النثر العربي – فن اصيل،
تعريفه، انواعه، ميزاته...
*
أ.شاكر الخياط
.......... ........... ........... ............
منذ نعومة اظفارنا ونحن نلتقي الادباء والمثقفين، ونحضر مجالس الادب والثقافة، وبعدها انتقلنا الى الدراسة والقراءة المستفيضة المتعددة والتخصصية منها، ومنذ ذلك الحين والى حد اللحظة، هنالك تساؤلات عديدة معرفية ، ومنهجية ، وعلمية حينما نريد تناول الكتابة في مواضيع تخص النثر وبكل صنوفه، واول مايواجهنا هو التعريف الصحيح والعلمي الدقيق لمفهوم كلمة نثر، ونحن عند مرورنا بمؤلفات ومواضيع تعنى بهذا الشأن ( النثر) لم نقف على تعريف جامع مانع لمصطلح النثر العربي بشكل يحدد معالمه ويميزه تمييزا دقيقا عن غيره من الأجناس التعبيرية الأخرى. فنشأ جراء ذلك ونتج عندنا مايشبه اللَّبس الذي يعتري الباحث والقارىء حينما يريد البحث عن الفروقات بين الكلام، النثر، الشعر ،التعبير ، اللغة، الكتابة، وغير ذلك من الألفاظ التي أدخلت الجميع في دوامة المفاهيم المتضاربة والمتناقضة مع العلم أن لكل شيء سببا وتعريفا قائما بذاته إذا أردنا العلمية والموضوعية والمنهجية فعلا .ولقد ذهب الكثيرون من النقاد والمعنيين بالشأن الادبي الى القول " بغض النظر عن فارق الوزن والقافية فلا نجد خصيصة أخرى تفصل بين الجنسين بل النوعين الادبيين ، فالبحث يكون عن الجديد والاكتشاف الذي يجعلنا نواكب البحث العلمي المنشود ". وقد وضعوا عدة تعاريف وتصنيفات لهذا الفن من قبيل: تعريف النثر فقالوا "النّثر لغةً، وهو نثر الشّيء، أي رميه مُتفرّقاً، أو كلام بلا وزن أو قافية، وهو نوع من أنواع الأدب، ويُقسم إلى قسمين: الأول فهو النّثر العادي المُستخدم في لغة التّخاطب والكلام الاعتياديّ، وليس له قيمة أدبيّة إلا إذا احتوى على أمثال وحکم، وأمّا القسم الثّاني فهو النّثر الذي يرتقي فيه أصحابه إلی لغةٍ فيها فنّ وبلاغة كبيرة، وهذا النّوع من النّثر هو الذي يهتمّ النُقّاد ببحثه ودراسته، وبحث ما يمتاز به من صفات وخصائص، ويُقسم إلی جزئين کبيرين، هما الخطابة والکتابة الفنيّة، وتُسمّى أيضاً باسم النّثر الفنيّ."
ولا بأس ان نمر على الفنون النثرية والتي تقع ضمن دائرة تعريف النثر ايضا ونتعرف كذلك من خلالها على المعنى العلمي او المنهجي الامثل كما يقول الاستاذ بلوافي محمد في هذا المجال (مصطلح النثر أو "النثر الفني" العربي) ، وقبل هذا فلنتعرف على مصطلح الادب وماذا يعني قبل أن نتعرف على كلمة (النثر) أو النثر الفني ودلالاتها، كلمة (الأدب) التي تعني في تداولنا اليومي لها فن الشعر وفن النثر بأوسع المعاني. وهذه المدلولات لم تكن معروفة على هذا النحو عند عرب الجاهلية ولا في صدر الإسلام، أصل كلمة أدب في اللغة الدعاء، ومنه الدعاء إلى وليمة: يقال أدب القوم يأدبهم أدبا إذا دعاهم إلى طعام يتخذه، إذن لفظ "الأدب والمأدبة" في عرف الجاهليين واحد، يفيد الدعوة عامة، وإلى إلى الطعام خاصة، والداعي إليها يدعى "الآدب". وقد تطور معنى الكلمة بتطور حياة العرب، وانتقالها من دور البداوة إلى المدنية والحضارة، وفي العصر الإسلامي تأكد هذا السلوك النفسي الحسن لمدلول (الأدب) وتوسعت دلالاته؛ فأصبحت تعنى الكلمة فيما تعني: الترويض والتهذيب، بتقويم الأخلاق، والكرم والتسامح ومحبة الفضيلة وحسن التناول، وبهذا المعنى كان في بداية الإسلام، فقد ورد لفظ الحديث الشريف، (أدبني ربي فأحسن تأديبي) قبل أن ينحصر بعد ذلك في الدلالة على طبقة المعلمين والمؤدبين للصبيان، أي رجال التربية والتعليم أواخر العصر الأموي وبداية العصر العباسي، والذين أطلق على مهنتهم تلك مصطلح (حرفة الأدب) ومع الوقت، وباتساع الدراسات، ضيق مدلول الكلمة فاقتصرت على ما أجيد من الكتابة والكلام، سواء أكان ذلك المنظوم أم المنثور. ولعل الجاحظ . أول من رسم المعنى الصحيح الذي نتداوله اليوم من كلمة الأدب من خلال اشتغاله بالبيان العربي وفصاحة القول من جهة،
" النثر أحد قسمي القول، فالكلام الأدبي كله إما أن يصاغ في قالب الشعر المنظوم وإما في قالب القول المنثور. ولابن رشيق المسيلي القيرواني
" وكلام العرب نوعان: منظوم ومنثور، ولكل منهما ثلاث طبقات: جيدة، ومتوسطة، ورديئة، فإذا اتفقت الطبقتان في القدر، وتساوتا في القيمة، لم يكن لإحداهما فضل على الأخرى، وإن كان الحكم للشعر ظاهرا في التسمية. ويشرح ابن رشيق أن أصل التسمية في المنظوم وهي من نظم الدر في العقد وغيره، إما للزينة أو حفظا له من التشتت والضياع، أما إذا كان الدر منثورا. لم يؤمن عليه ولم ينتفع به. من هنا حصلت عملية تشبيه الكلام الأدبي بالدرر والمجوهرات وتوهم الناس أن كل منظوم أحسن من كل منثور من جنسه في معترف العادة. وذلك بالنظر إلى سهولة حفظ الكلام المنظوم واستظهاره بسبب الوزن، وانعدام الوزن في الكلام المنثور يجعله عرضة للنسيان والضياع، وذلك في وقت كان الناس فيه يتداولون النصوص الأدبية مشافهة دون الكتابة في العصر الجاهلي والإسلامي الأول، وقد زال هذا التفاضل في عصور التدوين وكتابة النصوص كما في زماننا الحاضر، بحيث اختص كل من النثر والشعر بمجالات في القول تجعله أليق به.
ويعتقد ابن رشيق محقا: إن ما تكلمت به العرب من جيد المنثور أكثر مما تكلمت به من جيد الموزون، وهو يقصد بذلك تلك الحقبة الزمنية قبل الإسلام وبدايات العهد الإسلامي تخصيصا. وجاء هذا ردا كافيا علي الذين ينفون وجود نثر فني عربي جيد قبل الإسلام، وإنما كان ضياع ذلك النثر الجاهلي أو اختلاطه بسبب طبيعته الفنية الخالية من الوزن. وهو لم يعن بذلك إلا النثر الفني أي الأدبي الذي يتوفر - كما ذكر بروكلمان – "على قوة التأثير بالكلام المتخير الحسن الصياغة والتأليف في أفكار الناس وعزائمهم".
أما النثر الاعتيادي الذي يستعمل بين الأفراد في التداول اليومي لغرض الاتصال وقضاء الحاجات والثرثرة مما ليس فيه متانة السبك والتجويد البلاغي ولا قوة التأثير فلا يعتد به، وليس له قيمة اعتبارية في الدراسة الأدبية.
اذا ماهو التعريف الاقرب لكلمة نثر وما هي انواعه:
من فنون النثر والتي تقع تحت طائلة التعريف: الرواية، القصة، القصة القصيرة، القصة القصيرة جدا، المقالة، الخطبة والمسرحية النثرية وفنون النثر الوصفي كالنقد الأدبي وتاريخ الأدب والأدب المقارن. والنثر هو أدب إنشائي رصين اينما حلَّ في تلك التصنيفات.
النثر العادي
الذي يدور في كلام الناس أثناء المعاملة أو هو الذي يعرف بلغة التخاطب والتفاهم بين الناس أو هو الكلام اليومي الذي يتحدثه الناس وهو غير فاقد نهائيا لبعض عناصر النثر الفني.
النثر الفني
الذي يخضع لنظرية الفن أو هو الذي يغلب عليه الأسلوب الفني والذي يحتوي على عناصر فنية نذكر منها الأفكار وحسن الصياغة وجودة السبك ومراعاة جودة اللغة ومع ذلك لا يفقد العاطفة والخيال.
من الصعب تتبع أقوال العلماء في هذا الباب وعلى سبيل المثال نذكر رأي ابن خلدون الذي يقول " كل واحد من الفَنَّين ( الشعر والنثر) يشتمل على فنون ومذاهب في الكلام فأما الشعر فمنه المدح والهجاء والرثاء ويتميز بالتزام الوزن والتقفيه وأما النثر فمنه السجع الذي يؤتى به قطعا ويلتزم في كلمتين منه قافية واحدة ومنه المرسل وهو الذي يطلق فيه الكلام إطلاقا ولا يقطع أجزاء بل يرسل إرسالا من غير تقييد بقافية ولا غيرها ويستعمل في الخطب والدعاء وترغيب الجمهور وترهيبهم."
نحن نؤمن بان تعريف الشعر تجاوز هذه التعريفات الى ان يتميز عن النثر بانواعه، وانه التزم الايقاع والموسيقى اضافة الى مواصفاته المعروفة، ومهما امتلك واستحوذ من تلك الصفات باجملها فهو ليس بشعر، انما (الايقاع والموسيقى)، اللذان يخلقان قاعدة (جرسية) يتمشى وينساب عليها الكلام هو الشعر وهو التعريف الوافي للشعر، وما خلاه فهو نظم لايرتقي الى تعريف الشعر ولا يمتلك مقومات تميزه تميزا فنيا عن النثر ..
لان النثر يشترك مع الشعر في التعبير عن المشاعر و ما يدور في الذهن دون قيود فنية . والنثر كذلك هو كل ما يدور في نفس وقلب الإنسان من أفكار وخواطر ومشاعر وانفعالات ولا يتقيد بوزن أو قافية ، ويدخل فيه الخيال للتعبير عنه. النثر يكون لغة للتخاطب. وهو شكل وأسلوب للكتابة و التعبير . وهو شكل أدبي يستوعب التفاصيل والتجارب الإنسانية. و النثر يقوم على أساس بناء لغة على لغة.. .
مراحل النثر العربي في المشرق :
1- نثر صدر الإسلام و الدولة الأموية.
2- نثر عبدالحميد الكاتب في أواخر ىالدولة الأموية. 3
3- نثر ابن المقفع (و الذي يشبه نثر عبدالحميد ىالكاتب في بسط المعاني و توكيدها) 4
4- نثر الجاحظ. 5
5- نثر ابن العميد.
6- نثر القاضي الفاضل الذي ساد في القرن السادس.
النثر الاجتماعي; و يمتاز بصحة العبارة و البعد عن الزخرف.
النثر السياسي; و يمتاز بالسهولة و الوضوح, و يعتمد على التصوير السريع و الأدلة الخطابية.
النثر الأدبي; و يمتاز بتخير اللفظ و التأنق في نظم العبارات.
أنواع النثر: وبما أنّ الّنثر هو كلام غير موزون أو مُقفّى، فتعدّدت أنواعه وفنونه، واختلفت باختلاف الزّمان والمكان والاستخدام، ويحتوي النّثر الكثير من الفنون، وتختلف أنواع النثر من زمن إلى اّخر، و لكن نستطيع حصر هذه الأنواع
بالرغم من عدم وجود أي سجل أو كتاب مدون يحتوي على نصوص النثر الجاهلي يعود تاريخه إلى تلك الفترة من الزمن الغابر، إذ كان الناس يحفظونها ويتناقلونها عن طريق الرواية الشفاهية، مثل الشعر، وهذا ربما سبب قلتها، وكذا موقف الإسلام من بعضها، وبالرغم من ذلك فان الدارسين المحققين لهذا التراث الأدبي العربي ذكروا من أنواع النثر الأدبي في تلك الفترة خاصة بعض الأنواع منها:
المقالة، الخطابة، القصص، الأمثال، الحكم، الوصايا، النثر المسجوع.
تعريفه، انواعه، ميزاته...
*
أ.شاكر الخياط
.......... ........... ........... ............
منذ نعومة اظفارنا ونحن نلتقي الادباء والمثقفين، ونحضر مجالس الادب والثقافة، وبعدها انتقلنا الى الدراسة والقراءة المستفيضة المتعددة والتخصصية منها، ومنذ ذلك الحين والى حد اللحظة، هنالك تساؤلات عديدة معرفية ، ومنهجية ، وعلمية حينما نريد تناول الكتابة في مواضيع تخص النثر وبكل صنوفه، واول مايواجهنا هو التعريف الصحيح والعلمي الدقيق لمفهوم كلمة نثر، ونحن عند مرورنا بمؤلفات ومواضيع تعنى بهذا الشأن ( النثر) لم نقف على تعريف جامع مانع لمصطلح النثر العربي بشكل يحدد معالمه ويميزه تمييزا دقيقا عن غيره من الأجناس التعبيرية الأخرى. فنشأ جراء ذلك ونتج عندنا مايشبه اللَّبس الذي يعتري الباحث والقارىء حينما يريد البحث عن الفروقات بين الكلام، النثر، الشعر ،التعبير ، اللغة، الكتابة، وغير ذلك من الألفاظ التي أدخلت الجميع في دوامة المفاهيم المتضاربة والمتناقضة مع العلم أن لكل شيء سببا وتعريفا قائما بذاته إذا أردنا العلمية والموضوعية والمنهجية فعلا .ولقد ذهب الكثيرون من النقاد والمعنيين بالشأن الادبي الى القول " بغض النظر عن فارق الوزن والقافية فلا نجد خصيصة أخرى تفصل بين الجنسين بل النوعين الادبيين ، فالبحث يكون عن الجديد والاكتشاف الذي يجعلنا نواكب البحث العلمي المنشود ". وقد وضعوا عدة تعاريف وتصنيفات لهذا الفن من قبيل: تعريف النثر فقالوا "النّثر لغةً، وهو نثر الشّيء، أي رميه مُتفرّقاً، أو كلام بلا وزن أو قافية، وهو نوع من أنواع الأدب، ويُقسم إلى قسمين: الأول فهو النّثر العادي المُستخدم في لغة التّخاطب والكلام الاعتياديّ، وليس له قيمة أدبيّة إلا إذا احتوى على أمثال وحکم، وأمّا القسم الثّاني فهو النّثر الذي يرتقي فيه أصحابه إلی لغةٍ فيها فنّ وبلاغة كبيرة، وهذا النّوع من النّثر هو الذي يهتمّ النُقّاد ببحثه ودراسته، وبحث ما يمتاز به من صفات وخصائص، ويُقسم إلی جزئين کبيرين، هما الخطابة والکتابة الفنيّة، وتُسمّى أيضاً باسم النّثر الفنيّ."
ولا بأس ان نمر على الفنون النثرية والتي تقع ضمن دائرة تعريف النثر ايضا ونتعرف كذلك من خلالها على المعنى العلمي او المنهجي الامثل كما يقول الاستاذ بلوافي محمد في هذا المجال (مصطلح النثر أو "النثر الفني" العربي) ، وقبل هذا فلنتعرف على مصطلح الادب وماذا يعني قبل أن نتعرف على كلمة (النثر) أو النثر الفني ودلالاتها، كلمة (الأدب) التي تعني في تداولنا اليومي لها فن الشعر وفن النثر بأوسع المعاني. وهذه المدلولات لم تكن معروفة على هذا النحو عند عرب الجاهلية ولا في صدر الإسلام، أصل كلمة أدب في اللغة الدعاء، ومنه الدعاء إلى وليمة: يقال أدب القوم يأدبهم أدبا إذا دعاهم إلى طعام يتخذه، إذن لفظ "الأدب والمأدبة" في عرف الجاهليين واحد، يفيد الدعوة عامة، وإلى إلى الطعام خاصة، والداعي إليها يدعى "الآدب". وقد تطور معنى الكلمة بتطور حياة العرب، وانتقالها من دور البداوة إلى المدنية والحضارة، وفي العصر الإسلامي تأكد هذا السلوك النفسي الحسن لمدلول (الأدب) وتوسعت دلالاته؛ فأصبحت تعنى الكلمة فيما تعني: الترويض والتهذيب، بتقويم الأخلاق، والكرم والتسامح ومحبة الفضيلة وحسن التناول، وبهذا المعنى كان في بداية الإسلام، فقد ورد لفظ الحديث الشريف، (أدبني ربي فأحسن تأديبي) قبل أن ينحصر بعد ذلك في الدلالة على طبقة المعلمين والمؤدبين للصبيان، أي رجال التربية والتعليم أواخر العصر الأموي وبداية العصر العباسي، والذين أطلق على مهنتهم تلك مصطلح (حرفة الأدب) ومع الوقت، وباتساع الدراسات، ضيق مدلول الكلمة فاقتصرت على ما أجيد من الكتابة والكلام، سواء أكان ذلك المنظوم أم المنثور. ولعل الجاحظ . أول من رسم المعنى الصحيح الذي نتداوله اليوم من كلمة الأدب من خلال اشتغاله بالبيان العربي وفصاحة القول من جهة،
" النثر أحد قسمي القول، فالكلام الأدبي كله إما أن يصاغ في قالب الشعر المنظوم وإما في قالب القول المنثور. ولابن رشيق المسيلي القيرواني
" وكلام العرب نوعان: منظوم ومنثور، ولكل منهما ثلاث طبقات: جيدة، ومتوسطة، ورديئة، فإذا اتفقت الطبقتان في القدر، وتساوتا في القيمة، لم يكن لإحداهما فضل على الأخرى، وإن كان الحكم للشعر ظاهرا في التسمية. ويشرح ابن رشيق أن أصل التسمية في المنظوم وهي من نظم الدر في العقد وغيره، إما للزينة أو حفظا له من التشتت والضياع، أما إذا كان الدر منثورا. لم يؤمن عليه ولم ينتفع به. من هنا حصلت عملية تشبيه الكلام الأدبي بالدرر والمجوهرات وتوهم الناس أن كل منظوم أحسن من كل منثور من جنسه في معترف العادة. وذلك بالنظر إلى سهولة حفظ الكلام المنظوم واستظهاره بسبب الوزن، وانعدام الوزن في الكلام المنثور يجعله عرضة للنسيان والضياع، وذلك في وقت كان الناس فيه يتداولون النصوص الأدبية مشافهة دون الكتابة في العصر الجاهلي والإسلامي الأول، وقد زال هذا التفاضل في عصور التدوين وكتابة النصوص كما في زماننا الحاضر، بحيث اختص كل من النثر والشعر بمجالات في القول تجعله أليق به.
ويعتقد ابن رشيق محقا: إن ما تكلمت به العرب من جيد المنثور أكثر مما تكلمت به من جيد الموزون، وهو يقصد بذلك تلك الحقبة الزمنية قبل الإسلام وبدايات العهد الإسلامي تخصيصا. وجاء هذا ردا كافيا علي الذين ينفون وجود نثر فني عربي جيد قبل الإسلام، وإنما كان ضياع ذلك النثر الجاهلي أو اختلاطه بسبب طبيعته الفنية الخالية من الوزن. وهو لم يعن بذلك إلا النثر الفني أي الأدبي الذي يتوفر - كما ذكر بروكلمان – "على قوة التأثير بالكلام المتخير الحسن الصياغة والتأليف في أفكار الناس وعزائمهم".
أما النثر الاعتيادي الذي يستعمل بين الأفراد في التداول اليومي لغرض الاتصال وقضاء الحاجات والثرثرة مما ليس فيه متانة السبك والتجويد البلاغي ولا قوة التأثير فلا يعتد به، وليس له قيمة اعتبارية في الدراسة الأدبية.
اذا ماهو التعريف الاقرب لكلمة نثر وما هي انواعه:
من فنون النثر والتي تقع تحت طائلة التعريف: الرواية، القصة، القصة القصيرة، القصة القصيرة جدا، المقالة، الخطبة والمسرحية النثرية وفنون النثر الوصفي كالنقد الأدبي وتاريخ الأدب والأدب المقارن. والنثر هو أدب إنشائي رصين اينما حلَّ في تلك التصنيفات.
النثر العادي
الذي يدور في كلام الناس أثناء المعاملة أو هو الذي يعرف بلغة التخاطب والتفاهم بين الناس أو هو الكلام اليومي الذي يتحدثه الناس وهو غير فاقد نهائيا لبعض عناصر النثر الفني.
النثر الفني
الذي يخضع لنظرية الفن أو هو الذي يغلب عليه الأسلوب الفني والذي يحتوي على عناصر فنية نذكر منها الأفكار وحسن الصياغة وجودة السبك ومراعاة جودة اللغة ومع ذلك لا يفقد العاطفة والخيال.
من الصعب تتبع أقوال العلماء في هذا الباب وعلى سبيل المثال نذكر رأي ابن خلدون الذي يقول " كل واحد من الفَنَّين ( الشعر والنثر) يشتمل على فنون ومذاهب في الكلام فأما الشعر فمنه المدح والهجاء والرثاء ويتميز بالتزام الوزن والتقفيه وأما النثر فمنه السجع الذي يؤتى به قطعا ويلتزم في كلمتين منه قافية واحدة ومنه المرسل وهو الذي يطلق فيه الكلام إطلاقا ولا يقطع أجزاء بل يرسل إرسالا من غير تقييد بقافية ولا غيرها ويستعمل في الخطب والدعاء وترغيب الجمهور وترهيبهم."
نحن نؤمن بان تعريف الشعر تجاوز هذه التعريفات الى ان يتميز عن النثر بانواعه، وانه التزم الايقاع والموسيقى اضافة الى مواصفاته المعروفة، ومهما امتلك واستحوذ من تلك الصفات باجملها فهو ليس بشعر، انما (الايقاع والموسيقى)، اللذان يخلقان قاعدة (جرسية) يتمشى وينساب عليها الكلام هو الشعر وهو التعريف الوافي للشعر، وما خلاه فهو نظم لايرتقي الى تعريف الشعر ولا يمتلك مقومات تميزه تميزا فنيا عن النثر ..
لان النثر يشترك مع الشعر في التعبير عن المشاعر و ما يدور في الذهن دون قيود فنية . والنثر كذلك هو كل ما يدور في نفس وقلب الإنسان من أفكار وخواطر ومشاعر وانفعالات ولا يتقيد بوزن أو قافية ، ويدخل فيه الخيال للتعبير عنه. النثر يكون لغة للتخاطب. وهو شكل وأسلوب للكتابة و التعبير . وهو شكل أدبي يستوعب التفاصيل والتجارب الإنسانية. و النثر يقوم على أساس بناء لغة على لغة.. .
مراحل النثر العربي في المشرق :
1- نثر صدر الإسلام و الدولة الأموية.
2- نثر عبدالحميد الكاتب في أواخر ىالدولة الأموية. 3
3- نثر ابن المقفع (و الذي يشبه نثر عبدالحميد ىالكاتب في بسط المعاني و توكيدها) 4
4- نثر الجاحظ. 5
5- نثر ابن العميد.
6- نثر القاضي الفاضل الذي ساد في القرن السادس.
النثر الاجتماعي; و يمتاز بصحة العبارة و البعد عن الزخرف.
النثر السياسي; و يمتاز بالسهولة و الوضوح, و يعتمد على التصوير السريع و الأدلة الخطابية.
النثر الأدبي; و يمتاز بتخير اللفظ و التأنق في نظم العبارات.
أنواع النثر: وبما أنّ الّنثر هو كلام غير موزون أو مُقفّى، فتعدّدت أنواعه وفنونه، واختلفت باختلاف الزّمان والمكان والاستخدام، ويحتوي النّثر الكثير من الفنون، وتختلف أنواع النثر من زمن إلى اّخر، و لكن نستطيع حصر هذه الأنواع
بالرغم من عدم وجود أي سجل أو كتاب مدون يحتوي على نصوص النثر الجاهلي يعود تاريخه إلى تلك الفترة من الزمن الغابر، إذ كان الناس يحفظونها ويتناقلونها عن طريق الرواية الشفاهية، مثل الشعر، وهذا ربما سبب قلتها، وكذا موقف الإسلام من بعضها، وبالرغم من ذلك فان الدارسين المحققين لهذا التراث الأدبي العربي ذكروا من أنواع النثر الأدبي في تلك الفترة خاصة بعض الأنواع منها:
المقالة، الخطابة، القصص، الأمثال، الحكم، الوصايا، النثر المسجوع.
- المقالة : هي قطعة انشائية ذات طول معتدل, تعالج موضوع ما معالجة سريعة من وجهة نظر صاحبها. وهي فن نثريّ عبارة عن قطعة إنشائيّة طويلة ، تُعالِج موضوعاً مُعيّناً من وجهة نظر الكاتب، وتتكوّن من ثلاثة عناصر، هي المادة، والأسلوب، والخطّة. تُقسم المقالة إلى أنواع كثيرة ومُتعدّدة، منها المقالة العلميّة، والمقالة الأدبيّة، والخاطرة.
- الخطابة: وهي الفن في مُخاطبة النّاس وإقناعهم عن طريق الكلام المُختَصر والبليغ الذي يحمل وقعاً في النّفس عند سماعه، وهي أقدم فنون النّثر في الأدب العربيّ، ولها ثلاثة أجزاء تتكوّن منها الخطبة، هي المُقدّمة، والموضوع، والخاتمة. تتميّز الخطابة بقصر الجمل، وقلّة التّصوير البيانيّ، وسهولة ووضوح الأفكار، وجمال الكلمات والتّعبير. و هي كيفية إيصال معلومة او مجموعة من الأفكار لجمهور محدد بهدف الإقناع و التأثير.
هي فن مخاطبة الجماهير، بغية الإقناع والإمتاع، بكلام بليغ وجيز.
فهي قطعة من النثر الرفيع، قد تطول أو تقصر حسب الحاجة لها.
وهي من أقدم فنون النثر،لأنها تعتمد علي المشافهة،لأنها فن مخاطبة الجمهور بأسلوب يعتمد علي الاستمالة وعلي اثارة عواطف السامعين،وجذب انتباههم وتحريك مشاعرهم،وذلك يقتضي من الخطيب تنوع الأسلوب، وجودة الإلقاء وتحسين الصوت ونطق الإشارة.
أما الإقناع فيقوم علي مخاطبة العقل،وذلك يقتضي من الخطيب ضرب الأمثلة وتقديم الأدلة والبراهين التي تقنع السامعين.
ﺠ - أقسام أو أجزاء الخطبة: للخطبة أجزاء ثلاثة هي (المقدمة – والموضوع – والخاتمة).
د- أهداف الخطبة: الإفهام والإقناع والإمتاع والاستمالة.
وللخطابة مميزات تمتاز بها عن غيرها من الفنون، لذلك لا نستغرب أن يتحدث الجاحظ عن وجودها، ومنها:
لها تقاليد فنية، وبنيوية، وسمات.
لها زي معين وهيأة تمثيلية للخطيب، وأصول في المعاملة.
كما أنها تستدعي إحتشاد الناس من وجهاء القوم.
لها أماكن إلقاء هي نفسها أماكن التجمعات الكبرى ( مضارب الخيام، ساحات النزول، مجالس المسر، الأسواق)
ﻫ- خصائص أسلوب الخطبة:
قصر الجمل والفقرات.
جودة العبارة والمعاني.
شدة الإقناع والتأثير.
السهولة ووضوح الفكرة.
جمال التعبير وسلامة الألفظ.
التنويع في الأسلوب ما بين الإنشائي والخبري.
قلة الصور البيانية.
الإكثار من السجع غير المكلف.
و- أسباب ازدهار الخطبة في العصر الجاهلي:
ازدهرت الخطبة لاكتمال عوامل ازدهارها ورقيها وهي :
1- حرية القول.
2- دواعي الخطابة كالحرب والصلح والمغامرات.
3- الفصاحة فكل العرب كانوا فصحاء.
ز- أنواع الخطابة: تختلف باختلاف الموضوع والمضمون، منها:
الدينيـة: التي تعمد إلى الوعظ والإرشاد والتذكير والتفكير.
السياسية: التي تستعمل لخدمة أغراض الدولة أو القبيلة.
الاجتماعية: التي تعالج قضايا المجتمع الداخلية، والعالقة منها من أمور الناس، كالزواج....
الحربية: التي تستعمل بغية إثارة الحماسة وتأجيج النفوس، وشد العزائم.
قضائية: التي تقتضي الفصل والحكم بين أمور الناس، يستعملها عادة الحاكم أو القاضي.
...ولقد اجتمعت هذه الخصائص في خطبة ل (قس من ساعدة الايادي) والجدير بالذكر أنه أول من قال في خطبته: (أما بعد) وتسمي (فصل الخطاب)، لأنها تفصل المقدمة عن الموضوع.
وقد اقترن موضوع الخطابة بالزعامة، أو الرئاسة للقبيلة أو القوم، كما اقترن من جهة أخرى بلفظ الحسام، فلا مجال لبروز الحسام قبل بروز الكلام، ولا مطمع لسيادة القوم إلا بعد إتقان فن القول، كما أن الخطابة قديمة الحضارات، وقدم حياة الجماعات، فقد عرفت عند المصريين، الرومان، اليونان 05 قبل الميلاد.
- القص بانواعه : كما عبر عن ذلك بروكلمان، كان القاص أو الحاكي، يتخذ مجلسه بالليل أو في الاماسي عند مضارب الخيام لقبائل البدو المتنقلة وفي مجالس أهل القرى والحضر، وهم سكان المدن بلغتنا اليوم. فالقصص فن نثري متميز، عبارة عن مجموعة من الأحداث تتناول حادثة وواقعة واحدة، أو عدة وقائع، تتعلق بشخصيات إنسانية منها وأخرى مختلفة –غير إنسانية-،
لها قسمين حسب طبيعة أحداثها هما؛ حقيقية واقعية وخيالة خرافية.
تتميز القصة، بأنها تصور فترة كاملة من حياة خاصة، أو مجموعة من الحيوات، فهي تعمد إلى عرض سلسلة من الأحداث الهامة وفقاً لترتيب معين.
بينما نجد الأقصوصة تتناول قطاعاً أو موقفاً من الحياة، فهي تعمد إلى إبراز صورة متألقة واضحة المعالم بينة القسمات، تؤدي بدورها لأبراز فكرة معينة.
القاص:
هو السارد للأحداث، أو هو خالق مبدع، تزدحم في رأسه أحداث وشخصيات، ينفخ فيها الروح لتتحدث بنعمة الحياة. مهمته أن يحمل القارئ إلى حياة القصة، ويتيح له الاندماج التام في أحداثها، ويحمله على الاعتراف بصدق التفاعل الذي يحدث ما بينهما، ويعود الأمر إلى قدرة القاص على التجسيد والإقناع.
كانت مادة القصص أو مواضيعها؛ متعددة ومتنوعة، وذلك بغية التسلية والمتعة، أو حتى الوعظ والإرشاد، أو شد الهمم، فكان بعضها يدور حول:
الفروسية، تاريخ القبيلة، بطولات الأمجاد؛ مثل حرب البسوس، داحس والغبراء....
قصص من الوقائع الحياة الاجتماعية اليومية بغية الإمتاع والتسلية.
القصص الخرافي، الأساطير، مثل قصص الغول ومنازلته في الصحراء، الجان...
فكان العرب يستمد قصصهم ومواضيعهم من حياتهم، مواقفهم، نزالاتهم، وموروثهم الثقافي مما تناقل إليهم عبر الرواية من الأسلاف، لكن هناك البعض مما استمده من جيرانهم؛ كالأحباش،الروم، الفرس، الهنود.
وقد وجد فن القص، أن النثر أنجع وسيلة يستعملها أو يصطنعها القاص للوصول لهدفه، لأن الشعر بما فيه من عواطف متأججة، وخيال جامح، وموسيقى خارجية، وغير ذلك مما يرتكز عليه، لا يصلح لان يعبر تعبيراً صادقاً دقيقاً عن تسلسل الأحداث وتطور الشخصيات،في تلك الحياة التي يجب أن تكون مموهة من الواقع.
ولكل قصة عنصر سائد يميزها، فكل قصة نقرؤها قد تترك في النفس أثراً أو انطباعا ما، قد ينتج عن الأحداث أو الشخصيات،أو عن فكرة ما...
ذلك الانطباع هو العنصر السائد وهو المحرك في القصة، وهو لا يمكن تحديده بدقة.
أما عناصر القصة هي: القطع أو الاقتباس، الأحداث، الحبكة، التشويق، الحوار، الخبر، الأسلوب.
وللعلم فهناك نوعين للقصة:
قصة ذات حبكة مفككة: التي تقوم على سلسلة من الأحداث المنفصلة، غير المترابطة، ووحدة العمل القصصي فيها لا تقوم على تسلسل الأحداث.
قصة ذات حبكة عضوية متماسكة: تقوم على حوادث مترابطة تسير في خط مستقيم
والحبكة ذاتها تنقسم إلى قسمين:
حبكة بسيطة: تكون القصة مبنية على حكاية واحدة
حبة مركبة: تكون القصة مبنية على أكثر من حكاية واحدة، تتداخل فيما بينه. وبتعريف متقدم جدا ينحسر التعريف متخليا عن تعريفات قديمة توصله الى الشكل الذي استقر عليه من وجهة نظرنا وهو الاغم الاغلب، وهو سرد واقعي أو خيالي لأفعال بقصد إثارة الاهتمام و الإقناع او معالجة مشكلة او مسألة بتنوع صنوفها الكلاسيكي والحديث، وشأنها الاجتماعي او التاريخي البطولي الملحمي او المعاصر لشؤون الحياة, أو تثقيف السامعين أو القراء وهي على انواع تبدأ بالرواية ثم القصة الطويلة والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا. ( ولنا مبحث قادم ان شاء الله في هذا الامر)
- الرّواية: وهي أكثر أنواع القصص طولاً، وذلك لأنّها تحتوي على أحداثٍ وتفاصيلَ كثيرة ودقيقة، وكذلك تحتوي على عدد أكبر من الشخصيّات، كما يتّم استخدامها لمُناقشة قضيّة مُعيّنة أو مجموعة من القضايا المُترابطة، وتمتاز الرّواية بمجموعة من الصّفات والمُميّزات، منها تعدُّد الأحداث والشّخصيات والأزمنة، وتكون أحداث الرّواية كعروضة بأسلوب روائيّ مُتسلسل وشيّق، وبالاعتماد على هذه الأحداث يتمّ وضع حبكة الرّواية وقصّتها. كما أنّ الرّواية تخلق في نفس القارئ انطباعاتٍ ومشاعرَ عديدة، وهي مُستمدّة من الأحداث الموجودة في الرّواية، ويُقاس جمالها بدقّة التّفاصيل المَروِيّة عن الشخصيّات وصفاتها، وحبكة الرّواية، وترابط الأحداث والزّمان، ويشترط بالراوي ان يجيد العرض ( السفح او التوطئة)، والعقدة ( ام الرواية وهي القمة، او الذروة) والحل ( وهو بداية تفكيك العقدة او العقد التي انشأها الراوي، والنتيجة، ثم الخاتمة.
- القصّة الطويلة: والتي لم يحدد لحد بداية النصف الثاني من القرن العشرين التعريف الدقيق لها، وظل مستندا على طول العمل او قصره لكي ينتقل من القصة الطويلة الى القصة القصيرة، ثم الى القصة القصيرة جدا، وهي فن نثريّ مُتميّز ومشهور جدّاً، عبارة عن أحداث تتناول حادثةً واحدةً، أو عدداً من الوقائع، بحيث تتعلّق هذه الوقائع بشخصيّات إنسانيّة منها وأُخرى غير إنسانيّة. تُقسم القصّة إلى قسمين حسب أحداثها، هما حقيقيّة واقعيّة، وخياليّة خُرافيّة، وممّا تتميّز به القصّة أنّها تُصوّر مُدّةً زمنيّةً كاملةً من حياة خاصّة؛ فهي تعرض سلسلةً من الأحداث الهامّة والشيّقة وفقاً لترتيب مُعيّن. تتكوّن القصّة من عدّة عناصرَ، هي الاقتباس، والأحداث، والحبكة، والتّشويق، والحوار، والخبر، والأسلوب. وتتناول العديد من المواضيع المُختلفة، مثل الفروسيّة، وتاريخ القبيلة، والنّصر في المعارك، وقصص من واقع الحياة الاجتماعيّة اليوميّة، والقصص الخرافيّة، والأساطير.
- المسرحية: وهي قصة تمثيلية تعرض فكرة أو موضوعا من خلال حوار يدور بين شخصيات مختلفة.
الرسائل او المراسلات: وهي على انواع وتسميات متعددة، وهو موضوع ادبي يدخل قويا في تأثيره على واقع النثر لجملة رسائل متبادلة بين اعلام وشخوص معروفين، اضافة الى ميزته المحددة بشكل وتصنيف ادبي له حيثيات يستند عليها لكي يختلف عن باقي فنون النثر. و هي إحدى أشكال النّثر الأدبيّ ومن أقدم الفنون التي عرفها الإنسان في تاريخه، يقوم هذا الشّكل الأدبيّ على تجسيد قصة أو رواية على خشبة المسرح، يكتبها المُؤلّف ويُمثّلها المُمثّلون ضمن حوار أدبيّ. تتكوّن المسرحيّة من أربعة عناصر، هي الحدث، والشخصيّات، والأغراض، والحوار. وأنواع المَسرحيّة مُتعددّة ومُختلفة في المضمون والشكل، ومنها الملهاة، والدّراما، والمأساة. والتي تُشبه إلى حدّ ما القصة، لكنّها تختلف في تجسيد أحداثها من قِبَل المُمثّلين أمام الجمهور بشكل مُباشر، وقد مرت بمراحل تطور كثيرة ادت بها الى الابتعاد عن الاساس الذي قامت عليه تطورا، وقد عرفت في الادب العربي حديثا، لان اوروبا وبالتحديد الاغريق والرومان هم مبتدعوها حتى وان ظهرت في بعض البلدان الاخرى ولكن باشكال تقترب من المسرحة في الاداء لكنها لا تمتلك اشتراطات العمل المسرحي الذي وصلنا قبل الاسلام دون ان يتم العمل به حينئذ.
الترجمة: وهو نقل الكلام من لغة الى اخرى فقط او بتصرف، وهو علم وفن نثري قائم بذاته وله مقومات البقاء.
التقرير: وهو يصب في ساحة الاعلام وبحدودها، وينقسم الى عدة تسميات اعلامية نشأت بعد الثورة المعرفية للصحف والمجلات والنشريات الخبرية ولتقنيات الاذاعة والتلفزيون، والقنوات الفضائية المتعددة، ووسائل الاتصال الخبري المرئي، والمسموع والمقروء، وقد فتحت لهذا الامر اقسام وكليات اعلامية متخصصة في انحاء العالم.
الأمثال: تُعتَبر الأمثال عنصراً أساسيّاً في تكوين الهويّة والتّراث الثقافيّ للشّعوب، فلكل أمّة أمثال تُميّزها عن غيرها من الأمم، والمثل قول صياغته مُحكَمة، وقليل الكلمات، ومُوجز العبارة والتّعبير، ويُلخِّص تجربةً إنسانيّةً عميقةً، ويضرب في الحوادث المُشابِهة له، ويكون باللّغة الفصيحة أو العاميّة. أبدع معظم العرب في ضرب الأمثال في مختلف المواقف والأحداث، وذلك لحاجة الناس العملية إليها، فهي أصدق دليل عن الأمة وتفكيرها، وعاداتها وتقاليدها، ويصور المجتمع وحياته وشعوره أتم تصوير، أقوي دلالة من الشعر في ذلك لأنه لغة طائفة ممتازة، أما هي فلغة جميع الطبقات.
تعريف المثل: هو قول محكم الصياغة، قليل اللفظ، موجز العبارة، بليغ التعبير، يوجز تجربة إنسانية عميقة، مضمرة ومختزلة بألفاظه، نتجت عن حادثة أو قصة قيل فيها المثل، ويضرب في الحوادث المشابهة لها، فهو فن أدبي نثري ذو أبعاد دلالية ومعنوية متعددة، انتشر على الألسن، له مورد وله مضرب.
من أسباب انتشار الأمثال وشيوعها: خفته وحسن العبارة، وعمق ما فيها من حكمة لاستخلاص العبر، إصابتها للغرض المنشودة منها، الحاجة إليها وصدق تمثيلها للحياة العامة ولأخلاق الشعوب.
ومن خصائص المثل: يجتمع في المثل أربعة لا يجتمع في غيره من الكلام: " إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبية، وجودة الكتابة، إضافة إلى قوة العبارة والتأثير، فهو نهاية البلاغة.
والأمثال في الغالب أصلها قصة، إلا أن الفروق الزمنية التي تمتد لعدة قرون بين ظهور الأمثال ومحاولة شرحها أدت إلى احتفاظ الناس بالمثل لجمال إيقاعه وخفة ألفاظه وسهولة حفظه، وتركوا القصص التي أدت إلى ضربها. وفي الغالب تغلب روح الأسطورة على الأمثال التي تدور في القصص الجاهلية مثل الأمثال الواردة في قصة الزباء.
هي فن مخاطبة الجماهير، بغية الإقناع والإمتاع، بكلام بليغ وجيز.
فهي قطعة من النثر الرفيع، قد تطول أو تقصر حسب الحاجة لها.
وهي من أقدم فنون النثر،لأنها تعتمد علي المشافهة،لأنها فن مخاطبة الجمهور بأسلوب يعتمد علي الاستمالة وعلي اثارة عواطف السامعين،وجذب انتباههم وتحريك مشاعرهم،وذلك يقتضي من الخطيب تنوع الأسلوب، وجودة الإلقاء وتحسين الصوت ونطق الإشارة.
أما الإقناع فيقوم علي مخاطبة العقل،وذلك يقتضي من الخطيب ضرب الأمثلة وتقديم الأدلة والبراهين التي تقنع السامعين.
ﺠ - أقسام أو أجزاء الخطبة: للخطبة أجزاء ثلاثة هي (المقدمة – والموضوع – والخاتمة).
د- أهداف الخطبة: الإفهام والإقناع والإمتاع والاستمالة.
وللخطابة مميزات تمتاز بها عن غيرها من الفنون، لذلك لا نستغرب أن يتحدث الجاحظ عن وجودها، ومنها:
لها تقاليد فنية، وبنيوية، وسمات.
لها زي معين وهيأة تمثيلية للخطيب، وأصول في المعاملة.
كما أنها تستدعي إحتشاد الناس من وجهاء القوم.
لها أماكن إلقاء هي نفسها أماكن التجمعات الكبرى ( مضارب الخيام، ساحات النزول، مجالس المسر، الأسواق)
ﻫ- خصائص أسلوب الخطبة:
قصر الجمل والفقرات.
جودة العبارة والمعاني.
شدة الإقناع والتأثير.
السهولة ووضوح الفكرة.
جمال التعبير وسلامة الألفظ.
التنويع في الأسلوب ما بين الإنشائي والخبري.
قلة الصور البيانية.
الإكثار من السجع غير المكلف.
و- أسباب ازدهار الخطبة في العصر الجاهلي:
ازدهرت الخطبة لاكتمال عوامل ازدهارها ورقيها وهي :
1- حرية القول.
2- دواعي الخطابة كالحرب والصلح والمغامرات.
3- الفصاحة فكل العرب كانوا فصحاء.
ز- أنواع الخطابة: تختلف باختلاف الموضوع والمضمون، منها:
الدينيـة: التي تعمد إلى الوعظ والإرشاد والتذكير والتفكير.
السياسية: التي تستعمل لخدمة أغراض الدولة أو القبيلة.
الاجتماعية: التي تعالج قضايا المجتمع الداخلية، والعالقة منها من أمور الناس، كالزواج....
الحربية: التي تستعمل بغية إثارة الحماسة وتأجيج النفوس، وشد العزائم.
قضائية: التي تقتضي الفصل والحكم بين أمور الناس، يستعملها عادة الحاكم أو القاضي.
...ولقد اجتمعت هذه الخصائص في خطبة ل (قس من ساعدة الايادي) والجدير بالذكر أنه أول من قال في خطبته: (أما بعد) وتسمي (فصل الخطاب)، لأنها تفصل المقدمة عن الموضوع.
وقد اقترن موضوع الخطابة بالزعامة، أو الرئاسة للقبيلة أو القوم، كما اقترن من جهة أخرى بلفظ الحسام، فلا مجال لبروز الحسام قبل بروز الكلام، ولا مطمع لسيادة القوم إلا بعد إتقان فن القول، كما أن الخطابة قديمة الحضارات، وقدم حياة الجماعات، فقد عرفت عند المصريين، الرومان، اليونان 05 قبل الميلاد.
- القص بانواعه : كما عبر عن ذلك بروكلمان، كان القاص أو الحاكي، يتخذ مجلسه بالليل أو في الاماسي عند مضارب الخيام لقبائل البدو المتنقلة وفي مجالس أهل القرى والحضر، وهم سكان المدن بلغتنا اليوم. فالقصص فن نثري متميز، عبارة عن مجموعة من الأحداث تتناول حادثة وواقعة واحدة، أو عدة وقائع، تتعلق بشخصيات إنسانية منها وأخرى مختلفة –غير إنسانية-،
لها قسمين حسب طبيعة أحداثها هما؛ حقيقية واقعية وخيالة خرافية.
تتميز القصة، بأنها تصور فترة كاملة من حياة خاصة، أو مجموعة من الحيوات، فهي تعمد إلى عرض سلسلة من الأحداث الهامة وفقاً لترتيب معين.
بينما نجد الأقصوصة تتناول قطاعاً أو موقفاً من الحياة، فهي تعمد إلى إبراز صورة متألقة واضحة المعالم بينة القسمات، تؤدي بدورها لأبراز فكرة معينة.
القاص:
هو السارد للأحداث، أو هو خالق مبدع، تزدحم في رأسه أحداث وشخصيات، ينفخ فيها الروح لتتحدث بنعمة الحياة. مهمته أن يحمل القارئ إلى حياة القصة، ويتيح له الاندماج التام في أحداثها، ويحمله على الاعتراف بصدق التفاعل الذي يحدث ما بينهما، ويعود الأمر إلى قدرة القاص على التجسيد والإقناع.
كانت مادة القصص أو مواضيعها؛ متعددة ومتنوعة، وذلك بغية التسلية والمتعة، أو حتى الوعظ والإرشاد، أو شد الهمم، فكان بعضها يدور حول:
الفروسية، تاريخ القبيلة، بطولات الأمجاد؛ مثل حرب البسوس، داحس والغبراء....
قصص من الوقائع الحياة الاجتماعية اليومية بغية الإمتاع والتسلية.
القصص الخرافي، الأساطير، مثل قصص الغول ومنازلته في الصحراء، الجان...
فكان العرب يستمد قصصهم ومواضيعهم من حياتهم، مواقفهم، نزالاتهم، وموروثهم الثقافي مما تناقل إليهم عبر الرواية من الأسلاف، لكن هناك البعض مما استمده من جيرانهم؛ كالأحباش،الروم، الفرس، الهنود.
وقد وجد فن القص، أن النثر أنجع وسيلة يستعملها أو يصطنعها القاص للوصول لهدفه، لأن الشعر بما فيه من عواطف متأججة، وخيال جامح، وموسيقى خارجية، وغير ذلك مما يرتكز عليه، لا يصلح لان يعبر تعبيراً صادقاً دقيقاً عن تسلسل الأحداث وتطور الشخصيات،في تلك الحياة التي يجب أن تكون مموهة من الواقع.
ولكل قصة عنصر سائد يميزها، فكل قصة نقرؤها قد تترك في النفس أثراً أو انطباعا ما، قد ينتج عن الأحداث أو الشخصيات،أو عن فكرة ما...
ذلك الانطباع هو العنصر السائد وهو المحرك في القصة، وهو لا يمكن تحديده بدقة.
أما عناصر القصة هي: القطع أو الاقتباس، الأحداث، الحبكة، التشويق، الحوار، الخبر، الأسلوب.
وللعلم فهناك نوعين للقصة:
قصة ذات حبكة مفككة: التي تقوم على سلسلة من الأحداث المنفصلة، غير المترابطة، ووحدة العمل القصصي فيها لا تقوم على تسلسل الأحداث.
قصة ذات حبكة عضوية متماسكة: تقوم على حوادث مترابطة تسير في خط مستقيم
والحبكة ذاتها تنقسم إلى قسمين:
حبكة بسيطة: تكون القصة مبنية على حكاية واحدة
حبة مركبة: تكون القصة مبنية على أكثر من حكاية واحدة، تتداخل فيما بينه. وبتعريف متقدم جدا ينحسر التعريف متخليا عن تعريفات قديمة توصله الى الشكل الذي استقر عليه من وجهة نظرنا وهو الاغم الاغلب، وهو سرد واقعي أو خيالي لأفعال بقصد إثارة الاهتمام و الإقناع او معالجة مشكلة او مسألة بتنوع صنوفها الكلاسيكي والحديث، وشأنها الاجتماعي او التاريخي البطولي الملحمي او المعاصر لشؤون الحياة, أو تثقيف السامعين أو القراء وهي على انواع تبدأ بالرواية ثم القصة الطويلة والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا. ( ولنا مبحث قادم ان شاء الله في هذا الامر)
- الرّواية: وهي أكثر أنواع القصص طولاً، وذلك لأنّها تحتوي على أحداثٍ وتفاصيلَ كثيرة ودقيقة، وكذلك تحتوي على عدد أكبر من الشخصيّات، كما يتّم استخدامها لمُناقشة قضيّة مُعيّنة أو مجموعة من القضايا المُترابطة، وتمتاز الرّواية بمجموعة من الصّفات والمُميّزات، منها تعدُّد الأحداث والشّخصيات والأزمنة، وتكون أحداث الرّواية كعروضة بأسلوب روائيّ مُتسلسل وشيّق، وبالاعتماد على هذه الأحداث يتمّ وضع حبكة الرّواية وقصّتها. كما أنّ الرّواية تخلق في نفس القارئ انطباعاتٍ ومشاعرَ عديدة، وهي مُستمدّة من الأحداث الموجودة في الرّواية، ويُقاس جمالها بدقّة التّفاصيل المَروِيّة عن الشخصيّات وصفاتها، وحبكة الرّواية، وترابط الأحداث والزّمان، ويشترط بالراوي ان يجيد العرض ( السفح او التوطئة)، والعقدة ( ام الرواية وهي القمة، او الذروة) والحل ( وهو بداية تفكيك العقدة او العقد التي انشأها الراوي، والنتيجة، ثم الخاتمة.
- القصّة الطويلة: والتي لم يحدد لحد بداية النصف الثاني من القرن العشرين التعريف الدقيق لها، وظل مستندا على طول العمل او قصره لكي ينتقل من القصة الطويلة الى القصة القصيرة، ثم الى القصة القصيرة جدا، وهي فن نثريّ مُتميّز ومشهور جدّاً، عبارة عن أحداث تتناول حادثةً واحدةً، أو عدداً من الوقائع، بحيث تتعلّق هذه الوقائع بشخصيّات إنسانيّة منها وأُخرى غير إنسانيّة. تُقسم القصّة إلى قسمين حسب أحداثها، هما حقيقيّة واقعيّة، وخياليّة خُرافيّة، وممّا تتميّز به القصّة أنّها تُصوّر مُدّةً زمنيّةً كاملةً من حياة خاصّة؛ فهي تعرض سلسلةً من الأحداث الهامّة والشيّقة وفقاً لترتيب مُعيّن. تتكوّن القصّة من عدّة عناصرَ، هي الاقتباس، والأحداث، والحبكة، والتّشويق، والحوار، والخبر، والأسلوب. وتتناول العديد من المواضيع المُختلفة، مثل الفروسيّة، وتاريخ القبيلة، والنّصر في المعارك، وقصص من واقع الحياة الاجتماعيّة اليوميّة، والقصص الخرافيّة، والأساطير.
- المسرحية: وهي قصة تمثيلية تعرض فكرة أو موضوعا من خلال حوار يدور بين شخصيات مختلفة.
الرسائل او المراسلات: وهي على انواع وتسميات متعددة، وهو موضوع ادبي يدخل قويا في تأثيره على واقع النثر لجملة رسائل متبادلة بين اعلام وشخوص معروفين، اضافة الى ميزته المحددة بشكل وتصنيف ادبي له حيثيات يستند عليها لكي يختلف عن باقي فنون النثر. و هي إحدى أشكال النّثر الأدبيّ ومن أقدم الفنون التي عرفها الإنسان في تاريخه، يقوم هذا الشّكل الأدبيّ على تجسيد قصة أو رواية على خشبة المسرح، يكتبها المُؤلّف ويُمثّلها المُمثّلون ضمن حوار أدبيّ. تتكوّن المسرحيّة من أربعة عناصر، هي الحدث، والشخصيّات، والأغراض، والحوار. وأنواع المَسرحيّة مُتعددّة ومُختلفة في المضمون والشكل، ومنها الملهاة، والدّراما، والمأساة. والتي تُشبه إلى حدّ ما القصة، لكنّها تختلف في تجسيد أحداثها من قِبَل المُمثّلين أمام الجمهور بشكل مُباشر، وقد مرت بمراحل تطور كثيرة ادت بها الى الابتعاد عن الاساس الذي قامت عليه تطورا، وقد عرفت في الادب العربي حديثا، لان اوروبا وبالتحديد الاغريق والرومان هم مبتدعوها حتى وان ظهرت في بعض البلدان الاخرى ولكن باشكال تقترب من المسرحة في الاداء لكنها لا تمتلك اشتراطات العمل المسرحي الذي وصلنا قبل الاسلام دون ان يتم العمل به حينئذ.
الترجمة: وهو نقل الكلام من لغة الى اخرى فقط او بتصرف، وهو علم وفن نثري قائم بذاته وله مقومات البقاء.
التقرير: وهو يصب في ساحة الاعلام وبحدودها، وينقسم الى عدة تسميات اعلامية نشأت بعد الثورة المعرفية للصحف والمجلات والنشريات الخبرية ولتقنيات الاذاعة والتلفزيون، والقنوات الفضائية المتعددة، ووسائل الاتصال الخبري المرئي، والمسموع والمقروء، وقد فتحت لهذا الامر اقسام وكليات اعلامية متخصصة في انحاء العالم.
الأمثال: تُعتَبر الأمثال عنصراً أساسيّاً في تكوين الهويّة والتّراث الثقافيّ للشّعوب، فلكل أمّة أمثال تُميّزها عن غيرها من الأمم، والمثل قول صياغته مُحكَمة، وقليل الكلمات، ومُوجز العبارة والتّعبير، ويُلخِّص تجربةً إنسانيّةً عميقةً، ويضرب في الحوادث المُشابِهة له، ويكون باللّغة الفصيحة أو العاميّة. أبدع معظم العرب في ضرب الأمثال في مختلف المواقف والأحداث، وذلك لحاجة الناس العملية إليها، فهي أصدق دليل عن الأمة وتفكيرها، وعاداتها وتقاليدها، ويصور المجتمع وحياته وشعوره أتم تصوير، أقوي دلالة من الشعر في ذلك لأنه لغة طائفة ممتازة، أما هي فلغة جميع الطبقات.
تعريف المثل: هو قول محكم الصياغة، قليل اللفظ، موجز العبارة، بليغ التعبير، يوجز تجربة إنسانية عميقة، مضمرة ومختزلة بألفاظه، نتجت عن حادثة أو قصة قيل فيها المثل، ويضرب في الحوادث المشابهة لها، فهو فن أدبي نثري ذو أبعاد دلالية ومعنوية متعددة، انتشر على الألسن، له مورد وله مضرب.
من أسباب انتشار الأمثال وشيوعها: خفته وحسن العبارة، وعمق ما فيها من حكمة لاستخلاص العبر، إصابتها للغرض المنشودة منها، الحاجة إليها وصدق تمثيلها للحياة العامة ولأخلاق الشعوب.
ومن خصائص المثل: يجتمع في المثل أربعة لا يجتمع في غيره من الكلام: " إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبية، وجودة الكتابة، إضافة إلى قوة العبارة والتأثير، فهو نهاية البلاغة.
والأمثال في الغالب أصلها قصة، إلا أن الفروق الزمنية التي تمتد لعدة قرون بين ظهور الأمثال ومحاولة شرحها أدت إلى احتفاظ الناس بالمثل لجمال إيقاعه وخفة ألفاظه وسهولة حفظه، وتركوا القصص التي أدت إلى ضربها. وفي الغالب تغلب روح الأسطورة على الأمثال التي تدور في القصص الجاهلية مثل الأمثال الواردة في قصة الزباء.
الحِكَم: هي قول مُوجز مشهور رائع التّعبير، يهدف عادةً إلى الخير والصّواب والرّشد في التصرّف، يحتوي على تجربة إنسانيّة كبيرة. من خصائص الحكمة قوّة اللّفظ، ودقّة التّشبيه وروعته. وهي القول الموجز المشهور صائب الفكرة، رائع التعبير، يتضمن معنى مسلماً به، يهدف عادة إلى الخير والصواب، به تجربة إنسانية عميقة.
من أسباب إنتشارها:
* إعتماد العرب على التجارة..
...* استخلاص العظة من الحوادث
* نفد البصيرة والتمكن من ناصية البلاغة.
خصائصها:
• روعة التشبيه
• قوة الفظ
• دقة التشبيه
• سلامة الفكرة مع الإنجاز
الوصايا: من أنواع النّثر التي عُرِفَت في الجاهليّة، وهي قول حكيم صادر عن خبير يُوجّه إلى من يُحبّ ليستفيد منه، أو من هو أقلّ منه تجربةً. سُمِّيت بالوصيّة لاتّصالها بالميّت، وأجزاء الوصيّة كما الخطابة؛ العُقدة، والموضوع، والخاتمة. تتميّز الوصايا بالإيقاع الموسيقيّ، ودقّة وجمال الألفاظ، وتنوُّع الأسلوب، وسهولة ووضوح الفكرة المطلوبة.
وصى، أو أوصى الرجل بمعنى؛ عهد إليه، قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: " استوصوا بالنساء خير فإنهن عندكم عوان ".
والوصية من عند الله إنما هي فريضة، يقول تعالى:" يوصيكم الله في أولادكم..".
وسميت بالوصية أيضا لاتصالها بأمر الميت،
وتعني كذلك كلمة وصى الشيء وصياً أي اتصل، ووصله، فقد قيل لعلي (ع) " الوصي" لإتصال نسبه بنسب الرسول صلى الله عليه وسلم.
أجزاء الوصية:
المقدمة: وفيها تمهيد وتهيئة لقبولها.
الموضوع: وفيه عرض للأفكار في وضوح واقناع هاديء.
الخاتمة: وفيها إجمال موجز لهدف الوصية.
ويتضح ذلك على سبيل المثال؛ في (وصية أم لإبنتها) عند زواجها لأمامة بنت الحارث.
خصائص أسلوب الوصية:
1- دقة العبارة ووضوح الألفاظ.
2- قصر الجمل والفقرات.
3- الإطناب بالتكرار والترادف والتعليل.
4- تنوع الأسلوب بين الخبر والإنشاء.
5- الإقناع بترتيب الأفكار وتفصيلها وبيان أسبابها.
6- الإيقاع الموسيقي، إذ يغلب عليها السجع، لتأثيره الموسيقي.
7- إشتمالها على كثير من الحكم.
8- سهولة اللفظ، ووضوح الفكرة.
وهناك فرق بين الوصية والخطبة ألا وهو:
أن الخطبة: هي فن مخاطبة الجماهير لاستمالتهم وإقناعهم.
أما الوصية: فهي قول حكيم لإنسان مجرب يوصي به من يحب لينتفع به في حياته.
النثر الفني في العصر الحديث - لقد اجتاز النثر في هذا العهد ثلاثة اطوار، و هي :
أ- طور البعث و اليقظة، حيث ظل النثر فيه متأثرا بأسلوب الانحطاط و القاضي الفاضل.
ب- طور المحاولات المحمودة، حيث قدم المعنى على اللفظ، و لكن التحرر لم يكن تاما.
ت- طور النهضة الحقيقية، حيث قصرت الكتابة على المعاني و جرى فيها على أساليب علمية رفيعة الفن.
من أسباب إنتشارها:
* إعتماد العرب على التجارة..
...* استخلاص العظة من الحوادث
* نفد البصيرة والتمكن من ناصية البلاغة.
خصائصها:
• روعة التشبيه
• قوة الفظ
• دقة التشبيه
• سلامة الفكرة مع الإنجاز
الوصايا: من أنواع النّثر التي عُرِفَت في الجاهليّة، وهي قول حكيم صادر عن خبير يُوجّه إلى من يُحبّ ليستفيد منه، أو من هو أقلّ منه تجربةً. سُمِّيت بالوصيّة لاتّصالها بالميّت، وأجزاء الوصيّة كما الخطابة؛ العُقدة، والموضوع، والخاتمة. تتميّز الوصايا بالإيقاع الموسيقيّ، ودقّة وجمال الألفاظ، وتنوُّع الأسلوب، وسهولة ووضوح الفكرة المطلوبة.
وصى، أو أوصى الرجل بمعنى؛ عهد إليه، قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: " استوصوا بالنساء خير فإنهن عندكم عوان ".
والوصية من عند الله إنما هي فريضة، يقول تعالى:" يوصيكم الله في أولادكم..".
وسميت بالوصية أيضا لاتصالها بأمر الميت،
وتعني كذلك كلمة وصى الشيء وصياً أي اتصل، ووصله، فقد قيل لعلي (ع) " الوصي" لإتصال نسبه بنسب الرسول صلى الله عليه وسلم.
أجزاء الوصية:
المقدمة: وفيها تمهيد وتهيئة لقبولها.
الموضوع: وفيه عرض للأفكار في وضوح واقناع هاديء.
الخاتمة: وفيها إجمال موجز لهدف الوصية.
ويتضح ذلك على سبيل المثال؛ في (وصية أم لإبنتها) عند زواجها لأمامة بنت الحارث.
خصائص أسلوب الوصية:
1- دقة العبارة ووضوح الألفاظ.
2- قصر الجمل والفقرات.
3- الإطناب بالتكرار والترادف والتعليل.
4- تنوع الأسلوب بين الخبر والإنشاء.
5- الإقناع بترتيب الأفكار وتفصيلها وبيان أسبابها.
6- الإيقاع الموسيقي، إذ يغلب عليها السجع، لتأثيره الموسيقي.
7- إشتمالها على كثير من الحكم.
8- سهولة اللفظ، ووضوح الفكرة.
وهناك فرق بين الوصية والخطبة ألا وهو:
أن الخطبة: هي فن مخاطبة الجماهير لاستمالتهم وإقناعهم.
أما الوصية: فهي قول حكيم لإنسان مجرب يوصي به من يحب لينتفع به في حياته.
النثر الفني في العصر الحديث - لقد اجتاز النثر في هذا العهد ثلاثة اطوار، و هي :
أ- طور البعث و اليقظة، حيث ظل النثر فيه متأثرا بأسلوب الانحطاط و القاضي الفاضل.
ب- طور المحاولات المحمودة، حيث قدم المعنى على اللفظ، و لكن التحرر لم يكن تاما.
ت- طور النهضة الحقيقية، حيث قصرت الكتابة على المعاني و جرى فيها على أساليب علمية رفيعة الفن.
الفرق بين الشّعر والنّثر :
يُعتبر النّثر والشّعر عناصرَ رئيسيّةً ساهمت بشكل كبير جدّاً في بناء الأدب العربيّ عبر الزّمن، يُعرَف الشّعر( سابقا) بأنّه كلام موزون مُقفّى، وهذا ليس التعريف الكامل ونحن هنا نضيف لجمالية التعريف وجعله يكتسب الصفة الصحيحة المناسبة التي تليق به كديوان للعرب فنقول ( وهو الكلام الذي يخضع للايقاع والموسيقى والجرس النغمي الذي يختلف به عن الكلام العام تحكمه اسس وضوابط تميزه عن النثر - ليس مجال شرحها الان-) وتتبع القصائد الشعريّة أوزاناً وتفعيلاتٍ شعريّةً مُعيّنةً حتى تنتظم أبياتها على وزن واحد، لكن على الرّغم من أنّ النّثر كلام غير موزون، إلا أّنه مصبوغ بصبغة أدبيّة جميلة، ولا يُمكن التّفضيل بينهما؛ لأنّهما لا يجتمعان في صفات كثيرة، فتصعُب المُقارنة بينهما، لكن العرب عرفوا الشّعر قبل النّثر بزمن طويل، وإلى الآن لم يستقرّ الباحثون والنُقّاد على رأي واحد في أفضلية النّثر على الشّعر، أو الشّعر على النّثر. لكن من الممكن ان يتفوق الشعر في مجال نرى ان مجالا اخر يتفوق فيه النثر، فلكل منهما حكم اجادته وضوابط ابداعه ومجالات وساحات التفوق التي لا تتساوى يوما اطلاقا وهذا الاختلاف في المستوى بين النثر في مناسبة وبين الشعر في مناسبة اخرى اعطى لهذين الفنين بعدا ديالكتيكيا حيويا دائما فهو ليس بالصراع انما هو محاولة كل فن الرقي والصعود الى قمة غير منظورة يبغيها كل منهما تحددها ساعة الانتاج،
من الصعب تتبع أقوال العلماء في هذا الباب وعلى سبيل المثال نذكر رأي ابن خلدون الذي يقول كل واحد من الفنيين (أي الشعر والنثر) يشتمل على فنون ومذاهب في الكلام فأما الشعر فمنه المدح والهجاء والرثاء ويتميز بالتزام الوزن والتقفيه وأما النثر فمنه السجع الذي يؤتى به قطعا ويلتزم في كلمتين منه قافية واحدة ومنه المرسل وهو الذي يطلق فيه الكلام إطلاقا ولا يقطع أجزاء بل يرسل إرسالا من غير تقييد بقافية ولا غيرها ويستعمل في الخطب والدعاء وترغيب الجمهور وترهيبهم.إذن يمكن حصر الفروق بين الشعر والنثر بثلاثة نقاط هي:
1- اعتماد الشعر بأنواعه المختلفة: العمودي والحر والموشحات والبنود والمخمسات على الوزن والقافية، وهذه الأنواع الشعرية تختلف بينها في شكل الوزن. أمّا النثر فيخلو من الوزن والقافية، و إذا قيل إن شعر التفعيلة (الحر) يخلو من القافية يرد على ذلك بأنّ شعر التفعيلة موزون وهذا لا يكون للنثر، كما أنّ القافية ظلت في أذهان الشعراء الذين ينظمون قصائدهم على نظام الشعر الحر، ولم يتخلوا عنها بل يميلون لها لما لها من أثر في إظهار موسيقى القصيدة، وهو مطلب مهم في الشعر، على خلاف النثر؛ فالنثر لا يرجو الموسيقى ولا يسعى لها حثيثا، وإن كان ذلك يصيب بعض النصوص النثرية فيثريها، لكنه ليس فرضا واجبا في النثر كما هو الحال في الشعر، إذ يعد خلو الشعر من الموسيقى من مبطلات الشعر، ومن تصاب قصيدته بهذا الداء عليه أن يجبر كسرها ويعيد بناءها.
2- الإيقاع الداخلي الذي يجب أن يتحقق في الشعر في حين ليس مطلوبا في النثر، فالقصيدة يجب أن تحتوي ظواهر فنية و أساليب لغوية متكررة تزيد من الإيقاع العام في القصيدة، أمّا في النثر فإن وجد ذلك فهو أمر جيد فإن لم يوجد فلابأس ولا يعد ضعفا و وهنا فيه على عكس الشعر.
3- اللغة في الشعر تختلف عن لغة النثر. يجب أن تكون لغة الشعر موحية ذات موسيقى، ولغة الشعر هي الهوية التي تمنح النص الشعري الإبداع والتميز عن غيره من النصوص، وقد رسم النقاد حدودا للشعراء يتحركون فيها في انتقاء كلماتهم، فكلّ سياق يناسبه نوع معين من الكلمات، فالغزل تناسبه كلمات اللطافة والرقة والعذوبة والانسيابية، أمّا الهجاء فتناسبه القوّة والشدة والصلابة. إضافة إلى تناسب الكلمات مع سياقاتها يجب أن تكون الكلمات ذات إيحات متعددة وتتفرع رمزيتها، وهذا الأمر ليس شاغلا للناثر. وهنا قد يقول قائل: إن الرمزية وتعدد الدلالة صبغة حديثة للشعر، ولم يكن الشعر القديم يصطبغ بهذه الصبغة، والجواب عن ذلك بأن الشعر القديم و إن كان لا يستكثر من الرمزية إلا أنه يقوم على الإيحاء والاختصار، فالشاعر يعبر عما يريد دون تفصيل و إطالة كما يحدث في النثر الذي يعتد على الشرح والبيان فالخطيب يظل بحاجة إلى توضيح رأيه لا تعميته وكذلك صاحب القصة والرواية، أما الشاعر القديم أو الحديث فهو غير منشغل بفكرة التوضيح، بل قد يعمد إلى الغموض والتعمية، ليزيد من حيوية النص وجماله.
يُعتبر النّثر والشّعر عناصرَ رئيسيّةً ساهمت بشكل كبير جدّاً في بناء الأدب العربيّ عبر الزّمن، يُعرَف الشّعر( سابقا) بأنّه كلام موزون مُقفّى، وهذا ليس التعريف الكامل ونحن هنا نضيف لجمالية التعريف وجعله يكتسب الصفة الصحيحة المناسبة التي تليق به كديوان للعرب فنقول ( وهو الكلام الذي يخضع للايقاع والموسيقى والجرس النغمي الذي يختلف به عن الكلام العام تحكمه اسس وضوابط تميزه عن النثر - ليس مجال شرحها الان-) وتتبع القصائد الشعريّة أوزاناً وتفعيلاتٍ شعريّةً مُعيّنةً حتى تنتظم أبياتها على وزن واحد، لكن على الرّغم من أنّ النّثر كلام غير موزون، إلا أّنه مصبوغ بصبغة أدبيّة جميلة، ولا يُمكن التّفضيل بينهما؛ لأنّهما لا يجتمعان في صفات كثيرة، فتصعُب المُقارنة بينهما، لكن العرب عرفوا الشّعر قبل النّثر بزمن طويل، وإلى الآن لم يستقرّ الباحثون والنُقّاد على رأي واحد في أفضلية النّثر على الشّعر، أو الشّعر على النّثر. لكن من الممكن ان يتفوق الشعر في مجال نرى ان مجالا اخر يتفوق فيه النثر، فلكل منهما حكم اجادته وضوابط ابداعه ومجالات وساحات التفوق التي لا تتساوى يوما اطلاقا وهذا الاختلاف في المستوى بين النثر في مناسبة وبين الشعر في مناسبة اخرى اعطى لهذين الفنين بعدا ديالكتيكيا حيويا دائما فهو ليس بالصراع انما هو محاولة كل فن الرقي والصعود الى قمة غير منظورة يبغيها كل منهما تحددها ساعة الانتاج،
من الصعب تتبع أقوال العلماء في هذا الباب وعلى سبيل المثال نذكر رأي ابن خلدون الذي يقول كل واحد من الفنيين (أي الشعر والنثر) يشتمل على فنون ومذاهب في الكلام فأما الشعر فمنه المدح والهجاء والرثاء ويتميز بالتزام الوزن والتقفيه وأما النثر فمنه السجع الذي يؤتى به قطعا ويلتزم في كلمتين منه قافية واحدة ومنه المرسل وهو الذي يطلق فيه الكلام إطلاقا ولا يقطع أجزاء بل يرسل إرسالا من غير تقييد بقافية ولا غيرها ويستعمل في الخطب والدعاء وترغيب الجمهور وترهيبهم.إذن يمكن حصر الفروق بين الشعر والنثر بثلاثة نقاط هي:
1- اعتماد الشعر بأنواعه المختلفة: العمودي والحر والموشحات والبنود والمخمسات على الوزن والقافية، وهذه الأنواع الشعرية تختلف بينها في شكل الوزن. أمّا النثر فيخلو من الوزن والقافية، و إذا قيل إن شعر التفعيلة (الحر) يخلو من القافية يرد على ذلك بأنّ شعر التفعيلة موزون وهذا لا يكون للنثر، كما أنّ القافية ظلت في أذهان الشعراء الذين ينظمون قصائدهم على نظام الشعر الحر، ولم يتخلوا عنها بل يميلون لها لما لها من أثر في إظهار موسيقى القصيدة، وهو مطلب مهم في الشعر، على خلاف النثر؛ فالنثر لا يرجو الموسيقى ولا يسعى لها حثيثا، وإن كان ذلك يصيب بعض النصوص النثرية فيثريها، لكنه ليس فرضا واجبا في النثر كما هو الحال في الشعر، إذ يعد خلو الشعر من الموسيقى من مبطلات الشعر، ومن تصاب قصيدته بهذا الداء عليه أن يجبر كسرها ويعيد بناءها.
2- الإيقاع الداخلي الذي يجب أن يتحقق في الشعر في حين ليس مطلوبا في النثر، فالقصيدة يجب أن تحتوي ظواهر فنية و أساليب لغوية متكررة تزيد من الإيقاع العام في القصيدة، أمّا في النثر فإن وجد ذلك فهو أمر جيد فإن لم يوجد فلابأس ولا يعد ضعفا و وهنا فيه على عكس الشعر.
3- اللغة في الشعر تختلف عن لغة النثر. يجب أن تكون لغة الشعر موحية ذات موسيقى، ولغة الشعر هي الهوية التي تمنح النص الشعري الإبداع والتميز عن غيره من النصوص، وقد رسم النقاد حدودا للشعراء يتحركون فيها في انتقاء كلماتهم، فكلّ سياق يناسبه نوع معين من الكلمات، فالغزل تناسبه كلمات اللطافة والرقة والعذوبة والانسيابية، أمّا الهجاء فتناسبه القوّة والشدة والصلابة. إضافة إلى تناسب الكلمات مع سياقاتها يجب أن تكون الكلمات ذات إيحات متعددة وتتفرع رمزيتها، وهذا الأمر ليس شاغلا للناثر. وهنا قد يقول قائل: إن الرمزية وتعدد الدلالة صبغة حديثة للشعر، ولم يكن الشعر القديم يصطبغ بهذه الصبغة، والجواب عن ذلك بأن الشعر القديم و إن كان لا يستكثر من الرمزية إلا أنه يقوم على الإيحاء والاختصار، فالشاعر يعبر عما يريد دون تفصيل و إطالة كما يحدث في النثر الذي يعتد على الشرح والبيان فالخطيب يظل بحاجة إلى توضيح رأيه لا تعميته وكذلك صاحب القصة والرواية، أما الشاعر القديم أو الحديث فهو غير منشغل بفكرة التوضيح، بل قد يعمد إلى الغموض والتعمية، ليزيد من حيوية النص وجماله.
ما أسباب قلة النثر الجاهلي؟
إن ما روي من النثر الجاهلي قليل بالنسبة لما روي من الشعر وذلك للأسباب الاتية:
• سهولة حفظ الشعر لما فيه من إيقاع موسيقي.
• الاهتمام بنبوغ شاعر في القبيلة يدافع عنها ويفخر بها.
• قلة أو إنعدام التدوين، والإعتماد على الحفظ والرواية.
النثر المسجوع أو سجع الكهان:
وهذا نوع من النثر في العصر الجاهلي أولاه المستشرقون من العناية أكثر مما يستحق، وبعضهم كان يغمز بذلك من طرف خفي إلى الفواصل في آيات القران الكريم كأنه يريد الطعن في إعجازه.
يقول المستشرق بلاشير في كتابه ( تاريخ الأدب العربي)،" أن سكان المجال العربي عرفوا، دون ريب نظاما إيقاعيا تعبيريا سبق ظهور النثر العربي، ولم يكن هذا الشكل الجمالي هو الشعر العروضي، ولكنه نثر إيقاعي ذو فواصل مسجعة. ويضيف " أنه من الممكن أن يصعد السجع إلى أكثر الآثار الأدبية عند العرب إيغالا في القدم، وبالتالي إلى ماضي أكثر غموضا".
فهناك من يؤكد بأن المسجوع كان المرحلة الأولى التي عبرها النثر إلى الشعر عند العرب.
يقول ابن رشيق: " وكان كلام العرب كله منثوراً، فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم الأخلاق وطيب أعراقها، وصنعوا أعاريض جعلوها موازين للكلام، فلما تم لهم وزنه سموه شعراً ".
فلما استقر العرب، واجتمعوا بعد تفرق، وتحضروا بعد بداوة، واجتمع لهم من سمات الحضارة وثقافة الفكر، وتنظيم الحياة، ما جعلهم يشعرون بحاجتهم إلى كلام مهذب، وأسلوب رشيق، وفكرة مرتبة، فكان النثر المسجوع وسيلتهم في ذلك.
تعريفه: " لون فني يعمد إلى ترديد قطع نثرية قصيرة، مسجعة ومتتالية، تعتمد في تكوينها على الوزن الإيقاعي أو اللفظي، وقوة المعنى"،
فمن مميزاته أنه يأتى:
محكم البناء، جزل الأسلوب، شديد الأسر، ضخم المظهر، ذو روعة في الأداء، وقوة في البيان، ونضارة في البلاغة.
لغته تمتاز: بشديدة التعقيد، كثرة الصنعة، كثرة الزخارف في أصواتها وإيقاعها.
لذلك فالنثر المسجوع يأتي في مرحلة النضج. بينما كنا قد رجحنا من قبل بأسبقية الأمثال على غيرها من أشكال التعبير النثري.
وظاهرة السجع المبالغ فيه في النثر الجاهلي، قد ارتبطت بطقوس مشربة بسحر والكهون ومعتقدات الجدود، لذلك يكثر في رأيه ترديد القطع النثرية القصيرة المسجعة أثناء الحج في الجاهلية، وحول مواكب الجنائز، مثل قول أحدهم:
من الملك الأشهب، الغلاب غير المغلب، في الإبل كأنها الربرب، لا يعلق رأسه الصخب، هذا دمه يشحب، وهذا غدا أول من يسلب".
ويتصف هذا النثر إجمالا باستعمال وحدات إيقاعية قصيرة تتراوح بين أربعة وثمانية مقاطع لفظية ، تنتهي بفاصلة أو قافية، ودون لزوم التساوي بين الجمل أو المقاطع.
اتمنى ان اكون وفقت في طرح ما نصبو اليه من فائدة ومنفعة..
محبتي
إن ما روي من النثر الجاهلي قليل بالنسبة لما روي من الشعر وذلك للأسباب الاتية:
• سهولة حفظ الشعر لما فيه من إيقاع موسيقي.
• الاهتمام بنبوغ شاعر في القبيلة يدافع عنها ويفخر بها.
• قلة أو إنعدام التدوين، والإعتماد على الحفظ والرواية.
النثر المسجوع أو سجع الكهان:
وهذا نوع من النثر في العصر الجاهلي أولاه المستشرقون من العناية أكثر مما يستحق، وبعضهم كان يغمز بذلك من طرف خفي إلى الفواصل في آيات القران الكريم كأنه يريد الطعن في إعجازه.
يقول المستشرق بلاشير في كتابه ( تاريخ الأدب العربي)،" أن سكان المجال العربي عرفوا، دون ريب نظاما إيقاعيا تعبيريا سبق ظهور النثر العربي، ولم يكن هذا الشكل الجمالي هو الشعر العروضي، ولكنه نثر إيقاعي ذو فواصل مسجعة. ويضيف " أنه من الممكن أن يصعد السجع إلى أكثر الآثار الأدبية عند العرب إيغالا في القدم، وبالتالي إلى ماضي أكثر غموضا".
فهناك من يؤكد بأن المسجوع كان المرحلة الأولى التي عبرها النثر إلى الشعر عند العرب.
يقول ابن رشيق: " وكان كلام العرب كله منثوراً، فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم الأخلاق وطيب أعراقها، وصنعوا أعاريض جعلوها موازين للكلام، فلما تم لهم وزنه سموه شعراً ".
فلما استقر العرب، واجتمعوا بعد تفرق، وتحضروا بعد بداوة، واجتمع لهم من سمات الحضارة وثقافة الفكر، وتنظيم الحياة، ما جعلهم يشعرون بحاجتهم إلى كلام مهذب، وأسلوب رشيق، وفكرة مرتبة، فكان النثر المسجوع وسيلتهم في ذلك.
تعريفه: " لون فني يعمد إلى ترديد قطع نثرية قصيرة، مسجعة ومتتالية، تعتمد في تكوينها على الوزن الإيقاعي أو اللفظي، وقوة المعنى"،
فمن مميزاته أنه يأتى:
محكم البناء، جزل الأسلوب، شديد الأسر، ضخم المظهر، ذو روعة في الأداء، وقوة في البيان، ونضارة في البلاغة.
لغته تمتاز: بشديدة التعقيد، كثرة الصنعة، كثرة الزخارف في أصواتها وإيقاعها.
لذلك فالنثر المسجوع يأتي في مرحلة النضج. بينما كنا قد رجحنا من قبل بأسبقية الأمثال على غيرها من أشكال التعبير النثري.
وظاهرة السجع المبالغ فيه في النثر الجاهلي، قد ارتبطت بطقوس مشربة بسحر والكهون ومعتقدات الجدود، لذلك يكثر في رأيه ترديد القطع النثرية القصيرة المسجعة أثناء الحج في الجاهلية، وحول مواكب الجنائز، مثل قول أحدهم:
من الملك الأشهب، الغلاب غير المغلب، في الإبل كأنها الربرب، لا يعلق رأسه الصخب، هذا دمه يشحب، وهذا غدا أول من يسلب".
ويتصف هذا النثر إجمالا باستعمال وحدات إيقاعية قصيرة تتراوح بين أربعة وثمانية مقاطع لفظية ، تنتهي بفاصلة أو قافية، ودون لزوم التساوي بين الجمل أو المقاطع.
اتمنى ان اكون وفقت في طرح ما نصبو اليه من فائدة ومنفعة..
محبتي
المراجع :
• ويكيبيديا
• بلوافي محمد / فنون النثر الأدبي في العصر الجاهلي والإسلامي والأموي 2009.
• بلوافي مَحمد / "الرواية العربية الحديثة؛ نشأتها وتطورها"، ديوان العرب،
• رضوان باغباني / "تعريف و معنى نثر"، المعاني،. 2009 .
• سوسن باقري / "تطور النثر العربي "، (2016) ديوان العرب ،
• أديب النابلسي "فن المقالة : عناصرها و أنواعها"، إسلام ويب
• علي صابري، المسرحية نشأتها، ومراحل تطورها ودلائل تأخر العرب عنها، صفحة 2..
• طه حسين، [من حديث الشعر والنثر]، صفحة 25..
• ويكيبيديا
• بلوافي محمد / فنون النثر الأدبي في العصر الجاهلي والإسلامي والأموي 2009.
• بلوافي مَحمد / "الرواية العربية الحديثة؛ نشأتها وتطورها"، ديوان العرب،
• رضوان باغباني / "تعريف و معنى نثر"، المعاني،. 2009 .
• سوسن باقري / "تطور النثر العربي "، (2016) ديوان العرب ،
• أديب النابلسي "فن المقالة : عناصرها و أنواعها"، إسلام ويب
• علي صابري، المسرحية نشأتها، ومراحل تطورها ودلائل تأخر العرب عنها، صفحة 2..
• طه حسين، [من حديث الشعر والنثر]، صفحة 25..
اهم معالم النثر العربي الحديث.؟؟؟
ردحذف