(إضاءات نقدية خلف الوقت )
دراسة تحليلية مكثفة لقصيدة
غازي ابوطبيخ الموسوي
دراسة تحليلية مكثفة لقصيدة
غازي ابوطبيخ الموسوي
الناقد كريم القاسم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• هذا العمل الادبي قد تهيكل بعنوانٍ وسبعة مقاطع . وأنا قد تعودتُ أن اقرأ لصاحب هذا النص نصوصاً قصيرة او متوسطة ، لكني هنا وجدت الحال قد بدأ بالبوح المنتفض .
وكعادة المتمرس والخبير بصناعة الحرف ، فمَلَكَـتهُ تضع وتصنع من النسج الشعري الوجداني مايخضع الى جمال البلاغة والابداع والفصاحة.
• النص الذي امامنا قد غزاه الشجن الحزين ، والآمال البعيدة عن التحقق ، حتى وصلت الى درجة المحال .
• العنوان ( غدي مازال خلف الوقت) جاء على شكل عبارة او جملة ، وهنا يبدأ صمام البوح بالانفتاح . وعندما يكون العنوان جملة فانه ينذر بوجود سيل غزير من السبك وفيض من الالفاظ مادام الفعل الناقص (مازال) يحمل دلالة الاستمرار.
هذا العنوان ابتدأ بلفظة (غَدي) والذي جاء يمثل المستقبل لا الشخصاني بل جاء بالمعنى او القصد الشمولي . إذاً بدأ الشجن بالوضوح ، وسينجلي هذا المحال واستمرار الحال بتدفق الفاظ الألم ، فالشاعر أكدّ للمتلقي بان المستقبل مازال يهرول خلف الزمن لا سابقاً له . وقد جاء العنوان برمَّته مُستنبطاً من فحوى النص ، وهذا من جمال التأليف .
• جاءت المقاطع السبعة وهي تحمل شجناً يختص بكل مقطع ، وجاء هذا الشجن مسترسلاً مترابطاً بعناية حتى يغيب عنها مبدأ العشوائية .
المقطع الاول /
ـــــــــــــــــــــــــــ
احتوى الأمر ، حيث جاء الافتتاح بفعل الامر (خذيني) ثم يعطفه بفعل أمر آخر (ذريني) وهو يخاطب (الغمامة الحمراء) والمعروف بأن الغيوم تحمر لونها عند الغروب وهي ظاهرة فيزيائية ، والغروب هو موطن الحزن والشجن ثم يُطرِّز المقطع بلفظتي (ضَجَّتْ) و(استوحشَ) وهما جوهر الحزن المنتفض .
المقطع الثاني /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احتوى تحديد الهدف المُخاطَب ، وهو الحيز المكاني ، حيث قال (هنا هنا غاب من الكلمات) وكررها مرة أخرى للتأكيد (هنا قلب الحقيقة في مهب الريح) ، اي لامجال للأبتعاد عن هذا الاحداثي . ثم يبدأ السبك الشعري الذي لايخلو من الموسيقى الشعرية المُستساغة ، وجاء الوصف مكتنز المعنى والاشارة حين نشر الاشطر :
" أحدق في غدي المطعون
من قبل!!
ومن دبر!!
فأشهد انه مازال خلف الوقت "
ومجيء فعل الامر (اشهد) دليل على تأكيد الذات لماسبق من وصف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• هذا العمل الادبي قد تهيكل بعنوانٍ وسبعة مقاطع . وأنا قد تعودتُ أن اقرأ لصاحب هذا النص نصوصاً قصيرة او متوسطة ، لكني هنا وجدت الحال قد بدأ بالبوح المنتفض .
وكعادة المتمرس والخبير بصناعة الحرف ، فمَلَكَـتهُ تضع وتصنع من النسج الشعري الوجداني مايخضع الى جمال البلاغة والابداع والفصاحة.
• النص الذي امامنا قد غزاه الشجن الحزين ، والآمال البعيدة عن التحقق ، حتى وصلت الى درجة المحال .
• العنوان ( غدي مازال خلف الوقت) جاء على شكل عبارة او جملة ، وهنا يبدأ صمام البوح بالانفتاح . وعندما يكون العنوان جملة فانه ينذر بوجود سيل غزير من السبك وفيض من الالفاظ مادام الفعل الناقص (مازال) يحمل دلالة الاستمرار.
هذا العنوان ابتدأ بلفظة (غَدي) والذي جاء يمثل المستقبل لا الشخصاني بل جاء بالمعنى او القصد الشمولي . إذاً بدأ الشجن بالوضوح ، وسينجلي هذا المحال واستمرار الحال بتدفق الفاظ الألم ، فالشاعر أكدّ للمتلقي بان المستقبل مازال يهرول خلف الزمن لا سابقاً له . وقد جاء العنوان برمَّته مُستنبطاً من فحوى النص ، وهذا من جمال التأليف .
• جاءت المقاطع السبعة وهي تحمل شجناً يختص بكل مقطع ، وجاء هذا الشجن مسترسلاً مترابطاً بعناية حتى يغيب عنها مبدأ العشوائية .
المقطع الاول /
ـــــــــــــــــــــــــــ
احتوى الأمر ، حيث جاء الافتتاح بفعل الامر (خذيني) ثم يعطفه بفعل أمر آخر (ذريني) وهو يخاطب (الغمامة الحمراء) والمعروف بأن الغيوم تحمر لونها عند الغروب وهي ظاهرة فيزيائية ، والغروب هو موطن الحزن والشجن ثم يُطرِّز المقطع بلفظتي (ضَجَّتْ) و(استوحشَ) وهما جوهر الحزن المنتفض .
المقطع الثاني /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احتوى تحديد الهدف المُخاطَب ، وهو الحيز المكاني ، حيث قال (هنا هنا غاب من الكلمات) وكررها مرة أخرى للتأكيد (هنا قلب الحقيقة في مهب الريح) ، اي لامجال للأبتعاد عن هذا الاحداثي . ثم يبدأ السبك الشعري الذي لايخلو من الموسيقى الشعرية المُستساغة ، وجاء الوصف مكتنز المعنى والاشارة حين نشر الاشطر :
" أحدق في غدي المطعون
من قبل!!
ومن دبر!!
فأشهد انه مازال خلف الوقت "
ومجيء فعل الامر (اشهد) دليل على تأكيد الذات لماسبق من وصف.
المقطع الثالث /
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احتوى وصف حال الهدف وهو (الوطن) وقد بانت مقاساته الآن ، فهو يبدأ بقلب وجوهر الوطن الكبير (القدس) وقد أجاد شاعرنا أَّيما إجادة في وصفه :
" هذا المشعل الازلي
هذا التاج والمنهاج
هذا الطائر المعراج
مذبوح من الاوداج "
اربعة اشطر معبرة وطائرة بقافية جميلة حرف (الجيم ) وهو من أصوات الجهر والتي جاءت مناسبة وهذه المعاني والمسميات . ثم ان هذا التسلسل المقفى دليل على الاثر الانفعالي في ضخ الذات .
المقطع الرابع /
ــــــــــــــــــــــــــــ
احتوى وصف حال الذات للشاعر ، وهو ينزاح الى مشاعره الدفينة ، ويفرشها على بساط النص ، مُحمَلة بكل عناصر الحزن والأسى والجوى ، فيأتي بقلبه طائعا امام الجمهور (ومالي غير هذا القلب) ويصف حاله بالتفاعل التبادلي وصراع الذات (اجرحهُ ويجرحني ـ واعزف نبضه القاني ويُعزفني) ثم يعطف عليه بتصريح لفظي آخر دال ليجعله القلب الاكبر (ومالي غير هذا الشعب) (اوزعه ويوزعني) ، وهذا التعبير المتوازي مع ما قبله يعتبر من جمال السبك .
المقطع الخامس /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احتوى الرمزية والتي هي قلب القصيدة ، حيث يأتي بـ (كأن) مرتين ليؤكد التشبيه (كأن مكامن البركان في رئتي - كأن الارض والإنسان يجتمعان في لغتي دماً ) وهذا من البديع ، ثم يأتي برمزية هائلة قد احتوتها ثقافة الشاعر ورصيده الميداني المُعَـبِّر ليعلن انتفاضة الحرف مرة أخرى كالبركان الزافر من كوامن الرئة ، فيالها من زفرة وهدرة ، فَسطَّر الرمزية الدالة :
" يري مابعد بطن الحوت
غدا بقميصه المرقوع
غدا بفؤاده المفجوع
ينهض من رماد المصطلى
او من سعار الجوع
ويصعد في جمال الحق "
المقطع السادس /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
احتوى التفاؤل الذي لم يستمر حتى بدأ بالانزياح والنزوح الى التشاؤم . حيث تفائل الشاعر بإستواء الوقت والزمن بإشراقة النور الإلهي الموعود لتعم عدالة السماء ، وهنا استوقفني هذا السبك الفصيح الرائع حين يرصف العبارات التي زانتها الفاظ هائلة ورشيقة ترافق هذا الاشراق :
" وينهض كل ذي جدث
ويمرع كل ذي يبس
ويقعي ناكص الخطوات "
الالفاظ (جدث ـ يمرع – يقعي) ليست بالغريبة او الوحشية النافرة عن الذوق والسمع ، بل هي من رشيق اللفظ وفصيحه ، وأتت ْ موائمة للمعنى وهذا من شروط السبك والنظم والانشاء . فمعانيها على التوالي (قبر- الخصب ـ يجلس على اليته) ونلاحظ كيف اتت المعاني مُقاسة على الالفاظ .
ثم ينماز اهل الباطل عن اهل الحق بظهور هذه العدالة المنتظرة . حيث يأسف الشاعر الى اخوان في الدين والدم ممن اغواهم الشيطان ، مازالوا على عهد الغواية والاثم ومناصرة الشيطان "
" وا اسفي ?!
اخ في الطين?!
والكلمات
والأشجان
أخ مثل النعامة مسبل الأجفان
حتى الآن
حتى الآن...
يستمري طقوس الذل
منكفئا?!
ويعبد اكبر الاوثان!!!!! "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احتوى وصف حال الهدف وهو (الوطن) وقد بانت مقاساته الآن ، فهو يبدأ بقلب وجوهر الوطن الكبير (القدس) وقد أجاد شاعرنا أَّيما إجادة في وصفه :
" هذا المشعل الازلي
هذا التاج والمنهاج
هذا الطائر المعراج
مذبوح من الاوداج "
اربعة اشطر معبرة وطائرة بقافية جميلة حرف (الجيم ) وهو من أصوات الجهر والتي جاءت مناسبة وهذه المعاني والمسميات . ثم ان هذا التسلسل المقفى دليل على الاثر الانفعالي في ضخ الذات .
المقطع الرابع /
ــــــــــــــــــــــــــــ
احتوى وصف حال الذات للشاعر ، وهو ينزاح الى مشاعره الدفينة ، ويفرشها على بساط النص ، مُحمَلة بكل عناصر الحزن والأسى والجوى ، فيأتي بقلبه طائعا امام الجمهور (ومالي غير هذا القلب) ويصف حاله بالتفاعل التبادلي وصراع الذات (اجرحهُ ويجرحني ـ واعزف نبضه القاني ويُعزفني) ثم يعطف عليه بتصريح لفظي آخر دال ليجعله القلب الاكبر (ومالي غير هذا الشعب) (اوزعه ويوزعني) ، وهذا التعبير المتوازي مع ما قبله يعتبر من جمال السبك .
المقطع الخامس /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
احتوى الرمزية والتي هي قلب القصيدة ، حيث يأتي بـ (كأن) مرتين ليؤكد التشبيه (كأن مكامن البركان في رئتي - كأن الارض والإنسان يجتمعان في لغتي دماً ) وهذا من البديع ، ثم يأتي برمزية هائلة قد احتوتها ثقافة الشاعر ورصيده الميداني المُعَـبِّر ليعلن انتفاضة الحرف مرة أخرى كالبركان الزافر من كوامن الرئة ، فيالها من زفرة وهدرة ، فَسطَّر الرمزية الدالة :
" يري مابعد بطن الحوت
غدا بقميصه المرقوع
غدا بفؤاده المفجوع
ينهض من رماد المصطلى
او من سعار الجوع
ويصعد في جمال الحق "
المقطع السادس /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
احتوى التفاؤل الذي لم يستمر حتى بدأ بالانزياح والنزوح الى التشاؤم . حيث تفائل الشاعر بإستواء الوقت والزمن بإشراقة النور الإلهي الموعود لتعم عدالة السماء ، وهنا استوقفني هذا السبك الفصيح الرائع حين يرصف العبارات التي زانتها الفاظ هائلة ورشيقة ترافق هذا الاشراق :
" وينهض كل ذي جدث
ويمرع كل ذي يبس
ويقعي ناكص الخطوات "
الالفاظ (جدث ـ يمرع – يقعي) ليست بالغريبة او الوحشية النافرة عن الذوق والسمع ، بل هي من رشيق اللفظ وفصيحه ، وأتت ْ موائمة للمعنى وهذا من شروط السبك والنظم والانشاء . فمعانيها على التوالي (قبر- الخصب ـ يجلس على اليته) ونلاحظ كيف اتت المعاني مُقاسة على الالفاظ .
ثم ينماز اهل الباطل عن اهل الحق بظهور هذه العدالة المنتظرة . حيث يأسف الشاعر الى اخوان في الدين والدم ممن اغواهم الشيطان ، مازالوا على عهد الغواية والاثم ومناصرة الشيطان "
" وا اسفي ?!
اخ في الطين?!
والكلمات
والأشجان
أخ مثل النعامة مسبل الأجفان
حتى الآن
حتى الآن...
يستمري طقوس الذل
منكفئا?!
ويعبد اكبر الاوثان!!!!! "
المقطع السابع /
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
والذي جاء بالخاتمة الاحساسية المرهفة والتي حَمَّلَها رمزية دالة واضحة بتوقف الاسف ، لان لافائدة من صراخ الحرف ، وهنالك من يختبيء تحت عباءة الشيطان . فياتي بالشطر :
" كفى اسفا "
ـ وهذا الابتداء بالفعل :في) هو دليل على الاستغناء ، ثم يصف حال من يأسف عليه فيقول :
" علي من غص بالغثيان
قبل بداية الإبحار
واخفى راسه المعروق
تحت عباءة الشيطان...! "
ــ والقاريء لعمق النص يجد خفوت البوح والشجن ، لنهاية هذا الزفير البركاني بهذه الخاتمة الدالة .
ــ امامنا نص اتصف بالطول الخالي من الحشو والمبالغة في الرصف ، وللطول دلالة على عمق الألم والتوجع والهمّ والحزن .
ــ رصف الشاعر نظام الاسطر القصيرة الطول و القليلة الالفاظ ، والتي تعتبر من مشاق التأليف .
ــ نجح الشاعر في الإتيان بصور شعرية غاية في الروعة ، والتي لاتحتاج الى معادلات لفك الرموز والطلاسم ، وهذا يندرج تحت لافتة الوضوح والجلاء وفطنة المؤلف .
ــ استخدم الشاعر الالفاظ التي تناسب معانيها وهذا من جمال الفصاحة في السبك والانشاء .
ــ لم يُزِغ الشاعر عن فحوى الفكرة ، ولم يأت بما يشوش الذهن والاحساس للمتلقي .
ــ تحية وتقدير للاخ الاديب الاستاذ غازي ابوطبيخ لهذا العرض المشرق الدال ، وليس ذلك بغريب على مشيب احتضن الادب كاحتضان ( البحر للسفان) والذي جاء تعبيراً عن مخاض وإرهاصات ، لزمنٍ غردّ بغير لحن .
ــ الحديث ذو شجون ... لكن هذا مايسمح به الحال لنقد هذا الجمال .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
والذي جاء بالخاتمة الاحساسية المرهفة والتي حَمَّلَها رمزية دالة واضحة بتوقف الاسف ، لان لافائدة من صراخ الحرف ، وهنالك من يختبيء تحت عباءة الشيطان . فياتي بالشطر :
" كفى اسفا "
ـ وهذا الابتداء بالفعل :في) هو دليل على الاستغناء ، ثم يصف حال من يأسف عليه فيقول :
" علي من غص بالغثيان
قبل بداية الإبحار
واخفى راسه المعروق
تحت عباءة الشيطان...! "
ــ والقاريء لعمق النص يجد خفوت البوح والشجن ، لنهاية هذا الزفير البركاني بهذه الخاتمة الدالة .
ــ امامنا نص اتصف بالطول الخالي من الحشو والمبالغة في الرصف ، وللطول دلالة على عمق الألم والتوجع والهمّ والحزن .
ــ رصف الشاعر نظام الاسطر القصيرة الطول و القليلة الالفاظ ، والتي تعتبر من مشاق التأليف .
ــ نجح الشاعر في الإتيان بصور شعرية غاية في الروعة ، والتي لاتحتاج الى معادلات لفك الرموز والطلاسم ، وهذا يندرج تحت لافتة الوضوح والجلاء وفطنة المؤلف .
ــ استخدم الشاعر الالفاظ التي تناسب معانيها وهذا من جمال الفصاحة في السبك والانشاء .
ــ لم يُزِغ الشاعر عن فحوى الفكرة ، ولم يأت بما يشوش الذهن والاحساس للمتلقي .
ــ تحية وتقدير للاخ الاديب الاستاذ غازي ابوطبيخ لهذا العرض المشرق الدال ، وليس ذلك بغريب على مشيب احتضن الادب كاحتضان ( البحر للسفان) والذي جاء تعبيراً عن مخاض وإرهاصات ، لزمنٍ غردّ بغير لحن .
ــ الحديث ذو شجون ... لكن هذا مايسمح به الحال لنقد هذا الجمال .
محبتي وتقديري ..
......................................................
(النص)
غدي ...
مازال خلف الوقت
للشاعر غازي ابوطبيخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-خذيني....
يا رياح الشرق
صرف غمامة حمرا
وذريني....
على تاريخك المنسي
أو تاريخك المتواطئ الهمجي
امحضه دمي حينا,
واخرق صمته اخرى....
فقد ضجت مدائن مهجتي
واستوحش المسرى
.............................................
.
دخان من أجاق الحقد
يغشى باحة الوطن
وقاطرة معربدة
تراءت من تخوم الريب
تحمل كل مرتجف ومرتهن
سراج القدس
هذا المشعل الازلي
هذا التاج والمنهاج
هذا الطائر المعراج
مذبوح من الاوداج
والسكين?
والسكين?
يا ويلاه!!!!!
منسوب الى سوق النخاسة
في مستنقع الفتن
............................................
ومالي غير هذا القلب
اجرحه
ويجرحني
واعزف نبضه القاني
ويعزفني
زمان الخوف
ارقه وارقني
زمان الرعب
يشنق بهجة المدن
ويعلن
مهرجان الشك
والغثيان
والافن
ومالي غير هذا الشعب
اوزعه ويوزعني ..
فنرقص
كالهنود الحمر حول النار
لاندري ....
ابعد الرقصة الخرقاء
من زمن
بلا محن?!!!....
..........................................
هنا غاب من الكلمات
مصلوب كزيد الخيل
فوق جدار آمالي
هنا قلب الحقيقة في مهب الريح
يرقل بين اضلاعي
ويعرض كل احوالي
أحدق في غدي المطعون
من قبل!!
ومن دبر!!
فأشهد انه مازال خلف الوقت
مثل طموح اطفالي
....................……………………....
كأن مكامن البركان
في رئتي
كان الارض والإنسان
يجتمعان في لغتي
دما...
يضرى بسر النار
دما ...
يعرى علي بوابة الثوار
ويطلق خيل قافيتي
يرج خرائط الموتى
يزلزل وهدة الثاوين
في غيبوبة الافيون
ويدنو من حجاب الموت
يسبق مدلجا
حتى خيول الفوت
يرى مابعد بطن الحوت
غدا بقميصه المرقوع
غدا بفؤاده المفجوع
ينهض من رماد المصطلى
او من سعار الجوع
ويصعد في جمال الحق
فثمة رغم لفح الريح
يشهد ساري البيرق
..............................................
سيشرق
صحصحان الوقت بالأنوار
وينهض كل ذي جدث
ويمرع كل ذي يبس
ويقعي ناكص الخطوات
وا اسفي ?!
اخ في الطين?!
والكلمات
والأشجان
أخ مثل النعامة مسبل الأجفان
حتى الآن
حتى الآن...
يستمري طقوس الذل
منكفئا?!
ويعبد اكبر الاوثان!!!!!
............................................
أحس جوانح التاريخ
تحضن مهجتي
كالبحر
والسفان...
قالت ..والنجوم معي..
سهارى تشهد الميدان...
- هدير البحر
يكشف عزمة البحار
فامخر
ضد مجرى الريح
والتيار
كفى اسفا
علي من غص بالغثيان
قبل بداية الإبحار
واخفى راسه المعروق
تحت عباءة الشيطان...!
....................................................................
أجاق : فرن او موقد كبير
يرقل : نوع من المسير المتقلقل المرهق..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
......................................................
(النص)
غدي ...
مازال خلف الوقت
للشاعر غازي ابوطبيخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-خذيني....
يا رياح الشرق
صرف غمامة حمرا
وذريني....
على تاريخك المنسي
أو تاريخك المتواطئ الهمجي
امحضه دمي حينا,
واخرق صمته اخرى....
فقد ضجت مدائن مهجتي
واستوحش المسرى
.............................................
.
دخان من أجاق الحقد
يغشى باحة الوطن
وقاطرة معربدة
تراءت من تخوم الريب
تحمل كل مرتجف ومرتهن
سراج القدس
هذا المشعل الازلي
هذا التاج والمنهاج
هذا الطائر المعراج
مذبوح من الاوداج
والسكين?
والسكين?
يا ويلاه!!!!!
منسوب الى سوق النخاسة
في مستنقع الفتن
............................................
ومالي غير هذا القلب
اجرحه
ويجرحني
واعزف نبضه القاني
ويعزفني
زمان الخوف
ارقه وارقني
زمان الرعب
يشنق بهجة المدن
ويعلن
مهرجان الشك
والغثيان
والافن
ومالي غير هذا الشعب
اوزعه ويوزعني ..
فنرقص
كالهنود الحمر حول النار
لاندري ....
ابعد الرقصة الخرقاء
من زمن
بلا محن?!!!....
..........................................
هنا غاب من الكلمات
مصلوب كزيد الخيل
فوق جدار آمالي
هنا قلب الحقيقة في مهب الريح
يرقل بين اضلاعي
ويعرض كل احوالي
أحدق في غدي المطعون
من قبل!!
ومن دبر!!
فأشهد انه مازال خلف الوقت
مثل طموح اطفالي
....................……………………....
كأن مكامن البركان
في رئتي
كان الارض والإنسان
يجتمعان في لغتي
دما...
يضرى بسر النار
دما ...
يعرى علي بوابة الثوار
ويطلق خيل قافيتي
يرج خرائط الموتى
يزلزل وهدة الثاوين
في غيبوبة الافيون
ويدنو من حجاب الموت
يسبق مدلجا
حتى خيول الفوت
يرى مابعد بطن الحوت
غدا بقميصه المرقوع
غدا بفؤاده المفجوع
ينهض من رماد المصطلى
او من سعار الجوع
ويصعد في جمال الحق
فثمة رغم لفح الريح
يشهد ساري البيرق
..............................................
سيشرق
صحصحان الوقت بالأنوار
وينهض كل ذي جدث
ويمرع كل ذي يبس
ويقعي ناكص الخطوات
وا اسفي ?!
اخ في الطين?!
والكلمات
والأشجان
أخ مثل النعامة مسبل الأجفان
حتى الآن
حتى الآن...
يستمري طقوس الذل
منكفئا?!
ويعبد اكبر الاوثان!!!!!
............................................
أحس جوانح التاريخ
تحضن مهجتي
كالبحر
والسفان...
قالت ..والنجوم معي..
سهارى تشهد الميدان...
- هدير البحر
يكشف عزمة البحار
فامخر
ضد مجرى الريح
والتيار
كفى اسفا
علي من غص بالغثيان
قبل بداية الإبحار
واخفى راسه المعروق
تحت عباءة الشيطان...!
....................................................................
أجاق : فرن او موقد كبير
يرقل : نوع من المسير المتقلقل المرهق..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ