الأحد، 11 أغسطس 2019

قراءة نقدية لقصيدة (رسالة نثر شاعرية )للشاعرغازي احمد ابوطبيخ بقلم الاديب عبد الله شبلي من المغرب

على هامش أرشفة رسالة نثر شاعرية. غازي احمد ابوطبيخ
…ارشيف………………
……………………
رسالة نثرشاعري…………
(2015)
""""""""""""""""""""'''""""''''""'''
بيننا
برهة كثيفة
من الازمنة المكتظّة بالافتراق
يا حبيبة الشاعر..
بيننا بعدُ
لغة خرساء
كوجوه الثكالى العربيات
في الاونة الاخيرة....
سلي اباك السماويّّ
توأم الروح أنكيدو
عما حدث في (سانگ بيست )..
لوكان اليوت معنا
لاستبدل الارض الخراب
بدهاليزها العنكبوتية العتيقة!!
بيننا كل القادمات
من شرانق التخلف
وتماثيل القبح الشرقيِّ النخرة.....
يا ابنة اخي .....
انت في اقصى بقعة من الضوء
لا تراها عيون العميان
والرازحون تحت حائط الم.............وووت
الاول..............
الثاني...........
والثالث؟!
"وكفى بنفسكِ اليوم "
علينا ..
نعم علينا..
حكما عادلا و"حسيبا"..
البراءة صوت الملكوت
وها انذا اسمع صوتك
من بعيييييدٍ
يفترع البحار السبعةَ
من جديد:
-يا ايها العراقي العظيم
يا ايها المذبوح كالعادة
من الوريد
الى الوريد..................
يا ايها العربيُّ الباكي
حد انفلاش العظام.....
ألمضمخ بالعَنْدمِ الدموي
حتى حدود العرافة القديمة!!
هذا انت
وها نحن معا
في وسط البريق القرمزي!!
أسمع صوتك العجيب
ودقات قلبي
تردد الخطاب بالوحيب
ان كنت تريديننا
أنْ نشهد على جمالك
من حيث انت
فقد فعلتِ...
وان كنت تريديننا ان نرعويَ
فلم تفعلي ابدا ابدا...
قولي لحبيب قلبك الضياء القصي
بالنيابة عنا
-يا ايها الشاعر المتغرب
قد سلمتْ ابعادُك...
وطاب فكرك وعمادك
او طاب خيارُك
وطاب عنادُك................
بينا نجلس في "كير الصفار"
نكرع كؤوس النار
فسلاما من قلب الجحيم
الى قلب الفردوس.......
الفردوس الموجود
"الفردوس المفقود"
أنْ افيضي علينا بعض السلوى
وصَلَ السيلُ الزُّبا
لكنَّ القلب مسكون بالعروق
العروق الضاربة
في اقصى بقاع اوروك
اوروك المحبوبة
اوروك المنكوبة!!؟
تلك اذن صرخة المفجوع
ونداء الغريق!!
فهل تسمعين النداء
ايتها الجميلة النائية
في اخرة الدنيا .....
*****
أ ترانا حقا نسمع صرخة المفجوع ؟ أ يخترق أذاننا المثقوبة بأدران الخطايا والمتسخة بملوثات الذنوب نداء غريق؟
ذاك الذي يستنجد ، يستجدي دون سامع ولا مجيب ، محال ذاك أن يكون ، ولا أظن الجميلة النابتة بعيدا في أقاصي الدنيا تستجيب ، أو تلتفت لتعين ، لتمد حبلا ، لتنجد غريقا وتسحب سجينا.
لكني سيدتي الحبيبة استدرك وأقول ، أ في القلب بقية عروق ضاربة ؟ أ تستطيع النياط تحمل ذاك العبث المقيم في دنيانا المظلمة ، لعل اوروك المحبوبة نفسها ، اوروك المنكوبة ذاتها تستيقظ من رماد فتنتج انقاذا بعد أن أثمرت ضياعا وفقدا.
نحن في أمس الحاجة إلى الفرح ، سيدتي ، إلى السلوة ، بل إلى ملهاة تلهينا عن قسوة الملحمة التي اعلت شأن المحرمة بعد أن أصرت على تناسل المفزعة و المفجعة ، واقتلعت جذور الحبور و قطعت رقاب المرحمة .
كيف تكرع كؤوس النار ، والشاعر المغترب يفكر سالما ، طيب الفكر ، يرسل مخيلته المطواعة لتجول بين خياراته الطيبة ، فتعود غانمة مكتنزة وفي عناده حلاوة ونداوة ؟
ان اللغة عادة تفهم دون أن تقال ، هي علامات وتشفيرات تقرأ على وجوه الثكالى العربيات ، لكنها مع هذا الوجع والنحيب الذي يخالط أنظارنا السقيمة كل يوم، ونحن في تساكن غريب مع فضائيات الدم والفضيحة ، تصبح اللغة خرساء لا تنطق ، وإذا نطقت فهي لا تفيد ، إنها نفسها لغة الخشب في الآونة الأخيرة ، كل هذا الفجع والوجع والتناسل اليومي للفزع هو نقيض رسائل السماء ، هو خلاف الفضيلة ، تلك التي يناضل التاريخ والأسطورة معا لتوريتها للناس ، لجعلها قمينة لنشر التعمير بالصالحات ، والقضاء على التخريب والتدمير.
في الأخير ، حق لي أن أتساءل أيتها القصيدة ، أيها الروي الحابل بلاغة ، أيها المجاز الذي يبني المعاني حرفا حرفا بين ثنايا الكلمات الرصينة ، لم الغياب ؟ لم تتركون هذا الفراغ قاتلا ؟ لم المواربة ؟ لم تختفي كل هذه الأشياء دفعة واحدة عن الشاعر وتجعل الأزمنة المكتظة بالفراق تتسيد وتجعل حبيبة الشاعر تتغيب ؟
هو السؤال هكذا كتب عليه أن يبقى بابا مشرعا يبحث عن الداخلين فيه ، ليبحثوا عن المعرفة والحقيقة ليبلغوا العرفان والإشراق ، وما أظنهم ببالغيه ، هكذا هو الإنسان كتب عليه أن يبقى هكذا تائها هائما ، يحمل القيم ولا يطيقها ، يتبناها دون أن يبنيها.
عبدالله شبلي استاذ اللغة العربية كلميم المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق