وتسلخ منه بعض وجدانيته الطاغية فالنص يعود بقوة لصاحبته ليتحد بها ويعودون عاشقين محسودين !؟
لقد كانت الشاعرة تحصن بعمق مساراتها وتضخ قصائدها بشكل وطعم ورائحة متمرسة كاللبوة البرية تعرف كيف تصطاد وكيف تطعم الاخرين في زمكان مجدب تعطي بقياس النبل وتستدعي لفعل اليقظة رموزا عزيزة في عمق وجوانية الوجدان ولاخوف عليها لانها مختمرة من رحم المحنة وخياطة ماهرة تعرف كيف ترتق قميص يوسف بنكهتها الدمشقية المحلية وبشكل نخبوي...!
اليكم نص القصيدة:
............... #خانة_الفقد
...............
يستعرُ صمتي
بزعيقِ جدرانِ المسافات
الطرقُ عجائزٌ خرفةٌ
تشي للمقابر عناوينَ الخُطا
وتفصّلُ الشوكَ
أحذيةً
للأمسيات كلّما واعدها العناق
تصحّرَتْ محطات اللهفة
تحتَ شبابيك
شاخَ الانتظارُ فوق مقابضها
لم يعدْ يغري الليلَ
صوتُ الجنادبَ
ليمارسَ عادةَ السّهرِ السّرّيةَ
فقد خلع الوقت
جدواه
رماهُ في مصّحِ ذاكرةٍ يهذي فاقةَ الأمان
كيف تَكثبَنَتْ أصابعُكَ؟
ذرتْها الحسراتُ رمالا عن خصري
فساتينُ أنوثتي لمن ؟
حائكُها عرزائيل
و الماشطةُ تجدِلُ ثكلي
بطاقاتِ عرسٍ منتهيةِ الدعوة
خيّاط الحيّ
رصاصٌ
يزأرُ متبضعاً جلودنا
يفصّلُها بردةً لنبيّ دجّالٍ
على هامشِ كتابهِ
الحدائق تساقُ أضاحيَ للعيدِ
و الأناشيدُ تسحلُ على سجادةٍ
قالوا ركعتي رعب ،
سترتقُ كفرَ الرُّكام في مدينةٍ بلا تمدّن
ياصاحب النبض
لا تنسَ
هويّةَ الشتات
حين تقطعُ
زمناً مزدحما بالخطوط الحمراء
علّقها تميمةً على كفرِ الشّهيق
أتعلم!
الأسود يليق بنهاري الحاسر عن شفتيك
يرتلها قلبي
كلّما أبّنَت كمنجات كنائسي الدمشقيّة
سوناتا مآذنك المقدّسة
رهابُ التخالفِ
نردُ حظ
درّبْ صوتَكَ أن يلقِيْهِ في خانة التّنَكُرِ
ولا تنسى
نعوةَ استرحامٍ
دُسَّها بجيب نعشكَ الخلفي الزاحف بي#علياعيسى
Jassim allsalman / 1/4/2018بغداد في
والديسكو الليزري لنص خانة الفقد )
أ.جاسم السلمان
.............................................
كمهرة مجنحة تطير في الفضاء اللانهائي ويطرق الشوق الحلبية الممشوقة التي دائما ما تخلع ثوب المنام وتركض في الممرات المزدحمة كأنها الوباء الأبيض يحضن خيام الفقراء والشجر ويعتقل كل الأيام الهاربة وكل الأشياء والأشكال التي تختمر فيها رائحة الشعر وقدسيته وطعمه العبق.
يقول الناقد الكبير طراد الكبيسي "لما كان الشعر نقدا للحياة مشروطا بقانوني الصدق الشعري والجمال الشعري فأن روح جنسنا البشري سوف تجد فيه نعم السلوان والسند على مر الدهر"
في خانة الفقد تبدو المبدعة عليا عيسى أمراة من لون خاص وطعم لذيذ ورائحة الخزامى رغم أن جسدها ينضخ بالياسمين الشامي؛إنها هنا أمرأة تتفجر أحاسيس ومشاعر محترقة من أخمص قدميها حتى هامتها وكأن قلبها يحوي كل عذابات الزمن الى حد الأنسياق والتوغل في مجاهل اللحظات المشبوبة بالوجع المميز هذا الوجع الذي يتوهج هنا ويعكف منذ البدء أن يسطر صورا مجنونة فيها الكثير من الإرهاب الشعري وفيها كل ماهو مدفون في أعماق الشاعرة وغريزتها المتبولة والجريئة والتي تتفجر شوقا ولهبا وحسا وألما عارما لاتنطفئ جذوته ولاتخفت نيرانه حتى لوسكبنا عليها كل خراطيم المياه وكل دموع الثكالى ستظل في أي لحظة من اللحظات موسيقى هائجة وصمت مسعور وكل مسافاتها مفخخة لتمثل قمم هذا الذهن المؤسس لروح الغطرسة الحبيية وصوت الدعوة الطموحة المتعالية للحد من نشاطات عزرائيل ورفاقه اللذين يصرون على تفصيل جلودنا احذية صالحة لكل المواسم وبكل أنواع المودة والموديليست.!!
يستعير صمتي
يزعق جدران المسافات
الطرق عجائز خرفة
تشي للمقابر عناوين الخطى
وتفصل الشوك
أحذية
للأمسيات كلما واعدها العناق
تصحرت محطات اللهفة
تحت شبابيك
شاخ الأنتظار فوق مقابضها
لم يعد يغري الليل
صوت الجنادب؛
...
حرصت أن ابكر في الحجز وأن احصل على مقعد في المقدمة لحضور محفل هذا النص وعروضه كي أتمكن أن أقف طليقا لأصفق كما لم أصفق من قبل ويمكنني القول ان هذا النص كان ومازال مشبعا بتجسيد المواقف ذات النفس التقشفي الذي ينقل لنا الصورة الفوتغرافية من مهدها الى لحدها وبالاسود والابيض بدون رتوش ومكياج عند ثنية مختفية بعض الشئ حيث تندفع شوارع وجادات وازقة ينتصب فيها الوقت ديكتاتورا وحشيا يبدو أكثر براعة من الصمت وزعيق الجدران والمسافات مصمما على تكريس الأغتراب وتجميد الطرق وجعلها عجائز خرفة بدون ذاكرة مصابة بالرعاش والزهايمر؛ لم تكن الشاعرة هنا جريئة فقط وهذا ما معروف عنها لكنها كانت هاربة مع انبعاثتها الروحية وأختلاجاتها النفسية لتتقاطر مع فورانها الشعري الذي ينثر جراحها وشوقها الملتهب بقضية وطنها المحترق بنيران الأعداء والأخوة الأعداء والطائفيين والركع السجود!!..
وحينما تشي للمقابر بعناوينها الخطأ ومزادها الصفيق الذي طالما يدوس جبين الفجر ويدعو اليوم والحياة والحب للموت. هكذا تعتاد عليا على اصطفاف الكلمات دائرة حول الشوك لتفصل منه أحذية متعمدة تكبير النص بأسمها وهذا ليس وهما أو هزوا بل محتوى والنص لايكبر الابمحتواه، وهذه حقيقة راسخة مثلما هي الامسيات كلما واعدها العناق كأنها تريد ان يرتعش النور على الشفاه وترد الصاع الى الظلمة حتى يستفيق الوقت الحاضر الى المستقبل مع استدعاء النور والقضاء على محطات التصحر لتبدو اللهفة جحافل مستقبلية والخيال لحظات تشكل أضاءة وظلالاً تحت شبابيك شاخ الانتظار فوق مقابضها ،وتكلف الشاعرة وسيلة انقاذ مع سلامة وصدقية ودهشة وفطنة الرؤى ونوع اللفظ المستخدم؛
والمعنى هنا أن القول أعلى من الأداء فمقابلة النهار والشمس والياسمين وعودة الروح الى الليل وتلقح الحياة بمصل الاحلام واستمرار التشكيلات الفسيفسائية لتظل السنين تمتلئ بالغد والهواء والليل والنهار والصبايا والحب والشامبيين المسكر حتى تبقى الأخيلة تغرق مع الصحو وتمتص الحاضر والآتي مع الرؤى والاحلام والجد والجهد ويكون هناك درب واحسان ومنظومة حياتية،تكون فيها العلاقة وطيدة والافكار والمشاعر صامدة بوجه التقلبات وطفولة المجتمع المتمدن!!
ليمارس عادة السهر السرية
فقد خلع الوقت
جدواه
رماه في مصح ذاكرة يهذي فاقة الأدمان
كيف تكثبنت أصابعك؟
ذرتها الحسرات رمالا على خصري
فساتين أنوثتي لمن؟
حاكها عزرائيل
والماشطة تجدل ثكلى
بطاقة عرس منتهية الدعوة
خياط الحي
رصاص
يزأر متبضعا جلودنا
يفصلها بردة لنبي دجال
على هامش كتابه
الحدائق تساق أضاحيَ للعيد؛
...
وتستمر الشاعرة في ممارسة هوايتها التصعيدية مع تشكيلة السهر السرية والوقت وجدواه ومصح الذاكرة الذي يهدب فاقة الأدمان تشكيلة لرصف وصف واصطفاف لمجموعة هذيان هو في الحقيقة مجموعة العمر والزمن والدهر؛؛ في عدة عليا الفسيفسائية عدة التشكيك النافعة لكل الأغراض والموضوعات وبالفاظها وعباراتها التهويمية وبكل حدثها وتجريبها وما مقطع الأصابع وتكثبنها على الخصر وتحول ذرات الرمال حسرات على الخصر وتحول الشاعرة فيها الى لوليتا تستنشق الأحلام بعناوين عبيطة ورغبة يقظة تريد ان تبيع الحب بضاعة غير بضاعة الليل ومفهوها التقليدي ولانها لاتريد أن تكون هي الصبية الياسمينية المنسية؟ او المبتعدة خارج اسوار التذكر ولان الوقت عندها لايجف الا على قيثارة خصرها المطعون من أحلام فراشها وعتمة ليلها الذي لم يدعْها تميز حتى فساتين أنوثتها؟ التي حاكها او ساعد في حياكتها عزرائيل وكومها ونثرها بدون آثام وبدون رعشة كاسحة للزمن، وجولة ضد الباطل والآلة الغول والماشطة الثكلى مع انتهاء دعوة بطاقات العرس فبالتأكيد ليس هناك ما يبرر أنتفاء الدعوة على الأقل جماليا لأنها لابد أن تدخل في فهرس الوجود والذي لابد أن يستمر رغم سرفات الدبابات وأفيون الموت المجاني والرهبة من المجهول مع مضاعفة الاحساس بالآثام والخروج بلاذنوب وهذه العلاقة الجدلية بين فكر الشاعرة وبين محيطها وبين هموم الشاعرة ومشاكلها، لتبين لنا مادة دسمة لفهم المجتمع ونمط الحياة وفي أي زمان ومكان وخارج قوانيين وفرمانات الملوك والسلاطين والقصور وثقافة البلاطات والصالونات وكل ماسفطه وسفسطه المؤرخون البرجوازيون؛ وهكذا يرفع الشعر همومنا ومتطلباتنا الى السماء ولنلق بالأرهاب ورواده ومدارسه الى جهنم.
خياط الحي رصاص يزأر متبضعا جلودنا؛ حافز آخر لتسليط الضوء الانساني على نمط السلوك الذي يحدث وفق معايير اللحظة وماتكشفه الشاعرة وتكشفه الابحاث الميدانية النفسية والأكليكينية مع جوقة هذه الأمراض التي يكابدها الأنسان ويعانيها ليل نهار ويفصل منها بردة لنبي دجال على هامش كتابه.
الحدائق تساق اضاحيَ للعيد، عينة آخرى من تلك الأرواح وغلواءها وأعماقها وأغوارها ومقاييسها وأبعادها وفجورها وتقواها وصعودها ونزولها تلك الأرواح التي تسبح ضد الحياة وضد الناموس هي نفسها الحيتان والتماسيح واسماك القرش وتنانين الرعب والسعالي ،أنها انعكاسات الهم اليومي على النفس وحلم الانسان المفقود بالبحث عن الفردوس لان هذا الانسان كلما تقدم صعودا تعقدت الحياة اكثر وتعرض لشتى صنوف الأضطهاد والعبودية؛ !!
الأناشيد تسحل على سجادة
قالوا ركعتي رعب
سترتق كفر الركام في مدينة بلا تمدن
ياصحبي النبض
لاتنسى
هوية الشتات
حيث تقطع
زمنا مزدحما بالخطوط الحمراء
علقها لقيمة على كفر الشهيق
أتعلم!
الأسود يليق بنهاري الحاسر على شفتيك
يرتلها قلبي
كلما تنبت كمنجات كنائسي الدمشقية
سوناتا مآذنك المقدسة رهاب التخالف
نرد حظ
درب صوتك أن يلقيه في خانة التنكر
ولاتنسى
نعوة استرحام
دسها بجيب نعشك
الخلفي الزاحف بي ؛
يقول بيكوك في كتابه عصور الشعر الأربعة " لقد اصبح الشاعر في عصرنا هذا أشبه بالبربري في مجتمع متحضر؛ وهنا ينطبق على شاعرتنا التي يبدو أن ينابيع الحياة أجدبت عندها حقا حيث سحلت اناشيدها وتوهن عزمها وتجهد عقلها لتركع للرعب بتقليد مزخرف لاقبلة له ولانية تحفظ طهارة الوضوء هو وسوسه ولوثة ترتق الركام في المدينة التي بلا تمدن والجهد هنا ليس سوى بقايا من رحلة الطفولة التي ابتلعها العنف والسواد الأعظم من المدنية الفاشية وفي عصر العلم وسيطرة المادة والمعاصرة والعقول الكمبيوترية الآلية، إن محاولات الشاعرة لترتيق الركام في مدينة بلا تمدن والتكلفة الباهضة للعيش وازدياد المتاعب وصفرة الوجودة وخيبة الامل انه الثمن المدفوع سلفا لهذه الفسحة القلقة من الحياة؛ ياصاحبي النبض استغاثة مرة أخرى لعفوية الموقف امام العالم وتفسيره كما هي" ياصاحبي السجن "..
انها وثيقة صدق في رسالة القضاء والقدر وأسطورة عن تعبير لاشعوري من الموقف العفوي للإنسان في أي وقت يكون فيه الفكر غير مفصول عن الحياة؛لذلك نشاهد تكرار النداءات من قبل الشاعرة فهي تذكر لاتنسى هوية الشتات حيث تقطع زمنا مزدحما بالخطوط الحمراء علقها لقيمة على كفر الشهيق ان للغموض في الشعر اسباب ربما هي العملية الابداعية نفسها او ربما أن الغموض لايأتي الا للعمق الفكري ورؤاه ومن خلال وسائل التعبير واللغة بشكل خاص؛ وهكذا لاتحرج الشاعرة هنا حينما تذكرنا أن هويتنا الشتات والضياع والقلق والتفكك وعليه فأن هذه الهوية تعبير عن الانانية وتتجاوز الخطوط الحمراء وتقترب من سواحل العائمين في بحيرات الضياع ؛
أتعلم!.. انبعاثات روحية تتقاطر مع النفس الشاعري وتتسأل عن اسرار وخفايا النفس المعتقلة خلف قضبان الواقع الذي لايرحم؛ الاسود يليق بنهاري الحاسر على شفتيك يرتلها قلبي أي أسود هذا الذي يليق بحزنك ونهارك الحاسر الذي يرفضه حتى مزاج ومذاق القصيدة فالاسود احيانا مميز ودليل عافية واغراء لونه وحرارته تتفاعل طواعية رغم انه لون الحزن بلا منازع لكنه بريد الانجذاب والذي دائما ما تفرضه عاطفة غير عاقلة مجنونة الاغراء لكنها في نفس الوقت مفترسة خاصة اذا كانت الشفتان يرتلها القلب مثل كمنجات الكنائس الدمشقية الغارقة بجسدها الابيض البض والصحيح التقاسيم ليعود ذاكرة غنائية حد الغنج والدلال الماص نادر وثمين؛ سوناتا مآذنك المقدسة رهاب التخالف نرد حظ تماسك في محيط التجربة وامتد بايقاع رصين واندمج في بنية النص الفنية ليرجع لتلك المأذن المقدسة انفاسها ومنلوجاتها بحثا عن الحقيقة ونصيبها من الحياة وحتى لايكون الحظ نرد تتدحرج ارقامه بميوعة وتفرض عليك ارادتها لابد من توطينها مثل ضفاف الانهار وليس مثل الغيوم التي لم تلتصق عمرها بالسماء؛ لذا درب صوتك أن يلقيه في خانة التنكر ولاتنس نعوة استرحام دسها بجيب نعشك الخلفي الزاحف بي!! هنا حاولت الانطلاق متجاوزا تلك المواقف وصعوبة اللحظات التي قد تشوش على شاشة النص وتسلخ منه بعض وجدانيته الطاغية فالنص يعود بقوة لصاحبته ليتحد بها ويعودون عاشقين محسودين !؟
لقد كانت الشاعرة تحصن بعمق مساراتها وتضخ قصائدها بشكل وطعم ورائحة متمرسة كاللبوة البرية تعرف كيف تصطاد وكيف تطعم الاخرين في زمكان مجدب تعطي بقياس النبل وتستدعي لفعل اليقظة رموزا عزيزة في عمق وجوانية الوجدان ولاخوف عليها لانها مختمرة من رحم المحنة وخياطة ماهرة تعرف كيف ترتق قميص يوسف بنكهتها الدمشقية المحلية وبشكل نخبوي...!
اليكم نص القصيدة:
............... #خانة_الفقد
...............
يستعرُ صمتي
بزعيقِ جدرانِ المسافات
الطرقُ عجائزٌ خرفةٌ
تشي للمقابر عناوينَ الخُطا
وتفصّلُ الشوكَ
أحذيةً
للأمسيات كلّما واعدها العناق
تصحّرَتْ محطات اللهفة
تحتَ شبابيك
شاخَ الانتظارُ فوق مقابضها
لم يعدْ يغري الليلَ
صوتُ الجنادبَ
ليمارسَ عادةَ السّهرِ السّرّيةَ
فقد خلع الوقت
جدواه
رماهُ في مصّحِ ذاكرةٍ يهذي فاقةَ الأمان
كيف تَكثبَنَتْ أصابعُكَ؟
ذرتْها الحسراتُ رمالا عن خصري
فساتينُ أنوثتي لمن ؟
حائكُها عرزائيل
و الماشطةُ تجدِلُ ثكلي
بطاقاتِ عرسٍ منتهيةِ الدعوة
خيّاط الحيّ
رصاصٌ
يزأرُ متبضعاً جلودنا
يفصّلُها بردةً لنبيّ دجّالٍ
على هامشِ كتابهِ
الحدائق تساقُ أضاحيَ للعيدِ
و الأناشيدُ تسحلُ على سجادةٍ
قالوا ركعتي رعب ،
سترتقُ كفرَ الرُّكام في مدينةٍ بلا تمدّن
ياصاحب النبض
لا تنسَ
هويّةَ الشتات
حين تقطعُ
زمناً مزدحما بالخطوط الحمراء
علّقها تميمةً على كفرِ الشّهيق
أتعلم!
الأسود يليق بنهاري الحاسر عن شفتيك
يرتلها قلبي
كلّما أبّنَت كمنجات كنائسي الدمشقيّة
سوناتا مآذنك المقدّسة
رهابُ التخالفِ
نردُ حظ
درّبْ صوتَكَ أن يلقِيْهِ في خانة التّنَكُرِ
ولا تنسى
نعوةَ استرحامٍ
دُسَّها بجيب نعشكَ الخلفي الزاحف بي#علياعيسى
Jassim allsalman / 1/4/2018بغداد في
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق