الجمعة، 19 يوليو 2019

الصفات الحيوية....لسانُ حالِ المُركّب النصي قراءة لنص (مرثية لبطل شهيد). للشاعرة مي عساف بقلم الاديب الناقد حميد العنبر الخويلدي .

رثية لبطل شهيد).......................مي عساف
أيها الصقر الذي تحدت نظراته سيوف الردة....
شامخا كراية علي.....
نقيا كآلام المسيح....
كريما ك....إناأعطيناك الكوثر
واقفة لا أزال على
عتبات الخشوع....
أبكي تارة بقلب أم ......
وتارة بقلب حبيبة...
وتارة أخرى أبكي بدموع
راهبة تدعو الله ان يتقبل
قربان المجد والعلياء.....
أيقونة الفداء ستبقى.....
تنعيك ضفاف دجلة
وتبكيك أمواج الفرات....
وتزهو بك قمم قاسيون ....
وحدائق الشام من عبق
دماءك تتعطر.....
كل حواري الجنة تنتظرك
ياسيد الشهداء....
وكل أبناء الوطن يرددون....
ألا..... تبت يدا ابي لهب وتب.....
لترقد روحك الطاهرة بكل العز والكبرياء.....
ولكل شذاذ الآفاق وآكلة لحم الإنسان .....
لأحفاد ابي جهل ......
هناك ....في مزبلة التاريخ
دفن اباؤكم وأجدادكم
أيها السفلة....وهناك ...
ستدفنون.....
أقسم ......لحذاؤك أطهر
من تيجان ملوك الخزي والعار.......
نم قريرا يا حبيب
الشمس...
نم واثقا.....
للباطل جولة .....
وللحق جولات....... Mai Assaf............................................
.......................................................
،......................
...........................نص نقدي مقابل....الخويلدي
.الصفات الحيوية 
هناك وضوح في هذا الخطاب النصي
من اول التلامس بين الحاسة العين في التلقي وهي تتفرس مسحا تتابعيا ..وبين البنى التعبيرية كل بمركبها الحيوي ..وما الت له الصفات
الجمالية المبتكرة ..وهذا
البيّنُ حتما هو صفة باهرة صدرتها
قوى الفعل المستبطن في المخلوق..
فالذهب تعرفه من صفته ذهبا ..شهدت عليه خاصيته الغاءصة في جسده..فلعل البدنية قوة اعطت متناولها في العرض..
الغزالة اختلفت في الصورة عن البعير.. مَنْ اوحى بذلك للناظر..نعم قوى الجسد الكلي والذي هو اصلا مُحَدّدُ الصورة في تمام خلقتها منذ بداية التكوين في الصيرورة..كبر ام صغر المخلوق..
النص ايما نص ماثل..تجده صورةً في القريب العياني امامك ماثلةٌ في حَيّزها الوجودي..
تشكل مع غيرها ترابطية حيوية من الفعل والجمال المبصورين..
فلعل الذي استدعى هذا التاشير الفكري.اولا وخصوصا هو قوة المركب الفني..واحصره تركيزا في
جسد البنية..
فالجسد كل جسد حامل خصايص جنسه ونوعه وفصيلته.. مستبطنا قواه كل في مؤدى وظيفته..وقالوا
انَّ الوظيفةَ تعني العضو..
اليد عضو نعم لها وظيفة بطبيعة لمسيه..والعين والاذن وكامل الحواس..وهذي مغارزٌ في جسد البنية.. وروابط وجودية تنبيك عن المعلوم والعدمي..
ولرب سؤال ...
لماذا التركيز على الجسد،...؟
نقول الجسد يعني الكتلة في الطبيعة..وتعني عرض صفات المركب الفني القاءم....
فالخطاب النصي الذي ابدعته ..مي عساف..بحكم وجوده هو كتلة جمالية من جنس السرد الشعري مقتضاه حروف تلبّست صفات رموزها المحدثة في حاصل حركتها
الكلية..
وبين الحس والادراك وهي كذلك محفّزاتُ جسدٍ مقابلٍ يمسح باداة نقده بنيةَ هذا المركب الشعري..
وحصرا للرؤيا الفلسفية في النقد وضمن خط الشيفرة في الموضوع
نقول ان المبدع...
وبموهبته الباهرة جذب الكون واحدث نشورا خاصا حينما اعلن
ان بطلا بصفته المعلومة هذا انظروه
عيانا....كان مسجىً.. كان يقاتل.. كان حجرةً منحوتةً او بطلا من لون وتصاليغ فرشاة ذكية..
هنا استوفز فيك.. ومن خلال الاعلان..واعزا استدراكيا هو ارادات العقل الاقتراني..وحين قلت العقل
نعم ذكرت المعنى والمحدد والقياس
استنباطا لكثافات البديع في النتاح..
ايها الصقر....
هذي المفردة الجمالية....هي الوحيدة القادرة ان تحمل صفة الرمز المحدث والمقصود البطل في ذات الموضوع ..
وبنداءية المتجلي في الكامن التاريخي غوصا في خزانات المستتر
من المعاني التي حفرت مكنونها في رقميات الوقت وسجلاته..
صقر كتلة تحمل صفة سامية لجسد استمكن القوة وحديد النظر والسطوة والنزال ووثبة الميدان..و.و.الخ من جماليات هذا الكاين الشخصاني..
اُلْبِست عقلا وادراكا للبطل..كي يركب ماَلات الفضيلة..
جسد وعقل ...هنا نعين قصديتنا الفكرية لعلنا اخذنا بحثنا على شاكلة المُركّب الحيوي..انتهاجا ونظرة..وعسانا نفلح..
يتبع الفنان الشاعر مفهومه بمعنى عميق مرصوص عفويا من قبله...
ايها الصقر...
الذي تحدت نظراته..
سيوف الردة..
لازال يُنَسّبُ الدلالات كل خانته ويستشهد بالحقب البارزة..والتي تصبح مثلا يستعبر به ويعتبر اضافة..
وهذا رغم انه من مشاش الضمير باعتبار ان هناك رِدّة وخلي في بالك ما ادراك ماالردة..وماتعني في تاريخ
لوح الدعوة ايام صدر الاسلام..
وهذي التذكرات اذ تاخذك نحو الناصع مختزلة الرديء...
وهل الا الضمير يلقي بدلو الحقيقة
لتترع منه بيّنات التصحيح والرجوع
الى ما كنا فيه من العدل والمساوات...
شامخا كراية علي
نقيا كالام المسيح
كريما...
ك..انّا اعطيناك الكوثر..
هذا السفر المرهف بالخيارات وبناعم
وابيض التواصيف..هذا رفع صفاته وذاته ..في المعنى وفي المبنى..وان ماينبيك عن الشيء الا صفاته..
الحي بات حيّاً لصفات الحياة فيه..
والميت عكسه ...
وخذ على عاتقك هذي التنقلية في فعل التصعيد والخلق..
وهذا التراص الصوري المعلوم..
راية علي..وبمجرد ان قلت هذا انفتحت قدرة اخرى استبطانية من الوعي المنطقي والجمالي وتحركت امكنة وازمنةوقد يكون السمع منتشيا بضرب وقرع صفات الحرب
في القديم..وذاك رصيد بحث مذخور في الزمن..لكن اداة خلق الشعر تستثير مزاجا ادهاشيا خاصا...
وكحال رمزية الام المسيح وتفطين
الذاكرة الموسوعية.وانثيال المضامين..العامرة..
وهل غير ان نلحق ..انا اعطيناك الكوثر...منصة لفعل جمالي عقلي طرّز به الشاعر اجتهاده الفذ عن البطل..وذا دليل روحي عرفاني. قدسي..يلحم به مجريات الارض بمجريات السماء..
واقفة لا ازال على عتبات الخشوع
ابكي...
تارة بقلب ام...
واخرى بقلب حبيبة...وبدموع راهبة
تدعو الله.....
هذا التبجيل والربط بين الحبيبة وبين الام..هذا محور نفسي باهر يستدعي كل شهوانيات الحال والماَل والموقف الغريزي ومايمت للبداعة والجاه..
هنا اعطت شاعرتنا مسحة لتغليب الهاجس المنفعل تغليب الامتاعي والتلذذي. الذي يضيف على الشيء
انبهارا محسوبا يحرك الخلفيات ويحرك نشاط الباطن..
تبكيك وتنعيك..صفاف دجلة وامواج الفرات..وتزهو بك قمم قاسيون..
وحدايق الشام
وكمثل ما يتسع المفهوم الجمالي في النص، اراد مبدعُهُ ان يؤسس الى قدسية ارفعَ وابلغَ وان يعرض من موروث التوثيق الجمعي مايخدم..
قال...
كل حواري الجنة تنتظرك
ياسيد الشهداء...نعم انه الاستذكار الاعتباري..بسيد الشهداء الامام الحسين ع وذي قولة نبي لافضل لاحد فيها على التاريخ والمصير...
ومانست شاعرتنا الا ان ترجع لارضيتها وترابيتها والى العادي
السايد..حيث انتهجت مبدا الشتيمة والسباب.. وانهالت بشكل بديع ومن محطات السلبي والشجبي ...
تبت يدا ابي لهب وتب
وليظل التتابع في الصفات والقدرة المضمونية يلحق معاني مركّب النص الحيوي والفني لغاية ماتستوفي الشروحات غايتها...
وروايتها...
............................................
............................................
حرفية نقد اعتباري
ا.حميد العنبر الخويلدي
صيف 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق