المنحى الرومنطيقي
في قصيدة" كرنفال
السيد العجوز"
للشاعر حسن الحيدري..
................................
قراءة نقدية للاستاذة نائلة طاهر:
................................
لا يتقيد كتاب النثر في الشعر الحديث بمدرسة أدبية واحدة ،ففي النص الواحد نقف على أساليب متعددة تأخذ من الكلاسيكية والرومنتيكية وخاصة الرمزية..كما ويتداخل في اطارها الحضور الموسيقي كماهي الحال في هذا النص الذي بين ايدينا، حد وجود عدة مقاصير تفعيلة في تفاصيله.
وسبب ذلك هو الثورة الفكرية والأسلوبية التي تتسم بها قصيدة النثر والتي تنأى عن القوالب والتصنيف تاركة الفكرة تسيطر على المكتوب .
الشاعر حسن الحيدري في نصه "كرنفال السيد العجوز " يبدو شاعرا رومنتيكيا،وللتذكير فإن الرومنتيكية جاءت كثورة أدبية على الكلاسيكيين فكانت الحركة تقوم على تمجيد العواطف الانسانية و إعلاء شأن مشاعر الانسان في جغرافية محددة وهذا ما يجعلها أكثر واقعية في علاقتها بالطبيعة إذ لا يحاكي الرومنطيقيون في الأدب الطبيعة وانما يعيدون خلقها .وهذا الخلق هو الفعل الشعري لحسن الحيدري .
العتبة الاولى للنص هي العنوان "كرنفال السيد العجوز "وللعنوان في الادب الحديث قيمة كبرى بل ويعتبر مفصلا كاملا يدور حوله النص لاحقا . يذكرنا العنوان بقصة "العجوز والبحر" لأرنست همنغواي ،العجوز عند همنغواي يمجد العقل الذي ينظر للطبيعة بسوداوية بينما عجوز حسن الحيدري يمجد العاطفة في علاقتها بجمال الطبيعة لذلك كان العجوز العراقي كرنفالا من الفرح في اعتماده على عاطفة خيرة تنبع من الخير المنبثق عفوا من الطبيعة .
المنطلق الأساسي للشاعر هو العاطفة ،لذلك كان شراعه وشرعه منذ بداية النص الحب ،الحب كقيمة كونية خلاقة هي المحرك الأساسي للسير السليم لكل عناصر الطبيعة المنعكسة على واقع الإنسان .
في قصيدة" كرنفال
السيد العجوز"
للشاعر حسن الحيدري..
................................
قراءة نقدية للاستاذة نائلة طاهر:
................................
لا يتقيد كتاب النثر في الشعر الحديث بمدرسة أدبية واحدة ،ففي النص الواحد نقف على أساليب متعددة تأخذ من الكلاسيكية والرومنتيكية وخاصة الرمزية..كما ويتداخل في اطارها الحضور الموسيقي كماهي الحال في هذا النص الذي بين ايدينا، حد وجود عدة مقاصير تفعيلة في تفاصيله.
وسبب ذلك هو الثورة الفكرية والأسلوبية التي تتسم بها قصيدة النثر والتي تنأى عن القوالب والتصنيف تاركة الفكرة تسيطر على المكتوب .
الشاعر حسن الحيدري في نصه "كرنفال السيد العجوز " يبدو شاعرا رومنتيكيا،وللتذكير فإن الرومنتيكية جاءت كثورة أدبية على الكلاسيكيين فكانت الحركة تقوم على تمجيد العواطف الانسانية و إعلاء شأن مشاعر الانسان في جغرافية محددة وهذا ما يجعلها أكثر واقعية في علاقتها بالطبيعة إذ لا يحاكي الرومنطيقيون في الأدب الطبيعة وانما يعيدون خلقها .وهذا الخلق هو الفعل الشعري لحسن الحيدري .
العتبة الاولى للنص هي العنوان "كرنفال السيد العجوز "وللعنوان في الادب الحديث قيمة كبرى بل ويعتبر مفصلا كاملا يدور حوله النص لاحقا . يذكرنا العنوان بقصة "العجوز والبحر" لأرنست همنغواي ،العجوز عند همنغواي يمجد العقل الذي ينظر للطبيعة بسوداوية بينما عجوز حسن الحيدري يمجد العاطفة في علاقتها بجمال الطبيعة لذلك كان العجوز العراقي كرنفالا من الفرح في اعتماده على عاطفة خيرة تنبع من الخير المنبثق عفوا من الطبيعة .
المنطلق الأساسي للشاعر هو العاطفة ،لذلك كان شراعه وشرعه منذ بداية النص الحب ،الحب كقيمة كونية خلاقة هي المحرك الأساسي للسير السليم لكل عناصر الطبيعة المنعكسة على واقع الإنسان .
"ارفع شراع الحب
لتبتهج الفصول
ولتنتش ِ الآفاق
ولترتدي ثوب السنا
بيادر العراق !"
_
حدد الشاعر المكان في قصيدته وجعله محور العلاقة ما بينه وبين الحدث ،متموقعاً بذاته الشعرية في قلب الطبيعة لذلك استند إلى مظاهرها واستعان بها على عملية الخلق البناءة لمشاعر الأمل ،واختياره العناصر الطبيعية المبهجة هو الدعامة الأساسية للإقناع بوجهة النظر المراد تبليغها .
_
"نحن يحدونا الأمل في ان نكون
وتنتفخ بطون هاتيك الربى
لو ما تغشتها السيول !
وينهمر سيل الضياء
ولتنفجر ، بلونها الأخضر ،
آلاف الحقول !"
_
جل المفردات المستخدمة في علاقة وشائجية بكل ما تعكسه الطبيعة من جمال يحرض على الأمل في أن نكون أفضل ،بل وانه قدر لنا أن نكون أفضل في هذا المكان مادامت كل عناصره الجوهرية بالغة الصفاء خالية من الشوائب .لذلك تكون القدرية نتيجة طبيعية للوجود الأكرم ،هذا الوجود السبب الأساسي به هو القوة الغيبية الممثلة بالله الذي يتوجه له الشاعر بعدها في كامل النص راجيا متوسلا بأوليائه البررة أن يحقق الخلاص للعراق .
ابعث لنا - بحق طهر (فاطمة)
(ومريم البتول) -
الامن والسلامة
وٱمنح ولاة أمرنا
أرقى الحلول !
المنحى الاشراقي في القصيدة غير مستغرب فمن يمجد الطبيعة و يرسي أساس أفكاره على قيم الجمال و الخير بها ،يبتعد كثيرا في مفاهيمه وقناعاته عن التعصب ،لذلك جمع في توسلاته بين الله وفاطمة ومريم البتول في صيغة تصالح مع كل الديانات المكونة للنسيج العقائدي بالعراق ،ومن يتماهى مع فكرة الخير في الكون يكون دائما شديد الأمل كثير التأمل ولذلك كانت الرومنطيقية واجهة أحيانا للنهج الصوفي .
لتبتهج الفصول
ولتنتش ِ الآفاق
ولترتدي ثوب السنا
بيادر العراق !"
_
حدد الشاعر المكان في قصيدته وجعله محور العلاقة ما بينه وبين الحدث ،متموقعاً بذاته الشعرية في قلب الطبيعة لذلك استند إلى مظاهرها واستعان بها على عملية الخلق البناءة لمشاعر الأمل ،واختياره العناصر الطبيعية المبهجة هو الدعامة الأساسية للإقناع بوجهة النظر المراد تبليغها .
_
"نحن يحدونا الأمل في ان نكون
وتنتفخ بطون هاتيك الربى
لو ما تغشتها السيول !
وينهمر سيل الضياء
ولتنفجر ، بلونها الأخضر ،
آلاف الحقول !"
_
جل المفردات المستخدمة في علاقة وشائجية بكل ما تعكسه الطبيعة من جمال يحرض على الأمل في أن نكون أفضل ،بل وانه قدر لنا أن نكون أفضل في هذا المكان مادامت كل عناصره الجوهرية بالغة الصفاء خالية من الشوائب .لذلك تكون القدرية نتيجة طبيعية للوجود الأكرم ،هذا الوجود السبب الأساسي به هو القوة الغيبية الممثلة بالله الذي يتوجه له الشاعر بعدها في كامل النص راجيا متوسلا بأوليائه البررة أن يحقق الخلاص للعراق .
ابعث لنا - بحق طهر (فاطمة)
(ومريم البتول) -
الامن والسلامة
وٱمنح ولاة أمرنا
أرقى الحلول !
المنحى الاشراقي في القصيدة غير مستغرب فمن يمجد الطبيعة و يرسي أساس أفكاره على قيم الجمال و الخير بها ،يبتعد كثيرا في مفاهيمه وقناعاته عن التعصب ،لذلك جمع في توسلاته بين الله وفاطمة ومريم البتول في صيغة تصالح مع كل الديانات المكونة للنسيج العقائدي بالعراق ،ومن يتماهى مع فكرة الخير في الكون يكون دائما شديد الأمل كثير التأمل ولذلك كانت الرومنطيقية واجهة أحيانا للنهج الصوفي .
" رباه هذي الأرض
أضناها الذبول
فٱنشر عليها بيرقا"
غمامة" او مطرا" صيبا"
يسح نورا" وهدى
وبلسما" يشفي النحول !"
_
كأننا هنا إزاء ابتهالات متصوف أو تراتيل منشد ،أو تغريد طير رقيق في طبيعة خلابة ،لا يستطيع معها إلا أن يكون تغريده مناديا بقيم الخير والنقاء .
،،،
"ابعث لنا الفجر النبيل
يُكحَلُ عينيها
يُداوي جرحها
ويُحلق في سماها،
فارسٌ شهمٌ شجاع
يوقظ الشمس البديعة
لتضيئ في رباها
تطرد الأشباح
والظلمة عنها
والخديعة ،
(البصرة) البديعة
العيون الضاحكات السود
حُبي الذي يملأ دنيايَ روابي
وعصافيرَ جميلة !!"
،،،
لم يقتصر الشاعر في قصيدته اذن على اعتماد الأسلوب الرومنطيقي وحده، إذ أن قصيدة النثر كما أسلفت بالتقديم تستعين بكل المدارس في بنائها لتقنع أولا ولتستجيب ثانيا مع مقتضيات التحديث في الكتابة في ظل التغيرات العالمية بمختلف مجالات الأدب والحياة ،لذلك كان الشاعر في آخر قصيدته أشد واقعية فحدد أطره الزمانية والمكانية (البصرة تحديداً) و الشخوص الفاعلة فيها ،فكان الانسان العراقي هو المحور المشكل للصراع: الحاكم/ الشعب .
______
نص القصيدة :
.......................
ارفع شراع الحب
لتبتهج الفصول
ولتنتش ِ الآفاق
ولترتدي ثوب السنا
بيادر العراق !
نحن يحدونا الأمل في ان نكون
وتنتفخ بطون هاتيك الربى
لو ما تغشتها السيول !
وينهمر سيل الضياء
ولتنفجر ، بلونها الأخضر ،
آلاف الحقول !
- رباه هذي الأرض
أضناها الذبول
فٱنشر عليها بيرقا"
غمامة" او مطرا" صيبا"
يسح نورا" وهدى
وبلسما" يشفي النحول !
ابعث لنا سحر المطر
لتنتعش آمالنا
ولترتوي بطاحنا
بروعة الهطول !
وليكنس الأرض من الجفاف
والطغاة
والمغول !
أبعث لنا صفاءنا
ذاك الذي ينحت في العقول
لتبتهج ارواحنا
ولتحتف ِ أعيادنا
بالورد والطبول !
أبعث لنا - بحق طهر (فاطمة)
(ومريم البتول) -
الامن والسلامة
وٱمنح ولاة أمرنا
أرقى الحلول !
للذود عن بلادنا
بخالص الشهامة
إبعث لنا الفم الذي
يطفح بٱبتسامة
إبعث لنا (البصرة) في أرقى حلل
لترتق ِ لمحفلٍ جميل
إبعث لنا الفجر النبيل
يُكحَلُ عينيها
يُداوي جرحها
ويُحلق في سماها
فارسٌ شهمٌ شجاع
يوقظ الشمس البديعة
لتضيئ في رباها
تطرد الأشباح والظلمة عنها
والخديعة ،
(البصرة) البديعة
العيون الضاحكات السود
حُبي الذي يملىُ دنيايَ روابي
وعصافيرَ جميلة ،،، !!
أضناها الذبول
فٱنشر عليها بيرقا"
غمامة" او مطرا" صيبا"
يسح نورا" وهدى
وبلسما" يشفي النحول !"
_
كأننا هنا إزاء ابتهالات متصوف أو تراتيل منشد ،أو تغريد طير رقيق في طبيعة خلابة ،لا يستطيع معها إلا أن يكون تغريده مناديا بقيم الخير والنقاء .
،،،
"ابعث لنا الفجر النبيل
يُكحَلُ عينيها
يُداوي جرحها
ويُحلق في سماها،
فارسٌ شهمٌ شجاع
يوقظ الشمس البديعة
لتضيئ في رباها
تطرد الأشباح
والظلمة عنها
والخديعة ،
(البصرة) البديعة
العيون الضاحكات السود
حُبي الذي يملأ دنيايَ روابي
وعصافيرَ جميلة !!"
،،،
لم يقتصر الشاعر في قصيدته اذن على اعتماد الأسلوب الرومنطيقي وحده، إذ أن قصيدة النثر كما أسلفت بالتقديم تستعين بكل المدارس في بنائها لتقنع أولا ولتستجيب ثانيا مع مقتضيات التحديث في الكتابة في ظل التغيرات العالمية بمختلف مجالات الأدب والحياة ،لذلك كان الشاعر في آخر قصيدته أشد واقعية فحدد أطره الزمانية والمكانية (البصرة تحديداً) و الشخوص الفاعلة فيها ،فكان الانسان العراقي هو المحور المشكل للصراع: الحاكم/ الشعب .
______
نص القصيدة :
.......................
ارفع شراع الحب
لتبتهج الفصول
ولتنتش ِ الآفاق
ولترتدي ثوب السنا
بيادر العراق !
نحن يحدونا الأمل في ان نكون
وتنتفخ بطون هاتيك الربى
لو ما تغشتها السيول !
وينهمر سيل الضياء
ولتنفجر ، بلونها الأخضر ،
آلاف الحقول !
- رباه هذي الأرض
أضناها الذبول
فٱنشر عليها بيرقا"
غمامة" او مطرا" صيبا"
يسح نورا" وهدى
وبلسما" يشفي النحول !
ابعث لنا سحر المطر
لتنتعش آمالنا
ولترتوي بطاحنا
بروعة الهطول !
وليكنس الأرض من الجفاف
والطغاة
والمغول !
أبعث لنا صفاءنا
ذاك الذي ينحت في العقول
لتبتهج ارواحنا
ولتحتف ِ أعيادنا
بالورد والطبول !
أبعث لنا - بحق طهر (فاطمة)
(ومريم البتول) -
الامن والسلامة
وٱمنح ولاة أمرنا
أرقى الحلول !
للذود عن بلادنا
بخالص الشهامة
إبعث لنا الفم الذي
يطفح بٱبتسامة
إبعث لنا (البصرة) في أرقى حلل
لترتق ِ لمحفلٍ جميل
إبعث لنا الفجر النبيل
يُكحَلُ عينيها
يُداوي جرحها
ويُحلق في سماها
فارسٌ شهمٌ شجاع
يوقظ الشمس البديعة
لتضيئ في رباها
تطرد الأشباح والظلمة عنها
والخديعة ،
(البصرة) البديعة
العيون الضاحكات السود
حُبي الذي يملىُ دنيايَ روابي
وعصافيرَ جميلة ،،، !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق