السبت، 29 أبريل 2017

مقال نقدي للناقد جمال القيسي حول قصيدة ثنائية للشاعرة نائلة طاهر


ثورة من اجل اعلان  الولاء  / قراءة في قصيدة نائلة طاهر ( ثنائية ) 
------------------

في سماء ذات بروج،،،قصية عن الواقع،،،معراجها الوعي،،لاغير،،،خيال شاعر طاغٍ،،،من شدة الوجد والجنون،،،خيط رفيع وبعد  تمسي تلك القصية بمتناول يديه،،وملك قصيدته ،،،بل ربما استطاعت الشاعرة نائلة طاهر ،،من ان تجند الملائكة ،،،الكبار منهم ،،،لانها تتكلم بلغتهم،،،،وتماهت معهم لانها تمارس التوصيف ،،للفعالية التي لايمتلكها غيرهم ،،الان اقتنعت،،ان الشعر كفراً ،،عندما يبلغ أقصاه ،،،الشاعر مهوال وخصم عتيد ،،ومحتال كبير،،يختبئ تارة بثوب قديس ،،او زاهد منقطع للعبادة ،، ويعلل الامر بالتوحد مع الذات الإلهية ،،،بل  ربما هو مؤمن ،،لكن على طريقته،،وغير مبالي بأي رسالة من نبي،،،لانه يعتبر نفسه نداً،،،ومتفوقاً،،على اي نبي،،،ساحر من طراز خاص،،،يتلاعب بالكلمات ،،ويُسخْرها،،ببلاغاته ،،نعم القصائد بلاغات أخروية ،،،لذلك كانت الخصومة بين النبوة والشعر،،،ونائلة ومن تحب،،وضعته بمكان جِبْرِيل ،،واشهرت الولاء ،،لانه اخذها كلها ،،،لم تعد هناك أهمية للتاريخ ،،او الملك ،،حتى وان كانت أميرة ،،لانه قبلتها،،،وتنازلت عن الباقيات الأربعة ( سبحان الله ،الحمد لله، لا اله الا الله ،الله أكبر ) ،،،انها تنهج طريقة استشراقية جديدة،،،وتبلغ عن رسالة تامة بالنسبة لها،،،
اما من ناحية النص ( الوظيفة ) ،،القصيدة دينامية ،،والبنى فعالة،،،بحكم الفواعل الكثيرة ،،المتوازنة في حراكها،،،مع تأثيث وصفي ،،رغم ان الفضاء هو ذاتها ،،وهذه تحسب لها ،،ونجحت في أضفاء الصيغ الحوارية ،،لتنتقل بالنص ،،الى الواجهة السردية ،،مع انها نجوى من الم عميق ،،و اشهار للخضوع ،، نوع من العشق الذي لم يخبره غير المتصوفة،،مع اختلاف الحبيب،،،ولم تتخلى عن ثقافتها ،،ومعرفتها الحداثوية ،،،لدرجة انها ابدعت برسم لوحة ،،بمنتهى النضوج ،،،خطاب هادر،،،ينقل اعلى توترات الوجد،،،والساكن في ثوابته ،،،ثورة من نوع جديد،،غايتها تاكيد الولاء لمن تثور عليه،،

جمال قيسي / بغداد

--ثنائية --

◇نازل
 رويدا...
من سماء بعيدة
كل شيء على يدي 
كلّ ما لم ترَ العين 
أو تسمع الأذن 
ها هنا..
في يدي..!!
ليس من غاية في الخطاب
أو ..
صورة في  ماوراء الحجاب..
كلّ ما في رئة المستحيل 
ها هنا  مودع فيك سيدتي
ختم الحواري بصمة
 من زمن  المثال 
استوى في يدي..
قلت... 
هذا أول المهر 
سفير لما كان 
وكل ما يزدحم من حميم
 خذيه أميرة قلبي
التي لم تكن
أو ربما لن تكون 
على مسرح واحد 
هنا في يدي....
~~~~
◇أوَ ترى يدي
تلمح ظلي في كفيك ..؟
إن لم تكن تبصره أنت
فقد  رأيتَه
تذكّر و أنت في حضرتي 
كنتَ تبرق بانكسار 
تترك نَداك والغياب ...
أما أنا...
فلازلتُ أخطو إليك
حتى و إن.. 
قصفت الحروف أصابعي
التي تكتبك،
لازلتُ أذكر
يوم قلتَ ...
حِناؤكِ كبدي
وشوق جنانك 
في قلبي آبد...
يا سيدي....
 تَرَاني 
أسبق الذاكرة للتاريخ 
أبتغي الإمارة الشاملة 
أمنع الذكرى ..
 مع الملك أشتهيك وِجهة أولى 
لست أبالي 
بضياع الأربع الباقيات
و لا برمل الفجيعة
 إن أخذني منك ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق